نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

عالم السياسة والاقتصاد والقانون

هذه المدونة تعبر عن الكثير من الأبحاث التي قدمتها

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

العلاقات المصرية السعودية

تشكل العلاقات المصرية السعودية في عهد الملم سعود نقطة مهمة في تاريخ العلاقات العربية العربية عموماَ والمصرية السعودية خصوصاَ وأهم ما طرأ عليها خلال هذه الفترة :
* الزيارات المتبادلة بين زعماء الدولتين.
كان الملك سعود رحمه الله ذو نظرة سياسية محنكة، وكان حريصاً على عمل كل ما من شأنه تعزيز النهضة العربية والحفاظ على وحدتها وعروبتها ، ويرى أن توطيد علاقته مع الدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص هي أهم خطوة يخطوها لتعزيز أركان الوحدة العربية، لذلك حرص على تبادل الزيارات الودية مع مصر، وكانت أول زيارة له بعد تولية الحكم في 15 رجب 1373هـ الموافق 20 مارس 1954م [1] وكان أول ملك عربي يزور مصر،بل أول رئيس دولة يزور مصر بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته يوم 23 يوليو 1953م والذي انتهى بتنازل الملك فاروق ومغادرته البلاد إلى ايطاليا. [2]
وكان في معية صاحب الجلالة عشرة من الأمراء وأربعة من الوزراء، وقد استقبلهم اللواء محمد نجيب[3] وأعضاء مجلس قيادة الثورة والوزراء، وقد استعدت مصر بكاملها استعداداً كبيراً لاستقبال الملك سعود، فقد أقيمت الزينات على واجهات البيوت والمحال التجارية قبيل وصل جلالته إلى القاهرة ،وأقيمت أقواس النصر المزينة بالأعلام المزخرفة من سعودية ومصرية تخللتها لوحات فنية جميلة تحمل ارق عبارات الترحيب.[4] وأقيم له عرض عسكري تخللت طلعات لسلاح الطيران،ثم حضر سباقاً للخيل.[5]
ثم قام بزيارة مصانع الطائرات والذخيرة وهنأ رئيس مصر بتقدم الجيش المصري ومصانعة الحديثة،ثم اتجه إلى منطقة الأهرام وزار معالمها التاريخية،وقام برحلة على نهر النيل بالقناطر الخيرية،كما قام بزيارة الكلية الحربية ،وكلية البوليس، ومتحف الفن الإسلامي والمعرض الزراعي ودار السفارة السعودية، وقد أقامت له الجالية السعودية هناك من طلاب بعثات علمية وعسكرية حفلاً بهيجاً.[6]
وجاءت زيارة الملك سعود هذه إلى مصر مصادفة لاشتداد المنافسة على الحكم بين اللواء محمد نجيب رئيس الدولة وقائد الانقلاب، وبين العقيد جمال عبد الناصر رئيس مجلس قيادة الثورة، وكان يومئذٍ يتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية ويسعى بجميع قواه لإقصاء اللواء محمد نجيب ، وقد حاول الملك سعود إصلاح وتسوية الأمور بينهما ونجح في تهدئة الخواطر وتقريب وجهات النظر.
وهذا ماورد في مجلة المصور17 رجب 1373هـ الموافق 22 مارس 1954م في عدد خاص عن المملكة العرب ة السعودية بمناسبة زيارة الملك سعود لمصر إذ أوردت صورة للملك سعود والرئيس محمد نجيب ، وتحت الصورة تعليق يقول (على أثر المؤتمر المشرك الذي عقده مجلس قيادة الثورة في دار الرئاسة مساء الأحد الماضي توجه الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر إلى قصر الطاهرة، حيث كان الملك سعود في انتظارهما ليطمئن على نتيجة الاجتماعات، وهناك أبدى الملك سعود ارتياحاً لعودة المياه إلى مجاريها وودعهم بنفسه حتى السلم الخارجي للقصر.[7]
ورغم ما بذله الملك سعود من وساطات بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر إلا أن الخلافات تطورت مما اضطر الملك سعود أن يؤجل سفره حتى يستطيع بذل الجهود لإنهاء الخلاف وما أدل على ذلك من دعوة الملك سعود لكلا الطرفين في ساعة متأخرة من الليل في محاولة لتسويه الخلاف بينهما[8] .
ثم غادر الملك سعود وحاشيته القاهرة يوم 25 رجب1373هـ الموافق 30 مارس 1954م بعد إقامة امتدت عشرة أيام*
وبعد مغادرته اشتدت الأزمة وتفاقمت، ولم تنته إلا باستقالة اللواء محمد نجيب من رئاسة جمهورية مصر العربية، وبذلك طويت صفحة من صحائف التاريخ المصري لرئاسة اللواء محمد نجيب لتبدأ صفحة جديدة مع الرئيس جمال عبد الناصر.
• حج عبد الناصر وزيارته الأولى للملكة:.
يعتبر الحج بالنسبة لزعماء الدول الإسلامية فرصة سانحة لزيارة المملكة العربية السعودية والعمل على توطيد العلاقات معها، وفي ذات الوقت هو شرف عظيم للحكومة السعودية لتقديم الخدمات وكافة سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، فقد أرسلت الحكومة السعودي ه طائرة خاصة إلى القاهرة لنقل الرئيس جمال عبد الناصر ومرافقيه لأداء فريضة الحج ، ووصلوا إلى جده بملابس الإحرام في يوم السبت7 ذو الحجة 1373هـ الموافق 6 أغسطس سنه 1954، واستقبلهم الأمير مشعل وزير الدفاع وكبار الدولة وحل ضيفاً كريماً على الملك سعود يرحمهما الله[9].
ثم عقدت اجتماعات سياسيه دار البحث فيها حول قضايا العالمين العربي والإسلامي وتم الاتفاق على الأمور الآتية:
1- إنشاء مؤتمر إسلامي يعنى بشؤون المسلمين ويدرس قضاياهم ويبذل لشعوبهم المساعدات المادية والأدبية على أن يرأسه الملك سعود .
2- تتولى الحكومتان السعودية والمصرية إثارة قضيتي المغرب وتونس* أمام هيئة الأمم المتحدة في أول دوره تعقدها، وكان هذا الاجتماع موفقا وقد اعتبر الرئيس جمال عبد الناصر هذه الزيارة ناجحة.[10]
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس جمال عبد الناصر هذه لم تكن هي الزيارة الأولى للمملكة، بل سبق وان قدم إليها، وذلك قبل توليه الرئاسة، فبعد وفاة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن*ولم تكن انقضى أكثر من خمسة أيام على وفاته، قررت مصر بعثة شرف على مستوى عال إلى الحجاز برئاسة البكباشي جمال عبد الناصر نائب رئيس الجمهورية آنذاك، لتقديم واجب العزاء وتهنئة الملك سعود بتقلده سده الحكم ،ولكي يتعرف في الوقت نفسه على الملك الجديد ،فقد كانت أول مره بقابل جلالته جمال عبد الناصر، وقد الملك سعود على تكريم البعثة المصرية باستضافتها في قصره الملكي الخاص[11].

وعلى الرغم من أهمية هذه الزيارة إلا أن بعض المراجع التي كتبت عن تاريخ الملك عبد العزيز والملك سعود لم تذكر هذه الزيارة بل إنهم اعتبروا زيارة جمال عبد الناصر بعد توليه الرئاسة وقدومه حاجاً عام 1954م هي أول زيارة للمملكة.

ونحن هنا لا نستطيع إغفال وتجاهل أمر هذه الزيارة لأنها تظهر موقف مصر الأخوي والمتعاطف مع المملكة إزاء هذا المصاب الجلل، وينبغي أيضاً أن نذكر موقف اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية آنذاك حيث بادر بإرسال برقيه إلى جلالة الملك سعود جاء فيها " كان لنبأ وفاة المغفور له والدكم العظيم أبلغ الأثر في نفسي وإني لأبعث إلى جلالتكم بإسمي وبإسم الحكومة والأمة المصرية جمعيا أخلص التعزية وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل راجياً لكم الصبر وطول البقاء"

كما تم تكليف سفير مصر في المملكة للإشراك في تشييع جنازة الملك الراحل، كما قرر مجلس الوزراء المصري إعلان الحداد الرسمي لمده أربعة عشر يوماً بدءاً من يوم الوفاة.
*استمرار العلاقات الودية وموقف الدول الاجنبية من ذلك:.
واصلت الحكومة السعودية السير على سياسة التعاون الأخوي مع مصر، ونشأت بين البلدان علاقات مودة وأخوة حقيقية ، مما جعل مواقفهم الدولية تجاه القضايا السياسية موحده ولا تختلف، فعندما عرضت الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع حلف بغداد على العرب* رفضوه بشده باستثناء العراق، واشترطوا لقبوله شروطا معينه تنصب على تحقيق مصالحهم العربية المشتركة، ولأهمية هذا الوضع جاءت الزيارة الرسمية الثانية للملك سعود إلى مصر في أوائل شهر مارس سنة 1956م لبحث الموقف والاتفاق على تخطيط السياسة التي تصون مصالح العرب وتحفظ كرامتهم وبلادهم، مما يؤكد مدى التفاهم بين السعودية ومصر وأهمية كلا منهما للآخر بشكل خاص وللامه العربية بشكل عام.[12]
إلا أن هذا التقارب والتفاهم بين السعودية ومصر لم يعجب الدول الاجنبية ولن يكون في صالحها اجتماع واتفاق العرب ووحدتهم، فقد رأت أن محور الرياض_القاهرة هو المحور الذي سيخدم الأمة العربية والإسلامية ويقف في وجه المخططات والأهداف التي تسعى لتحقيقها، لذلك كان لابد من إيجاد طريقة ما تقضي على هذا المحور ، فبدأت الدسائس ومحاول ة إثارة الفتنه بين الملك سعود والرئيس جمال،فقد أرسل السفير المصري بأمريكا"احمد حسين" إلى الرئيس جمال تقريرا يقول فيه أن هناك محاولات خطيرة للتفريق بينه وبين الملك سعود، وتقوم هذه المحاولة على أساس تخويف الملك سعود من الرئيس جمال،وقاموا بوصفه بالثائر المتطرف الذي سيكون اشد خطرا عليه من النفوذ البريطاني و الشيوعي،* وان البعثة العسكرية المصرية في الرياض تعمل على بث أفكار جمال عبد الناصر بين الضباط السعوديين وما إلى ذلك من الأمور الخبيثة التي لا صحة لها على الإطلاق.[13]
لقد أدرك الرئيس جمال عبد الناصر خطورة هذا التقرير فسافر في 20 ابريل عام 1956م إلى جده لمقابلة الملك سعود، وتكذيب كل ما جاء في هذا التقرير بقوله ( إنني أرجوك أن تعتبر نفسك قائدا أعلى لكل عسكري مصري يعمل في السعودية وإذا بلغك عن احدهم شي ولو مجرد الظن فلك أن تصدر أمرا بعودته إلى مصر وثق أن ذلك لن يؤثر على علاقتنا ، وان كل التقارير التي تصلني تؤكد لي أن خطة الغرب الآن هي التفريق بيننا وعلينا ألا نعطيهم فرصة مهما كان الثمن)
ورد الملك سعود بأنه لم يصله شي عن نشاط غير مرغوب فيه من جانب مصري واحد، وكل ما لديه أن المصريين هم أكثر الناس جدا وإخلاصا في خدمة المملكة
وقد انتهى هذا اللقاء بعقد اتفاقية عسكرية ثنائية بين البلدين توثق عرى الصداقة والمحبة بينهم، وتخيب آمال القوى الاجنبية التي سعت لإشعال الفتنه بين البلدين الشقيقين.[14]
لقد كان للولايات المتحدة أسباب ودوافع جعلتها تقوم بإشاعة الأكاذيب على مصر وإحراجها مع الدول الصديقة لها، فالسياسة المصرية أصبحت تسير في صف التيار الروسي المعاكس لسياستها الدولية، فعندما طلبت القاهرة من واشنطن أن تبيعها كمية من السلاح كانت في حاجة إلية، اشترطت الولايات على مصر أن تعقد صلحاً مع إسرائيل وتعترف بها، ومن ثم تدخل في الدائرة الأمريكية وتصبح تابعة لها.[15]
لم يكن من المحتمل موافقة مصر على هذه الشروط التي تجعلها خاضعة للنفوذ الأمريكي، لذلك قررت مصر اللجوء إلى موسكو حيث اعتبرت الأخيرة لجوء مصر إليها فرصة سانحة للوقوف في وجه الولايات المتحدة التي طلبت من مصر رفض السلاح الروسي بعد وصوله إلى الإسكندرية.
بطبيعة الحال لم تستجب مصر لهذا الطلب، فازدادت الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة لهذا الأمر ولأمر آخر، وهو مشاركة مصر في مؤتمر عقد في "بريوني"[16] كان في جملة مقرراته الأخذ بمبدأ عدم الانحياز في العالم الدولي والدعوة إلى التعايش السلمي.[17]
رأت واشنطن في إقرار هذا المبدأ تحيزاً للإتحاد السوفيتي وخروجاً على سياستها، ولكي تعاقب مصر على تعاونها مع الاتحاد السوفيتي، أبلغتها يوم 19 يوليو 1956م رفضها تمويل مشروع بناء السد العالي، وضغطت على حلفائها في صندوق النقد الدولي لترفض هي الأخرى تمويل هذا المشروع

رأى الرئيس جمال عبد الناصر أن يكيل بنفس الكيل، وان يرد على الضربة بضربة مثلها، خاصة وأن رفض الولايات المتحدة تمويل مشروع السد جاء بإهانة سياسية بالغة لمصر.* فأعلن في 26 يوليو 1956م قراره التاريخي بتأميم قناة السويس،*ورفع يد الانجليز والفرنسيين الذين كانوا يستغلونها على أوسع نطاق ويربحون منها ملايين الجنيهات سنويا.[18]
وخلال الاجتماع الذي عقده جمال عبد الناصر بوزراء دولته ليعلن لهم قرار تأميم قناة السويس قال لهم " إنني أريد أن أكون منصفا لكم جميعا، فأسجل هنا إنني أتحمل مسؤولية قرار تأميم قناة السويس، وللشعب المصري وللتاريخ أن يحاسبوني عليه ، فلست أريد لأحد منكم أن يحمل مسؤولية قرار خطير لم يعرف به إلا قبل إعلانه بوقت قصير"[19] .
نقول ربما كان قرار التأميم قرارا صعباً، ومخاطرةً كبيرة بالنسبة لمصر، حيث كان الأول من نوعه في العالم العربي الذي كانت بعض دوله مازالت ترزح تحت الاستعمار الأجنبي، والتي كانت سيطرة الانجليز والفرنسيين على قناة السويس أحد أنواعه، لذلك كان لابد من اتخاذ هذا القرار لتحقيق مصالح مصر السياسية والاقتصادية، ولاشك أن اتخاذ الرئيس جمال عبد الناصر وإقدامه على هذه الخطوة الهامة قد حفظ لمصر حريتها السياسية وحقوقها الاقتصادية منذ ذلك الحين والى وقتنا الحاضر، فقد أصبحت إيرادات قناة السويس احد المصادر الرئيسية للدخل القومي في مصر.
وقد حققت القناة في شهر مايو2006م إيرادا قياسياً بلغ 342.6 مليون دولار، وهو أعلى إيراد شهري تحققه منذ افتتاحها للملاحة للمرة الأولى في عام 1869م، حيث بلغ إجمالي عدد السفن المارة 1563 سفينة، ومن المتوقع زيادة إيرادات القناة في المستقبل وذلك بسبب التوسعات التي جرت في المجرى الملاحي للقناة، ومكنته من استيعاب مرور ناقلات عملاقة لم تكن قادة على المرور به من قبل.[20]
وبعد إعلان هذا القرار على المستوى الدولي بادر الملك سعود بإرسال برقية عاجلة إلى السفير السعودي بالقاهرة يقول فيها " قابل حالا السيد الرئيس وارفع له باسمنا تأيدنا الكامل للخطوة التي خطاه ا في تأميم شركة ونحن واثقون أن الرئيس يعرف موقفنا واتجاهنا وتأييدنا المطلق له في شتى مجالات التعاون، وارفع لسيادته تحياتنا وتمنياتنا الطيبة"[21]
ولم يكن موقف الملك سعود المؤيد لقرار التأميم موقف شخصي فقط، بل أن ولي العهد الأمير فيصل يرحمه الله أعرب كذلك عن تأييده مصر أثناء حديثة مع مندوب الإذاعة المصرية وقال "إن هذا حق مصر ولا احسب الدول المختلفة تقدم على التوسل بالقوة لإنفاذ رأيها وأرى أن الأمر انتهى بما فيه مصلحة بلادكم"
وقد غمرت فرحة القرار قلوب الشعب السعودي بأكمله، وأخذت الصحف المحلية تنشر خطب الرئيس جمال عبد الناصر، وبيانات الحكومة في الصفحات الأولى من إعدادها.
لقد أدرك الرئيس جمال عبد الناصر أن قراره هذا بقدر ما أنه أسعد العالم العربي وأبهجه، إلا أنه عكر صفو الدول العظمى وأصبح لها رد فعل مغاير للدول العربية، فقد أسرعت كلاً من فرنسا وإنكلترا وأمريكا إلى تجميد الأموال المصرية في الخارج، وبدأت حملات التهديد من كل جانب، وبدأ التوسط لعقد المؤتمرات وإجراء المفاوضات بغية الوصول لحل يمكن الغربيون من الدخول للقناة من النافذة بعد أن طردوا من الباب، ورفعت القضية إلى مجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة،[22] ولكن دون جدوى، فلم يتبقى أمامهم سوى خيار واحد، وهو خيار الحرب الذي تزعمته إسرائيل بمشاركة بريطانية وفرنسية، وقد كانت فرنسا من أشد المتحمسين لاتخاذ إجراءات حربية ضد مصر، لإيمانها بأن مصر لو نجحت في تأميم القناة فإن كل مجهوداتها في مقاومة الثورة الجزائرية تذهب هباءً منثوراً، حيث كانت ثورة الجزائر بفضل تأييد مصر الأدبي والمادي* لها في موقف قوي لا يمكن القضاء عليها،[23] كما أن هذا القرار كان ضربة قوية لبريطانيا التي تملك أسهم شركة القناة، وقد تلاقت مصلحة فرنسا وبريطانيا مع مصلحة إسرائيل التي كانت حانقة على مصر لمنعها مرور السفن الإسرائيلية الناقلة لبضائعها بعد حرب فلسطين، أما بالنسبة للولايات المتحدة فقد اتخذت موقف متردد، فهي مهتمة ببقاء علاقاتها الطيبة مع البلاد العربية المنتجة للبترول، والترانزيت عبر السويس،[24] وهي في ذات الوقت لا تخفي حنقها الشديد على الرئيس جمال وسياسته، ورغبتها الجامحة في عزل مصر وناصر أولاً عن العرب عامةً وعن السعوديين بصفة خاصةً[25].
وقد جاء موقف الاتحاد السوفيتي من سياسة التأميم مؤيداً لها بشكل كامل، ويتضح ذلك من خلال البيان الهادئ الذي أصدره حيث يقول" أن القناة ملك لمصر وأن تأميمها إجراء قانوني عادي لصالح اقتصاد مصر" وقد رأت في ذلك فرصة للتدخل في شؤون الشرق الأوسط وممارسة نشيطاً في المواجهة العالمية في تلك المنطقة.[26]

لقد وضع الرئيس جمال عبد الناصر ردة فعل إسرائيل والدول الغربية فرنسا وانكلترا في عين الاعتبار، لذلك جاءت خطوته في هذا القرار واثقة وقوية وبترتيبات مسبقة[27]، ولكنه كان بحاجة إلى من يدعم موقفه ويؤيده ويقف بجانبه من الدول العربية، فكان الملك سعود أقرب الأقربين إليه، فقد اقترح عقد اجتماع للتشاور بينهما، وبناءً على ذلك قدم الرئيس جمال عبد الناصر إلى الدمام يوم 23 سبتمبر 1956م، وعقد الاجتماع بينهما وخلال ذلك اقترح الرئيس جمال مسألة مهمة ألا وهي ضرورة إيجاد تنسيق أكبر بينه وبين الملك، ومصارحة مستمرة تكشف محاولات الوقيعة بينهما أولا بأول.[28]
وقد دعا الملك سعود الرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية، وعقدت اجتماعات هامة بينهم، أجمعوا من خلالها على أن المشكلة وما أحاط بها من ظروف وملابسات تعني البلاد العربية جمعاء، وأنهم يؤيدون مصر تأييداً كاملاً في سائر مواقفها، خاصة فيما يتعلق بقناة السويس التي هي ملك لمصر.
وكانت هذه الاجتماعات دليل واضح على حرص الملك سعود على التضامن العربي والوحدة العربية وتوحيد الصف، مما كان له أثر طيب في نفس الرئيس جمال عبد الناصر وفي نفوس الشعوب العربية والإسلامية.

محطات التوقف في مصر:.
أرسل الرئيس أيزنهاور[29] رئيس الولايات المتحدة إلى الملك سعود دعوة رسمية لزيارة بلاده، فلبى الملك دعوته، وقبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة قام بزيارة لمصر فبلغ القاهرة يوم 17 يناير سنة1957م، والتقى هناك بملك الأردن الملك حسين بن طلال ونائب رئيس الجمهورية ودارت مباحثات بشأن صم الأردن إلى ميثاق التضمن العربي، وعقدت سلسلة اجتماعات انتهت يوم 19 من الشهر نفسه باتفاقية التضامن العربي.[30]
وبعد انتهاء زيارة الملك سعود للولايات المتحدة وفي طريق عودته، وبحكم العلاقات المتميزة بين السعودية ومصر، قام بزيارة مصر يوم 25 رجب سنة 1376هـ الموافق 25 فبراير 1957م،والتقى بجمال عبد الناصر وأطلعه على كافة التفاصيل التي دارت بينه وبين الرئيس الأمريكي، حيث بذل كل ما يملكه من جهد وطاقة في تأييد مصر، والعمل لإجلاء اليهود عن سيناء، وقد وصفت هذه الزيارة بأنها خطوة نحو الوحدة أكدت عمق العلاقة بين البلدين.[31]

وقد كان لهذه الزيارات المتبادلة بين الشقيقين الملك سعود والرئيس جمال أثراً كبيراً في توثيق أواصر المحبة والإخاء والتعاون يداً بيد في سبيل خدمة الأمة العربية والنهوض بها، والوقوف في وجه الأطماع الاستعمارية، والمخططات الأمريكية التي لا تهدأ إلا لمصلحتها الشخصية، وعى حساب الدول العربية، وما رأت تكاتف وتعاون الملك سعود مع مصر وسوريا، أدركت خطورة هذا المحور الثلاثي في الحيلولة دون تحقيق أهدافها وأطماعها الاستعمارية، ولم تر بداً من إحداث فجوة بين السعودية ومصر على وجه الخصوص، يقول أيزنهاور في مذكراته اليومية " إن سعود هو الشخص الوحيد الذي يستطيع بنجاح في أن يتحدى ناصر في قيادة العالم العربي ويحول حركة القومية العربية من اتجاه الاتحاد السوفيتي إلى اتجاه الغرب، ولا أرى أمامنا غيره وهو الشخص الذي علينا أن نمسك به "[32]

لقد أراد أيزنهاور استخدام الملك سعود في تحقيق مشروعه المسمى "بمبدأ أيزنهاور" القائم على حق تدخل الرئيس الأمريكي في شؤون دول الشرق الأوسط، وملء الفراغ الذي حدث فيها بعد استقلال معظمها من نفوذ القوى الانجليزية والفرنسية، ومساعدة أي دولة من دول الشرق الأوسط على ما من شأنه تنمية اقتصادياتها حتى لا تقع تحت تأثير الإغراء الشيوعي.[33]
فطلب من الملك سعود وهو في مصر أن يتوسط لدى جمال ليقبل تعديلات أمريكية لضمان حرية الملاحة للسفن الإسرائيلية، وكأنه أراد بذلك وضع الملك سعود في وجه المدفع، فقد كان يعلم أن الرئيس جمال لن يقبل هذه التعديلات، لكنه لم يعلم حرص الملك سعود على الروابط الأخوية مع مصر واحترامه لحق سيادة مصر في حقوقها الخاصة.[34]
ولما لم تنجح الولايات المتحدة في هذا الأمر، كثفت جهودها للوقيعة بين البلدين الشقيقين بالإشاعات الكاذبة، وإثارة الفتنة والفرقة بينهما، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم تزد الشقيقين إلا قرباً وصداقة. فقد تتابعت الزيارات الودية التي آخرها يوم الاثنين 8 شعبان 1373هـ الموافق 13 يناير 1964م، لحضور مؤتمر القمة العربي الذي عقد لبحث تحويل مجرى نهر الأردن، وجاءت هذه الزيارة في ظل من الود والإخلاص و العلاقات الحميمة بين البلدين والتي استمرت منذ ذلك الوقت وحتى عصرنا الحاضر.[35]





المبحث الثاني:
موقف المملكة المساند في حرب السويس عام 1374هـ:.
بعد قرار تأميم قناة السويس، فقدت القوى الاستعمارية السيطرة على نفسها، فكان في قرار الحرب أمل تحقيق وإجبار الرئيس جمال عبد الناصر تسليم القناة، ثم تأمين سقوطه[36]، فقامت بشن العدوان الثلاثي (إسرائيل - بريطانيا – فرنسا ) على مصر في 24 ربيع الأول 1376هـ الموافق29 أكتوبر 1956م.[37]
وإزاء هذا الموقف لم يكن من المستبعد أن تقف المملكة موقفاً مع شقيقتها مصر، في مواجهة هذا العدوان، فقد رأت أن هذا العدوان لا يقتصر على مصر فحسب بل هو اعتداء على كافة الدول العربية، فالأمة العربية كيان واحد لا يتجزأ كما ذكر السيد عبد الله الباقي رئيس وزراء لبنان" أن معركة القناة هي معركة العالم العربي بأسره وهذه الحقيقة تهيب بنا جمعياً أن نفتح عيوننا على الخطر لتداركه صفاً واحداً وقلباً حتى لا يكون في البلاد العربية سلطة سوى السلطة المنبعثة من الشعوب العربية لمصلحة العرب.[38]
وبحكم العلاقة الودية التي كانت بين المملكة ومصر، فإن الملك سعود كان أول من أعلن موقفه المساند لمصر في حربها ضد الدول الثلاث المعتدية، واتخذ التدابير العسكرية والسياسة والاقتصادية لذلك، وجاءت تحركاته المتتابعة كما يلي:.
أ‌- الأمر بالتعبئة العامة :.
أصدر الملك سعود بيان ملكي صباح الاعتداء اليهودي على مصر، وأمر بالتعبئة العامة والاستعداد للذود عن البلاد العربية والقيام بأداء الواجب الذي تملية العروبة[39]، فقد كان يعتبر بلاده طرفاً مباشراً في التصدي لإسرائيل وانجلترا وفرنسا، وقد وضع يده في يد الرئيس جمال عبد الناصر، ووضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية في خدمة إدارة الصراع ضد المعتدين.[40]
ثم أرسل برقية إلى الرئيس جمال ذكر فيها" إلى صاحب الفخامةالمشرف.لرئيس عبد الناصر، علمت بالعدوان اليهودي هذا الصباح، إننا وقواتنا وكل إمكانياتنا حاضرون للمعاونة في رد العدوان، وماداموا قد بدؤوا في هذا العدوان فعلى الباغي تدور الدوائر ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)
وقد رد الرئيس جمال ببرقية شكر فيها الملك سعود على موقفه المشرف[41].
لقد عاشت المملكة في تلك الآونة ظروف الحرب التي كانت تدور على الأراضي المصرية بكل دقائقها، فبعد إعلان التعبئة العامة، أصدرت وزارة الدفاع والطيران بياناً أمر فيه وزير الدفاع والطيران جميع المجازيين من الضباط والموظفين والجنود بسرعة العودة إلى وحداتهم، ووضعت جميع مطارات المملكة تحت تصرف الطيران المصري، وفتحت الموانئ السعودية لقطع الأسطول الحربي المصري والتجاري.[42]
ب‌- الجيش السعودي يتجه إلى الأردن:.
تحرك الجيش السعودي إلى الأردن ليكون قريباً من القتال.[43]
ت‌- افتتاح مكاتب للتطوع:.
افتتحت وزارة الدفاع مكاتب للتطوع في جميع أنحاء المملكة للذين يريدون الانضمام إلى الجيوش العربية، فتدفق الناس أمام مكاتب التطوع للحصول على شرف الانخراط في الجيش وكان على رأس المتطوعين أمراء البيت السعودي، وهم عبد الله الفيصل وزير الداخلية السابق، وفهد بن عبد العزيز وزير المعارف، وعبد الله بن عبد العزيز، سلطان بن عبد العزيز، مشعل بن عبد العزيز، مشاري بن عبد العزيز، نواف بن عبد العزيز، نايف بن عبد العزيز، وغيرهم من الأمراء[44] الذين لبسوا ملابس الجنود وتقلدوا بالسلاح واشتركوا في التمرينات العسكرية، وقد أدرك الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في مصر واجبهم فانخرطوا في التدريب وشاركوا في الدفاع عن مصر.[45]

ث‌- بناء تحالف عربي إسلامي لدعم الموقف المصري:.
حرص الملك سعود على توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذا الاعتداء، فقام بإرسال برقيات إلى ملوك ورؤساء البلاد العربية والإسلامية يستنكر فيها العدوان ويدعو لتأييد مصر والوقوف بجانبها، فأرسل إلى ملك المغرب وملك ليبيا والأردن وإمام اليمن ورؤساء سورية ولبنان والسودان والبلاد العربية الأخرى.[46]
كما انه أرسل إلى الرئيس الأمريكي أيزنهاور خطاباً طالباً إيقاف كل عدوان ضد مصر، ومن أروع ما سجل التاريخ من بطولات الملك سعود هي تلك الكلمات التي قالها الملك سعود للسفير الأمريكي أثناء الأزمة إذ قال إن الملك عبد العزيز وأنا نفسي كنا نعيش في الخيام منذ خمسين عاماً، ولا غضاضة علي أن أعود للخيام مرة أخرى أذا وجدت ضرورة لذلك دفاعاً عن العرب وعن مصر، وأن عيشة الخيام أفضل لي منا أن تتحكم الدول الاستعمارية في العرب"[47] .

ج‌- البترول كسلاح في المعركة:.
أصدرت الحكومة أمرا بمنع شحن وتموين السفن الانجليزية والفرنسية وأيضاً السفن الأخرى التي تتجه بحمولتها إلى هذين البلدين، وقطع الخط الممتد إلى البحرين الذي تستفيد منه هذه الدول، غير مكترثة بما يصيب خزينتها من أضرار مادية بسبب هذا المنع.[48]
في حين جعلت المملكة امكانتها من البترول تحت خدمة مصر، فقد شحنت 95ألف طن من البترول إلى مصر عن طريق ناقلات البترول وعليها العلم السعودي لتعلن للعالم كله بأن البترول العربي السعودي هو للعرب وللدفاع عنهم أولاً وأخيراً.[49]
ونتيجة لقطع البترول عن هاتين الدولتين لمدة 29 يوماً فقد أصيبتا بخسارة فادحة جراء انقطاع وسائل المواصلات وكافة الاتصالات ولم تعد القوات الغازية قادرة على تموين الطائرات والوحدات البحرية بالوقود.

تذكر بعض المراجع أن استخدام البترول كسلاح في المعركة كان في عام1393هـ/1973م في حرب العاشر من رمضان، وذلك عندما قطع البترول عن العالم العربي المؤازر لإسرائيل، كما ذكر ذلك عبد الكريم محمود الخطيب[50](وفي عام 1973م في حرب العاشر من رمضان أي حرب أكتوبر المجيدة رأى العالم بأجمعه كيف كان موقف المملكة بقيادة مليكها الفيصل إذ كان صادقاً في وطنيته وعروبته إذ كان موقفه في تلك الحرب ودوره في التحضير لها مفاجأة لصانع السياسة العالمية...إلى أن قال وأوقفت ضخ البترول للعالم العربي المؤازر لإسرائيل)فقد ذكر الخطيب أن قطع البترول لم يكن إلا في عام 1393هـ/1973م، ولم يذكره قبل ذلك خاصةً وأنه تطرق لموقف المملكة المساند لمصر في حرب السويس، ونحن لا ننكر دور الملك فيصل في مساندة مصر أثناء حرب أكتوبر 1393هـ/1973م ، وقطع البترول عن الدول الغربية، ولكن إنصافا للحق نقول أن استخدام البترول كسلاح في المعركة كان في أزمة العدوان الثلاثي على مصر 1376هـ/1956م، وذلك عندما أمر الملك سعود بقطع البترول عن بريطانيا وفرنسا. وقد ذكر ذلك أمين سعيد[51] ، وإبراهيم المسلم،[52] وسلمان بن سعود.[53]

ح‌- قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا:.

قامت المملكة بقطع علاقاتها السياسية مع بريطانيا وفرنسا كونهما معتديتين على مصر الشقيقة بلا مبرر، ولعدم قبولهما قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، وذلك اعتباراً من ربيع الآخر 1376هـ/ نوفمبر 1956م.[54]
كما قامت الملة بإصدار بيان في يوم 9 ابريل 1957م تحذر فيه المملكة من أنها سوف تضطر إلى ضرب إلى ضرب البواخر الاسرائيلة التي تمر بخليج العقبة، وفي اليوم التالي نقلت وكالات الأنباء من الرياض أن السعودية احتجت على الولايات المتحدة لأن أحدى ناقلاتها مرت من الخليج تحمل شحنة من البترول إلى إسرائيل، وفي 11ابريل نقلت وكالات الأنباء من الأمم المتحدة أن السعودية أبلغتها أنها سوف تمنع مرور السفن من خليج العقبة.[55]
وكلفتةٍ إنسانية تبرعت الحكومة السعودية بمليوني ريال سعودي" مائتي ألف جنية"[56] لجمعية الهلال الأحمر المصرية المنكوبين، وبمبلغ مائتي ألف جنية لتعمير مدينة بور سعيد ولمساعدة أسر شهدائها.[57]

خ‌- مشاركة المملكة في مؤتمر بيروت:.

سافر الملك سعود إلى بيروت بناءً على دعوة رئيس جمهورية لبنان التي وجهها إلى ملوك ورؤساء العرب، وذلك لعقد مؤتمر في بيروت لبحث قضية العدوان، وسبل المساعدة التي يجب بذلها لمصر، وقد عقد هذا المؤتمر يوم 10ربيع الآخر سنة 1376هـ الموافق 13نوفمبر 1956م، بحضور ملك العراق وملك الأردن ورئيس سوريا ورئيس وزراء ليبيا ورئيس مجلس السيادة للسودان والأمير بدر نائباً عن والدة ملك اليمن.[58]
وأسفر هذا المؤتمر بإجماع الرأي على ما يلي:.
• ضرورة وتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي وقف القتال وسحب القوات المعتدية فوراً من الأراضي المصرية والعودة إلى ما وراء خطوط الهدنة، وفي حال لم تستجب الدول المعتدية لهذه القرارات فان الدول العربية ستمارس حقها في الدفاع المشروع عن النفس لالتزاماتها بمعاهدة الدفاع المشترك العربي.
• الحرص على فصل قضية قناة السويس عن الظروف التي رافقت الاعتداء على مصر، واعتبارها قضية مستقلة بذاتها وحلها حلاً يتفق مع مقتضيات سيادة مصر وكرامتها وفي نطاق الأمم المتحدة،بعيداً عن سياسة التدخل والاكراة أو القضاء، كما ورد في معاهدة 1888م[59].

ولاشك بأن هذه الإجراءات التي اتخذتها السعودية إلى جانب الإجراءات بعض الدول العربية والدولية الأخرى قد ساهمت إلى حد كبير في كسر شوكة العدوان الثلاثي وإحباط كل مخططاته وأهدافه الاستعمارية في الوطن العربي.
ولقد تأكد ذلك من خلال رضوخ القوات المعتدية وقيامها بالانسحاب من الأراضي المصرية حيث أعلن قائد القوات البريطانية بأن قواته ستنسحب من قناة السويس مع دخول القوات الدولية وبدأت فعلاً القوات الانجليزية بالانسحاب في جمادى الأولى 1367هـ الموافق ديسمبر 1956م وانسحبت القوات الفرنسية في العام ذاته، ثم تلتها إسرائيل في الانسحاب من سيناء وغزة في شعبان 1376هـ الموافق مارس 1957م.[60]






كلمات الشكر من على منبر القاهرة:.
كان موقف الملك سعود في المشاركة الأخوية لمصر لمواجهة أزمة قناة السويس1376هـ/1956م، موقفاً مشرفاُ وشجاعاً وهو الأمر أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر إشادة كبيرة في خطاب ألقاه بعد أداء فريضة الجمعة من على منبر الجامع الأزهر في 9/11/1956م[61].
كما أرسل عبد الناصر للملك سعود رسالة يعبر له فيها كل شعور الأخوة والشكر والعرفان.[62]




________________________________________
[1] -جريدة أم القرى، الجمعة 21 رجب 1373هـ، 26 مارس 1954م، ص1.
[2] أمين سعيد:م،ع سابق، ص123.
[3] هو محمد بن ،سف نجيب، سياسي مصري ورئيس جمهوريه مصر،منحه الملك فاروق رتبة الفريق ،وبعد أن استكملت الثورة أهدافها تخلى عنة ووجه إنذار الثورة باسم ضباط الجيش ورجالة،وشهد بنفسه مغادرته للبلاد،أنتخب رئيساً لجمهورية مصر، ثم استقال من منصبه، وتخلى عن رياسة الوزراء للرئيس جمال عبد الناصر وأعفي من كل مهامه وأنصرف إلى حياته الخاصة بالقاهرة.احمد عطية، مرجع سابق، ص1160_11611.
[4] - فؤاد شاكر،، رحلات في ميادين العمل والجهاد، دار الكتاب العربي المصري، القاهرة، 1373هـ، ص34.
[5] إبراهيم المس، عع:مرجع سابق، ص35.
[6] -مجلة المنهل،ع السادس،جمادى الآخرة1373هـ ،فبراير 1954م،ص385_387.

[7] -أمين سعيد: مرجع سابق، ص124، إبراهيم المسلم:مرجع سابق، ص26.
[8] إبراهيم المسلم:المر، ص127ه:ص37.
*انظر البلاغ الرسمي،، ص127أذيع في الرياض والقاهرة 30 مارس 1954م، أمين سعيد:مرجع سابق، ص124.

[9] الأهرام، سنة 80، عدد، ص127، السبت 7 أغسطس سنة1954م، 8 ذو الحجة 1373هـ.
[10] أمين سعيد: مرجع سابق، ص127.




*توفي الملك عبد العزيز، يوم الجمعة 13 ربيع الأول سنة 1373هـ/ 9نوفمبر 1953م عن عمر يناهز 74 عاما تقريبا.أمين سعيد: مرجع سابق، ص 15
[11] قاسم: جمال زكريا، الملك سعود بن عبد العزيز بحوث ودراسات، العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز،مجلد 4، دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1429هـ، ص437.
*المبحث الثاني الفصل الأول.
[12] أمين سعيد: مرجع سابق، ص135.
*الشيوعية مذهب سياس، ص43838ف إلى القضاء على الرأسمالية والملكية الخاصة، وتعني شيوع الملكية بأنواعها في إدارتها واستغلالها، وهي اشد المذاهب الاشتراكية تطرفاُ،وهي تحارب الديمقراطيات التي تشجع الرأسمالية،لذلك عملت الولايات المتحدة على حصر الشيوعية ووقف تسللها إلى مناطق نفوذ جديدة،ومنحت الدول التي يخشى وقوعها في نطاق النفوذ الشيوعي قروضا وإعانات لرفع مستواها الاجتماعي أو لتقويه دفاعها.احمد عطية:مرجع سابق، ص704.
[13] محمد هيكل:مرجع سابق،ص438.
[14] المرجع السابق، ص438.
[15] أمين سعيد: مرجع سابق، ص160
[16] عقد هذا المؤتمر في قرية بريوني اليوغسلافية عام 1956موقد اشترك فيه أقطاب سياسية الحياد الايجابي(جمال عبد الناصر،الرئيس الهندي جواهر لال نهرو، جوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا).احمد عطية:مرجع سابق، 204.
[17] أمين سعيد: مرجع سابق، ص160-161.
* هو احد ركائز خطط التنمية الاقتصادية التي تستهدف مضاعفة الدخل القومي في مصر ودعم الاقتصاد المصري بما يوفره من مياه الري وتوليد طاقة كهربائية للصناعة،وقد أقيم هذا السد في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1960م واشترك في هذا الحفل التاريخي الملك الراحل محمد الخامس ملك المغرب،والرئيس السوري شكري القوتلي،والرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف.احمد عطية:مرجع سابق، ص616-617.

* وزعت إدارة الصحافة في وزارة الخارجية الأمريكية بياناً على المندوبين الصحفيين المعتمدين لديها جاء فيه " أن الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة بان الحكومة المصرية ليس في استطاعتها أن تقدم النقد المحلي اللازم لتمويل السد لان تنفيذ هذا المشروع العملاق سوف يفرض علي الشعب المصري تقشفا لمده تتراوح مابين 12 او15 سنة وان الشعب المصري لا يحتمل ذلك ثم أن الحكومة لا ترغب في نحمل هذه المسؤولية" هيكل: لرجع سابق: ص452.
* التأميم هو نظام اقتصادي ذو طابع سياسي من شانه أن تصير الثروة الطبيعية في الدولة ملكا للدولة ونقل ملكية الشركة العالمية لقناة السويس البحرية إلى مرافق الدولة ويعوض المساهمون عما يملكونه من أسهم وبذلك تصبح القناة ملكا خاصا لمصر.احمد عطية:مرجع سابق، ص256.
[18] محمد هيكل:مرجع سابق، وثيقة رقم 130، ص799.
[19] المرجع السابق:ص466.
[20] الموقع الالكتروني للهيئة العامة للاستعلامات المصرية.www.sisi.gov.eg
[21] محمد هيكل: مرجع سابق، ص467.
[22] واكيم: سليم، من جزيرة العرب إلى بلاد الإغريق،الناشر علي العوري، لندن، ص104.
[23] سرحان:نبيل عبد الجواد،موقف الملك سعود في مجال دعم ومساندة قضية المواجهة العربية الصهيونية، الملك سعود بن عبد العزيز بحوث ودراسات،مجلد5، ص168.
[24] دروزيل،ج.ب: التاريخ الدبلوماسي، تعريب د:نور الدين جاطوم، دار الفكر،ص373.
[25] محمد هيكل: مرجع سابق، ص478.
[26] المرجع نفسه: ص468.
×وضع عبد الناصر قواعد أسيوط وانشاص ومرسى مطروح تحت تصرف جبهة التحرير الجزائرية لتدريب الثوار الجزائريين على عمليات القذف بالقنابل والهجمات الليلية، كما أمر الملحقين العسكريين المصريين أن يكونوا في خدمة الحركة الجزائرية، وكذلك كان يدعمهم بالأسلحة سواء عن طريق التهريب عبر الأراضي الليبية أو المخاطر باستخدام البحر وسيلة لنقل الإمداد سراً.رأفت الشيخ: مرجع سابق، ص204
[27] يقول أيزنهاور في مذكراته اليومية" من سوء الحظ أن جمال عبد الناصر يدير القناة بطريقة أحسن وأكفأ من الانجليز والفرنسيين" محمد هيكل: مرجع سابق، ص540.
[28] الرجع نفسه: ص508-510.
[29] أيزنهاور هو الرئيس الرابع والثلاثون للولايات المتحدة، أنتخب رئيساً للولايات عن الحزب الجمهوري خلفاً لترومان في 20 أغسطس 1956م، أيد سياسة هيئة الأمم أيام العدوان الثلاثي على مصر، تدخل في النزاع اللبناني عام 1948م بإرسال الأسطول السادس، اعتزل السياسة وخلفه الرئيس جون كنيدي في 22 مارس 1961م. احمد عطية: مرجع سابق، ص165_166.
[30] أمين سعيد: مرجع سابق، ص145-146.
[31] المرجع نفسه، ص147، المسلم: مرجع سابق، ص53.
[32] محمد هيكل: مرجع سابق، ص603-604.
[33] احمد عطية:مرجع سابق، ص166.
[34] سلمان بن سعود: مرجع سابق،ج2، ص678.
[35] إبراهيم المسلم: مرجع سابق، ص58.
[36] دروزيل: المرجع السابق، ص375.
[37] محمد هيكل: عبد الناصر والعالم، ص657-659.
[38] مجلة العلوم السياسية ، عدد خاص، يناير- مارس، 1959م، ص29
[39] سلمان بن سعود: مرجع سابق، ج2، ص645-646.
[40] المرجع نفسه، ج2، ص646.
[41] سلمان بن سعود: مرجع سابق، ص647.
[42] المرجع نفسه، ص647.-أمين سعيد: مرجع سابق، ص165.- إبراهيم المسلم: مرجع سابق، ص46.
[43] أمين سعيد: مرجع سابق، ص165.
[44] إبراهيم المسلم: مرجع سابق، ص46.
[45]ا لخطيب: مرجع سابق، ص32
[46] أمين سعيد: مرجع سابق، ص166.
[47] الخارجية المصرية، محفظة رقم 703أرشيف سري، ملف 24 تاريخ 28 ديسمبر 1956م، تقرير عبد الجواد طلبه سفير مصر بجده عن محادثاته مع الملك سعود يومي 25و26 ديسمبر 1956م.
[48] أمين سعيد: مرجع سابق، ص168.-سلمان بن سعود:مرجع سابق،ص648.
[49] فؤاد: احمد، يومان لا يتشابهان 23 أيلول و23 يوليو،دار الريحاني للطباعة
[50] كتاب بشهادة التاريخ بين المملكة العربية السعودية ومصر، ص34.
[51] تاريخ الدولة السعودية عهد سعود بن عبد العزيز، ص168.
[52] العلاقات السعودية المصرية،ص 46.
[53] تاريخ الملك سعود الوثيقة والحقيقة، ص648.
[54] شلبي:عبد الحميد، حرب السويس بعد أربعين عاماً، ص324.- أمين سعيد: مرجع سابق، ص168،169.
[55] إبراهيم المسلم: مرجع سابق، ص54.
[56] أمين سعيد: مرجع سابق، ص169.
[57] فاطمة العواد: مرجع سابق، ص131.
[58] أمين سعيد: مرجع سابق، ص170.
[59] اتفاقية دولية انعقدت بمدينة اسطنبول في 26اكتوبر 1888م، ومن مبادئها حرية الملاحة في قناة السويس لسفن جميع الدول دون تمييز، وفي كل الأحوال في السلم والحرب، ولا يجوز للدول المتحاربة القيام بأعمال حربية أو عدوانية في القناة أو ضدها.أحمد عطية: مرجع سابق، ص924.
[60] سلطان: عبد الرحمن، أضواء على الإستراتيجية السعودية،ط1،1990-1410هـ، شركة الشرق الأوسط للطباعة، الأردن،ص165.
[61] انظر نص الخطبه سليم واكيم: مرجع سابق، ص111.
[62] سلمان بن سعود: مرجع سابق، ص656.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق