نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

عالم السياسة والاقتصاد والقانون

هذه المدونة تعبر عن الكثير من الأبحاث التي قدمتها

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 مايو 2013

الانهيار القادم للنظام الإيراني بعد انتصار الثورة السورية

الانهيار القادم للنظام الإيراني بعد انتصار الثورة السورية نهدي هذا البحث المتواضع لحفيد سلالة النبوة الأطهار من آل بيت النبوة عليهم السلام ، شقيقي الشهيد البطل القائد في الجيش السوري الحر ، عامر محمد عبد القادر ناجي ، الذي أبى –كما أبى أحفاد آل البيت –أن يستغل اسم أجداده ثلة من مجوس إيران بادعائهم الولاء والنسب لآل البيت ، ومتاجرتهم بهم ، وآل البيت منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف ، ونقولها ونحن على يقين أن أحفاد آل البيت عليهم السلام يقاتلون الآن مع الجيش الحر والقوى المؤمنة على أرض الشام لإستئصال شأفة المجوس والنصيريين ودنسهم وقذارتهم ليتم إطفاء نار حقدهم إلى الأبد ، فأنتم يا أحفاد النبوة مع المظلومون أينما حلوا ، وبوجودكم مع قوى الإيمان والجيش الحر سيكون للحرب رأي وحيد وهو النصر المؤزر وتحرير الشعوب المستضعفة وبدايتها في سوريا والعراق ولبنان ، ولن تنتهي المعركة إلا بعد إخماد نار المجوس في قم وطهران ، فإلى السلاح في الملحمة ، وما النصر إلا من عند الله العزيز القدير. التناقضات الجيوسياسية في إيران إيران دولة غير متجانسة لا طائفياً ولا دينياً ولا قومياً ولا لغوياً، ولا قبائلياً عشائرياً ، ولا حضرياً ، ولا طبقياً ،ولا إقليمياً ، ولا حزبيا سياسيا ، فهي دولة من السهل تفكيكها ، واستقلال القوميات أو الطوائف التي فيها ، كونها دولة لم تتحقق فيها العدالة والمواطنة بين جميع الشعوب المحكومة من قبل فرس إيران وبالأخص مايعرف بالمراجع الدينية التي تدعي ولائها لآل البيت النبوي عليهم السلام رغم مجوسيتها المفرطة فيشكل الفرس في إيران أقل من 46%-رغم كون أكثر من 20منهم من السنة -،وآذريين أتراك%18 ، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 8% منهم 3.5 مليون في محافظة خوزستان وما تبع لها (غالبهم شيعة ويتكلمون بلهجة أحوازية القريبة من اللهجة العراقية) و 1.5 عرب في سواحل الخليج العربي خاصة لنجة (سنة يتكلمون لهجة خليجية)، و 0.5 مليون متفرقين. وهذا العدد طبعاً لا يتضمن اللاجئين والمنفيين من العراق.،و لور 4%،و بختياري 1.9%، وتركمان 1.6%،وأرمن 0.7%. أما التوزيع الجغرافي للعرقيات أي الإثنيات في إيران • الفرس يشكلون الأغلبية السكانية في 11 محافظة من اصل 31 محافظة إيرانية وهي كالتالي : محافظات (خراسان الرضوية - خراسان الجنوبية - سمنان - مركزي - قم - البرز - اصفهان - فارس - يزد - كرمان - بوشهر ) كما ويشكلون قرابة نصف سكان في محافظات (طهران - هرمزكان - همدان - قزوين - كلستان) • الاتراك وهم من (الاذريين + التركمان) ويشكلون الأغلبية السكانية في 3 محافظات وهي محافظات (أذربيجان الشرقية - اردبيل - زنجان) كما ويشكلون نصف سكان محافظة قزوين و 40% من سكان محافظة كلستان وربع السكان من محافظة طهران وخمس سكان محافظة أذربيجان الغربية. • الاكراد وهم من (الاكراد السنة + اللر + البختياريين + الكلهر + اللك) ويشكلون الأغلبية السكانية في 7 محافظات وهي (أذربيجان الغربية - كردستان - كرمنشاه - ايلام - لرستان - جهارمحال وبختياري - كهكيلويه وبوير احمد). كما ويشكل الاكراد تقريبا نصف سكان محافظة همدان وثلثي السكان في محافظة خراسان الشمالية. • العرب ويشكلون اكثرية سكان محافظة خوزستان ونصف سكان محافظة هرمزكان. • البلوش ويشكلون الاكثرية السكانية في محافظة سيستان وبلوجستان وربع السكان في محافظة كرمان. • الديلم وهم بالاصل من الفرس يشكلون الاكثرية السكانية في محافظة غيلان • المازندرانيون وهم بالاصل من الفرس يشكلون الأغلبية السكانية في محافظة مازندران واللغة الفارسية هي اللغة الرسمية ، إلا أن الآذرية (لهجة تركية) والكردية واللرِية (لهجة كردية)والعربية تستعملها الشعوب المحكومة من قبل الفرس في إيران ليحافظوا على ثقافاتهم الخصوصية حيث تعمل الحكومة الفارسية الإيرانية على اضطهاد القوميات غير الفارسية في إيران ومحاولة تذويبهم ضمن الثقافة الفارسية ، ضمن خطة شوفينية قومية تسعى من خلالها إلى إحياء امبراطورية المجوس الزرديشت التي قضى عليها المسلمون العرب لتخضع إيران تحت الحكم العربي المباشر لمدة تزيد عن 400 عام ، وهذا ما يفسر كره الفرس الإيرانيين لكل ماهو عربي ، ومحاولاتهم الدؤوبة لإنهاء أي تاريخ عربي في إيران ، والتحريف المستمر لأقوال آل البيت عليهم السلام الذين هم بالأصل عرب من نسل النبي العربي صلى الله عليه وآله وسلم ، والقص من ذلك كما سنرى لاحقاً تشويه الإسلام والعرب ، ونقل الفكر المنحرف إلى الآخرين من الشعوب الأخرى ، تحت شعار محبة آل البيت عليهم السلام ، مسغلين ما سمي بالثورة الإسلامية –وهي أي ثورتهم لا تمت للإسلام وللأديان السماوية كافة بأية صلة بل ارتباطها وأفكارها أقرب إلى ديانة المجوس الزرديشت –والتي يسعون من خلالها إلى إعادة إحياء امبراطوريتهم البائدة ، لكن حلمهم هذا لن يتحقق لأن إيران من خلال هؤلاء ستبقى أضعف من أي وقت مضى ، وستثأر كل الشعوب التي ظلمتها شعوبية وانحراف الحكومية الفارسية الإيرانية التي تدعي الأسلمة وستثأر منهم ولن تقوم لإيران قائمة في أي وقت من الأوقات المستقبلية . ويتوزع الأكراد بين أربع دول هي إيران وتركيا والعراق وسوريا، إضافة لبعض الول المستقلة عن ما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي، وينتشرون في المنطقة التي تدعى كردستان، على أن عدد الأكراد الإيرانيين يتجاوز ال 5 ملايين نسمة، ويستقرون في غربي وشمال غربي البلاد ، وعلى مدى السنوات، شهد إقليم كردستان الإيراني توترات بارزة بين الحكومة المركزية وزعامات القبائل الكردية ، ويذكر أنه في عام 1945 تمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة قاضي محمد علي قاسم من إقامة جمهورية مهاباد الكردية في المنطقة الشمالية من الإقليم الكردي بإيران بدعم من القوات السوفيتية، التي احتلت إيران خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن كانت خاضعة للنفوذ البريطاني، لكن وفق اتفاقية تقاسم مناطق النفوذ في العالم بين الولايات المتحدة وحلفائها ، انسحب الاتحاد السوفياتي من إيران ، وترك جمهورية مهباد بدون حماية ، مما شجع الشاه رضا بهلوي إلى إطلاق العنان لجيشه للقضاء على جمهورية مهباد وقتل عشرات اللآلاف من الكورد الإيرانيين ، وعمليات حرق وسرقة واغتصاب مارسها جنود الشاه بحقهم ، كما تم قتل رئيس جمهورية مهباد قاضي محمد قاسم ، أسوة بأمير ودولة الأحواز الشيخ خزعل الكعبي –شيعي عربي – وهذا إن دل فيدل أن العرب حتى وإن كانوا من الشيعة فهم مستهدفون من قبل الفرس المجوس الإيرانيين . ومن الظواهر اللافتة بإيران وجود القومية الأذرية فيها، والذين يعرفون أيضا باسم الأذربيجانيون أو الأذريون الأتراك، وهم جماعة عرقية تتواجد شمال غربي إيران وفي جمهورية أذربيجان، مع وجود جاليات لهم في تركيا وروسيا وجورجيا. وتكمن المفارقة أنه بحسب التقديرات يتراوح عددهم بإيران 18 إلى 25 مليون نسمة، بينما يتراوح عددهم في أذربيجان، الدولة الأم، ما بين 7 إلى 8 ملايين نسمة فقط. يضاف إلى الأذريين، التركمان والقشقائيون والأزبك، الذين يعتبرون من القوميات الإيرانية الناطقة بالتركية ، وكان الأذريون قد نجحوا في عام 1945 بإقامة جمهورية خاصة بهم بزعامة "سيد جعفر بيشه وري" غير أنها لم تعمر طويلاً، فلم تدم سوى عام واحد ، حيث تم إبادتها من قبل شاه إيران بعد انسحاب القوات السوفياتية ، ورغم كونهم من الشيعة إلى أنهم تعرضوا لعمليات قتل واغتصاب وسرقة وحرق بيتهم وأملاكهم من قبل الفرس الإيرانيين حيث وصل أعداد القتلى إلى عشرات الآلاف، وتم قتل رئيس جمهوريتهم ومؤيديه ، ليكونوا تحت حكم الفرس الشعوبيين الشوفينيين المتعصبين . أما البلوش فينتشرون في شرقي إيران، حيث مقاطعة بلوشستان، ويشكلون حوالي 3 في المائة من السكان ، غير أنهم، ونظراً لكونهم من أتباع المذهب السني، يشكون دائماً من اضطهاد قومي ومذهبي ، وفي الأوانة الأخيرة، برزت حركات مسلحة بينهم، ومن أشهرها "منظمة جند الله"، التي شنت العام الماضي سلسلة من الهجمات المسلحة ضد الحكومة المركزية مثل العليات العسكرية التي استهدفت زاهدان، وأسفرت عن عدد لا بأس به من القتلى. ويدين معظم الإيرانيين بالإسلام,-لكن معظمهم غير ملتزم به عملياً- ويتبع أغلبية كبيرة من السكان المذهب الشيعي الجعفري والمعروف أيضا بالمذهب الإمامي أو الإثنى عشري. ويأتي في المرتبة الثانية المذهب السني. ثم ديانات أخرى مثل البهائية واليهودية والزردشتية (المجوسية) –التي تحكم من وراء الكواليس ، ومعظم المراجع الإيرانية ينتمون إليها بشكل باطني -والمسيحية تاريخياً كان أهل السنة (الشافعية والحنفية) الأكثرية في إيران. وكان الشيعة أقلية، محصورة في بعض المدن الإيرانية، مثل قم، وقاشان، ونيسابور، ولما وصل الشاه إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة 1506م أجبر أهل السنة على التشيع حين خيرهم بينه، وبين الموت. يقول الباحث العراقي د. علي الوردي متحدثاً عن حكم الصفويين لإيران والعراق: "يكفي أن نذكر هنا أن هذا الرجل (الشاه إسماعيل الصفوي) عمد إلى فرض التشيع على الإيرانيين بالقوة، وجعل شعاره سب الخلفاء الثلاثة. وكان شديد الحماس في ذلك سفاكاً لا يتردد أن يأمر بذبح كل من يخالف أمره أو لا يجاريه. قيل أن عدد قتلاه ناف على مليون سني. وانتشر المذهب الشيعي بالتدريج في وسط إيران بينما بقي أهل السنة في الأطراف. ولا توجد إحصائيات رسمية بتوزع المذاهب في إيران، ولذلك فإن التقديرات تختلف كثيراً. ويمكن تصنيف المجموعات الدينية في إيران وفق التالي: • الشيعة الإثني عشرية وهم الغالبية، وأكثرهم من الفرس ثم من الأذريين. وهم منتشرين في جميع مناطق إيران ويقل تواجدهم في بلوشستان • السنة : تتضارب المعلومات بشأن الحجم الحقيقي للسنة في إيران : تؤكد المصادر أنهم يشكلون 30% أي أكثر من 25 مليون نسمة في إيران، وهذا يوافق الإحصائية القديمة التي أجريت أثناء حكم الشاه ، ويتوزع السنة على أطراف إيران بعيداً عن المركز الذي تشيع أثناء الحكم الصفوي. أكثرهم من الأكراد (شافعية) والبلوش (حنفية) والتركمان (حنفية) والطوالش (الديلم، غرب بحر قزوين في محافظة غیلان ومحافظة اردبیل)، ثم يليهم العرب (خاصة في لنجة) وبعض الأذريين (حنفية نقشبندية). أما الفرس الشافعية فكثير منهم من في محافظة فارس وبعضهم في طهران. وأهل السنة يشكلون الغالبية في کردستان (من مدينة قصر شيرين شمال الأحواز إلى حدود أرمينية على طول حدود تركيا) وبلوشستان وبندر عباس والجزر الخليجية وبو شهر وتركمان صحرا (من بحر قزوين إلى حدود تركمانستان) وشرقي خراسان (تحدها من الشمال تركمانستان، ومن ناحية الشرق أفغانستان). كما يتواجدون كأقليات في كرمنشاه و الأحواز (خوزستان)، ومناطق في محافظة لرستان إضافة لمن هاجر منهم للمدن الكبرى كطهران وأصفهان ومشهد. • المسيحيون: غالبيتهم الساحقة من الأرمن، وقد قل عددهم بشكل كبير بسبب هجرتهم للخارج، وهم متواجدين في شمال إيران في مازندران وجيلان كما إن لهم وجود في طهران. وهناك من القومية الاشورية أيضاً ويقدر عددهم 250000 سنة 1935 ولكن هاجر الكثير منهم للخارج وحالياً يقدرون 75000 وأغلبيتهم يسكنون في محافطة اورمي. • اليهود : لليهود صلات تاريخية قوية بإيران. لكن عددهم تناقص كثيراً بسبب الهجرة. ومع ذلك يعتبر يهود إيران أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط خارج إسرائيل. وعددهم مختلف عليه لكن الكثير من المصادر تشير إلى أنهم أكثر 25 ألف يهودي. وهو دين معترف به رسمياً. • الزردشتية (المجوس): يقدر عدد الزردشتية بـ22 ألف وهو دين معترف به رسمياً. ويلقى تشجيعاً رسمياً كبيراً حيث تم اعتباره أيام البهلوية رمزاً للقومية الإيرانية ولهم مقعداً في البرلمان والكثير منهم هاجر إلى الولايات المتحدة، وأصبح تواجدهم في إيران محصوراً على أقليات في مدينتي يزد وكرمان ، لكن عملياً هم من يحكمون إيران فالمعطيات تشير إلى أنهم يحكمون من وراء الكواليس ، حيث تعمل حكومة الملالي الخمينية الخامنئية على العودة بإيران إلى عهد المجوس الزرديشت من خلال تدمير وتحريف العقائد الدينية الإسلامية وادعاء محبة آل البيت (العرب) عليهم السلام ، مع إقامة علاقات جيدة مع عدد من الدول المؤثرة في العالم كإسرائيل والولايات المتحدة وروسيا ، كأساس لعودة إمبراطوريتهم البائدة على أنقاض العرب والمسلمين ، بل وتدمير العقائد الأخرى من الأديان السماوية ، على أساس أنها العدو الرئيسي للمجوسية الزرديشتية . • البهائية : يقدر عددهم بـ300 ألف. وهو دين غير معترف به رسمياً. وبلغ عدد سكان ايران 75,2 مليون نسمة واستنادا الى الارقام التي نشرها الموقع الالكتروني لهيئة الاحصاء فان اكثر قليلا من 71% من الايرانيين يعيشون حاليا في المدن مقابل اقل من 29% في المناطق الريفية. وتضم محافظة طهران وحدها 12,2 مليون نسمة. ويوجد في ايران 117700 مسيحي و8756 يهوديا و25271 زارادشتيا (ديانة مجوسية-لعبدة النار- الهها يدعى اهورا مازدا) في حين لم يرغب 266 الف ايراني في ذكر ديانتهم ، ويظن أنهم من المجوس الزرديشت أو اللادينيين الملحدين الذين استاؤوا من المتاجرة بالدين من قبل ملالي إيران فتركوا كل الأديان . ويمثل الشباب دون الثلاثين عاما 55% من السكان وهم في تناقص مستمر نتيجة السياسة الإيرانية الغير أخلاقية التي تحاول وتعمل على تطبيقها في المجتمع الإيراني وخاصة الغير فارسي ، بما يساهم في التناقص المستمر لنسبة الشباب في المجتمع الإيراني ، ومع نمو سكاني بنسبة 1,29% وتتجه إيران الى شيخوخة بطيئة للسكان ، كما يوجد في ايران 1,5 مليون افغاني يشكلون اكبر اقلية في البلاد اضافة الى 51500 عراقي و17700 باكستاني وقد عرفت دولة إيران الإسلام منذ شروق شمسه على شبه الجزيرة العربية حين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى فارس يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام دين الله الحق الذي رضيه لعباده أجمعين ولكن ملك الفرس في ذلك الوقت أبى وأستكبر ومزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم,غير أن أشعة شمس الإسلام بدأت تتجه إلى إيران وذلك بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى وذلك عن طريق الفتح الإسلامي لهذه البلاد في أواخر عهد الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه , واستمر هذا الفتح إلى عهد الخليفة الفاروق عمر أبن الخطاب رضي الله عنه , وحقق المسلمون نصراً مبيناً في الموقعة المعروفة بموقعة " نهاوند " وذلك في القرن السادس الميلادي ، بعد ذلك أستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الراشدي عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأصبحت إيران إلى القرن الخامس عشر للميلاد 1536م وهي على عقيدة أهل السنة والجماعة , إلى أن قامت للصفويين دولة فيها في القرن الخامس عشر للميلادـ , حيث أعلن فيها بأن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية. والسبب الذي جعل الشعب الإيراني ينتقل ويتحول إلى عقيدة التشيع بعد أن كان على معتقد أهل السنة والجماعة طيلة هذه القرون المشرقة كان بسبب إن إيران ولأكثر من ألف سنة كانت أرضاً إسلامية مثلها في ذلك مثل جميع الأقطار الإسلامية الأخرى, ولكن قبل حوالي أربعة قرون كانت هناك قصة مؤلمة غيرت مصير الإيرانيين جيلاً بعد جيل فبعد سقوط الدولة العباسية آخر دول الخلافة السنية كانت الصبغة السنية ظاهرة في إيران وواضحة في جميع المجتمع الإيراني وظهر منهم أئمة عظام مثل الإمام أبي حنيفة ، والقطب عبد القادر الجيلاني وغيرهم من رموز العلم والمعرفة , غير أن بعض القبائل التركية الساكنة في منطقة أذربيجان قد اعتنقت المذهب الشيعي الأمامي الأثنا عشري مثل قبائل القزلباشية الموجودة في تركيا الآن , ومالت كذلك أي هذه القبيلة إلى التصوف غير الحقيقي أي التي تكثر فيه الشطحات الغير عقلانية ، وكانت هذه القبائل تتبع فرقة صوفية تسمى الفرقة " الصفوية " نسبة إلى مؤسسها صفي الدين الأردبيلي , وكان من أحفاده رجل اسمة إسماعيل الصفوي الذي استطاع أن يدخل مدينة تبريز وينتصر على أهلها في القرن الخامس عشر للميلاد , ويعلن قيام دولة جديدة سميت بالدولة الصفوية نسبة إلى جده الكبير , فكانت هذه الدولة أول دولة شيعية إمامية تقوم بصفة رسمية وتبسط نفوذها على سائر الأراضي الإيرانية ،وقد جلس إسماعيل الصفوي على العرش في مدينة تبريز واتخذ لقب "الشاه" أي الملك, كما أتخذ هذه المدينة عاصمة لدولة الصفويين. وكان من أول الأعمال التي قام بها إسماعيل الصفوي بعد أن أعلن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية هو قتل الأعداد الكثيرة من أبناء السنة والجماعة في إيران , حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن المساجد أكثر من 70 عالماً وطالب علم يومياً من علماء السنة. وكذلك كان يرسل مجموعة من البلطجية من الشيعة المتطرفين –حيث يطلق عليهم الآن في سوريا اسم الشبيحة - ليحوموا بين الأحياء والأزقة , ويقوموا بشتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولقد أطلق على تلك المجموعات أسم " برأة جويان " أي المتبرأون من الخلفاء الراشدين , وعندما يقوموا أولئك بشتم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين , ينبغي على كل سامع من أهل السنة أن يردد العبارة نفسها! أما الذي يمتنع عن ترداد العبارة فيقومون بتقطيعه وتمزيقه بسيوفهم وحرابهم, ولم يكن أمام أهل فارس من جراء هذه الأعمال الغير أخلاقية إلا الهروب بدينهم أو قبول مذهب التشيع مكرهين , وقد أدت أفعال الشاه إسماعيل الصفوي هذه إلى غضب الخليفة العثماني السلطان سليم الأول فقامت الحروب بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية، وفي النهاية تمكن السلطان سليم الأول من فتح مدينة تبريز بعد انتصاره الساحق في معركة جالديران ولكنه للأسف بعد أن خرج منها سقطت مرة أخرى بأيدي الصفويين الذين قاموا على الفور بارتكاب مجازر جماعية مروعة اقتلعت أهل السنة في تلك المدينة تماماً, وأصبحت تبريز مدينة شيعية بالكامل, حيث أنه قتل في يوم واحد أكثر من 140,000 من أهل السنة. ثم جاء بعد الصفويين سلالات أخرى مثل الأسرة الزندية والقجرية والبهلوية، ثم سيطرت حكومة الآيات والملالي والمعممين في وقتنا الحاضر , وكل هذه السلالات والأسر , تقوم بالسير على نفس طريقة الأسرة الصفوية وفي كل يوم يتلقى ما بقي من أهل السنة ضربة جديدة مؤلمة والتي أخرها السيطرة على موارد أرزاق أهل السنة وأسباب معيشتهم في المناطق المحادية لدول الخليج مثل منطقة الأحواز العربية التي فيها أكثر من 80% من النفط الإيراني, مما أضطر أولئك أي أهل السنة إلى الهروب إلى الدول العربية المجاورة ، أو اضطر بعضهم للتشيع خوفاً على أرواحهم وعائلاتهم وأرزاقهم من الحكومة الإيرانية . وتوالت على حكم إيران من بعد الدولة الصفوية -1736-1506-م جاءت الدولة الأفشارية (1736- 1796م) بقيادة نادر شاه، فالدولة القاجارية (1794 - 1925م)، ثم الدولة البهلوية (1925-1979م)، ودولة الخميني 1979م ليومنا هذا (جمهورية إيران الإسلامية). ويتواجد أهل السنة جغرافياً في إيران في المناطق التالية : • تركمان صحراء : وتقع في شمال إيران من بحر قزوين والمعروف بـ " درياري خزر " إلى الحدود الشرقية في الحدود الروسية. • خراسان : وتقع في شمال شرق إيران التي تصل من ناحية الشمال إلى الحدود الروسية ومن ناحية الشرق إلى حدود أفغانستان. • بلوشستان : التي تقع في جنوب شرق إيران من عند خراسان إلى بحر عمـان والتي تصل إلى حدود أفغانستان وباكستان. • منطقة طوالش : وتقع في غرب بحر قزوين على الحدود الروسية. • كوردستان : وتقع في غرب إيران من مدينة قصر شيرين إلى حدود تركيا. • منطقة هرمزبان : " بندر عباس", التي تقع في سواحل الخليج العربي وبحر عمان. • منطقة فارس : ومركزها شيراز. • منطقة قولستان : وقد استقلت بعد أن كانت تابعة لمنطقة مازندران. فمناطق أهل السنة كلها تقع في الحدود من جميع جوانب إيران , وذلك يوضح لنا أنهم يحاولون الهروب من إجرام الحكومة الطائفية الإيرانية ليقتربوا من إخوانهم السنة في الدول المجاورة , وأما في داخل دولة إيران فإن الأغلبية الساحقة للشيعة الأثنا عشرية الأمامية. لكن لابد أن نشير إلى أن أهل السنة في زمن شاه إيران السابق وقبل الثورة الخمينية كانوا يتمتعون بحرية البيان في عقيدتهم نسبياً, ومزاولة جميع النشاطات من بناء المساجد والمدارس وإلقاء المحاضرات وطباعة الكتب في خارج البلاد إلى حد كبير ولكن في نطاق المذهب بل كان محظوراً وممنوعاً منعاً باتاً التعرض من الشيعة لمذهب السنة أو السنة للشيعة. ويذكر أن رجلاً من الشيعة وزع كتاب فيه مساس بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فمسكه بعض الغيورين من أهل السنة وضربوه ضرباً موجعاً , ثم قبضت عليه حكومة الشاه أي شاه إيران وأدخلته السجن فمن هنا كان لأهل السنة والجماعة حرية تامة في نشر المعتقد السني وتوعية الناس وبيان التوحيد الصافي , الذي صار محظوراً الآن في حكومة الملالي والمعممين , بل يعتبر الداعي إلى التوحيد الآن في إيران وهابياً يقبض عليه فوراً, كما أن أهل السنة كانوا يتمتعون بالأمن والأمان في أموالهم وأعراضهم ودمائهم في عهد شاه إيران وقبل الثورة الخمينية. كما كان يتمتع أهل السنة أسوة بالشيعة في الحصول على المواد الغذائية وبسهولة ويسر ودون تعب , أمـا بعد الثورة الخمينية فقد صارت كل هذه الموارد الغذائية بيد الحكومة والتي لا تقدمها إلا بعد الانقياد والخضوع أمامها للحصول على المواد المعيشية كلها. وما زال أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل , إلا في العهد الصفوي الإرهابي. ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم ومن يشاركونهم العقيدة من يلبي ندائهم عما يعانون من الظلم والجور والجبروت. كما أصبح اغتيال علماء السنة وتوقيفهم المتتالي والعشوائي مستمرا بعد مجيء خاتمي ونجاد إلى السلطة، وقد بدأت أمواج الاضطهاد تتسرب من مدن أهل السنة في إيران إلى قراهم، و اقتيد الشيخ نظام الدين روانبد ، ابن الشيخ عبد الله - رحمه الله - العالم والشاعر الشهير في بلوشستان الإيرانية إلى السجن، وكان الشيخ بصدد بناء مسجد، و كان يدير مدرسة صغيرة، ولم يُعرف مصيره حتى الآن، علما بأن بناء مسجد أو مدرسة دينية للسنة في إيران يعتبر جريمة لا تغتفر ، كما اغتيل الشيخ يار محمد كهروزي إمام جمعية أهل السنة في مدينة خاش الذي كان يدير مدرسة دينية أيضا، و جميع الشواهد تدل على أن المخابرات المجوسية هي التي اغتالته؛ لأنها اعتقلت قبل سنتين مدير المدرسة نفسها: الشيخ عبد الستار - رحمه الله - إمام الجمعة و العالم الشهير لأهل السنة في مدينة خاش البلوشية؛ وذلك ضمن حملة مسعورة بقيادة مرشد الثورة أية الشيطان خامئني لإخلاء إيران من علماء السنة؛ ليتسنى لهم تشييع البلد كليا بعد ذلك كما كتبوا في مخططاتهم الخمسينية السرية ، وأما خليفة الشيخ وهو يار محمد - رحمه الله - فقد كان يخضع لاستجواب المخابرات المجوسية الإيرانية كغيره من مشايخ السنة، و طلب منه فصل الطلاب من غير أبناء المنطقة - ليقطعوا أدنى صلة بين السنة في إيران حيث يعيشون في أطراف إيران الأربعة - وحين رفض الشيخ ذلك القي القبض على الطلاب وتم إعادتهم - بعد السجن والتعذيب - إلى بلادهم، وكان للشيخ يار محمد موقف مشهود في الدفاع عن هؤلاء الطلاب. هذا في بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران. وبالنسبة للتركمان السنة الساكنين في شمالي إيران فقد هاجمت عناصر من المخابرات الإيرانية في الساعة 2:30 ليلا - أغسطس 1997 - منزل الشيخ آخوند ولي محمد ارزانش الذي هرب من إيران ولجأ إلى تركمانستان (أسوة بمئات من طلبة العلم من السنة الإيرانيين إلى الدول المجاورة)؛ وعندما لم يجدوه في المنزل أوسعوا ابنه ضربا، ثم استولوا على بعض الصور والمستندات والوثائق المتعلقة بالتركمان، وغادروا البيت بعدما هددوا أهله بالموت إذا هم اخبروا الشرطة، وهذه الحادثة كانت الثانية من نوعها؛ إذ انه في شهر أبريل 1997م هجم شخص مجهول مسلح بسكين على منزل الشيخ ولي محمد ليقتله و نجا الشيخ بعدما أصيب بجروح خطيرة. كل هذه الأعمال والقرائن المتعلقة بها تدل على ضلوع المخابرات المجوسية الإيرانية الحاقدة في مثل هذه الأعمال التي بدأت بأمر من الخامنئي بالتصفية الجسدية بالاغتيال ولإعدام و دس السم والقتل بالطرق المتعددة لعلماء السنة في الداخل والخارج. لقد نكلوا بأهل السنة أيما تنكيل، وأقاموا لهم المذابح والمجازر، وصب عليهم العذاب صبا، وكثر فيهم القتل، فلم تكن تمضي ليلة واحدة بغير إعدام، وقد امتلأت سجون إيران بأهل السنة، رجالا ونساءا، بل لقد وصل حقدهم البغيض، وإجرامهم الرهيب، إلى أن حراس ثورتهم المجوسية، فقد كانوا يغتصبون البنت العذراء البكر قبل إعدامها، وليس لها ولمثيلاتها ذنب سوى أنهن من أهل السنة، ومن أشد العذاب النفسي لإنسان لم تنطمس إنسانيته، أن يرى أخاه الإنسان –بغض النظر عن ينة أو مذهبه -يقتل ظلما، أو يرى أختا يعتدى على عرضها، وتهتك حرمتها ثم تقتل مظلومة، وهو لا يملك أن يدافع عنه أو عنها ، يقول أحدهم: "... وفجأة علت صرخات نساء من الزنازين المجاورة، فلم يملك الإخوة أنفسهم من البكاء، لأنهم لم يكونوا يستطيعون إنقاذ أولئك المسكينات من أيدي أولئك الذئاب المفترسة، فلما أصبحنا سألنا رجلا كان يأتينا بالطعام، وهو من النادمين، الذين تسميهم الحكومة بالتوابين، عن سبب الحادث، فتأوه ثم قال: لقد رأيت أسوأ من هذا بكثير، والسبب أن الشيعة يعتقدون أنه لا يجوز إعدام الأبكار، فإذا أريد أن تعدم بكر عقد عليها لأحد الحراس عقد متعة، وبعد الاعتداء عليها يعدمونها..فتيات كثر، يعتدى على أعراضهن، وتهتك حرماتهن، ثم يقتلن مظلومات، إنه حقد أعمى في قلوب سوداء ، وهذا ما يحدث الآن في سوريا من قبل هؤلاء المجرمون المتعاونين مع شبيحة الأسد الطائفيين النصيريين وأتباعهم من المخلوقات التي لا تسحق ، فالعدو حسب ما ذكرنا هو واحد وهو المتطرفون الذين يتاجرون بالولاء لآل البيت وهم أعاء مختلف الأديان السماوية وخاصة الإسلامية ، فباسم التشيع والولاء تغلغلـت زمــر المجوس ، وعليه يقول رؤساء الحكومة المجوسية وزعماؤها: إن لم نستطع قلع جذور أهل السنة في إيران، فعلينا أن لا نسمح لهم أن يكونوا متمسكين بدينهم وعقيدتهم وقالوا: نحن اتخذنا برامج لنزيل أهل السنة من إيران في خلال خمسين سنة آتية" إن أهل السنة في إيران، مضطهدين ومضيق عليهم فهم ".. يعيشون مثل الأسرى، وفي مدينة طهران التي يسكنها 12 مليون نسمة نسمة، لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة –رغم وجود حوالي 2 مليون سني إيراني فيها-، وبالرغم من وجود اثني عشر معبدا للنصارى، وأربعة لليهود، بخلاف معابد المجوس الذين عندما يكونوا ضعفاء يخلدوا إلى الأمن، ويظهروا المودة والمحبة لأهل السنة، فإذا قويت شوكتهم عاثوا فيهم قتلا باسم الولاء لآل البيت عليهم السلام . كما اهتمت إيران عبر كل حكامها بالمجوسية الذين يدعون الولاء لآل البيت في دول الخليج وغيره، فاعتبرت نفسها حامية لهم، مطالبة بحقوقهم، مدافعة عنهم، أما أهل السنة في إيران، فلم يسمعوا أحدا يتكلم باسمهم، وقد عجز حتى السفراء العرب عن إقامة مسجد لله في طهران، سواء في أيام الشاه الجديد الخميني- أو القديم- في حين يملك الشيعة في بلدان الخليج العربي مساجد عامرة زاخرة، ومآتم (حسينيات)، يدبرون فيها المؤامرات للكيد لأهل السنة، ويسبون فيها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، دون حراك من أحد.. وما يؤكد ذلك قول المجوسي نعمة الله الجزائري، يقول في كتابه الأنوار النعمانية: "إننا لم نجتمع معهم- أي مع أهل السنة- على الله ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمدا صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبوبكر، ونحن- أي المجوس- لانقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي، إن الرب الذي خليفة نبيه أبوبكر ، ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا" لكن رغم أن الدولة البهلوية (الأب والابن) تبنّت العلمانية إلا أنها لم تتخل عن كونها راعية للمذهب الشيعي لما يجلب ذلك من المكاسب لإيران، ومن ذلك إرسال الشاه المخلوع موسى الصدر للبنان قبل ثورة الخميني بربع قَرن. البعض من الشيعة في العالم العربي يعتبرون أنفسهم تبعاً لشيعة إيران فأكثر من 140 سنة مرّت على شيعة العراق على سبيل المثال وهم يؤذنون في حسينياتهم ومساجدهم حسبما أراد لهم والي إيران وشاهها في وقته، عندما زار شاه إيران القاجاري ناصر الدين العراق سنة 1870م وقت أن كان مدحت باشا حاكما على العراق، فزار النجف ولم يسمع في الأذان الشيعي "أشهدُ أنَّ علياً وليَّ الله" عندها أمر بإعادة الأذان وذكر الشهادة الثالثة، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا يؤذن الشيعة حسب أوامر شاه إيران، بل أصبح من مقدسات الشيعة، التي يدافعون وينافحون عنها كأنه دين أنزل بنص غير قابل للتغيي ، كما أن المراجع الشيعية والذين في معظمهم من أصول إيرانية يغيّرون الدين حسب مُراد الحاكم الإيراني وحول تسمية المذهب الشيعي بالجعفري فالحاكم الإيراني نادر شاه قلي سنة 1743م طلب من الدولة العثمانية الاعتراف بالتشيع كمذهب خامس وسمّاه المذهب الجعفري. ولم تأتِ هذه التسمية من عالم أو مرجعية بل من حاكم سياسي، فلا يوجد مصدراً يدل على أن الفقه الشيعي كان اسمه المذهب الجعفري، قبل نادر شاه الحاكم الأفشاري!! وللأسف أصبح الشيعي العراقي مثلاً أصبح يأخذ شعائره وطقوسه من عوام الشيعة الإيرانيين؛ فما يفعله الشيعة اليوم من لطمٍ وضربٍ بالسلاسل المسوطة على الظهور (الجنازير أو الجنزيل أو الزنجيل باللهجة العراقية) وضربِ الرؤوس بالقامات (الحربات) والسيوف وإسالة الدماء، كلّه غريب مستورد من إيران وغيرها، ولم تعرفه شيعة الدول العربية لغاية سنة 1831م عندما صدَّره شيعي عامي إيراني يُدعى باقر بن الشيخ أسد الله الدزفولي (نسبة لمدينة دزفول أو دسبول الإيرانية) الذي كان يسكن مدينة الكاظمية في بغداد، وكان العرب الشيعة العراقيون لا يفعلون شيئاً من هذه الطقوس، بل يفعله الفرس وشيعة القفقاس والأذريون المقيمون في مدينتي كربلاء والنجف، فقد ذُكر أن التسوّط بالسلاسل دخل النجف سنة 1919م، وأن الحاكم البريطاني في النجف ساعد على إدخال ذلك؛ لأنه كان حاكماً على مدينة كرمنشاه الإيرانية، أما كربلاء فقد دخلتها هذه الطقوس سنة 1899م، وقبل ذلك لم يكن العرب العراقيون يمارسون ضرب الظهور بالزنجيل، بل كان العرب والقبائل والعشائر يقفون مشاهدين ومتفرجين فقط لما يفعله القادمون من خارج البلاد لإحياء ذكرى عاشوراء؛ لأن العربي بطبيعته يأنف طرق تعذيب النفس، ويعبر عن حزنه ومشاعره ربما باللطم والعويل ونشر الشعر، أما تعذيب الجسد وإسالة الدماء فهذه ثقافة دخيلة على العشائر العربية العراقية. وكذلك تمثيل الشبيه (التشابيه باللهجة العراقية وهو تمثيل قصة مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه) كان زمن إدخاله لمدينة الكاظم ببغداد أواخر القرن الثامن عشر، وكان العثمانيون- مع الأسف- يشجعون أحيانا على ذلك، فقد سمح والي بغداد العثماني علي رضا اللاز- وهو بكتاشي أي من شيعة تركيا - (1831 - 1842م) بإقامة هذه الطقوس، وكان بعض الجنود العثمانيين يشاركون في الشبيه في مدينة النجف بأمر منه في حين كان الوالي مدحت باشا وعلامة العراق أحمد شاكر بن محمود الآلوسي يعارضان هذه التصرفات غير الحضارية وفي العشرينات من القرن الماضي ومع بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة، صدرت فتوى من قبل المراجع الشيعة بإسقاط الملك فيصل وخلعه،-مع أن الملك فيصل هو من السلالة النبوية لآل البيت عليهم السلام فهو حسني النسب مثل ملك المغرب محمد السادس الذي يعود للأسرة الإدريسية العلوية الفاطمية ومعنى العلوية أي النسب للإمام علي كرم الله وجهه ، وليس النصيرية الذين سمتهم فرنسا عند احتلالها لسوريا بالعلويين وهم لا يمتون لآل البيت بأي صلة بل لا يمتون للعرب بأي صلة كما تشير الوثائق والمراجع التاريخية ، وما يدل على ذلك أن الملك محمد السادس طرد السفير الإيراني من المغرب حيث حاول السفير الإيراني في المغرب نشر التشيع ، حيث أكد الملك محمد السادس أن المغرب دولة سنية مالكية وليست دولة شيعية ، وأن الأسرة الحاكم فيها سنية بالرغم من كونها من السلالة الشريف لآل البيت عليهم السلام- وتحدى الخالصي وأبناؤه فيصل شخصياً وخلعوا بيعته، وسبب بذلك هو ومراجع الشيعة إثارة البلبلة في العراق، فطلبته حكومة فيصل فهرب وبعض أولاده لإيران وشنوا من هناك حملة شعواء على حكومة فيصل، واتهموه بالخيانة وشجعتهم طهران على ذلك كالعادة وعندما أحست حكومة فيصل أن المراجع الإيرانيين يسعون إلى التحكم بالشيعة العراقيين صدر قانون الهجرة والجنسية بتاريخ 9 حزيران سنة 1923م والذي يجيز إبعاد غير العراقيين الذين يمارسون نشاطا عدوانيا على العراق والحكومة ، فأخذ الغرور والعناد المراجع (مراجع الشيعة الإيرانيين والخالصي وأولاده) فاستمروا بتعليق منشورات ضد الحكومة والملك- مع العلم أن الخالصي وأولاده عرب لكنهم تجنّسوا بالجنسية الإيرانية حتى لا يجنّدوا في الدولة العثمانية- عندها تمَّ إبعاد كلّ المراجع الكبار الفرس وكانوا تسعة، مع الخالصي وأولاده، وممن أبعد: الأصفهاني، والنائيني فذهبوا إلى مدينة قم في إيران، والتحق الخالصي بهما بعد أن أُبعد إلى عدن (اليمن) فاستغل موسم الحج وذهب لإيران وتماهيا من الخالصي مع دولة إيران خالف علماء الشيعة (حتى العجم) وأمر بإعطاء الخُمس للدولة الإيرانية وليس للمراجع الشيعة، مما سبب له خلافاً شديداً مع بقية المراجع، وتذرّع بأنّ إيران يجب أن تكون قوية، وأن الخُمس يجب أن يُعطى للقوات المسلحة الإيرانية، وأمر بجمع أموال الأضرحة في العراق في الكاظم وغيره ودفعها لإيران هذا هو الخالصي العربي الوطني العروبي وأولاده! يفضّلون الملك الشاه القاجاري الإيراني على ملك العراق العربي؟ ويعطون أموال شيعة العراق لا لفقراء العراق والعرب- وما أكثرهم- بل تعطى للحاكم الإيراني، وهكذا اليوم الكثير من الشيعة وعلماؤهم في العراق والعالم العربي يفضلون إيران أياً كان رئيسها أو ملكها على أي شيء عربي أو وطني أو إسلامي. أما مرجع الشيعة محسن الحكيم الطباطبائي (ت 1970م) والذي مكث 25 عاما في المرجعية، فمعروف بتبعيته للشاه محمد رضا بهلوي، وعلاقته مع السافاك (جهاز المخابرات الإيراني)، حتى قال عن الشاه: "إن نظام الشاه هو المدافع الوحيد عن شيعة العالم وهو حصنهم الحصين والوحيد"، ولم يكن الحكيم وحده بل آل الحكيم كلهم هكذا ولا يفوتنا هنا القول بأن تأسيس حزب الدعوة في العراق عام 1959م كان بمباركة ودعم نظام الشاه. وشاه إيران كان يفاخر برعايته للتشيع في العالم كله، كما أن الشاه حاول استيعاب المرجعية في النجف فأطلق عليها لقب (المرجع الأعلى). بل إن الشاه الإيراني كان يستغل العلماء الشيعة العراقيين لمصالحه فقد بعث في السبعينيات وبالتحديد سنة 1973 طالب الحسيني الرفاعي إلى مصر، فأنشأ جمعية باسم "آل البيت" وبدأ ينشر التشيّع بين فقراء المصريين عبر موظفي سفارة الشاه وصار المذهب الشيعي طريق الكثيرين من المصريين إلى العمل في الوظائف الحكومية في إيران، وفي المؤسسات الإيرانية في مصر، فتشيّع- لأسباب مصلحية مالية- عدد لا بأس به من المصريين خلال ست سنوات قضاها الرفاعي في مصر. وقد حاولت إيران أن تسيطر على العراق من خلال "الشيعة العرب"، وكل المحاولات لفصل شيعة العراق عن إيران باءت بالفشل، فقد حاول الرئيس العراقي صدام حسين أن يجعل المرجعية الشيعية في العراق بقيادة محمد صادق الصدر - والد مقتدى- كونه عربياً، ودعمه من أجل ذلك، لكن إيران بيدها أزمّة الأمور ففرضت الخوئي كمرجع أول، ثم عبد الأعلى السبزواري، ثم علي السيستاني، وكلّهم فرضتهم إيران على الشيعة ومرجعياتهم في العراق والمنطقة. أما الأشعار في الشعائر الحسينية وترانيم العزاء ونغمة الأذان ليومنا هذا فهي مؤسسة على الطريقة والألحان الفارسية (الروزخون)، بينما نعلم أن عرب العشائر العراقية والأهوار لهم ثقافتهم وأشعارهم وقصائدهم بألحان أهل الجنوب المعروفة، فلماذا لا يرفع الأذان إلا بلحن إيراني؟ ولماذا رسوم مقتل الحسين وصور الأئمة كلها من تراث الدولة الصفوية ، والجواب واضح: فهذه عادات مستوردة تلقفها أهالي الجنوب يوم أن تشيعوا من الإيرانيين كنوع من التبعية، واستُخدمت من قبل التشيع الإيراني كأداة لتمرير العادات والثقافة الصفوية الإيرانية للعراق والمنطقة العربية، ولترسيخ الشعور بالتبعية للإيرانيين. إن هذه الأفعال ليست ديناً أصلا، وإلا لورثت من أجداد الشيعة العرب في النجف وكربلاء والحلة وهي مدن التشيع فيها قديم منذ أكثر من ألف سنة، فلماذا جاء تراث التشيع من إيران، فهي ليست من الدين، وأهل البيت النبوي منها براء. ومايدل على تبعية الشيعة ذوي الأصول الإيرانية لإيران أنهم يضعون صور شاه إيران في منازلهم، وصورة زوجته فرح ديبا ويتغزلون بجمالها، رغم أن هؤلاء أكثرهم ولد في العراق أو جاء للعراق وهو صغير السن ، كما يضعون أحياناً صور الخميني أو خامنئي بل ويي البعض منهم تقليدهم. وفي نهاية السبعينيات وقبيل سقوط الشاه كانت هناك إذاعة إيرانية تَبث بالعربية كنوع من الغزو الناعم الإيراني تُسمع في أنحاء العراق، وكان أكثر المتفاعلين معها أبناء الجنوب الشيعة في طلب الأغاني الإيرانية بشكل ملفت للنظر، فما هذا الشعور بالتبعية وما تفسيره وعليه ستبقى حكومة إيران تستخدم التشيّع لتحقيق مكاسب سياسية طامعة لمصالحها، أما في غير العراق فهناك بعض الحقائق المغمورة عن التشيع وتبعيته لإيران نذكر غيضا من فيض: وتاريخيا لاقت الدولة العثمانية مع ظهور إسماعيل شاه الصفوي مؤسس الدولة الصفوية في إيران مشاكل جمّة من الشيعة الأتراك، فقد أعلن الشيعة القزل باش والبكتاش في الدولة العثمانية ولاءهم له وأصبحوا يشكلون طابوراً خامساً له داخل بلاد الأناضول، ومن أشهر هؤلاء البكتاشي حسن خليفة والذي ظهر في مدينة أنطاليا ولقب نفسه (شاه قلي) أي عبد الشاه (إسماعيل الصفوي)، وبدأ يدعو للبيعة للشاه إسماعيل حتى تبعه عشرون ألف رجل من شيعة الأناضول، ثم هاجم القوافل والمدن السُنية واحتلها وأقام مذابح عظيمة لكن الله سلّم وقضى على هذه الثورة بعد أن دامت سنتين (915)م ووالد شاه إيران رضا خان بهلوي أوصى ابنه شاه إيران محمد رضا بهلوي في عبارة مشهورة: "لقد تمَّ احتلال الضفة الشرقية للخليج-الأحواز- وما عليك إلا أن تستكمل الأمر مع الضفة الغربية له" ، والاحتلال المقصود هو تحويل أهلها من عرب سنة إلى عرب شيعة إلى فرس، والتضييق على السنة ومنع بناء المساجد، والشروع بإسكان الشيعة في ضفة الخليج الأخرى. أما مخطط السيطرة على دول الخليج في الضفة الغربية، فبدأ بتعاون الإيرانيين مع الإنكليز بذلك، ثم بإقامة علاقات اقتصادية مع شيوخ الخليج، حتى امتلأ الخليج إيرانيين وشيعة، وأصبح كبار التجار شيعة: كالبهبهاني، الكاظمي، المزيدي، سليمان حاجي حيدر، لاري وأولاده، فريدوني، قبازرد، بوشهري، دشتي وغيرهم، كما أن ضعف الخليجيين المهني سهل لدخول العمالة الإيرانية التي يشجعها التجار الإيرانيون والشيعة الكبار لإقامة محلات ومهن تجارية صغيرة، فاحتكروا بعض المهن كالبقالة والمخابز وتجارة العقارات وتجارة السجاد وغيرها، كما أن تجار السلاح في الخليج إيرانيون، وقد استطاعوا بناء أحياء شيعية مستقلة لهم، كما كشفت تنظيمات إيرانية السرية وظهر هذا واضحا فترة الستينات، كل ذلك بتنسيق مع الشاه وأجهزته الأمنية ومحمد رضا بهلوي شاه إيران هو من أرسل موسى الصدر وأسس منظمة أمل اللبنانية والمجلس الشيعي الأعلى. وموسى الصدر الإيراني الأصل أخذ الجنسية اللبنانية بتوصية من الشاه لرئيس لبنان بعد أسابيع من دخوله لبنان، ودعمه شاه إيران ماليا ومعنويا لإيقاظ الدور الشيعي في لبنان وقدّم الشاه ملايين الدولارات لمؤسسات التشيّع في السودان عن طريق جعفر النميري. ويعود أصل تشيّع بعض السودانيين والمصريين إلى تلك الفترة واليوم في لبنان "أعلنوها صراحة بلا أي مداراة أنهم يتبعون ولاية الفقيه، ويستمدّون أوامرهم وقراراتهم مباشرة من كرسي المرجعية في قم، ويصفهم المتحدث بلسانهم والمعبر عن آمالهم (حسن نصر الله) بأنهم ذراع إيران في المنطقة، وشيعة جبل عاملة على وجه الأخص أشد أنصار المرجعية الإيرانية، لذلك فهم عقبة مستمرة في وجه أي إصلاحات داخلية وترتيبات حكومية لا تأتي وفق رغباتهم، وعطلوا تشكيل الحكومة اللبنانية عدة أشهر من أجل تحقيق مكاسب طائفية لأقصى حد ممكن، حتى أن بعض النواب الشيعة في البرلمان اللبناني وهو (أيوب حميد) يهاجم حكومته لاشتراكها في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في ليبيا سابقاً فيقول بما لا يدع مجالا للشك في ولاءات شيعة لبنان لإيران: كيف يمكن للعرب أن يوافقوا على احتضان النظام الليبي للقمة العربية ودوره في التآمر على إيران وسوريا معروف للجميع" أما الباحث الإيراني حامد رضا داغاني، مدير "مركز الخليج والشرق الأوسط" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية يعتبر أن "قوة إيران الناعمة" في العراق، أي علاقاتها الوثيقة مع الشيعة في العراق مثل آية الله السيستاني ورجال الدين الشيعة العراقيين الذين درسوا في قُم، كان أكبر عامل في تحقيق إيران مطامعها في العراق والمنطقة وتقدّم دراسة الباحث الإيراني (كيهان بارزيجار( في مركز البحوث الاستراتيجية بطهران تصوّراً واضحاً لدور العامل الشيعي في السياسة الخارجية الإيرانية، والتي تهدف لـ: • خلق جيل جديد من النخب العراقية الصديقة لإيران، ليست لديها أي خلفيات أو مشاعر عدائية تجاه إيران، أي نخب عراقية موالية بالكامل لإيران. • إقامة تحالف إيراني عراقي يكون محوراً ومنطلقا لتشكيل ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في منطقة الخليج. ومن هذا المنطلق، فان دور إيران في المنطقة سوف يعتمد على درجة علاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها السياسيين من الشيعة في المنطقة، وعلى دعمها لدور هذه القوى الشيعية في داخل بلادها، وبناء "معسكرات سياسية" ، ويقول في الدراسة: إن مخاوف دول المنطقة من "هلال شيعي" مبني على بعض الحقائق، أهمها: أن التحالف الإيراني مع القوى الشيعية سوف يخل بموازين القوى السياسية في دول المنطقة، ويهدد السيطرة السنية على مقاليد السلطة والحكم في هذه الدول هذه هي رؤية المحللين الإيرانيين لتبعية الشيعة لإيران، فهل علم ذلك السُنة القوميون من أمثال البعثيين الذي يدعون الوطنية والقومية بكل سذاجة ، وهل فهمت ذلك الحركات الإسلامية السُنية كالإخوان، والتحريريين، وغيرهم أن الواجب الوقوف بقوة أمام هذا المد المجوسي الإيراني المغلف زوراً وبهتاناً بالولاء لآل البيت عليهم السلام . كما أن فضيحة الرسائل المسربة لرئيس العصابة الأسدية بشار الأسد، فقد ظهر أن جميع من يحيط بهذا الإرهابي هم علويون (نصيريون) وإيرانيون، وأن هناك دوراً إيرانياً ملموساً في توجيه الرئيس السوري، ومن هذه الشخصيات: هديل العلي (علوية)، ولونا الشبل (علوية)، وحسين الإيراني، شخص يعمل في الإعلام الإيراني في سوري (يشك أنه حسين مرتضى رئيس قناة العالم)، شهرزاد ابنة بشار الجعفري (إيراني الأصل وزوجته إيرانية). وهشام بختيار (رئيس مجلس الأمن القومي في سوريا ) وغيرهم كثير ، هذا هو المحيط الذي يعيشه الأسد بعد اندلاع الثورة السورية ويساهم معه في صنع القرار بشكل مباشر، ومن اللافت للنظر أنه لا يوجد ضمن هذه المراسلات المسرّبة اتصالات مع أي شخصيات كبيرة في الدولة، أو من حزب البعث الذي يدعي أنه الحزب الحاكم للدولة . إن عدد السنة في إيران أكثر من شيعة العراق بضعفين تقريبا. ولكن على الرغم من ذلك فان نظام الجمهورية.... الخمينية يمنعهم من حقوقهم المشروعة ويمارس ضدهم أبشع أنواع الاضطهاد الطائفي والقومي ، فحين تم عرض دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالطريقة الهزلية المعروفة في وقتها للاستفتاء اعترض عدد من علماء أهل السنة على المادة الخامسة عشر بعد المائة التي توجب أن يكون رئيس الجمهورية شيعي المذهب وهذا يعني تقسيم المواطنين الإيرانيين المسلمين إلى فئتين مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية، وبات يحق للأول بحكم مذهبه أن يكون حاكما على الثاني و لا يحق للثاني بسبب مذهبه أن يكون حاكما وان كان إيرانيا مسلما ، إلا أن اعتراض علماء السنة قوبل بالرفض من قبل الخميني الذي أصر على تنصيص هذه المادة الطائفية رافضا نصيحة بعض مستشاريه الذين نصحوا بتعديلها وهي المادة التي تسببت فيما بعد بحرمان السنة من تولي كافة المناصب العليا في البلاد ، وعلى سبيل المثال لم ينـّصب سني واحد في ما يسمى بمجلس صيانة الدستور الذي يتكون من ستة حقوقيين وستة مجتهدين مهمتهم المصادقة على القوانين التي يقرها البرلمان. كما يخلو مجلس الخبراء الذي يتولى مهام تنصيب وعزل مرشد الثورة من سني واحد. ولا يوجد من بين ممثلي مرشد الثور في المحافظات والأقاليم سني واحد حتى في المناطق ذات الأغلبية السنية فان ممثلي المرشد من رجال الدين الشيعة. ولم يتوقف التمييز الطائفي ضد أهل السنة عند هذا الحد وحسب بل تعدها إلى منع بث أذان أهل السنة عبر الإذاعة والتلفزيون في المناطق السنية. هذا بالإضافة إلى ان جميع مدراء و مسؤولي محطات الإذاعة والتلفزة في المناطق السنية هم من الشيعة الذين يمتنعون عن دعوة علماء أهل السنة للحديث عن المناسبة الدينية كالمبعث النبوي الشريف او الإسراء والمعراج وغيرها المناسبات الأخرى ، وقد بلغت الطائفية بهؤلاء المدراء و المسؤولين إلى حد عدم بث القرآن بصوت قراء من أهل السنة الإيرانيين وهم كثر. وعلى سبيل المثال تقوم وزارة الثقافة والإرشاد سنويا بدعوة بعض القراء من مصر وغيرها فيما تتجاهل دعوة القراء الإيرانيين من أهل السنة الذين من بينهم قراء أفاضل تتلمذوا على يد الشيخ عبدالباسط عبد الصمد من أمثال " الشيخ ماموستا الربيعي " من أهالي كرمانشاه بالإضافة إلى قراء سنة آخرون من منطقة سرخس وغيرها في شمال ايران فهؤلاء على الرغم من ما يتحلون به من أصوات جميلة و إتقان في القراء إلا ان هيئة الإذاعة والتلفزيون ووزارة الإرشاد لم تعتني بهم نهائيا. ولكن كل هذا يهون أمام ما قامت به السلطات الإيرانية من إعدامات و اغتيالات للعديد من علماء و مثقفي أهل السنة. وكما عرضنا في الحلقة السابقة قائمة بأسماء المساجد والمدارس الدينية السنية التي تم تهديمها ومصادرة و إغلاق بعضها الآخر على يد سلطات الجمهورية.... الخمينية التي تدعي الأسلمة فإننا نقدم هنا قائمة أخرى بأسماء عدد من علماء أهل السنة الذين تمت تصفيتهم على يد النظام وهم كالتالي: 1- الشيخ عبد الوهاب خوافي، من علماء أهل السنة في إقليم خراسان وهو من خرجي الجامعة الإسلامية في باكستان في العشرينيات من عمره حين تم القبض عليه من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين وحوكم واعدم في عام 1990 م بتهمة نشر الوهابية!. 2- الشیخ قدر الله جعفري، من علماء أهل السنة في خراسان ومن خرجي الجامعة الإسلامية في باكستان اعدم في عام 1990م بعد عودته إلى ايران. 3- الشيخ ناصر سبحاني، من علماء أهل السنة في إقليم كردستان اعدم في عام 1992م بتهمة نشر الوهابية بعد تعرضه للتعذيب الشديد على يد الاستخبارات الإيرانية. 4- الدكتور علي مظفريان، من الأطباء الجراحين المشهورين في مدينة شيراز وهو في الأصل من أهالي بندر لنجة تحول من المذهب الشيعي إلى السني في عهد الشاه وبعد الثورة اشترى بيتا في شيراز بالتعاون مع عدد من أهل السنة من أبناء المدينة و أبدله إلى مسجد وصار خطيب فيه ولكن بعد فترة اعتقل ومن ثم اعدم بعد تعرضه لعملية تعذيب رهيبة. 5- العلامة احمد مفتي زاده، من القادة الدينيون السنة في محافظة كردستان وهو مؤسس أول حركة دينية لأهل السنة في ايران بعد الثورة عرفت باسم (شمس – شورى المسلمين السنة) وبسبب مواقفه الصريحة مع التوجهات الطائفية لنظام الخميني أطلق عليه النار أثناء إلقائه كلمة في حسينية إرشاد في طهران ومن ثم تم اعتقاله. وبعد عشر سنوات سجن أطلق سراحه بعد التأكد من أصابته بمرض عضال. وقد توفي عام 1993م عقب إطلاق سراحه من السجن بشهور قليلة بعد رفض النظام السماح له بالسفر إلى الخارج من اجل العلاج وقد منع تشييع جنازته ودفن بأيدي رجال الحرس الثوري. 6- بهمن شكوري، من المثقفين السنة في مدينة طالش بمحافظة خراسان اعدم صائما في سجن أيفين عام 1986م بتهمة الدعوة إلى الوهابية. 7- الشیخ محمد صالح ضیائی، من كبار علماء وقادة أهل السنة في ميناء بندر عباس كانت له مدرسة دينية باسمه و قد طلبت منه الاستخبارات الإيرانية إغلاقها إلا انه رفض ذلك وعندما استفسر عن السبب قيل له ان الطلبة الذين ترسلهم إلى المدينة المنورة اخطر علينا من صواريخ صدام حسين وفي عام 1994م وبعد عدة أيام من التحقيق والتعذيب تم قتله بطريقة فجيعة ورمي بجثته في الصحراء بعد ان تم تقطيع أوصالها. 8- مولوی عبد العزیز الله یاري، إمام جمعة مدينة بيرجند في إقليم خراسان قتل في عام 1994م بحقنه إبرة مسمومة بعد أن تم اعتقاله من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين في مدينة مشهد. 9- الدكتور مولانا احمد صياد، فهو العالم السني الوحيد الحاز على شهادة الدكتوراه في علم الحديث من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وبعد عودته أسس مدرسة دينية صغيرة في أطراف مدينة كنارك في إقليم بلوشستان ولكن بعد مدة تم استدعائه من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاما بتهمة الدعوة إلى الوهابية. و في عام 1996م وبعد خمسة أعوام من السجن أطلق سراحه وبعد الإفراج عنه سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قضى خلالها عدة أيام عند أقاربه وحين عودته إلى ايران تم القبض عليه من قبل استخبارات مطار بندر عباس وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله وجدت جثته مرمية في العراء. 10- مولوي عبد الملك ملا زاده، من الزعماء الدينيين لأهل السنة في إقليم بلوشستان وهو الابن الأكبر للزعيم الديني السني مولوي عبد العزيز، سبق أن تم اعتقاله عقب انتصار الثورة الإيرانية ضمن أربعمائة رجل دين ومثقف سني بتهمة الانتماء إلى حركة (شمس- شورى المسلمين السنة) و بعد إطلاق سراح أسس حركة (المحمدي السنية) ثم منع من التدريس و اجبر على الهجرة. و في عام 1996م قتل في مدينة كراشي الباكستانية على يد عناصر من الاستخبارات الإيرانية. 11- مولوی عبد الناصر جمشید زهی. كان من الشباب المتدينين السنة في مدينة خاش فی اقلیم بلوشستان بعد تعرض منزله إلى هجوم من قبل قوات مليشيا الحرس الثوري فر إلى باكستان وهناك اكمل دراسته الجامعية إلا ان الاستخبارات الإيرانية لاحقته إلى هناك واغتالته عام 1996م في مدينة کراشی. 12- الشیخ فاروق فرساد. من طلاب العلامة احمد مفتي زاده في محافظة كردستان، بعد عدة سنوات من الحبس ابعد إلى مدينة ارومية لمدت خمسة سنوات وبعد انقضاء مدت الأبعاد تم اغتياله في عام 1996م في منفاه. 13- الشیخ محمد الربيعي. من العلماء والكتاب المعروفين في محافظة كردستان و كان إمام جمعة مدينة كرمانشاه. اغلق جامعه في عام 1996 واغتيل على يد الاستخبارات الإيرانية بنفس العام. وبعد اغتياله شهدت المدينة مظاهرات احتجاجية قتل وجرح فيها العشرات من أهل السنة كما تم اعتقال آخرون منهم. 14- الدکتورمولانا عبد العزيز كاظمي بجد. خریج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بدرجة جيد جدا. اعتقل فی عام 1996م من قبل استخبارات الحرس الثوری في مدينة زاهدان وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله وجدت جثته مرمية في العراء وعليها آثار التعذيب. 15- الشیخ مولوی حبیب الله حسین بر. من علماء أهل السنة في مدينة سراوان في إقليم بلوشستان اختطف على يد الاستخبارات الإيرانية في عام 1991م عند خروجه من منزله وبعد ذلك اختفى أثره ولم يعرف مصيره لحد الآن. 16- الشیخ مولو ي عبد الستار. عالم دين و إمام جمعة مدينة خاش و المدير السابق لمدرسة " مخزن العلوم " الدينية توفي في المشفى بطريقة مريبة جدا عند ما كان يراجع لتضميد جرح بسيط في إصبع يده لكنه فجأة توفي وقال تقرير للطبيب الشرعي انه مات بنوبة قلبية. 17- مولوي يار محمد كهرازي. إمام جمعة مدينة خاش في إقليم بلوشستان ومدير مدرسة " مخزن العلوم" الدينية في المدينة قتل في عام 1997 م بعد ان دس السم أليه عن طريق عملاء الاستخبارات الإيرانية. 18- الشیخ مولوي نور الدين غريبي. من علما أهل السنة في إقليم خراسان خريج الجامعة الإسلامية في باكستان. نتيجة لملاحقة الاستخبارات الإيرانية له في باكستان فر إلى جمهورية طاجيكستان لكنه في عام 1998م و أثناء خروجه من منزله حيث كان يعتزم الذهاب إلى المدرسة الدينية التي كان يدرس فيها القرآن اعترضه اثنان من عملاء الاستخبارات الإيرانية و أطلقا النار عليه و أردياه قتيلا. 19- الشيخ مولوي موسى كرمي. كان إمام وخطيب جامع الشيخ فيض في مدينة مشهد. فبعد تهديم الجامع المذكور وملاحقة السلطات الإيرانية له اضطر عام1994 م ان يفر إلى أفغانستان إلا ان المخابرات الإيرانية لاحقته هناك. وفي يوم 4/5/2001 حين خروجه من المسجد في مدينة هرات ألقيت عليه قنبلة وقتل مع أربعة من طلابه و مرافقيه. 20 – الحاج نور محمد ناروئي. أحد شيوخ قبيلة ناروئی البلوشية كان ملاحقا من قبل الاستخبارات الإيرانية بتهمة تقديم الدعم المالي للمدارس الدينية السنية. فر إلى باکستان وفي ليلة 28/6/2002 تسلل عناصر من الاستخبارات الإيرانية إلى بيته في مدينة كويته وقاموا بقتله أمام زوجته و أطفاله. 21-طريقة جديدة ابتدعها نظام الملالي في ايران لاعدام شباب الكورد. قام حراس الحدود الايرانيين برمي ثلاثة شبان كورد من على جبل سوركيو, وقد واروا الثرى في مدينتهم مهاباد. هذا غيض من فيض جرائم نظام الجمهورية التي تدعي أنها إسلامية بحق أهل السنة في ايران ،هذا النظام الذي خاض حربا ضروسا دامت ثمانية سنوات بحجة الدفاع عن الإسلام وحقوق الشيعة في العراق و يزاود بدعايته الإعلامية على الدول العربية والإسلامية في دفاعه عن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية في فلسطين نراه وقد هدم وإغلاق واستولى على العشرات من المساجد والمدارس الدينية وقتل العشرات من علماء المسلمين السنة بالإضافة إلى حرمان أكثر من خمس وعشرين مليون مسلم سني من مختلف القوميات من ابسط حقوقهم المشروعة وجعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة مقدما عليهم اليهود والمجوس وغيرهم ،| ولكن ترى بعد كل هذا هل مازال هناك من يريد ان يجادل عبثا ليقنع نفسه والآخرين بإسلامية النظام الإيراني؟. وتفسير العداوة التي تكنّها إيران للمسلمين وللعرب منهم خاصّةً فهي عداوةٌ لا نظير لها , إذ إنها عداوةٌ متناهيةٌ جداً وقديمةٌ جداً , ومنشأ هذه العداوة عرقيٌّ وعقديّ , حيث إنّ إيران في حقيقتها دولةٌ فارسيّةٌ مجوسيّة , وإن تظاهرت بالإسلام ونصرة المسلمين والاهتمام بقضاياهم , فقد عرف الفرس المجوس منذ قديم الزمان بتكبرهم الشديد وغطرستهم المتناهية , واحتقارهم الشديد للأمم الأخرى وخاصة الأمم السامية العرب واليهود كونهم أي الساميين أصحاب ديانات سماوية بخلاف الفرس المجوس الذين يعيشون في هضبة جرداء فقيرة ولا موارد عندهم ، مما جعله حسدهم على الشعوب الأخرى وخاصة السامية كبيراً ،وهذا من أسباب محاولاتهم منذ القدم للسيطرة على البلدان المجاورة وخاصة العربية , ويتجلّى هذا الاحتقار في أمثلة عديدة ، ففي معركة ذي قار التي هزمت فيها القبائل العربية ،الفرس ، وذلك بعد أن حاول ملك الفرس ارغام أمير إحدى القبائل العربية التي أودع فيها الملك النعمان أمانته فيها حيث كان النعمان ملكا على المناذرة إرغامة على إعطاء الأمانة لملك الفرس ، لكن الأخلاق العربية تابى هذا الفعل الشائن الغير أخلاقي ، فاندفعت القبائل العربية تؤازر المناذرة ، وهزمت الفرس المجوس شر هزيمة في معركة ذي قار ، ومثال آخر هو جواب كسرى ملك الفرس عندما كتب إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام ويرغبه فيه , حيث غضب كسرى ومزّق الكتاب وقال : ( يكتب إليّ بهذا وهو عبدي ! ) , فلما بلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم تمزيقُه لكتابه فقال : ( اللهم مُزّق ملكُه ) , ثم إنّ المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هم الذين هزموا الفرس شرّ هزيمة , في معركة القادسيّة بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وأسقطوا إمبراطورية الفرس إلى الأبد بعد معارك أخرى كنهاوند والجسر, مما ولّد في نفوس الفرس المجوس مزيجاً من الحقد والكراهية والعداء لكلّ ما يمتُّ إلى الإسلام بصلة من قريب أو بعيد , وهذا هو سرّ حقد الإيرانيين على الكثير من الصحابة وسبهم ولعنهم لهم , ولو كانت إيران على ملة الإسلام لشعرتْ بالامتنان , وكافأت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالترضّي عليهم على الأقلّ , لأنهم هم الذين نقلوا إليها الإسلام الذي تتظاهر به اليوم , ولولا جهاد الصحابة وفتوحاتهم لما وجد سدنة إيران العجمُ سبيلاً إلى لُبس العمائم السوداء وانتحال النسب الشريف-حيث يعي كل من يلبس العمامة السوداء أنهم من سلالة الإمام علي كرم الله وجهه- , ولكنّ إيران ما وسعها إلا أن تتخذ من قبر أبي لؤلؤة المجوسيّ مزاراً , وبدلاً من أن تترضّى على الصحابة الكرام الذين جاؤوا إليها بالإسلام , صارت تلعنهم وتسبهم وتترضّى على رجل مجوسيّ , ليس له فضيلةٌ إلا اغتاله لخليفة المسلمين الذي أحسن إليه , فهل ثمّة تفسيرٌ لتعظيم الإيرانيين لقبر أبي لؤلؤة المجوسي إلا أنّ القوم ما زالوا على دين الرجل . إنّ المستقرئ المتعمق لأحوال إيران وسياساتها وأفعالها على أرض الواقع يدرك حقيقة المعتقد الذي تنطوي عليه وتخفيه عن عامة أتباعها , ويدرك الغاية التي تسعى إليها من كل مشاريعها , إذ لا تعدو إيران بعد التحقيق والمكاشفة أن تكون على مجوسيتها ومعتقد أسلافها الأولين , فتكون غايتها التي تروم الوصول إليها هي هدم الإسلام والانتقام من أبنائه , وبناء الإمبراطورية الفارسية من جديدٍ على جماجم المسلمين وأنقاض دولهم , ونجمل هنا بعض الحقائق التي لا تستطيع إيران إنكارها أو دفعها وهي : أولاً : أنّ الحكومة الإيرانية التي تقوم بهدم مساجد أهل السنة وحرمانهم من حقّ بنائها , أصبحت تعنى كثيراً ببناء معابد النار للمجوس الزراديشت على أرضها , وترصدها بالأموال الطائلة من خزينتها , وقد كشفت مصادر إيرانية معارضة أن الحكومة الإيرانية أعادت بناء معبدٍ للنار , وهو معبد مزعوم للمجوس على أنقاض صخور متناثرة قريباً من مدينة مسجد سليمان الأحوازية , وأوضحت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية ، وفق ما أوردته صحيفة ( السياسة ) ، أن إيران وضعتْ المكان على قائمة الأماكن التاريخية الوطنية , وأشارت المنظمة إلى أن إيران افتتحت المعبد وقامت بالترويج له كمكان سياحي وديني , مضيفةً أن عناصر من مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية زارت المعبد لتكتشف أنه تم بالفعل إشعال النيران في البناء الذي أقامته إيران في المنطقة , وأصبح يتوافد عليه في كل يوم عدد ٌكبير من الزوار الإيرانيين ومنهم الزرادشتيون ( المجوس ) , وأفادت المنظمة بأنّ وزارة الثقافة رفعت مستوى الرعاية لهذا المعبد ليتساوى مع ( تخت جمشيد) عاصمة إيران قبل الإسلام ، وأقامت على المكان حراسة مشددة على مدار اليوم ، كما تم نصب كاميرات مراقبة للمكان , وقد طالب أعضاء مؤسسة الميراث الثقافي الإيرانية بوضع المعبد تحت حماية اليونيسكو ، وذلك في محاولة لخلق حق تاريخيّ لإيران في الأحواز المحتلّة , وقالت المنظمة في سياق حديثها : إن فريقاً إيرانياً متخصصاً يقوم منذ فترة طويلة بإعادة بناء معبد نار مزعوم آخر واختار له اسم ( جهار طاقي سيم بند ) في المدينة الأحوازية ومن المزمع افتتاحه بشكل كامل قريباً , وأدانت المنظمة في ختام بيانها محاولات الحكومة الإيرانية تحويل الأحواز إلى مركز المجوسية الثاني بعد ( يزد ) ، من خلال افتتاحها لمعابد النار , التي لا تمت بصلة لتاريخ الشعب الأحوازي المسلم العربي , لكن ما مصلحة إيران في بناء معابد النار وإنفاق الأموال الطائلة عليها , في حين أنها لم تنفق فلساً واحداً في بناء المساجد . ثانياً : أنّ الحكومة الإيرانية في الوقت الذي تضيق الخناق فيه على شعائر الإسلام , وعلى عيد الفطر وعيد الأضحى , وتصرف الناس عن الاحتفال فيهما , نجدها تواظب على الاحتفال بعيد النيروز في رأس كل عام , وتعتبره عيد الدولة الرسميّ , وتحث رعاياها على الاحتفال به , وتمنحهم فيه إجازة رسمية لمدة أحد عشر يوماً , بينما لا تمنح في عيد الفطر والأضحى أكثر من إجازة يوم واحد , ومع أنّ الحكومة الإيرانية تتشدق بحبها لآل البيت والتشيع لهم , وتقيم مشاهد العزاء في يوم عاشوراء من كل عام , وتنتقد المسلمين وتتهمهم بأنهم يصومون يوم عاشوراء فرحاً بمقتل الحسين رضي الله عنه , نجدها إذا وافق عندها عيد النيروز يوم عاشوراء قدّمت عيد النيروز على يوم عاشوراء , فيخرج الناس إلى الشوارع محتفلين فرحين , ثم يشعلون النيران ويقفزون من فوقها , ويوزعون الهدايا والحلوى ويسمرون ويزمرون ... , ومعلومٌ أن عيد النيروز هو أقذر عيدٍ عند المجوس , حيث يقومون فيه بفعل القذارات والأعمال المشينة , وينكحون فيه المحارم ... , فكيف ترضى الحكومة الإيرانية أن تحتفل بعيد كهذا , وتجعله عيدها الرسمي , وتقدّمه على جميع الأعياد والمناسبات ... وهي تزعم أنها جمهورية إسلامية , وهل لذلك تفسيرٌ عند العقلاء غير أنّ إيران ما تزال على مجوسيتها . ثالثاً : أنّ الحكومة الإيرانية ما تزال تعتز بموروثاتها الفارسية المجوسية وتتفاخر بها , في حين أنها لا تعتز بأيّ موروث إسلامي , بل إنها تحارب الموروثات الإسلامية في سبيل الحفاظ على موروثاتها الفارسية المجوسية , وقد تضطرّ أحياناً إلى استبدال بعض المسميات الإسلامية بمسميات فارسية أو مجوسية , أو تنتقي من التراث الإسلامي ما يدعم تراثها الفارسي وتترك ما عداه , حتى أنهم يدعون أن المهدي المنتظر هو في كتبهم اسمه هو ( خسرو مجوس ) , وأنه من أحفاد ( يزدجرد ) , وأنّه سيخرج في آخر الزمان ويهدم الكعبة , ويضع السيف في المسلمين والعرب , وينبش قبر الشيخين رضي الله عنهما , وينبش قبر عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها , ويخرجها من قبرها ويقيم عليها الحد , وغير ذلك من الأباطيل والخرافات , ثم أمرٌ آخرُ يحقّ للمرء أن يتساءل فيه : لماذا تستميت الحكومة الإيرانية في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي , أليس آل البيت الذين تتشيع لهم هم من العرب , ثم ألا يزعم المرشد الإيراني نفسه أنه من العرب وأنه من أولاد الإمام علي كرم الله وجهه , إذن لماذا لا يعتزّ بأصله العربي إن صحّ أنه عربي , وما علاقته بالفرس حتى يصرّ على تسمية الخليج العربي بالفارسي ..., أسئلة كثيرة تفرضها في عقولنا أفعال إيران وسياساتها المريبة .. والجواب سهلٌ وواضح عند المستبصرين , وهو أنّ إيران دولةٌ فارسيّة مجوسية , تسعى لإعادة إمبراطوريتها البائدة على جماجم المسلمين وأنقاض حكوماتهم , أمّا ما تبديه إيران من التشيّع لآل البيت فما هو إلا الخداع والدجل , ثم إنّ التشيع هو الحيلة المثلى لاصطياد الحمقى فإيران ليست دولة شيعية بل في الحقيقة هي دولة مجوسية لكنها تستخدم التشيع وادعاء الولاء والمحبة لآل البيت في خداع الناس ونشر تحريفها للإسلام ونشر معتقداتها المجوسية تحت غطاء التشيع، وعلى سبيل المثال يؤكد عباس الجنابي وهو شيعي عراقي في قناة المستقلة أنه يحب الصحابة ويؤكد أن النظام الإيراني حاقد على الإسلام والعروبة ويسعون للقضاء عليهم ، وقدموا دعم لوجستي للقوات الأمريكية لاحتلال العراق عام 2003،ويدعون أن كل مسلم من أهل السنة هو ناصبي ومعادي لآل البيت عليهم السلام رغم أننا لا ننكر أن دعم دول الخليج للقوات الأمريكية واستخدام أراضيها كان له التأثير الكبير لسقوط بغداد لكن يرى بعض الشيعة أن شيعة العراق أو شيعة الدول العربية الأخرى ، إن إشتركوا مع الإيرانيين في الإنتماء المذهبي، فهم يختلفون معهم بحدة، في موروثهم الثقافي وإنتمائهم القومي لمحيطهم العربي، وبالتالي لاتوجد إمكانية، مهما كانت ضئيلة، كي يتحدوا معهم في دولة واحدة. الشيئ نفسه ينطبق مع الشيعة في الأقطار العربية الأخرى. فلايوجد شيئ آخر غير المذهب مشترك بين الشيعة العرب وشيعة إيران ، فالعربي هو العدو الأزلي للإيراني المجوسي الفارسي فإيران لهذا اليوم تحتل افلام الحرب لديها المرتبة الأولى ، صورة الإنسان العربي مشوهة في السينما الإيرانية لأن الصورة لا تستهدف الأنظمة العربية فقط بل تشوه كل شيء اسمه عربي ، نتساءل هنا إذا كانت إيران فعلا شيعية فلماذا تساعد النظام النصيري الظالم في سوريا ، فالإمام علي كرم الله وجهه ، قتل من ادعى بألوهيته ، كما دعى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه إلى قتل مؤلهي الإمام علي وآل البيت ، قائلاً " لإن مكنني الله من رقابهم لأتقرب إلى الله بدمائهم" ، وكما يعلم الجميع أن النصيريين الذين يحكمون سوريا هم يؤلهون الإمام علي ، مدعين زورا وبهتاناً –أنه العلي العظيم – حاشا لله وعلا عن ذلك علواً كبيرا ، أيضاً فإن النصيريين في سوريا يدعون أنه لا فرائض لهم فلا مساجد ولا صلوات ولا زكاة ولا حج ولا صوم ، ولا غير ذلك من الفرائض الإسلامية ، كما أن تحليلهم للمحرمات كالخمور وغيرها تدل على أنهم لا صلة لهم بالإسلام لا من بعيد ولا من قريب ، كما لم يعترف بهم أي هيئة إسلامية رسمية أنهم مسلمون ، باستثناء اعتراف موسى الصدر –المرجع اللبناني – الذي ادعى عام 1975 أنهم أحدى فرق الشيعة ، وهذا إلا بعد صعود المقبور حافظ الأسد إلى السلطة بعد انقلابه الطائفي عام 1970 ، حيث أعطى أهم المراكز الحساسة والسفارات وقيادات الجيش والمخابرات والمحافظين لأبناء طائفته النصيرية رغم ادعائه العلمانية والقومية . كما نتساءل كيف لمراجع وحكومة إيران أن تقف ضد شعب ثائر ضد الظلم وضد الاستعباد من أجل الحرية والكرامة والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية ، ثم تأتي حكومة ملالي إيران لتدافع عن الظالم بل ترسل جيوشها ومرتزقتها وأبناء زواج المتعة وأبناء دور الرعاية الإجتماعية للقتال في سوريا ضد الشعب السوري والجيش السوري الحر وتحرض المنظمات والحركات والأحزاب والتيارات الشيعية للذهاب إلى سوريا لقتل الشعب السوري والفاع عن الأسد، وتمارس أبشع أنواع القتل والإرهاب بحق النساء والأطفال السوريين ، كما تمارس الدفاع عن النظام الأسدي في المحافل الدولية ، في سابقة لم تقم بها أي دولة في التاريخ ، كيف لهذه الحكومة أن تدعي الولاء لآل البيت عليهم السلام ، وآل البيت كانوا مع المظلوم ضد الظالم على مدار تاريخهم المشرق ، وكيف تدافع عن نظام نشر الفساد والدعارة والخمور والمخدرات والرشوة والإرهاب في سوريا وصدرها إلى الكثير من أنحاء العالم ، أليس تشويها للإسلام عندما تدافع عن الظالم والفاسد ضد المظلوم الحر الكريم ، إنها أسئلة تؤكد أن نظام طهران لا يمت للعقيدة والإسلام بأي صلة ، بل هو نظام مجوسي توسعي إرهابي طائفي ظالم . وبسبب الأهداف الإيرانية المشبوهة تسعى إيران أن تكون قوة إقليمية فاعلة مؤثرة و التحول إلى قطب دولي مدعوم بالقوة النووية وثروة نفطية كبيرة سيطرت عليها من خلال احتلالها الأحواز العربية "عربستان" التي تحتوي على 80% من النفط التي تملكه إيران حيث تم احتلال الأحواز العربية منذ الربع الأول من القرن العشرين، كما أن إيران تمتلك موقع استراتيجي يسيطر على مضيق هرمز الحساس للتجارة الدولية وحركة الملاحة النفطية ،وعليه أخذت تدعي أنها تستطيع مناطحة الدول العظمى لتكون جزءا أساسيا من رسم السياسات العالمية ، والواقع أن ذلك الدور لا لا يليق لدولة مثل إيران تحمها سياسة لا أخلاقية إرهابية طائفية حاقدة على البشرية برمتها ولا يتناسب مع القدرات الحقيقية والإمكانات المادية والإستراتيجية والبشرية اللازمة لتبوء تلك المنزلة التي تصبو إليها القيادة الإيرانية، فجارتها المناوئة لمشروعها العالمي والمذهبي وهي تركيا تمتلك من الكفاءات والقوة العسكرية والاقتصادية والتحالفات الدولية ما يؤهلها للوقوف ندا قويا للمشاريع والمخططات الإيرانية. ناهيك عن مناهضة تلك التطلعات من قبل دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، إضافة الى رغبها بامتلاك القوة النووية-وهذا مستحيل- لا يعني أنها ستصبح-فيما لو امتلكت بالفعل- دولة عظمى فجنوب أفريقيا على سبيل المثال امتلكت عددا كبيرا من القنابل النووية لكن بعض سقوط حكم التمييز العنصري ، اضطرت لتفكيك كامل برنامجها النووي ، وكل ذلك بإرادة دولية من الدول العظمى ، مع أن نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا كان حليفاً رئيسياً للدول العظمى –من دول العالم الحر-وجزءاً منها ، كما أن نظام الشاه الذي كان الحليف الأول لدول العالم الحر قبل سقوطه ، لم تستسغ دول العالم الحر أن يقوى أكثر من اللازم فكان لابد من إسقاطه ، وحلول نظام متخلف بديلاً له يرجع بإيران عشرات السنوات إلى الوراء ، وهو نظام الملالي الحاكم في إيران ، ولا ننسى أن توجيه ضربة قوية لإيران سهل جدا فحدودها مع أفغانستان والخليج والعراق وتركيا تجعلها بغير منأى عن الصواريخ الأمريكية وحليفاتها ، ، أيضاً فإن إيران مجاورة لدولة إسلامية سنية كبرى هي باكستان وهذه الدولة ذات أغلبية عظمى من السنة وهي دولة نووية، وتتميز بولائها لدول العالم الحر ، وبالتالي فإن تدخلها في إيران ومناصرتها لسنة إيران سهل جدا ، ويمكن تحريكها بأي لحظة –وفقاً لمتطلبات مصالح دول العالم الحر- لتوجيه أي ضربة لإيران وعليه لن تكون إيران دولة نووية أو عظمى بأي حال من الأحوال كما تعتبر قضية العرب في إيران أمرا إشكالياً، فلا تزال الصراعات بين العرب والحكومة المركزية تشتعل أوارها حتى الآن، وتحديدا في إقليم الأهواز (بالعربية الأحواز)، المعروف سابقا باسم عربستان، الذي يقع جنوب غربي البلاد، حيث لا تزال هناك مشكلة حول هوية الإقليم وصولا إلى مطالبة بعض الجهات السياسية العربية فيه بالاستقلال الكامل. من الجهة الديمغرافية أشارت دراسة قام بها الباحث الإيراني، يوسف عزيز بني طروف، بالاعتماد على الإحصاءات الرسمية الإيرانية لعام 1997، أن العرب يشكلون ما يقارب 7 في المائة من عدد السكان، أي حوالي 5 ملايين نسمة. تاريخياً، كان إقليم عربستان يشكل إمارة مستقلة في بعض الأحيان وخضع إسمياً للدولة العثمانية كبقية الدول العربية، ثم أصبح إمارة مستقلة بعد أن سقط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، حتى قام رضا خان بهلوي، شاه إيران بضمها قسرا لتصبح جزءا من الدولة الإيرانية عام 1925، بعد أن كانت تحت حكم الشيخ خزعل الكعبي شيخ مدينة المحمرة. وأشارت دراسة بني طروف، إلى وجود تمايز للعرب الأحوازيين عن غيرهم، فزيهم المحلي لا يزال هو الكوفية والدشداشة، في إشارة إلى أصولهم العربية، كما أنهم يتكلمون اللغة العربية وبلهجة مماثلة لنظرائهم في العراق ، على أن ظاهرة ارتداء الزي العربي أو القومي لهم آخذة في التناقص، لأسباب، منها محاربة الاستعمار البريطاني ونظام الشاه لهذه المظاهر دون هوادة، وذلك مقابل التسامح الذي أبدوه تجاه ارتداء الأكراد مثلا لملابسهم الوطنية في إيران ، لكن هناك البعض من عرب الأهواز لا يحسنون التكلم بالعربية، نتيجة لسياسات الدمج التي تتبعها الدولة الإيراني، حيث طالب بتدريس اللغة العربية في المراحل الابتدائية وذلك للمحافظة على التراث والهوية العربيين للمنطقة. و رغم محاولات إضفاء الطابع الفارسي على المنطقة من خلال تطبيق اللغة والأسماء الفارسية، إلا أن العرب الأحوازيين يبدون مقاومة لهذه الأمور، بل وتعدى الأمر ذلك إلى ظهور حركات مسلحة ومقاومة تطالب باستقلال الإقليم عن إيران ، ومن هذه الحركات المسلحة، "الجبهة العربية لتحرير الأحواز" و"الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز" اللتان تطالبان بحق تقرير المصير للأهوازيين العرب، متهمة السلطات الإيرانية بأنها تسعى لمحاولة طمس هويتهم، وأنها تمارس "استعمارا" عليهم ، بل وطالبت الجبهات المذكورة على مواقعها الإلكترونية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، في إشارة إلى عدم اعترافها بشرعية النظام الإيراني ككل، واعتبار الأهواز منطقة إيرانية. وتضج تلك المواقع بذكر "جرائم" للنظام الإيراني ضدها، مثل إحياء ذكرى ما دعته الجبهة العربية لتحرير الأحواز، يوم "الأربعاء الأسود" بتاريخ 29 مايو/حزيران 1979، حيث تزعم قيام الحكومة الإيرانية بارتكاب "مجزرة" ضد الأحوازيين نظرا لمطالبتهم "بحقوقهم المشروعة ، بالإضافة إلى ذلك فهذه الجبهات ترى أن السلطات الإيرانية تقوم باعتقال وقتل "مناضليها" وتمارس عملية طمس الهوية العربية في الإقليم، عبر "محاربة اللغة والزي العربيين." ، وبالمقابل ترى هذه التجمعات أن السلطات الإيرانية تحاول قلبهم وتحويلهم إلى فرس عن طريق استخدام حقيقة أن معظم عرب الأهواز من الشيعة، وهو أمر رفضوه بالكامل، بل لوحظ أن بعض الشباب يتحول إلى المذهب السني وذلك نكاية بالنظام الإيراني. كما أن الإقليم شهد خلال الأعوام الماضية صدامات عنيفة، ظلت بعيدة عن الإعلام، بين العرب والسلطات المحلية التي تسعى إلى تعديل التركيبة السكانية للمنطقة من خلال تشجيع هجرة قوميات أخرى إليها، وخاصة الفرس والأذريين. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لعربستان (الاحواز) من الناحية الاقتصادية والجغرافية، حيث يقع إقليم الأحواز في جنوب غربي إيران، حيث يوجد أكثر من 80 في المائة من إنتاج إيران النفطي. بالإضافة إلى ذلك، يطل الإقليم على السواحل الشمالية والشرقية للخليج ومضيق هرمز، الذي يعد أحد أهمم الممرات التي تنقل السلعة الاستراتيجية العالمية، إذ يمر منه نفط كل من إيران والعراق والكويت وقطر الإمارات والسعودية، ما يجعله أكثر الممرات الاستراتيجية في العالم. ونظراً لما يشكله النفط من أهمية، ليس لإيران فحسب، بل لأي دولة، فإن طهران غير مستعدة للتخلي عن هذا المورد الاقتصادي الأساسي، بالطبع إلى جانب عدم إمكانية تخليها عن الخليج بوصفه ممراً استراتيجياً وحيوياً. من هذا المنطلق نستنتج أن حكومة إيران هي حكومة قومية شوفينية مجوسية لا تعبر عن الإسلام بأي شكل من الأشكال ، وهي تسعى لإعادة بناء امبراطوريتها البائدة على أيدي أجدادنا العرب الذين أذلوا مجوس إيران وداسوا على كبريائهم ، وأطفئوا نار المجوس لأكثر من ألف وأربعمائة عام ، وإن تدخل هؤلاء المجوس في سوريا وادعائهم محبة وولاء آل البيت النبوي هو افتراء ، لأن أحفاد آل البيت الآن يقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر والقوى الثورية والإسلامية من أجل رفع الظلم والطغيان عن الشعب السوري المظلوم ، الذي سيقود تحرير كل المناطق والشعوب المظلومة في المنطقة برمتها بما فيها الشعوب المحكومة من قبل ملالي الفرس المجوس الزرديشت وأن دماء شهداء الملحمة في سوريا لن تضيع هدرا وماهي إلا استمرار لتضحيات المؤمنين الطاهرين من آل البيت عليهم السلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون . ان ايران الذي كنا نتمنى ونريد ونطمح منها هي ايران الجارة المسلمة التي تحترم جيرانها من عرب ومسلمين وغيرهم من الشعوب ، بل وتعمل على الوقوف مع هذه الشعوب بصدق من اجل انتزاع حقوقهم العليا التي رفعت لواءها المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في هذه الدول ، والتي قاتلت من أجل انهاء الظلم وتحقيق العدل والسلام واحقاق الحق الذي أرادته شريعة السماء ، وكم وددنا أن ترفع ايران يدها عن سوريا وكل الدول العربية لتقرر مصيرها ومستقبلها بيد ابناءها المخلصين ، دون اصطفاف مع فئة او جهة معينة ، معتقدة اعتقادا خاطئا بانها ستحقق مصالحها وتنفذ مشروعها بهذا الاصطفاف ، والذي يعقد المشهد السياسي في سوريا والمنطقة بدلا من المساهمة في حل مشاكله ، ويفقد ايران فرصة تحقيق مصالح مشتركة ومتوازنة مع جيرانها فيما لو تحالفت او بنت علاقاتها مع القوى الثورية والاسلامية التي تمثل كافة مدن سوريا وقومياتها واديانها وطوائفها وانتماءاتها السياسية الوطنية المجاهدة . لان تحالفاتها الحالية مع النظام الأسدي وبعض الأحزاب الطائفية غير الأخلاقية المرفوضة والمعزولة والمتخلفة والطائفية والفاسدة ، إنما يضع القيادة الإيرانية في دائرة الشك والريبة وعدم الثقة من قبل حتى من يؤيدها لأسباب تكتيكية من العرب رسميين وشعبيين ، وهذا سوف يعرضها للخسران والهزيمة آجلا غير عاجل . لكن هناك العديد من الحكماء والعقلاء والمعتدلين والمتحضرين في ايران ، وقبل هذا وذاك هناك الشعوب الايرانية التي تربطها مع الشعب السوري أو العراقي والشعب العربي اواصر من الجيرة والتاريخ المشترك والدين والعادات والتقاليد ، والهموم والتحديات الواحدة ، والامال المشتركة في نيل الحرية والاستقرار والعيش الكريم والعدالة والتقدم ، كنا ندعو إيران الرسمية للحوار مع المقاومة الثورية والإسلامية والمعارضة السورية لوضع أسس العلاقة المستقبلية بين البلدين والشعبين ، وفق مايحقق حفظ حقوق الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب السوري والعراقي واللبناني وانتزاعها وتنفيذها ، وذلك لتجنيب الشعب الإيراني من جهة والسوري والعراقي واللبناني والعربي عموما صراعا قد يمتد الى مالا يحمد عقباه ؟؟ لان شعب سوريا والعراق خصوصاَ ومقاومتهما الوطنية وقواهما وكل مكوناتهما وبجميع محافظاتهما ، مصمم على انتزاع حقوقهما كاملة من النظام الإرهابي الأسدي أو نظام المالكي الطائفي، مهما طال الزمن وغلت التضحيات . هناك جيل بأكمله من العرب اليوم يشتاق لإيران «القديمة»-قبل الثورة الخمينية- إيران التي كان العرب يشتاقون لزيارتها والانبهار بتمدنها وحضاراتها، جيل شاهد إبداعات حرفيي «أصفهان» وهم يبدعون في إنتاج أجمل الخزفيات والثريات، وحائكي السجاد الإعجازيين في «قم» و«تبريز» و«كلشان» الذين أبهروا العالم بإنتاج أعظم قطع السجاد الذي عرفته البشرية، ناهيك عن المطبخ الإيراني الرائع الذي يغري الحالمين به ما بين صحن للأرز البسمتي الإيراني والكباب السلطاني و«الجولو» و«البغلي بولو» وهي جميعا أطباق شبه أسطورية والزعفران الإيراني الذي يجمل الأطباق والشاي والقهوة ولا يمكن نسيان صحون وأصناف الحلوى المشكلة ما بين المن والسلوى وغيرهما. إيران الفنون والأدب لها هي الأخرى النصيب المهم في الوجدان للذواقة من العرب، فهم كونوا حالة من العشق مع مطربة إيران الكبرى غوغوش التي لا يزال عدد لا بأس منهم يلاحق حفلاتها في كل مكان رغم تخطيها السبعين عاما، ومشهد حفلتها الأخيرة في قاعة ألبرت في لندن هو أكبر دليل على صدق ذلك بلا شك. وأدب عمر الخيام وجلال الدين الرومي وقصائدهما وكذلك إنتاج الأفلام المبهر لمخرجين عظام مثل سميرة مخملباف وعباس كياروستامي، إنها مجرد أمثلة على ما كانت عليه إيران في الوجدان العربي، دولة مبهرة وناجحة وتحولت إلى دولة حاقدة مجوسية طائفية وغاصبة ومثيرة للمشاكل والشغب والفتن والقلاقل حولت شعبها «الفخور» إلى مهجر وموضع شك دائم. كل ذلك تم ليكون الشعب هو الفدية أو الضريبة لأجل حكم مستبد بشعار «تصدير الثورة». المقارنة بوضع المنطقة قبل ثورة الخميني عام 1979 وما بعد ذلك كفيلة بالإجابة على النتائج التي جاءت تباعا جراء هذا التغيير المريب في المنطقة. لم تكن هذه الثورة إلا وبالا على إيران نفسها وشؤما على المنطقة. نشتاق جميعا لإيران القديمة حينما كانت مصدر إلهام وإعجاب، وتألق كل ذلك بات من صفحات وأرشيف التاريخ لأن حاضرها اليوم مخزي وعار عليها وعلى شعوبها . وعليه فقد أصبح العربي الذي لا يكون عميلاً لإيران هو العدو الأزلي للإيراني هذا ما تقوله الآن مئات الآف من المعسكرات التي تقيمها إيران سنويا من أجل إعادة ذكرى الحرب بينها وبين العراق في الثمانينات من القرن الماضي وذلك في بداية السنة الفارسية فالنظرة الإيرانية ثابتة بالنسبة للعرب وهي يجب على العرب دفع ثمن الوقوف في وجه التعالي الفارسي الأجوف. ومن مساوئ الثورة الخمينة على العرب والمسلمين عامة ، أنه كان القادة الإسرائيليون يقدمون انفسهم للعالم باعتبارأن إسرائيل دولة ديمقراطية علمانية ، ولم يكن بامكانهم التصريح علنا بطبييعة دولتهم الدينية اليهودية التي يحكمها الكهنوت الديني رغم انها دولة دينية يهودية وفق كل المعايير ،فكان وصول الخميني الى ايران ورفع لافتة الدولة الشيعية وولاية الفقيه وتمدد ظاهرة الشيعة في لبنان ورفع راية حزب الله الشيعية قد خلق مناخا مريحا لاسرائيل للتعبير عن يهوديتها ، وسهل ذلك المناخ الطائفي والبعد الديني للصراع في المنطقة على تنامي الحركات اليهودية المتطرفة في اسرائيل الى الحد الذي صارت تؤثر فيه في رسم وتقرير نوع الحكومة وسياستها ، وهذا يؤكد أن دور الأسد وايران كان مطلبا اسرائيليا ، كما كان دور الخميني والاسد مطلبا امريكيا ،، إذ كانت مصلحة الولايات المتحدة في اطار حربها مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية ، كان من مصلحتها تقليص دور حركات اليسار في المنطقة العربية ، تلك الحركات التي كانت تمثل حليفا استراتيجيا للاتحاد السوفيتي ، الأمر الذي كان يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها من انظمة النفط العربية ان وجود الهلال الشيعي الطائفي الذي يمثل نظام الاسد احد اضلاعه هو ضرورة حيوية للامن الإيراني لانه يحول دون خلق تواصل بين طرابلس لبنان مرورا بالشام وصولا الى غرب العراق ، لأن هذا الخط سيكون عاجلا ام آجلا مصدر تهديد للهيمنة الإيرانية والتدخل الإيراني كما هو تهديد لمشروع ولاية الفقيه . من هنا يكون التحالف بين الاسد وملالي ايران مطلبا استراتيجيا لهذين الطرفين بغض النظر عن طبيعة الشعارات المرفوعة للاستهلاك في سوق تجارة الممانعة والمقاومة أيضاً من مساوئ الثورة الخمينية المشؤومة هو الحرب الظالمة على العراق في الثمانينات من القرن الماضي فقد بدأت الحرب العراقية الإيرانية بعدوان إيراني سافر ضد العراق موثق ومعروف ، واصرار ايراني غريب على استمرارها طيلة هذه المدة ، ورفض ايران لكل القرارات الدولية والوساطات لايقافها ، والتي وافق عليها العراق جميعا ، وتوضحت الاهداف بعد فضيحة ايران - كونترا عام ١٩٨٦ التي بموجبها كانت ايران الخميني تستورد السلاح من اسرائيل لضرب العراق ، وبلغت قيمة تلك المشتريات حسب مذكرات ديفيد كيمحي وكيل الموساد في شمال العراق ووكيل وزارة الخارجية الاسرائيلية لاحقا ، واحد المشرفين على تنسيق هذه العملية ، هو ستة مليار دولار اي مايعادل عشرة اضعاف هذا المبلغ الان ، طبقا لقيمة الدولار الحالية !! اذن انها حرب خاضتها ايران بالنيابة عن اسرائيل التي كان نظام صدام يكن لها العداء الحقيقي . أما إيران الرسمية فبدلا من ان تكون كما تدعي وتعلن ، من انها ايران الدولة المسلمة المؤمنة الثورية العادلة المنصفة ، المحترمة لحقوق الجيران وفي المقدمة منهم العراق ، والداعمة لمقاومته كما تدعي ، والصادقة في مواجهة الشيطان الاكبر كما تقول ،والمتمسكة بصدق الموقف والرؤية في مواجهة واسقاط المشروع الامريكي الصهيوني كما تعلن ، والمساهمة الايجابية في استقرار المنطقة واستتباب امنها كما تزعم ، نراها تبتعد كثيرا عن تلك الدعوات والمفاهيم والقيم والمواقف ، وتتصرف بانها دولة معتدية جائرة ظالمة ، منتهكة لحقوق الشعب العراقي ، متدخلة بسلبية مطلقة في شؤونه الداخلية ، ممعنة في قتل وتصفية قواه الوطنية والقومية والاسلامية ، متحالفة مع عملاء وجواسيس الغرب والشرق في العراق ، معترفة بمشروع الشيطان الاكبر – كما تسميه إيران المجوسية لتكسب عقول السذج من الناس- أي الأمريكي وتعمل جاهدة على انجاحه في العراق من خلال قيادتها وادارتها للعملية السياسية الاحتلالية الباطلة والفاشلة والفاسدة والطائفية والارهابية والتي هي نواة مشروع ( الشيطان الاكبر ) كما يسمونه هم ، بشكل مباشر من خلال تدخلها السافر في العراق أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، او بشكل غير مباشر من خلال أحزاب طائفية وعصابات وميليشيات تم تأسيسها وتدريبها وتمويلها من قبل ايران ، وهي ذاتها العميلة والمنفذة والمتحالفة مع الولايات المتحدة وكانوا عرابيه في احتلال وتدمير العراق ، إنها مفارقة غريبة تلك التي تقف عليها ايران من قضية العراق ، وادعاءاتها غير الصادقة في مواجهة أمريكا وإسرائيل ؟؟ ، وإلا كيف لعاقل ان يفسر لنا هذا التناقض في الموقف والسلوك والرؤية ؟؟ من انك تريد ان تقاتل اميركا وتقتلع إسرائيل من الوجود ، وفي ذات الوقت تقاتل وتبذل المستحيل على حساب معاناة شعبك وتقدم وطنك ، من اجل تثبيت وانجاح مشروع أميركا في العراق . أيضا من مساوئ الثورة الخمينية أن النظام الأسدي في دمشق قام منذ سبعينيات القرن الماضي بتأسيس شبكة علاقات وتحالفات إقليمية ودولية كان ضابطها وقاعدتها محوران رئيسيان : الأول الاستمرار وتأييد الحكم الأسدي الطائفي ، والثاني بدأ مع انتصار الثورة الخمينية ( 1979) في إيران عبر الاندماج بالمشروع العالمي الإمبراطوري الفارسي الطائفي وابتدأ تنفيذ ذلك التوجه بإنشاء حزب الله في لبنان إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بتشجيع من إيران، وبمساعي مجموعة من رجال الدين الشيعة، وعمل على تقويته ودعمه بالسلاح والمال والخبرات حتى صار القوة الأكبر في لبنان واختطف الدولة والقرار، كما استفاد المشروع الفارسي من الغزو الأمريكي للعراق 2003 وتمدد داخل العراق وسيطر على مفاصل الحكم ومؤسساته حتى باتت السياسة العراقية وتوجهاتها الداخلية والعربية والإقليمية ترسم في طهران وتخدم رغباتها وتطلعاتها الدولية. كما عمل "النظام" الأسدي الإرهابي على توطيد علاقاته بالمنظمات الإرهابية واستغلالها للضغط على الدول المجاورة واستغلالها لتنفيذ عمليات تضرب الاستقرار السياسي وتفتت السلم الأهلي وتشيع حالة من الفزع والخوف والاضطراب الأمني بغية تنفيذ أجندات ومخططات سياسية ، وبدا ذلك النهج جليا في لبنان والعراق وتركيا والجزائر والكثير من الدول الأخرى ولكن بدرجات متفاوتة. ثم جاء الانخراط المباشر والصريح لكوادر وعناصر حزب الله اللبناني-الموالي لإيران- في دعم السلطة السورية بادعاءات الدفاع عن خط الممانعة والمقاومة والوقوف في وجه انتشار الجماعات التكفيرية المتشددة ، مبررا منطقيا لجماعات إسلامية سنية لدعم الثورة السورية ومواجهة التمدد الشيعي الإيراني. لقد باتت الساحة السورية ميدانا لتصفية الحسابات والمناورات السياسية الدولية والإقليمية متخذة أبعادا إيديولوجية وانحيازات دينية وطائفية ، فعلى سبيل المثال يفسر كثير من المحللين موقف الدعم الروسي للنظام الأسدي بخشية روسية من تحول سوريا إلى دولة إسلامية سنية كما صرح بذلك لافروف وزير خارجية بوتن. بالمقابل وصم رئيس الوزراء التركي بشار الأسد بأنه يشن حربا طائفية ضد شعبه ، كما أفصح نوري المالكي رئيس وزراء العراقي بأن انتصار المعارضة السورية سيؤدي إلى حرب طائفية إقليمية، ولا يخفى على أحد الإرادة السعودية الراغبة بقتال ومحاربة المشروع الإيراني الشيعي بمشروع عربي سني. فالوضع السوري شديد التأثر وبالغ التأثير بمجريات التناحر الاستراتيجي والأيديولوجي الإقليمي والدولي ، فكون سوريا دولة مجاورة لإسرائيل فرض على الثورة السورية ضغوطا بالغة لمنع انتصارها وقضائها علي النظام الحالي الذي عد من قبل المستشارين والمحللين السياسيين أفضل جار لإسرائيل منهجه حفظ أمنها ومن جهة تحركه السياسي المعارض لأي تسوية تنهي الحرب الإعلامية التي يرفع راياتها في الوقت الذي صمتت جبهته معها أكثر من أربعة عقود، ولم يعد يغتر السوريون بدعاوى المقاومة والممانعة المرفوعة كشعارات للمحور الإيراني المتضمن حلفاءه في كل من لبنان والعراق وسوريا حيث أدركوا أن الغايات الحقيقية والخلفيات الخالصة لتلك الدعاوي إنما هي لتمرير مشاريع مذهبية وإيديولوجية لا تعنيها مسألة الصراع العربي الإسرائيلي إلا من ناحية الانتهازية والاستغلال والمنفعة وحول ادعاء القومية والعروبة للنظام الأسدي فهذا الأمر تدحضه الوقائع الحقائق الواقعية، فلقد كان وصول الاسد الى الحكم في سوريا يمثل الفجيعة الاكبر في حياة الامة العربية ليس لكونه نظاما طائفيا دكتاتويا فحسب ، بل لانه عمل باتقان على تغيير معادلات الصراع في المنطقة العربية ومايتعلق منها بالقضية الفلسطينية على وجه التحديد ، ففي البدء كانت ادارة المعركة تقوم على اساس التناقض بين المشروع الصهيوني وابعاده الامبريالية وبين قوى الثورة العربية التي تتسلح بنظرية العمل القومي والكفاح الشعبي المسلح ، ولكن نظام الاسد النصيري ادخل متغيرا جديدا في معادلة الصراع تقوم على احتضان كل الفايروسات الطائفية حتى جعل من مقام السيدة زينب الى وكر لكل الفعاليات الطائفية ،فكان احتضان اطراف مايسمى المعارضة الشيعية العراقية وتقديم كل اشكال الدعم اللوجستي لهذه الاطراف حتى صارت دمشق مستقرا لكل خونة الامة ، كما استغل القضية الكردية لإضعاف العراق وانهاكه بالتناقضات الداخلية فقد كان جلال الطالباني يحمل جوازا دبلوماسيا سوريا ، وكان حزب الدعوة وقياداته تنال الرعاية بلا حدود ، في الوقت الذي كان نظام الاسد يشدد الخناق على اطراف المعارضة القومية الاحوازية العربية الى حد انه قام بتسليم الكثير من الشباب الاحوازي لايران في سابقة خطيرة تتجاوز كل اصول الخلق الانساني ومبادئ القانون الدولي بتوفير الحماية الانسانية للاجئين . لقد كان هذا السلوك الطائفي خافيا عن الكثير من المتابعين لانه كان يجري بصمت ولكن اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية ومجيئ الخميني الى السلطة في ايران كشفت القناع الطائفي القبيح للاسد ونظامه النصيري ،حيث تدخل النظام السوري الذي يفترض انه كان بعثيا قوميا عروبيا ، تدخل لمؤازرة القوى الانعزالية اللبنانية وساهم بتصفية كل كوادر الحركة الوطنية والقوى القومية التقدمية اللبنانية الذي تكلل بقتل كمال جنبلاط الذي كان زعيما لهذه الجبهة ، فيما اغدق العطاء على حركة امل الشيعية وقدم لها العون العسكري والغطاء السياسي لتظهر على مسرح الاحداث كقوة شيعية مهمتها الاولى تتمثل في قتل وتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان ، باعتبار ان الفلسطينيين "أعراب وهابية " كما تشير الى ذلك أدبيات حركة امل ووثائقها بكل وضوح . وعندما اجتاحت اسرائيل لبنان حصل الانقلاب التاريخي في ثنائية الصراع ، حيث عمل النظام السوري وبتحالف مع ايران على اعتماد الأجندة الطائفية في ادارة الحرب مع إسرائيل ، فتم ابعاد فصائل المقاومة الفلسطينية من الصراع وتم ابعاد القوميين العرب وقوى اليسار وصار حزب الله منظمة شيعية مغلقة تتبنى شعار مواجهة اسرائيل ليس على اساس وطني او قومي ولكن باعتبارها منظمة شيعية تعتبر جزءا من منظومة ادوات وزارة الخارجية الايرانية لنقل الأزمات التي تعانيها إيران في الداخل والخارج من تناقضات تعصف بالمجتمع الإيراني ، وهنا حصل التغيير الآخر الذي يشكل اكثر خطورة الا وهو ادخال ايران كطرف في معادلة الصراع بين الامة وإسرائيل وهناك أمثلة عديدة على تورط النظام النصيري الأسدي في إضعاف العراق فقد أدي قيام الأسد بغلق أنبوب النفط العراقي المار عبر أراضيها إبات الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن المنصرم إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد العراقي حيث تسبب في حرمان العراق من ربع دخله السنوي من النفط وذلك في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية. وقد جاء أول تصريح رسمي سوري حول الحرب العراقية الإيرانية بعد اندلاعها بشهر و نصف علي لسان المقبور حافظ الأسد حيث أدان فيها الحرب علي إيران كما أدان صدام شخصياً و اعتبر حربه علي إيران مؤامرة ضد الأمة العربية، مفنداً ما أكده العراق من أن هذه الحرب هي دفاع عن الأمة العربية، قائلاً بأنه لو كان هذا صحيحاً لشاورنا قبل إشعال الحرب، و اعتبر أن الحرب لامبرر لها. ومع قبول (إيران) للمعاهدة رقم 598، عام 1988 ووقف إطلاق النار بين العراق و إيران، دعمت سوريا موقف إيران و اعتبرته موقفاً عاقلاً و مساعداً علي استتباب الاستقرار في المنطقة، و كان هذا معززاً للروابط بين إيران و النظام الأسدي. وعليه فقد ازدهرت علاقات الأسد مع حكومة ملالي إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وقد وضع لهذه العلاقات برنامج محدد بعد زيارة و فد سوري رفيع المستوي من نظام الأسد الأب، لايران عام 1981 استمر لمدة‌ أربعة أيام تم بعدها إصدار بيان سياسي مشترك، ثم التوقيع علي بروتوكول تجاري، و بموجب هذا البروتوكول تحسن حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين و الذي كان يقضي بدفع إيران ما مقداره 9مليون طن من النفظ الخام إلي سوريا، مقابل احتياجات إيران من الفوسفات بمقدار مليون طن سنوياً، أما بشأن كيفية دفع ثمن النفط فقد اتفق علي أن يكون 7/2 مليون طن عن طريق المبادلة التجارية فيما يكون الباقي نقداً. و قد بلغت الصادرات الإيرانية إلي سوريا نحو 642. 169. 186. 54. 3084 مليون دولار في أعوام 1980، 1986، 1987، 1988، 1989، 1990، بالترتيب بما شكل نحو 7و4% 1و2% 7/1% 20% من إجمالي الصادرات الإيرانية في الأعوام المذكورة. وفي أواخر نوفمبر /تشرين الثاني /عام 2000 الزيارة عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وسوريا والتي بحثت العديد من مشاريع التعاون المشترك في مجالات الطاقة، و سكك الحديد و صناعة الاسمنت و الحديد و تخزين الحبوب و التعاون في المجالات المصرفية و المالية و غيرها. كما أنشأت ايران مصانع للسيارات ومحطات للكهرباء وشجعت في السياحة الإيرانية في سوريا وكان القصد من كل ذلك هو ربط سوريا بالاقتصاد الإيراني حيث أن مدراء هذه الاستثمارت معظمهم من الإيرانيين أو من الشيعة سواء كانوا لبنانيين أو عراقيين أو سوريين ، أو من النصيريين العلويين ، أما بالنسبة للسياحة الإيرانية فقد كان الهدف منها تشييع ما يمكن تشييعه من الشعب السوري لجعل السنة السوريين أقلية في سوريا ، وذلك عن طريق بناء الحوزات الدينية والحسينيات والسيطرة على مراقد آل البيت في سوريا مثل مقام السيدة زينب أو السيدة رقية أو سكينة ، أو الحسين ، وكلها كانت سنية المنشأ والتبعية ، لكن سيطر عليها الإيرانيون ، وجعلوها مكانا لممارسة طقوسهم الغريبة كاللطم وتعذيب النفس وإشعال النيران ، والنواح والعويل ، ودفع الرشاوي لمن يريد أن يعتنق المذهب الشيعي بشرط أن يشترك معهم في طقوسهم المتخلفة ، حيث يتم دفع ما يعادل 200 دولار لكل من يتبع مذهبهم ، ويأتون إليه من ناحية عاطفية كحب آل البيت النبوي عليهم السلام ، والتشكيك بالصحابة ، وبالتاريخ الإسلامي المشرق ، وبالخفاء المسلمين ، واعتبار أن من ليش يتبع مذهبهم هو ناصبي ومعاد لآل البيت النبوي ، وأن السنة يحتفلون في يوم عاشوراء باستشهاد سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه وأرضاه بدل أن يحزنوا ، وقد أكد عميلهم مفتي النظام محمد حسون أن السنة يخفون الحقائق كي لا يتشيع الناس وأن مأساة الأمة كلها كانت في عاشوراء ، ونحن نرد علي هذه الأقاويل أن محبة آل البيت عليهم السلام هو موجود في صلب كتب السنة ، فمن لم يحب آل البيت يخرج من ملة الإسلام كما أكد الأئمة السنة الأربعة ذلك ، كما يذكر الولاء لآل البيت عند السنة في صلاتهم ، ويعتبرون أن باب العلم هو الإمام علي كرم الله وجهه ، وأن الإمام الحسين لم يخرج ضد الحكم إلا عندما دعاه من يدعون بالولاء لآل البيت في العراق ، وهم من تخلوا عنه في كربلاء ، كما أن السنة قد أدانت بما فيه مجال للشك جريمة مقتل الإمام الحسين ، وأنه قد تم قتل الخليفة يزيد ابن معاوية بسبب ذلك ، وأن الإمام الحسن ابن علي ترك الخلافة لمعاوية من أجل حقن دماء المسلمين ، وأن آل البيت لاهم لهم بالسلطة والحكم فهم بحور من العلم ، فقد رفض الإمام جعفر الصادق الخلافة عندما عرضها عليه أبو سلمى الخلال –قائد الحركة الانقلابية العباسية ضد الحكم الأموي- ، ودعى كل سلالة النبي إلى رفضها لأنها فتنة ، كما أن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه كان أستاذ الإمام أبو حنيفة والإمام مالك رضي الله عنهما ولم يكن الإمام جعفر الصادق شيعياً بل هو أحد الإئمة المبجلين عند أهل السنة وهو الذي قال " خذوا عنا ما وافق القرآن والسنة" وقد تقول الكثير من المسوسين على الإسلام عليه وعلى آل البيت من أجل تدمير العقيدة الصحيحة، كما أن الخلاف بين الصحابة الذي حصل عند استشهاد الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه هو خلاف في الاجتهاد ويترك أمره لله ويجب أن ننسى ما وقع بين الصحابة الكرام من خلافات حول هذه الأمور كما فعل الإمام الحسن ابن علي رضي الله عنه ، كما أن الإمام علي كان من بين أبناءه ولد اسمه أبو بكر وآخر اسمه عمر وهو من بعث بالسيدة عائشة "أم المؤمين" بعد معركة الجمل إلى المدينة على ظهر الجمل ، وبعث برفقتها وحمايتها أحد أبناءه ، رغم الاختلاف معها في الاجتهاد ، وهذا إن دل فإنما يدل على المحبة والألفة التي كانت سائدة بينه وبين الخلفاء الرشدين الآخرين وأحترام أمهات المؤمنين ، كما وكان الإمام علي مستشارا للخلفاء الرشدين الذين كانوا قبله وذلك في كل الأمور الدينية والحياتية ، حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "لا أبقاني الله في معضلة ليس فيها أبو الحسن والله لولا علي لهلك عمر " ، كما تدخل لصالح عثمان رضي الله عنه عندما حوصر بيته ، وبعث بوليديه الحسن والحسين رضي الله عنهما للدفاع عن الخليفة ، هذه بعض الأمور التي تؤكد محبة أهل السنة لآل البيت عليهم السلام ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحاول حكام إيران المعممين الذين يدعون أنهم من سلالة آل البيت محاربة العروبة مع أنهم كما يدعون من أصول عربية كون آل البيت عليهم السلام هم عرب أصلاً؟ ولماذا يفضلون كل ما هو فارسي على كل ما هو عربي ويزورون ويشوهون بالتاريخ العربي على أنه مخزي ، ويعملون على إلغاء عروبة الأحواز العربية ويسمون الخليج العربي بالفارسي والكثير الكثير حول معاداتهم للعروبة وتزوريرهم لأحاديث النبي وآل بيته ، وتأكيدهم أن تكون المرجعيات الدينية الشيعية من أصول فارسية ، ويؤخذ منها مباشرة دون دليل ، حتى لو تعارضت أقولها مع كلام القرآن والنبي ، وآل البيت أنفسهم ، كل هذه الأمور تجعلهم في موضع الشك والريبة . وفي الأمور السياسية فكل تلك الزيارات التي حدثت بين نظامي الملالي الإيراني ونظام الأسد النصيري العلوي لم يهتم نظام الأسد بقضايا الجزر العربية الواقعة في الخليج العربي. و التي تطالب بها الإمارات العربية المتحدة باعتبارها جزراً محتلة من قبل إيران، فالموقف السوري الداعم للقضايا العربية يحتم عليها الدفاع عن موقف الإمارات ولم تهتم بقضايا عرب الأحواز العربية المحتلة من قبل إيران بل قامت بتسليم الكثير من المناضلين الأحوازيين -الذين كانوا يتواجدون في سوريا كلاجئيين سياسيين ضد نظام الملالي الإيراني –للنظام الإيراني ، وقد تم اعدام الكثير منهم في إيران ، بالرغم من أنهم من الشيعة الأحوازيين إلا أن سياسة نظام الملالي العاملة لإلغاء عروبة الأحواز دفعهم إلى مقاومتها ، والدفاع عن ثقافتهم وتقاليدهم العربية ضد شوفينية نظام الملالي الطائفي القومي المجوسي . كما لم يهتم النظام النصيري العلوي في علاقته بالنظام الإيراني والزيارات المتبادلة بينهما بمحيطه العربي فالبحرين تئن جراء التدخلات والتهديدات الإيرانية، وكذلك الأمر بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي احتلت إيران جزرها بشكل سافر، والكويت تعاني الأمرين جراء التدخلات السياسية المباشرة وغير المباشرة من إيران في صميم شؤونها الداخلية، وسبق لها أن أعلنت عن اعتقال الشبكة تلو الأخرى من شبكات التجسس والخلايا المسلحة المحسوبة على الاستخبارات الإيرانية. وطبعا المشهد العراقي مليء ببصمات وشواهد التوغل الإيراني الذي سكن في «النخاع الشوكي» للمنظومة السياسية في العراق اليوم، وها هو يهدد اليوم أيضا اليمن بشكل فج وسافر، الأمر الذي أدى إلى أن يعلن اليمن على لسان قادته بأن إيران باتت تشكل خطرا أساسيا على وحدة البلاد وأمنها، إنها جميعا مشاهد إجرامية وخطيرة. وتحاول إيران الآن الدخول للعالم العربي وتفتيته من خلال استغلالها للأوضاع الاقتصادية في مصر بعد ثورة مصر في يناير 2011 حيث أكد الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي في مصر أن النظام الإيراني لديه الاستعداد الكامل للقيام باغتيالات للسنة من أجل نشر مذهبه الشيعي ، وإسقاط الأصوات المعارضة له ، وأكد أن الشعب المصري يرفض التطبيع مع النظام الإرهابي الإيراني لأن التطبيع معه يعني إطلاق يده لتشييع الناس في مصر تحت طائلة الفقر والحاجة والجهل حيث أن السياسة الإيرانية قائمة على شراء ولاءآت الناس ، كما أن الإيرانيين السواح الذي من الممكن أن يأتوا مصر لن يذهبوا للمناطق السياحية في المياه البحرية أو غير ذلك ، وإنما إلى المراقد والقبور الذين يدعون أنها تخصهم مثل مقام السيدة زينب والحسين ، وعليه فالتعامل بين مصر وإيران يجب أن يقتصر على الصفقات التجارية والاستثمارات المحدودة ومايؤكد إرهاب النظام الأسدي ورغبه في إثارة عدم الاستقرار في العراق الهجوم إسرائيل علي مخيم عين الصاحب الواقع علي بعد مسافة 16 كيلومتراً شمال غرب دمشق فقد تأكد أن هذا المخيم تجري فيه تدريبات الكتائب الجهادية و الانتحارية يتم ارسالها إلى إسرائيل والعراق، وعرضت فيلماً مصوراً حول ذلك المخيم كان مسجل عن طريق تلفزيون إيران ، و قد صرح (غولد) مستشار الحكومة الإسرائيلية: إن إسرائيل كانت مجبرة علي شن هذا الهجوم لإرسال رسالة بأن كل من يعتدي على إسرائيل فانه لايستطيع النفاذ بلاعقاب ، في جانب آخر صرح مسئول إسرائيلي آخر في حوار أجرته معه قناة (CNN) الإخبارية بأن ذلك الهجوم هو رسالة لكل من سوريا و إيران لتكفا عن حماية الإرهاب، وما نود قوله هنا لماذا لم يرد النظام الأسدي على الهجوم الإسرائيلي واكتفى بالتهديد والوعيد ، كما أن الهجوم الذي قصدته إسرائيل كان دعم حركة حماس وحزب الله اللبناني لتوجيه الأنظار عن القمع والإرهاب والأزمات الداخلية التي كانت تعصف بنظامي الأسد وإيران وخاصة عما يفعلانه من قتل وارهاب واغتيال للشعب لأبناء العراقي ، فقد أكدت المصادر أن هذين النظامين الإرهابيين كانا لهما الدور الأكبر في قتل معظم الكوادر العراقية وأساتذة الجامعات وقادة الجيش والطيارين العراقيين الذين اشتركوا في الحرب العراقية الإيرانية ، فقد كان هدف النظامين ألا تقوم قائمة للعراق ، فعلى سبيل المثال كانت السفارة السورية في القاهرة تعمل على تجنيد الكثير من شبان الجامعات المصرية من الكثير من الجنسيات العربية للذهاب إلى سوريا والتدريب ومن ثم يتم بعثهم إلى العراق تحت غطاء الجهاد ومقاومة الاحتلال ، وقد كان الإرهابي العقيد سامر ربوع والملحق الثقافي عبد الكريم خوندة وغيرهما من أتباع السفارة السورية يقومون بالتنسيق والتعاون مع أحد الجزائريين الذين كانوا يتواجدون في القاهرة ، وهناك الكثير من الأدلة حول تورطهم في الكثير من الجرائم التي حدثت ، فالسفارات السورية في الخارج ليست سفارات أو بعثات دبلوماسية بالمعنى الحقيقي للكلمة ، وإنما هي عبارة عن عصابات إرهابية هدفها إثارة القلاقل في العديد من الدول مع تجنيد العملاء من جميع الجنسيات بقصد تنفيذ عمليات إرهابية وإثارة عدم الاستقرار في الدول بقصد توجيه الأنظار عن أزماتها الداخلية ، مع الادعاء بالقومية والممانعة والمقاومة وغير ذلك من التسميات التي لا تمت للحقيقة بأي صلة . ومايؤكد تورط إيران في قتل الكورد العراقيين إبان الحرب العراقية الإيرانية ، أن معلومات وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) أفادت بأن إيران تملك مئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية من ضمنها غاز الأعصاب، و غاز الخردل، و بأن المراكز المصنعة لهذه الأنواع من الغازات تقع في مدنية (دامغان) علي بعد مسافة 300 كيلومتر شرق طهران،والإدارة الأمريكية تعتقد بأن إيران وصلت إلي المراحل النهائية في دراستها لتطوير هذه الأسلحة، و تساعدها في هذا المجال روسيا، و إلى جانب ذلك فان لديها فعاليات أخري في مجال تصنيع الأسلحة الذرية، وهذه الأسلحة نفسها هي التي وصلت إلى النظام الأسدي وحزب الله اللبناني ، بقصد قتل أبناء الشعب السوري ، فالعدو للكورد وللعراقيين وللبنانيين وللسوريين وللإنسانية جمعاء هو نظام الملالي الإيراني الإرهابي . صحيح أنه لم يطلب السوريون تدخلا من دول الجوار لكن الولاءات السياسية والطائفية دفعت أنظمة وأحزاب ودول للاشتباك المباشر مع الثوار السوريين بهدف حماية النظام، ولمنع تمدد الصراع إلى بلدانها عليها التوقف عن دعم السلطة الإرهابية الحاكمة وإمدادها بالسلاح والعتاد والرجال نعود إلى الادعاءآت القومية العربية التي يتغنى بها النظام الأسدي والتي أدت لمآسي للشعب السوري من قبل أكثرية العرب فعلى سبيل المثال كان الشعب السوري من اكثر الشعوب دعما لثورة واستقلال الجزائر , وكانت الجزائر في طور بناء الدولة فاخذت القانون السوري للجمهورية العربية المتحدة- الاقليم الشمالي ، وبقيت الجزائر تأخذ كل ما يستجد على القوانين السورية بتفاصيلها التنفيذية وحتى كل ما يصدر عن النقابات واتحادات مجتمع مدني . ومن سوء حظ الجزائر ان استولى الجيش على السلطة مدعوما بالنظام الأسدي وشبيحة البعث فاستنسخت الجزائر ما حدث في سوريا فانقلب بو مدين على بن بيلا واستمر بنقل مايجري في سوريا وللأسف وحتى اليوم الجزائر تماثل نظام الأسد وتواكبه في كل خطواته ويشعرون انه جزء منه وسقوطه سقوطهم أو انهم قطعة منه ، كنا نأمل ان تكون الجزائر قطعة من الشعب السوري يوم أخذوا القانون السوري لقربه من القانون الفرنسي . واليوم نراهم ومنذ بداية الثورة يدافعون عن نظام الاسد الارهابي ويتصرفون ويصوتون لصالحه في نهج لا يصدق ولا يمكن فهمه الا من منظور نقل اعمى لما اعتادوا عليه . كما لايخفى على المتابع لمجريات الثورة ان الثورة بسوريا ضد تيار جارف وهو الفكر الصفوي المجوسي المدمر الذي يجتاح المنطقة وليس سوريا فنحن المضحين الأوائل ونحن الذين ندفع الثمن الأعلى وان قدمت دول مثل السعودية ودول الخليج شيئا انما تقدم ارخص الأثمان وهو المال ..علما انها تقدم الملاليم مقابل الدماء خاصة انهم سيحصدون اعلى الأرباح في حين سنحصد حريتنا وعلى حساب دماء واشلاء وتدمير بلدنا الذي يحتاج الى بناء واعادة هيكلة لسنين طويلة ..فهذه الدول مازالت مقصرة في دعم ثورتنا فيكفينا اننا ندافع عن دولهم وشعوبهم بل عليهم ان يطلقوا ناقوس الخطر ليقوم كل شعوب المنطقة بدعم ثورتنا ...لأن من يدعم كتائب الجيش الحر لتحرير الوطن لا يميز بين كتيبة و أخرى ليكسب موالاتهم..كما أن الأموال التي تأتي للإئتلاف هي ليست ملكهم أو ملك غيرهم و إنما ملك الشعب و لقد أخطؤوا التوزيع و التقسيم بحجج واهية لا تفيد شعبنا الجريح إضافة إلى تدخلاتهم بدفع بعض الأشخاص الغير مؤهلين للواجهة و هذا الذي يرفضه الثورة و الثوار ..وهنا نحن نستغرب كيف يوافق الرئيس المصري محمد مرسي على انشاء دار للنشر في مصر باسم الفاطمية للنشر و هي تابعة للشيعة ، في حين يمنع ملالي إيران من إنشاء مسجد للسنة في طهران التي تضم أكثر من مليون ونصف المليون من السنة ؟! من المعروف أن إزاحة الأسد أمر لا يكلف أكثر من فاكس فصحح آخر هذه المعلومة بأن رسالة إس إم إس من مصدر في عواصم دول كبرى كافية لجعل الأسد في عداد الأموات و هذا الأمر منطقي جدا إذا ما عرفنا أن من يحمي الأسد هو هذه الثلة من الدول فمن البديهي أن من يحمي شخص هو الأقدر على إنهائه. وحول تواطؤ حزب العمال الكردستاني البي كي كيه مع النظام الإرهابي الأسدي يرى بشير عبدالفتاح الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن العمليات التي يقوم بها متمردو حزب العمال الكردستاني في هذه الفترة ليست جديدة ولكن الجديد هو التوقيت، وتواتر تلك العمليات بشكل متسارع موضحا أنها في السابق كانت تتم على فترات بعيدة. بسبب موافقة تركيا على نشر رادارات للدرع الصاروخي لحلف الناتو قرب الحدود الإيرانية، ودمشق بسبب موقف أنقرة الداعم للثورة ومطالب التغيير.والهدف من ذلك التحالف الثلاثي هو الضغط على تركيا لتغيير مواقفها. وفي نفس السياق يرى علي الأحمد ممثل الحركة السورية للتجديد في المجلس الوطني السوري إن تعريف الصديق عند إيران هو من يتبعها في نهجها فقط، وبهذا المنظور فإن النظام السوري وحزب الله، فضلا عن النظام العراقي في وضعه الحالي، هم حلفاء وأصدقاء إيران فقط، وإيران ترى النظام السوري الآن في مهب الريح، وهي ستفعل أي شيء للحفاظ على النظام السوري وحزب الله، ومستعدة للتحالف مع الشيطان لتحقيق مصالحها خاصة أن إيران تعاني من الخلل والتناقضات الداخلية، وضعيفة عسكريا واقتصاديا، وبالتالي فلن تتأثر تركيا بتلك الضغوط ,ولن تغير مواقفها حيال مايجري في سوريا أو موضوع الدرع الصاورخي، فتركيا تدرك أن نظام الأسد في طريقه للزوال، والمسألة مسألة وقت فقط، وهي تدرس كيفية دراسة وبلورة العلاقات مع سوريا في مرحلة ما بعد الأسد. وحول تبعية النظام الأسدي لإيران ادعى وزير خارجية النظام وليد المعلم على أن سوريا ليست تابعة لإيران، وأن علاقة سوريا بإيران هي علاقة مصالح لأن طهران تدعم المصالح السورية وخاصة في مجال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.كما شدد الوزير خلال اللقاء مع شخصيات دبلوماسية أمريكيةعلى خطأ سياسة الإقصاء التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه إيران، وقال إنها ساهمت في الحقيقة بزيادة نفوذ إيران الإقليمي. المعلم أسهب –وفق البرقية- في إثبات ابتعاد بلاده عن دعم الطروحات الإيرانية التي تهدد المنطقة، وضرب مثلا في وقوف سوريا إلى جانب البحرين عندما صدرت من إيران تصريحات تدعّي بأن البحرين جزء من إيران، وقال إن بلاده عملت على دفع إيران لسحب تلك التصريحات. كما استذكر تدخل الرئيس السوري المقبور حافظ الأسد دبلوماسيا عندما هدد الجيش الإيراني باحتلال مدينة البصرة العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. وفيما يخص الاتهامات الموجهة لسوريا بأنها تابعة لإيران، رفض المعلم تلك الاتهامات وساق قرار ذهاب سوريا إلى محادثات أنابوليس وبدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل رغم الاعتراضات الإيرانية على أنها إثبات بأن سوريا مستقلة في قرارها ، ولكن يرد على هذه التصريحات أن النظام الأسدي كان أكبر الداعمين لإيران في حربها ضد العراق خلال حرب الثماني سنوات ، وقدمت دعما لوجستيا وعسكريا لإيران خلال هذه الحرب ، كما أرسلت قواتها للوقوف مع القوات الأمريكية ضد العراق في بداية التسعينات ، وساهمت في انتشار المد الإيراني في العراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة ، وساهمت في حقيق مصالح إيران في لبنان تحت دعاوي لا تمت للحقيقة بأي صلة بحسب ادعاءآ المقاومة والممانعة ، والي أثبتت الحقائق أنها لا تمت للواقع بأي صلة . وفي المقابل لا يزال نظام ثورة الخميني المشؤوم يتشبث بثلاثة آمال بائسة، خوفا من العزلة في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط شكلا جيوسياسيا جديدا ، ويتمثل الأمل الأول في إنقاذ النظام الأسدي الحاكم في دمشق، حتى ولو كان ذلك يعني تقبل أعباء مادية لا يستطيع الاقتصاد الإيراني المنهك تحملها، أما الثاني فيكمن في منع إحياء العراق كمنافس محتمل، في حين يتمثل الأمل الثالث في استغلال الأزمة السياسية والاجتماعية الموجودة في البحرين من أجل الاستحواذ على السلطة. ففي سوريا، تقوم استراتيجية الملالي على تصوير الثورة على أنها مؤامرة غربية لمعاقبة نظام يفترض أنه جزء من «المقاومة أو الممانعة»، وتزعم إيران أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون لإقصاء القوى المعادية الحالية أو المستقبلية مثل إيران وروسيا والصين من المنطقة ، كما يتمنى الملالي تأجيل سقوط نظام الأسد، بحث يكون لديهم متسع من الوقت لزيادة نفوذهم في جنوب العراق، وهو ما يمثل أملهم الثاني ، حيث سيتأثر الشعب العراقي بانتصار إخوانهم في سوريا، ويرى أن دولته قوية بما يكفي لتجنب أي هيمنة جزئية أو كلية من جانب إيران. وتتمثل خطة طهران بالنسبة للعراق في تشجيع إقامة دولة منفصلة للشيعة في الجنوب تحت اسم الفيدرالية، وهو ما يمكن إيران من السيطرة على مركز العقيدة للشيعة في النجف، وبالتالي تستبق أي تهديد محتمل للفكر الخميني. ومن الواضح أن علي خامنئي، «المرشد الأعلى» للنظام الخميني، يفتقر إلى المؤهلات التي تجعله قائدا روحيا للشيعة في العراق ولذا تعمل أجهزة الأمن الإيرانية على سيناريو آخر يقوم بموجبه أحد الملالي من ذوي المراتب المتوسطة بدور آية الله ومرجع التقليد للشيعة في العراق. والملا المقصود هو محمود الشاهرودي والمدرج اسمه بقائمة الموظفين العاملين بالحكومة الإيرانية منذ ثلاثة عقود. وبادئ ذي بدء، كان الشاهرودي عضوا بإحدى الجماعات التي شكلها الحرس الثوري الإيراني لمحاربة صدام حسين. وبعد ذلك، ارتدى عباءة الملا وتحول إلى رجل دين، ويترأس حاليا لجنة استشارية ملحقة بمكتب خامنئي. وبينما تحاول طهران الآن إمداد النظام السوري بالمال والأسلحة، فإن خطة إيران بشأن العراق تكمن في السيطرة من خلال شبكة دينية تدعمها قوات شبه عسكرية خاضعة للحرس الثوري الإيراني ، وتتسم الخطة الخاصة بالبحرين بأنها أكثر وضوحا، لأنها تهدف إلى ضم أرخبيل الجزر اعتمادا على ادعاءات إيران التاريخية. فقد أكدت صحيفة «كيهان» الإيرانية اليومية، التي ينشرها مكتب الإرشاد، على أن «البحرين جزء من إيران»، وأن «غالبية الشعب البحريني ينظر إلى البحرين باعتبارها جزءا من إيران.. ويجب أن تعود للوطن الأصلي وهو إيران» ، وفي مقال سابق، ذكرت نفس الصحيفة بالأحداث التي وقعت عام 1970 والتي تحولت بمقتضاها من دولة تحت الوصاية البريطانية إلى دولة مستقلة. وخلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك مؤتمرات أكاديمية لكي «تثبت» أن البحرين جزء من إيران، وأصبح هذا شيئا مألوفا في الحوزات الإيرانية. وطبقا للفولكلور الخميني، كان قرار الشاه بقبول «بعثة التقييم» التابعة للأمم المتحدة من أجل تقرير مصير البحرين هو «خيانة عظمى». ومن أولى الخطوات التي اتخذها الخميني عقب استيلائه على السلطة عام 1979 تكوين ما يسمى بجيش تحرير البحرين والذي حاول غزو البحرين باستخدام عدد قليل من القوارب، ولكن تم إيقافها من قبل البحرية الإيرانية التي كانت لا تزال خاضعة لسيطرة حكومة رئيس الوزراء مهدي بازركان. وعقب استيلاء «الطلبة» على السفارة الأميركية في طهران في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979 والحرب العراقية الإيرانية في شهر سبتمبر (أيلول) عام 1980، تم إرجاء فكرة غزو البحرين. وعليه كان تدخل طهران في كل من سوريا وإيران والبحرين له تأثيرات سلبية مزدوجة، ففي سوريا، أدى التدخل الإيراني إلى زيادة الخسائر البشرية قبل الفترة الانتقالية التي تبدو أنها قد أصبحت شيئا محتوما ولا مفر منه. وقد أعطى هذا التدخل لما يعتبر في الأساس صراعا داخليا على السلطة بعدا خارجيا لا يستطيع الشعب السوري التحكم فيه. وفي العراق، منع التدخل الإيراني تعزيز حالة الإجماع الوطني التي تشكلت عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003 والصراعات الدموية خلال الفترة بين عامي 2004 و2009. ويتعين على العراق أن يجد طريقه للخروج من تلك المشكلة وأن يقوم بإعادة بناء هياكل الدولة. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت تكلفة القيام بذلك نتيجة التدخل الإيراني. وبالمثل في البحرين، فإنه من غير المحتمل أن يوافق غالبية البحرينيين الذين يبحثون عن مزيد من الإصلاحات والمشاركة بشكل أفضل في السلطة، على العيش تحت حكم ولاية الفقيه (حكم الملا)، ولن يكونوا على استعداد للتضحية بمصالحهم الوطنية لحساب نظام يعاني بشدة داخل إيران نفسها ، وعلاوة على ذلك، فإن المغامرة الثلاثية التي قام بها خامنئي في سوريا والعراق والبحرين كان لها تأثير سلبي على مصالح إيران نفسها كدولة قومية. ولا توجد أي مصلحة لإيران، سواء كدولة أو كشعب، في تمكين نظام الأسد من قتل السوريين في المدن والقرى السورية، كما لن تحصد إيران أي مكاسب من نشر بذور التفرق، وفي هذه الحالات الثلاث الهامة، فإن مصالح إيران كدولة قومية لا تتطابق مع مصالح إيران كوسيلة للآيديولوجية الخمينية. ورغم ذلك إيران لا تعتبر نفسها مخطئة في حماية النظام الطائفي في سوريا لأن إيران تعتبر أن سقوط الدكتاتور السوري هو نهاية حليفها في بسط سيطرتها على جزء من الشرق الأوسط ديمومة لنفوذها ودعما لحليفها من مجرمي لبنان التابعين لحسن نصر اللات أو حركة أمل والمعاونين معهم، لذلك وضعت إيران كل ما تملك من موارد و مصالح متبادلة مع روسيا والصين في خدمة أجندتها المجوسية في شق الصف العربي من أمثال شيعة البحرين والعراق، نوري المالكي والتيار الصدري والنصريين حكام سوريا ,والحوثيين في اليمن وتفسير هذه التدخلات السافرة في المنطقة العربية يعود إلى أن خامنئي وملاليه لن يستطيعوا البقاء في حكم الامه الايرانيه الا بافتعال الأزمات مع جيرانهم اومع الغرب في برنامجهم النووي . وتدخلاتهم غير المبرره في شؤون سوريا والعراق والبحرين ليست بأخطاء ولكن برنامج عمل لاشغال الرأي العام للشارع الايراني المغيب عقله بأساتذة وعلماء الدجل والجهل خريجي الحوزه في قم. ارسالهم الشهروردي للنجف مع ميزانيه ضخمه لشراء ذمم بعض ملالي العراق لكن خطته لن تؤهلهم بتحويل المرجعيه الشيعيه في العالم من النجف الى قم بل سيزداد نفور الشيعه تجاههم في لبنان والعالم . وحول علاقة إيران بنظيم القاعدة فيشير قرار إيران بطرد مسؤول قيادي في تنظيم القاعدة التي ظلت فترة طويلة تتمتع بملاذ آمن داخل الأراضي الإيرانية، وهو سليمان أبو غيث صهر أسامة بن لادن والمتحدث السابق باسم تنظيم القاعدة ويرى مسؤولون وخبراء أميركيون مختصون بدراسة الجماعات الارهابية أن تشدد إيران يعكس على ما يبدو تصاعد حدة التوتر بين ملالي إيران وتنظيم القاعدة، وخاصة بسبب الحرب الأهلية المستعرة في سوريا حيث يدعم كل منهما طرفًا معاديًا للطرف الآخر. وفي الوقت نفسه ترصد أجهزة الاستخبارات الغربية خطوات تتخذها إيران للحفاظ على علاقاتها بتنظيم القاعدة من خلال السماح له باستخدام الأراضي الإيرانية للعبور إلى أفغانستان والخروج منها ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأميركي لمكافحة الارهاب والاستخبارات المالية "ان إيران تواصل السماح لتنظيم القاعدة بإدارة شبكة تنقل الأموال والمقاتلين عبر الأراضي الإيرانية لدعم عمليات القاعدة في جنوب آسيا". ، كما سلطت الوثائق التي أُخذت من مجمع بن لادن في مدينة ابوت آباد الباكستانية مزيدًا من الضوء على العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران، وهي علاقة حرص الجانبان على إدامتها رغم الريبة العميقة بأحدهما الآخر والخلافات الحادة في الايديولوجيا والتكتيكات ، واشتملت العلاقة طوال سنوات على اتباع سياسة غير معلنة في توفير ملاذ لعناصر القاعدة الذين هربوا إلى إيران بعد سقوط حكم طالبان في آفغانستان آواخر عام 2001. وسمحت إيران للعديد من قياديي القاعدة والمرتبطين بزعيم التنظيم، بمن فيهم احدى زوجات بن لادن وعدد من اطفاله، بالإقامة في شرق إيران، بحرية أولا ثم تحت شكل فضفاض من أشكال الإقامة الجبرية لاحقا. أيضاً مما يدل على تورط إيران مع تنظيم القاعدة أن القيادي في تنظيم القاعدة المدعو أبو غيث المحكوم بجرائم إرهابية في الولايات المتحدة كان مقيما فيها قبل أن يغادر إلى الكويت ، كما تشير التقارير أن إيران منحت خيار العمل مع التنظيم لتنفيذ هجمات ضد مصالح غربية في حال تعرض إيران لهجوم، بحسب المحللين. كما أن لإيران تاريخًا مديدًا من دعم جماعات تعمل بالنيابة لاستهداف اعدائها مع إبقاء طهران بعيدة عن المحاسبة. وقال المستشار في إدارة أوباما لشؤون مكافحة الارهاب بروس ريدل "هناك الكثير مما يمكن ان تفعله إيران، بكل بساطة من خلال تسهيل السفر" ، وبحسب ريدل فان استعداد إيران لتمكين القاعدة من استخدام طرق مرور عبر اراضيها يمنح القادة الإيرانيين رصيدًا يستطيعون استثماره لاحقا. وتعمل القناة الإيرانية التي يستخدمها تنظيم القاعدة لتمرير المقاتلين والأموال منذ سنوات مستخدمة شبكة من العناصر الذين يعيشون على امتداد هذه الطرق ويشكلون حلقة وصل بالغة الأهمية إلى مصادر التمويل والقوى البشرية في بلدان خليجية، بحسب الخبراء. وفي الأشهر الثمانية عشر الماضية فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ضد سبعة أشخاص بتهمة تشغيل هذه القناة لتمرير مقاتلين وأموال عبر الأراضي الإيرانية إلى افغانستان وباكستان. وقال كوهين مساعد وزير الخزانة إن قناة تنظيم القاعدة لإيصال المقاتلين والمال تحظى بموافقة رسمية من إيران بخلاف تهريب المخدرات على هذه الطرق نفسها. واضاف كوهين "انهم يعملون باتفاق مع الحكومة الإيرانية". وحول تأييد إيران لثوارت الربيع العربي بعكس موقفها من الثورة السورية يرى البعض أنه عندما أيَّدت إيران الثورتين (التونسية والمصرية) اللتين أطاحتا بنظامي الرئيسين (زين العابدين بن علي وحسني مبارك) واعتبرتهما «محاكاة واستلهاماً للتجربة الإيرانية»، لم تكن مدركة أن هذه «الموجات الثورية» سوف تصل إلى حلفائها في الإقليم وبالأخص نظام بشار الأسد. ومن هنا تغيَّر الموقف الإيراني بشكل جذري من «مساعدة المستضعفين» في تونس ومصر ومن بعدهما البحرين وليبيا واليمن - وهو العنوان الأيديولوجي الذي غلف موقفها من الثورات والاحتجاجات التي اجتاحت هذه الدول - إلى «دعم المستكبرين» في سوريا، واتهام الثورة السورية بأنها «مؤامرة من تدبير القوى الغربية لتقويض دعائم المقاومة». إيران لم تكتف بذلك، بل إنها اندفعت إلى تقديم دعم غير محدود على المستويات كافة لحليفها النظام الطائفي النصيري التي يحكم سوريا ، وسَعَت لدى بعض القوى الكبرى، لا سيما روسيا والصين، لإقناعهم بتوفير ظهير دولي لهذا النظام بهدف مواجهة الضغوط والعقوبات الدولية المفروضة عليه. هذا الموقف الإيراني المؤيد للنظام النصيري العلوي رفع الغطاء عن السياسة النفعية التي تنتهجها إيران في التعامل مع الثورات والاحتجاجات العربية، وأكد أنها تتعامل معها بمنطق الدولة التي تسعى لتعزيز مصالحها وليس الثورة التي تلتزم بسقوف أيديولوجية محددة، بل ربما أحرج إيران أمام الرأي العام العربي وأفقدها «الصورة النمطية» التي حاولت فرضها باعتبارها «الأمة الثائرة» و «الداعم الرئيسي للمقاومة» في المنطقة كما تدعي بذلك . ويمكن تفسير ذلك في أن إيران تعتقد أنها المستهدَف الأول من الجهود الدولية لفرض ضغوط على الأسد من أجل التنحي؛ على أساس أن ذلك يمهد لسقوط النظام السوري برمته، وهو ما يعني فقدان إيران الغطاء العربي الذي استثمرته لدعم تمدُّدها في الإقليم، وقطع «جسر التواصل» مع حلفائها الآخرين لا سيما «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية. وقد بدت انعكاسات الأزمة السورية على مواقع هؤلاء الحلفاء واضحة في الآونة الأخيرة. ففضلاً عن «حزب الله» اللبناني الذي بدا أكثر ارتباكاً وانغماساً في تفاصيل المشهد الداخلي، فإن حركة «حماس» بدأت توجِّه رسائل إلى الخارج تفيد إمكانية ابتعادها تدريجياً عن «الأجندة الإيرانية»، وهو ما بدا جلياً في توقيعها على «اتفاق الدوحة» للمصالحة مع حركة «فتح» الفلسطينية في 6 فبراير 2012م، الذي سيتم بمقتضاه تشكيل حكومة فلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) للإشراف على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبدء في إعمار غزة. من جهتها بدت إيران مدركة لمخاطر تغيُّر الخطاب السياسي لحماس واتجاهها إلى التعاطي الإيجابي مع مبادرات المصالحة، ومن هنا استغلت زيارة رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية لطهران ولقاءه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي في 12 فبراير 2012م، لتحذير حماس من المضي قدماً في اتجاه التسوية مع إسرائيل؛ لا سيما أن طهران باتت مدركة أن معنى ذلك خسارة ورقة تفاوضية مهمة في صراعاتها مع القوى الإقليمية، وتعضيد جهود منافسيها لفرض عزلة عليها لكبح طموحاتها النووية والإقليمية. سيناريو سقوط النظام السوري، الذي يمكن أن يوجِّه ضربة قوية لطموحات إيران الإقليمية؛ لأنه يعني انهيار التحالف الإستراتيجي الذي تأسس بين الطرفين منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي؛ لكن ثمة سيناريو آخر لا يقل أهمية:وهو يتعلق بنشوب حرب أهلية في سوريا مع رفض النظام السوري الاستجابة للضغوط الدولية والإقليمية واستمراره في انتهاج سياسته القمعية تجاه الاحتجاجات التي تزداد تدريجياً وربما تمتد إلى معاقله في دمشق وحلب، ونجاح روسيا والصين في تعطيل أي تحركات دولية لفرض مزيد من العقوبات عليه من داخل مجلس الأمن، إلى جانب ظهور مؤشرات تفيد اتجاه بعض قوى المعارضة السورية إلى استخدام السلاح في مواجهة النظام. ورغم أن بعض الاتجاهات الإيرانية بدأت تتحدث عن أن نشوب حرب أهلية ربما يصبُّ في صالح إيران أكثر مما يضرها؛ على أساس أنه يمكن أن يؤدي إلى بروز دولة قوية في سوريا تتحالف مع عراق ما بعد المالكي وتكون نمرا شرق أوسطياً كما كانت حتى منتصف عقد الخمسينات من القرن الماضي، وهو ما يدعم من احتمالات حدوث حالة من عدم الاستقرار يمكن أن تهدد المصالح الإيرانية. إلا أن هذا السيناريو يمكن أن ينتج تداعيات سلبية أخرى بالنسبة لإيران؛ لأنه يعني في المقام الأول إضعاف «قناة التواصل» الرئيسية مع الحلفاء؛ خصوصاً أن النظام السوري لن يستطيع في هذه الحالة الحفاظ على مستوى التنسيق ذاته مع «حزب الله» وحركة «حماس» الفلسطينية. كما أن ذلك معناه خروج الأخيرة نهائياً من سوريا بشكل يفقدها مركزاً مهمّاً في القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل. فضلاً عن أن الاحتقان الطائفي المحتمل أن ينتقل إلى دول أخرى مثل لبنان والعراق وإيران نفسها، بشكل ربما يؤدي إلى خلط أوراق وإرباك حسابات إيران لا سيما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق ، من هنا ربما تلجأ إيران إلى خيارات أخرى لتعويض خسائرها المحتملة بفعل الأزمة السورية: الخيار الأول: تسريع برنامجها النووي واستغلال الانشغال الدولي بالأزمة السورية وتحقيق أكبر قدر من التقدم فيه، وقد بدأت إيران فعلاً في ولوج هذا الخيار؛ حيث أعلنت على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد في 15 فبراير 2012م عن «إنجازين جديدين» في برنامجها النووي، تمثلا في شحن مفاعل طهران للبحوث الطبية بقضبان وقود نووي مصنَّع محلياً ومخصب بنسبة 20%، وتشغيل «جيل رابع» يضم ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي في منشأة «ناتانز» لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يرفع عددها إلى تسعة آلاف ، كما صرح مؤخرا نجادي أن إيران استطاعت انتاج الكعكة النووية وهي مستخلص الوقود النووي . أرادت إيران من هذا الإعلان توجيه رسالة قوية إلى القوى الغربية مفادها: أن الجهود التي تبذلها لكبح طموحاتها النووية والإقليمية سواء على صعيد فرض مزيد من الضغوط على النظام السوري لإسقاطه، أو على صعيد رفع سقف العقوبات المفروضة عليها لتطول تعاملاتها المالية وصادراتها النفطية، أو على صعيد تدشين سلسلة من عمليات الاغتيال ضد علمائها النوويين وتصدير مشكلات تكنولوجية لبرنامجها النووي مثل فيروس «ستوكسنت»، لن تمنعها من الاستمرار في تطوير هذا البرنامج. لكن الملفت للنظر هنا أن الرسالة الأهم من هذا «الإعلان النووي» ربما تكون داخلية، وتتمثل في محاولة الرئيس أحمدي نجاد اكتساب أرضية جديدة في الداخل ، بسبب سعي التيار الذي يقوده الرئيس والذي بات يسمى في إيران بـ «تيار الانحراف» لتبنِّيه توجهات قومية ورؤى ليبرالية أثارت استياء المرشد الأعلى للجمهورية ورجال الدين، إلى الحصول على الأغلبية في مجلس الشورى الإيراني لتعضيد فرصه في تصعيد أحد عناصره لانتخابات الدورة الحادية عشر لرئاسة الجمهورية في منتصف عام 2013م، وإصرار الجناح المنافس له الذي يقوده رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني على الحيلولة دون تمكينه من ذلك. وفي كل الأحوال، فإن هذا الخيار يمكن أن ينتج تداعيات سلبية عديدة على إيران؛ خصوصاً بعد أن رفع سقف العقوبات المفروضة عليها لتشمل تعاملاتها المالية وصادراتها النفطية ليس أمراً هيناً؛ ففضلاً عن أنه سيحرم إيران من بعض المستوردين الرئيسيين وعلى رأسهم الدول الأوروبية، فإنه سيعرِّض صادراتها للمستوردين الآخرين لا سيما الدول الآسيوية للانخفاض حرصاً من الأخيرة على عدم التعرض لعقوبات أمريكية، كما أنه سيضيف مشكلات كثيرة لتعاملاتها النفطية بسبب الحظر المفروض على بنكها المركزي، فضلاً عن أنه سيضاعف من حدة الأزمات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني، التي بدأت مؤشراتها في الظهور مثل تراجع سعر صرف العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم. أما الخيار الثاني: فيتمثل في التمدد داخل العراق بعد الانسحاب الأمريكي بشكل يمكن أن يجعل العراق «قناة التواصل» الجديدة مع الحلفاء الإقليميين بدلاً من سوريا. إلا أن هذا الخيار يواجه بدوره تحديات كثيرة، أهمها: المشكلات المزمنة التي خلَّفها الاحتلال الأمريكي للعراق والصراعات المحمومة بين القوى السياسية العراقية، تلك التي تفرض حالة مستمرة من عدم الاستقرار وما التفجيرات المتواصلة وتدخل جيش المالكي لفض الاعتصامات المناهضة لحكومته الطائفية ومقتل المئآت في أحداث الحويجة في 24 منإيريل 2013 إلا دليلاً على ذلك. الخيار الثالث: ويتصل بمحاولة تطوير العلاقات مع مصر لما يمكن أن ينتجه ذلك من مكاسب إستراتيجية كثيرة لإيران، لكنه يواجه أيضاً مشكلات متعددة أهمها عدم وجود رؤية واضحة من جانب القاهرة تجاه العلاقات مع إيران، والتي تبدو «قضية مؤجلة» لحين استقرار الأوضاع السياسية في مصر. ماذا يحدث في إيران في ظل الثورة السورية داخل إيران نفسها تراجعت وتيرة الحديث سياسياً وإعلامياً عن أن الثورات العربية هي امتداد لثورة إيران ضد الشاه عام 1979. وغاب الحديث عن أن "الثورات العربية تبنت أفكار الثورة الإسلامية الإيرانية"، وبدت إيران أخيراً لا تلقي بالاً لـ"الميزة" التي جرى التركيز عليها في مساهمات الباحثين الإيرانيين، ولم يستسغها النظام السياسي هناك، وهي غياب الأبعاد الإيديولوجية من مطالب الثورات وظهور الصبغة المحلية والواقعية عليها، حتى إن أساتذة جامعيين وباحثين إيرانيين يتحدثون بحماسة عن الثورات العربية التي "أغلقت دكاكين الأيديولوجيا". وتتراجع وتيرة الخطاب الأيديولوجي، في حين يحافظ خطاب آخر على حضوره، وهو الذي يتحدث عن "النسخة المزورة للثورات العربية"، والثورة السورية التي "تأتي بتحريض من الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف استهداف المقاومة، ورأس حزب الله على وجه التحديد". وظهرت إيران في مرحلة زمنية معينة من عمر الثورات العربية وكأنها "تقف على هامش تطورات المنطقة والربيع العربي"، إلا أنها سرعان ما عادت لتذكر بدورها الإقليمي في سوريا وفي غيرها ، ويمكن أن يضاف إلى خسائر إيران خسارة أخرى تتمثل في "هزيمة النموذج"، وليس من أدل على ذلك الردود السريعة التي توالت من زعامات عربية، أرسلت إلى إيران رسالة سريعة بفشل نموذجها الذي سعت إلى تصديره. وفي مقابل ذلك تسلل"النموذج التركي" إلى المنطقة العربية مدعوماً بجهد محموم من الحكومة التركية التي لا تتوانى عن إطلاق تصريحات تبدي حساسية تجاه الحديث عن هذا "النموذج" الذي يأتي مسبوقاً بترحيب لا يحمل محظورات البعد الطائفي، ويشكل هو الآخر مأزقاً جديداً لإيران. و"أزمة النموذج"، حديث لا يقتصر على أعداء إيران ومنافسيها، بل تضمنه بشكل كبير خطاب قيادات فكرية وسياسية إيرانية، بدأت تطرح السؤال: هل تشكل إيران نموذجاً يحتذى؟ وتأتي الإجابات في الغالب حاملة الكثير من النقد والتشكيك وفي أغلب الأحيان بالنفي. وعلى الرغم من موقفها شبه الثابت من النظام السوري، إلا أن إيران بدأت فعلياً خطوات لإيجاد حالة من الانسجام بين سياستها والتغيرات التي تشهدها المنطقة. وتسعى بشكل غير معلن للوصول إلى صيغة "أقل ما يمكن من النتائج السيئة". وهذه الصيغة اختبرتها إيران في أكثر من مناسبة وتجيد التعامل معها. ويمكن على هذا الصعيد إجراء قراءة عميقة ولها قدرة تفسيرية لفهم هذا الجانب في سلوك إيران في العراق وأفغانستان، ولنا أن نأخذ من علاقة إيران بحركة طالبان مثالا يمكن من خلاله تفسير الكثير. وحول أهمية سوريا بالنسبة لإيران ، تشكل سوريا أهمية كبيرة لإيران، فهي بالنسبة لطهران بوابة النفوذ والتأثير، ومن خلالها يمكن الوصول إلى منطقة المتوسط. وسوريا هي طريق مرور المال والسلاح والخبرات الفنية والعسكرية لحلفاء إيران. وهذا الارتباط تحقق بفعل العلاقة الطويلة بين عائلة الأسد وإيران، كما إن العلاقة الوثيقة بينهما تحققت بفعل المصالح السياسية لا بفعل التقارب الفكري أو العقائدي كما يدعي البعض ، كما أن سرقات النفط السوري والغاز السوري ومعظم الموارد السورية والتعامل مع المافيات العالمية في تجارة المخدرات وسرقات الشعوب وغسيل الأموال والاستثمارات الإيرانية في الخارج ، وصدير الإرهاب للخارج كلها تقوم عن طريق النظام السوري فهو الواسطة لتحقيق مآرب إيران اللاأخلاقية في العالم ، عداك عن الاكتشافات النفطية والغاز في شرق المتوسط والتي بينت التقارير أنها تتبع المياه الاقليمية السورية واللبنانية والتي تقدر بكيات ضخمة تطمح إيران أن يكون لها نصيب منها فيما لو استمر نظام الأسد في سوريا وحزب اللات في لبنان ومن المفارقات أن كتب وأفكار الخميني لم تكن تجد، بقرار حكومي ورغبة من الأسد الأب، ترحيباً في سوريا. وحتى مع الذهاب بعيدا في "التفاؤل" وتشكيل حكومة سورية جديدة، فمن المستبعد أن تكون هذه الحكومة متجانسة من حيث التركيب وقادرة على فرض السيطرة والسيادة عل كامل الأراضي السورية، وحالة الفوضى هذه تصب في مصلحة إيران أكثر من مصلحة أعدائها ، وإذا أردنا الحديث عن الخيارات المثلى بالنسبة لإيران في سوريا، يتصدر ذلك منع سقوط الأسد. وإذا حدث وسقط، فالخيار المفضل الثاني هو الفوضى وغياب الاستقرار. وستعتمد إيران في سوريا سياسة عملية تقترب كثيرا من وطريقة عملها في العراق، خاصة على صعيد السياسة الناعمة ، لكن مع تفاقم الوضع الاقتصادي، ترتفع شعارات مناوئة لسياسة الحكومة الإيرانية في سوريا. وتقول الشعارات لنجاد وحكومته: "دعكم من سوريا واهتموا بشأننا"، لكنَ القادة الإيرانيين لهم رأي آخر، إذ لا يخفون أهمية الموقع الجغرافي الإستراتيجي لسوريا بالنسبة لإيران. وقد تكون تصريحات نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني أحمد رضا دستغيب مشخصة للحالة عندما شدد على "ارتباط المصالح الإيرانية بالجغرافيا السياسية لسوريا"، ورأى ضرورة "إطلاع الشعب الإيراني بصراحة على مدى أهميّة سوريا والنظام السوري بالنسبة لإيران"، بهدف حشد التأييد الشعبي لموقف الحكومة الإيرانية الداعم للأسد رغم الثورة المستمرة منذ أكثر من أكثر من عامين وتواصل إيران بلا شك أو تردد دعم نظام الأسد، لكنها مع ذلك تدرس خيارات تغيير الخارطة السياسية وما سيأتي بصورة لاحقة، ومن الواضح أن العالم سيختبر نوعا جديداً من "التكيف السياسي الإيراني". وبناءاً عليه فإيران تخوض معركة بقاء مشروعها الاقليمي في سوريا. فهي تقف ضد ثورة غالبية الشعب السوري التي طالبت بالإصلاح الجدّي، ثم بسقوط النظام، والتي تحوّلت الى العمل المسلح بعد اختيار النظام قمعها عسكرياً ، وتقف ضدها في المحافل الدولية والاقليمية. وتقف ضدها باتهامها بالعمالة لاميركا وللصهيونية. وتقف ضدها بتزويد الجيش السوري الاسلحة، وبتقديم خبراتها اليه وربما عناصر. وتقف ضدها بتقديم مساعدات مالية واقتصادية للنظام السوري، وبتشجيع حلفاء لها على ذلك. علماً انها تعاني كثيراً جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها. والأخطر من كل ذلك انها (ايران) وفي معرض منع "عصبية" الاسد من الخروج عليه واستجلاب تأييد له من "عصبيات" مماثلة في المنطقة، راحت تضاعف مخاوف الشيعة العرب من السنة العرب، وخصوصاً بعد "الربيع العربي" المُتهّم بأنه سنّي. طبعاً أثار ذلك الهياج في العراق أولاً حيث الشقاق السني – الشيعي مزمن. ودفع الجماعات الجهادية واصدقاءها فيه، الى التوجه نحو سوريا بغية مساعدة الثورة. كما دفع بعض شيعة العراق الى التعاطف مع نظام الاسد والى مساعدته اقتصادياً ومالياً وأحياناً عسكرياً. وطبعاً ايضاً أثار ذلك الهياج السنّي – الشيعي في لبنان. فاللبنانيون عانوا الامرين من سيطرة نظام الاسد عليهم. ونجحوا بعد اعوام طويلة في اخراجه رسمياً من بلادهم. لكنهم عجزوا عن اخراجها فعلياً لأن حلفاءها اللبنانيين منظمون وأقوياء عسكرياً ، وقد زاد ذلك الحقد اللبناني الوطني على الاسد وترجم ذلك نفسه بعد اندلاع الثورة السورية بوقوف السنة في لبنان، ، وباصطفاف الكثير من الشيعة فيه مع نظام الاسد و"عصبيته" المذهبية. ووسع الحرب السورية بجانبها المذهبي الى لبنان ، وستتوسع الحرب الى العراق ولبنان حتماً وربما الى دول اخرى. وليس ذلك في مصلحة اميركا التي عليها ان تتدخل بتأمين مساعدة عسكرية فاعلة وإن محدودة للثوار السوريين كي يحرزوا تقدماً حاسماً يؤدي الى إقناع الاسد بأن استمراره مستحيل. وليس ضرورياً ان تحصل المساعدة بقرار دولي في حال تعذره ، إلا ان ذلك لا يعني ان على الولايات المتحدة ان تغض النظر عن الانتهاكات في حق أكثرية الشعب السوري بعد الانتصار، لأن ذلك قد يحصل وخصوصاً بعدما صار طابع الحرب في سوريا مذهبياً حيث كان النظام الإرهابي الإيراني قد أسس ما سمي بالجيش الشعبي الطائفي الذي يتكون من أقليات علوية وشيعية بهدف إثارة الفوضى بعد سقوط النظام الأسدي، إذ عليها ان تكون منسجمة مع قِيَمها ومع مصالحها في الوقت نفسه. ومن هذه المصالح وجود ثلثي احتياط النفط في دول مجلس التعاون الخليجي في ايران والعراق المحكومتين من قبل ملالي الشيعة، أي ما يعادل نحو 20 في المئة من الاحتياط العالمي للنفط. وعليه فالدعم الإيراني للنظام العلوي النصيري الغاشم في سوريا ، ليس بجديد ، وأمر لا يحتاج لتوضيح أو مناقشة ، فنظام الملالي وصل على مدار عامين تحدي الإرادة الحرة للشعب السوري وشارك في دعم العدوان الدموي للنظام الديكتاتوري في سوريا ، بل وساعد على إضفاء النزعة المذهبية على الصراع وإشعال الفتنة الطائفية داخل أراضي الشام وساعد في اصطفاف العلويين والشيعة في سوريا خلف نظام بشار الأسد ضد عموم الشعب السوري وفي مقدمته الأغلبية السنية ، وأصرت إيران على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري والمالي لقوات النظام المجرم ليواصل مجازره ومذابحه ، بل وشاركت الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الشيعي في صفوف قوات النظام في عدوانهم على الشعب. لكن إيران التي أدركت أن سقوط نظام بشار الأسد أصبح مسالة وقت، وانه لا جدوى من استمرار دعمها لهذا النظام لم تتخل عن سياستها الطائفية في تصدير المد الشيعي ودس انفها في الشئون الداخلية لسوريا وإشعال نيران الطائفية هناك، وعمدت الي التخطيط الي مرحلة ما بعد الأسد عبر تشكيل مليشيات مسلحة من العلويين والشيعة وتدريبهم على يد حزب الله والحرس الثوري لتشكيل نواة لما يعرف باسم الجيش الشعبي ، ليكون استنساخ لتجربة تأسيس حزب الله في لبنان بعد الحرب الأهلية في السبعينات ، وقد نُقل عن قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن «الجيش الشعبي»، وهو عبارة عن خليط من المجموعات العلوية والشيعية، صُمم على نموذج ميليشيا الباسيج الإيرانية، وهي قوة كبيرة من المتطوعين استُعملت لإخماد اضطرابات الشارع. ووصف مسؤولون أميركيون رفيعون، أضافوا «الجيش الشعبي» إلى قائمة المنظمات المعاقَبة في ديسمبر الماضي، بأنه «مشروع مشترك لإيران وحزب الله». لكن تراهن إيران على أن سوريا لن تعرف الوحدة والاستقرار بعد سقوط الأسد وستتمزق وفقا لتقسيمات العرقية والمذهبية ما بين العلويين والسنة والأكراد، أو على الأقل تقوم دولة موحدة تراعي تلك التقسيمات مثلما هو الحال في لبنان ، ومن ثم تصبح المليشيات العلوية التي تدين بالولاء لإيران مسمار لطهران في البلاد ما بعد الأسد وشوكة في خصر سوريا الجديدة تعمل على خدمة مصالح إيران وحزب الله ووفقا لمصادر أمريكية فان إيران بالتعاون مع حزب الله يعمدان حاليا الي تشكيل ميلشيات مسلحة من العلويين والشيعة للحفاظ على مصالحها في سوريا في حالة الإطاحة بنظام بشار الأسد ، ووفقا لتلك المصادر فان تلك المليشيات الطائفية تعمل على دعم النظام السوري في قتاله ضد المعارضة ، غير أن الهدف الحقيقي منها هو امتلاك إيران عناصر موالية لها ومصالحها في حال انقسام سوريا إلى جيوب عرقية وطائفية منفصلة ، ووفقا للمعلومات المتاحة فان المليشيات المسلحة المدعومة من طهران تتشكل من 50 ألف مقاتل وسيكون هدفها الأول دعم الأسد وهدفها الاستراتيجي تمهيد الطريق لاضطرابات كبيرة في حال سقوط الأسد. ويؤكد العديد من المراقبين والمحللين تصاعد المخاوف من تقسيم سوريا على أسس عرقية وطائفية بعد أن اقترب الصراع المسلح على أراضيها الدخول في عامه الثالث دون أن يتضح من المنتصر في هذا الصراع المرير سواء جيش النظام الغاشم أو المعارضة الثورية ، غير أن التوقعات تشير الي أن سوريا باتت قريبة من سيناريو الحرب الأهلية التي اشتعلت في لبنان في السبعينات والتي استغلت نتائجها إيران في هذا التوقيت وعمدت الي تشكيل ودعم حزب الله الشيعي وقامت بتمويل وتسليحه ويبدو أنها ترغب في استغلال حالة الصراع والفوضى في سوريا من اجل هذا الهدف وهو ما فعلته في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في أعقاب الغزو الأمريكي. ويختلف الجيش الشعبي التي أسسته إيران في سوريا عن الشبيحة سيئة السمعة والمعروف عن عناصرها ارتكاب جرائم بشعة ضد المتعاطفين مع الثوار - إلا أنها في الغالب قوة قتالية طائفية يتم الإشراف عليها من قبل قادة إيرانيين وقادة في حزب الله اللبناني. وفي هذا الصدد يقول ديفيد كوهين، وهو وكيل شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في وزارة الخزانة الأميركية: "(جيش الشعب) في الأساس هو عبارة عن مشروع مشترك بين إيران وحزب الله. وفي ضوء القيود الأخرى على الموارد الإيرانية في الوقت الحالي، فمن الواضح أنها جماعة مهمة للغاية تقوم بالحرب بالوكالة لصالح إيران" ، ويتابع بأنه رغم أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على ذلك الجيش الشعبي إلا أن إيران زودته بتمويل منتظم وبملايين الدولارات . وفي هذا الصدد قال احد قيادات بالحرس الثوري الإيراني «جيش الشعب يشبه قوات الباسيج الإيرانية»، التي تمثل قوة شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني والتي شاركت بكثافة في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في إيران منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في يونيو 2009. أحد السيناريوهات التي تضعها إيران ومعها النظام في سوريا ، هو إقامة دولة علوية في مناطق نفوذ العلويين والشيعة بالقرب من الحدود اللبنانية وفي مدينة اللاذقية الساحلية من خلال قيام فلول حكومة الأسد - سواء في وجود الأسد أو بعد رحيله - بإقامة قطاع ساحلي على علاقة وثيقة بإيران، يعتمد على الإيرانيين من أجل البقاء،ويساعد طهران في الوقت نفسه على الاحتفاظ بعلاقتها بحزب الله ويرون أنها سعمد في مواردها على الغاز المكتشف على الساحل السوري واللبناني والذي يقدر بكميات ضخمة جداً. فإيران التي تدعم نظام الأسد حتى الرمق الأخير ، تضع السيناريوهات البديلة لسقوطه بإقامة تلك الدويلة العلوية في شمال غرب سوريا بحيث تحافظ إيران على نفوذها هناك ويكون لها موطئ قدم يصلها بحليفها وربيبها حزب الله. كما أن شروع إيران في تأسيس الجيش الشعبي لدعم النظام السوري والاستعداد لمرحلة ما بعد سقوط الأسد ، سيحقق نبؤه المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي حذر من تحول الأراضي السورية إلى ساحة لقوى إقليمية متصارعة، أو انزلاقها إلى حرب أهلية لكن الأسوأ من ذلك في محاولات إيران لتقسيم وتفتيت سوريا والعصف بوحدتها وإشعال صراع وحرب طائفية ومذهبية قد تجعل المنطقة بأسرها على حافة الهاوية. وقد ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إنه بتحليل العلاقات السورية الإيرانية من الزاوية الاقتصادية، يستطيع المرء أن يسلط الضوء على الأوجه المعقدة غير المعلنة وغير التقليدية للدور الذي تلعبه إيران في سوريا، موضحة أن إيران استثمرت تاريخيًا قدرًا كبيرًا من المال والموارد والقوات المحترفة والعمالة في سوريا .. وأن هذه الاستثمارات زادت بصورة خاصة في الأعوام الأخيرة قبل بداية الانتفاضة ضد نظام "بشار الأسد" في مارس 2011. واستطردت المجلة قائلة إنه على الرغم من استثمار إيران أموالاً كثيرة وموارد في قطاعات النقل والبنية التحتية في سوريا غير أن العلاقات الاقتصادين بين الحليفين لم تقتصر على هذه المجالات فقط ... مشيرة إلى أنه قبل بضعة أشهر من الثورة وقعت السلطات الإيرانية اتفاقية تقدر قيمتها بعشرة مليارات دولار مع سوريا والعراق، لبناء خط انابيب غاز يبدأ في إيران ويمر بسوريا ولبنان والبحر المتوسط ليصل إلى عدد من الدول الغربية. وقالت المجلة إنه بموجب الاتفاقية كانت العراق وسوريا ستحصلان على كمية معينة من الغاز الطبيعى يوميًا ... مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية حظيت بموافقة القائد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" الذي أيد أيضًا تخصيص 5.8 مليار دولار كمساعدات لسوريا من مركز الأبحاث الاستراتيجية الإيراني الذي يركز على استراتيجيات الجمهورية الخمينية في ستة مناحي مختلفة من بينها أبحاث السياسة الخارجية والشرق الأوسط والخليج وأبحاث الاقتصاد السياسي الدولي. وقالت مجلة "فورين بوليسي" إن اتفاقية فريدة أخرى تم توقيعها قبل اندلاع الأزمة في سوريا تتعلق باقتراح تأسيس بنك مشترك في دمشق تمتلك الحكومة الإيرانية نسبة 60% من أسهمه وهذا تأكيد لبعية النظام الأسدي للنظام الإيراني حيث أنه من المعروف أن الاتفاقيات الاقتصادية بين الدول تكون فيها حصة الدولة المضيفة أي المستثمر فيها أعلى من حصة الدولة المستثمرة... وقد ذهب النائب الأول للرئيس الإيراني "محمود رضا رحيمي" في مناقشاته مع بشار الأسد حول هذه الاتفاقية إلى ما هو أبعد من ذلك. فقد ناقش الجانبان إمكانية إقامة تكتل اقتصادي إقليمي .. وبناء عليه تم توقيع اتفاقية مكونة من 17 مادة ركزت على التجارة والاستثمار والتخطيط والإحصاء والصناعات والمجال الجوي والبحري والنقل بالسكك الحديدية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والزراعة والسياحة". وقالت المجلة إن العقوبات الدولية الأخيرة المفروضة على سوريا ادت إلى تعليق الاتفاقيات السابقة التى عمدت إيران إلى تأمينها فى المنطقة وهو ما شكل ضغوطا غير عادية على إيران ... مشيرة إلى أن الليرة السورية فقدت معظم قيمتها من قدرتها الشرائية مشيرة كما اعترفت وزارة الاقتصاد السورية السورية بارتفاع اسعار الغذاء بشكل جذرى وان ارتفاع اسعار بعض المواد الغذائية وصل إلى 37% منذ بداية الثورة ، واردفت المجلة تقول انه نظرا لزيادة الانفاق العسكرى زاد الانفاق العام 19 مليار دولار فى عام 2011 مما ادى إلى تراجع العوائد العامة بـ 2.31 مليار دولار . ومضت المجلة تقول انه على الرغم من ان مسؤولين إيرانيين اشاروا كثيرا إلى أن تحالفهم الاقتصادى لن يهتز جراء المشاكل الامنية غير انه منذ بداية الثورة واجهت الشركات الحكومية السورية ورجال الاعمال وشركاتهم صعوبات متنامية وعراقيل امام التجارة والتوصل إلى صفقات مع إيران بسبب القيود على التعاملات بالدولار ، وأردفت الصحيفة السابقة بقولها إن الضغوط الاقتصادية على الدولتين دفعت إيران وسوريا إلى توقيع اتفاقية تجارة حرة رمزية يوم 13 ديسمبر 2011 وذلك فى إطار محاولة لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى وبعض الدول العربية وتقليل العراقيل التجارية التى نجمت جراء تقدم الثوار واختطاف بعض الايرانيين فى دمشق وانعدام الاستقرار الامنى المستمر. واوضحت المجلة ان سوريا قررت خفض الرسوم على السلع السورية المصدرة إلى إيرانية بنسبة 60% بهدف تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين موضحة ان الاتفاقيات المالية الاخيرة بين البلدين مفيدة لهما لكنها اكثر افادة لسوريا فهى تفتح لها سوقا جديدا لمنتجاتها وزيادة العوائد ، كما انه مما لا شك فيه أن إيران لها مصالح استراتيجية وجيوسياسية ضخمة فى سوريا التى اصبحت اكثر من اى وقت مضى سبيلا ضروريا للانعاش الاقتصادى لايران وانه مع زيادة عزلتهما عن المجتمع الدولى اصبحت العلاقات الاقتصادية بينهما اكثر اهمية من اى وقت مضى. لكن تفيد معلومات مصادر دبلوماسية وميدانية عن وضع الدوائر “الأُطلسية” عدة سيناريوهات للتخلص من “بشار الأسد” ونظامه، من بينها تصفيته عبر أحد مرافقيه الشخصيين أو الإستمكان منه بصاروخ موجه عبر الأقمار الصناعية. أو شن ضربات صاروخية وجوية محدودة بقيادة سلاح الطيران “البريطاني الفرنسي الألماني التركي” على “مواقع حكومية سورية”. دائرة الإستهداف قابلة للإتساع لتشمل أهدافاً تابعة لإيران وحزب الله اللبناني، في حال قاما باستهداف أية مصالح أميركية- أوربية- إسرائيلية. مؤشرات التسلسل الزمني أدناه للفترة الحالية والمقبلة تؤكد ذلك، وهي: • شطب أميركا منظمة (مجاهدي خلق) الإيرانية المعارضة من لائحة الإرهاب. تركيز واشنطن على تدريبها وتسليحها وتوحيد وتمويل خلاياها مع بقية فصائل المعارضة في الداخل والتي تشمل (العرب الأحوازيين- البلوش- الأكراد- القوى الليبرالية والعلمانية “بقايا نظام الشاه”) لغرض العمل على إسقاط النظام الطائفي التوسعي النووي من الداخل. كي يوقف هو بالمثل تمويل وتسليح وتدريب خلايا إرهابية في الخليج العربي والعراق ولبنان وفلسطين وأفريقيا وأوربا وأميركا. • إنضمام (التحالف الكردستاني) والفاعلين في “التحالف الشيعي” إلى جبهة مناوئي رئيس الحكومة العراقية “نوري المالكي” عسى أن يلحقوا بوزراء القائمة العراقية (3 منهم إستقالوا- محمد علاوي ورافع العيساوي وعز الدين الدولة) وآخرين قاطعوا حضور جلسات مجلس الوزراء. مايؤكد سعي أقطاب التحالفان الشيعي والكردي فيما عدا (دولة القانون وحزب الدعوة بزعامة المالكي) إلى القفز من سفينة نظامي (طهران- دمشق) المحاصران دولياً والمنهارة شعبيتهما محلياً. ينبئ الإصطفاف آنف الذكر بقرب إنهيار النظام السوري وانسحاب حزب الله من مواقعه في المناطق المختلطة مذهبياً ودينياً في لبنان إلى الضاحية الشيعية الجنوبية. ما سيؤثر على نفوذ إيران في المنطقة خاصةً في العراق حيث ستفقد العديد من حلفاءها في ظل تراجع أداءها الإقتصادي على مستوى قطاع الطاقة المحاصر إقتصادياً. • تناقض أقوال أميركا العلنية (رفض تسليح المعارضة السورية) مع أفعالها السرية (التسليح ببطء عبر طرف ثالث) لحين إنتهاء الحظر المفروض على المعارضة في 1/6/2013 ليتم إقرار التسليح بشكل علني. حينها ستبدء (شعبانية سوريا) نسبةً لما تسمى بـ”انتفاضة شيعة العراق” في شعبان 1992. حيث سيوافق شهر شعبان مع حزيران وبعده سيبدء شهر رمضان “الحاسم” وبذلك يمر عام على مقتل رئيس وأعضاء خلية الأزمة السورية في تموز/ يوليو 2012. • رفض واشنطن تنحية الأسد بقوة عمل عسكري “أطلسي” أو تسليح المعارضة على غرار “سيناريو ليبيا”، وكذلك الحل السلمي بالتوافق مع موسكو الممسكة هي وطهران بالقرار السوري. حتى يقبل “الثوار” في الداخل و”الإئتلاف في الخارج والجيش السوري الحر بمرشح أميركا والمكتسب لجنسيتها “غسان الهيتو” رئيساً لحكومة المعارضة ،مادفع بعض أقطاب الإئتلاف إلى تجميد عضويتهم ورفض الثوار منحهم الشرعية لحكومته مالم تتوحد قوى المعارضة. لخشية الثوار والإئتلاف من مصادرة واشنطن قرار وسيادة سوريا حتى بعد سقوط نظام الأسد بفعل فرضها (غسان الهيتو) الذي لقبه البعض بـ(جلبي سوريا) نسبةً لـ(أحمد الجلبي) ، أو إستبداله ليصبح عراباً للعلاقات السورية- الأميركية بعد رحيل الأسد. الهيتو يميل وخلفيته (إخوان مسلمين) ماسيمنع (الأقليات) و(العلمانيين) من الإنضمام للثورة. مضافاً لها أن الهيتو إنضم للمعارضة قبل 5 أشهر فقط وأمضى 33 عاماً من عمره مقيماً في أميركا، كما أن الكثير من عائلته ومنهم ابنه يقاتلون في صفوف الجيش السوري الحر ، وهذا ما يرفع رصيده لدى القوى الثورية في الداخل والخارج ، وكان عضواً بارزاً في (جمعية الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية) وهي أكبر واجهة لـ(الإخوان المسلمين) وأكبر جمعية خيرية إسلامية في الولايات المتحدة، وأُدينت عام 2009 بتمويل حركة “حماس” الفلسطينية بـ(13 مليون دولار) حكم على أثرها مؤسسها وأعضاءها بـ65 عام سجن ، مايعني ملاحقة شبح الإسلاميين لرئاسة الحكومة ممثلةً بهيتو (الإخواني) مضافاً لها إبتزاز واشنطن للثوار والمعارضة بإدارجها “جبهة النصرة” على لائحة الإرهاب، مايعني فتح باب التفاوض بين واشنطن والجبهة تماشياً مع سياسة “الإدارات الأميركية الديمقراطية” المتعاقبة على الحكم المؤمنة بسياسة النفس الطويل والعين الحمراء والعقوبات الفعالة التي تنتهي بالتفاوض مع خصومها. • تمحور القتال منذ مطلع 2013 أمام وخلف خطوط نقل النفط والغاز في سوريا. مايؤكد أن البلاد تتجه نحو التقسيم الذي بدء يفرض نفسه بفعل: تحويل النظام حربه ضد شعبه إلى طائفية بامتياز بتفضيله “الطائفة والعائلة” على “الوطن” فبدلاً من معاقبته إبن خالته اللواء “عاطف نجيب” رئيس فرع الأمن السياسي في “درعا” لاعتقاله صبية وتعذيبهم وحلق رؤوسهم وخلع حجاب الإناث منهم، قام بنقله وتكريمه بتعيينه بمنصبٍ أعلى في “إدلب” فانفجرت شرارة الثورة. وزجه بمليشيات شيعية إيرانية وعراقية ولبنانية وبحرينية شيعية وتركية علوية نصيرية وأحيانا تابعة للبي بي كيه في صراعه ضد شعبه مادفع بالمقاتلين الأجانب للإنضمام إلى القتال الدائر في سوريا نصرةً لهم تحت مسمى “جبهة نصرة أهل الشام” بالرغم من أن معظم منتسبيها هم من السوريين. وفشل النظام في توحيد جبهة “الأقليات” ضد “الثوار السوريين” والذي زاد من عامل التقسيم حيث سيطر ثوار محافظة “الرقة” على محافظة الرقة بالكامل ومازالوا يديرون سد الفر ات بتقنية عالية ويدفعون رواتب كادره من مالهم الخاص، بينما تقوم مليشيات “كردية” تابعة للبي بي كيه بتهريب النفط الذي سيطرت على منابعه في “الحسكة”. ويتكرر بذلك سيناريو “العراق المفدرل”- المياه بيد العرب السنة والنفط بيد العرب الشيعة والتجارة الخارجية مع حكومة مصغرة ببغداد وموسعة شمال العراق بيد الأكراد-. مضافاً لها رفض تنحي الأسد عن السلطة هو الذي قاد لتشكيل حكومة منفى معارضة فأصبح في سوريا الواحدة الموحدة حكومتان، ولايمكن إعتراف الأُسرة الدولية بحكومة الثورة الموقتة إلا إذا ألغت اعترافها بحكومة الأسد ونظامه، لايوجد سابقة في التاريخ للإعتراف بحكومتين شرعيتين. يمكن الإعتراف بالثورة مع بقاء العلاقات بالحكومة القائمة في حدها الأدنى. أما الإعتراف بحكومة الثورة فموضوع آخر يصعب معه أن تتوزع الشرعية والعلاقات بين حكومتين مالم يكن هذا تعبيرا عن تقسيم البلد • ولادة حكومة المعارضة برئاسة (غسان الهيتو- كردي) أميركي سوري في 17 آذار/ مارس الجاري. ومقتل شيخ النظام (رمضان البوطي- كردي) بحادث تفجير- كما إدعى النظام- في 21 آذار/ مارس الجاري الذي يصادف (عيد نوروز) الخاص بالأكراد. وفي عيد نوروز يطالب الزعيم الكردي التركي (عبد الله أوجلان) أتباعه بإلقاء السلاح والإنسحاب من الأراضي التركية وهي رسالة موجهة أيضاً لأكراد سوريا بالنأي بأنفسهم عن الصراع القائم بين النظام والمعارضة. • يرى البعض أن الإنفلات والضعف الأمني يولد شهية (طرفٍ ثالث) على إبتلاع سوريا أو زيادة العبث بأمنها وخيراتها. هذا الطرف لاينتمي لا لمعسكر النظام وحلفاءه الخارجيين ولا لمعسكر المعارضة وحلفاءها الخارجيين. ولايمكن إستبعاد تورط هذا الطرف بمقتل الشيخ البوطي ، -بالرغم من تأكيدنا أن النظام هو من قام بهذا الفعل الشنيع حيث أن كل القرائن تؤكد تورط النظام في ذلك ، وله سوابق إرهابية في هذا المضمار-. بدليل: تبادل النظام والمعارضة تهمة مقتله. “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة في بلاد الشام” أكدا عدم وقوفهما خلف الحادث، بينما معروفٌ عنهما تبني العمليات المسلحة التي ينفذونها. • كان عناد النظام ورفضه التنازل لشعبه أو حتى لمعارضيه، بينما تنازل عن سيادة سوريا لقيادات إيرانية وخبرات روسية ولممثلي منظمات الـUN الذين يزداد عديدهم ومهامهم التي يؤدونها بحجة (العمل الإنساني) داخل سوريا وهم تلقائياً سيتسلمون أو يشرفون على المرحلة الإنتقالية في سوريا. وكل ذلك يجري مقابل سرقة النظام لأموال المساعدات الخارجية عبر واجهته الرسمية وزير الهلال الأحمر السوري الدكتور (عبد الرحمن العطار)- طبيب بشار الأسد- الذي سبق له أن إمتهن سرقة أموال المساعدات الخارجية المقدمة للاجئين الفلسطينيين والعراقيين في سوريا وهي بالمليارات وذلك بالشراكة مع النظام. • تمديد الدول الأوربية المضيفة للاجئين السوريين على أراضيها فترة إقامتهم لـ(6 أشهر). ممايؤكد أن هذه الفترة هي الأخيرة والتي سينحصر خلالها إنهيار النظام السوري. مع إستثناء من توطِنَهم هذه الدول المضيفة لأسباب إنسانية ملحة وحاجتها لخبراتهم ورؤوس أموالهم في إنعاش إقتصادها شرط أن يكونوا (علمانيين) كي لاتتكرر مأساة فرض الإسلاميين شروطهم على المجتمعات الغربية المسيحية فور إندماجهم فيها بحكم إكتسابهم للجنسية الأجنبية. • إنهيارات عسكرية وأمنية متسارعة في محافظات مجاورة لريف دمشق كـ(درعا) بفعل التسليح البطيء وانشقاق العسكريين الموالين للثورة والتحاقهم بها، وفرار “أبناء الطائفة العلوية” ورفضهم إعلان إنشقاقهم لأسباب طائفية ومذهبية ولسعيهم الدفاع عن دويلتهم الموعودة في الساحل السوري المتشاطئ مع تركيا لبنان إسرائيل وقبرص. • حققت زيارة أوباما لإسرائيل وفلسطين والأُردن عدة نجاحات وليس كما إدعى وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” إنها لغرض الإستماع وإلا لاكتفى أوباما بمهاتفة زعماء هذه الدول دون تكبده عناء السفر ومخاطره الأمنية. كـ(إعادة أوباما لعلاقات إسرائيل وتركيا اللتان وافقتا على إعادة السفراء بعد إعتذار الأولى للثانية وتعويضها ذوي ضحايا سفينة الحرية التركية التي قرصنتها القوات الإسرائيلية عام 2010 مع تفقد أوباما “قبة إسرائيل الصاروخية” التي بنتها ومولتها بلاده. ومنح أوباما “فلسطين” نصف مليار دولار لإنجاح عملية السلام، و200 مليون دولار لتنفقها حكومة الأُردن على اللاجئين السوريين شرط أن تبقي حدودها مفتوحة أمامهم. تشاور أوباما مع الزعيمان الإسرائيلي والأُردني حول كيفية خلع أنياب الأسد الصاروخية بأقل الخسائر مستثمرين منظومة الصواريخ الأطلسية في تركيا. لهذا السبب إجتمع أوباما بالقيادة الإسرائيلية مرتان ولمدة 8 ساعات، الأولى إستعرض فيها أوضاع المنطقة وقدمَ الحلول الأميركية، وجلسة ثانية تلقى خلالها رد القيادة الإسرائيلية السياسية والأمنية على كيفية إسقاط نظام الأسد بالتعاون مع عمان وأنقرة وخلايا واشنطن الأمنية المستقرة في لبنان المختصة بتفكيك ومعالجة وتعطيل رؤوس الصواريخ البالستية. تركيز خطاب أوباما على: (عدم سماح أميركا بتكرار محرقة أُخرى لليهود، وأن إسرائيل قوية وستبقى، وستحظى دائماً بالدعم الأميركي القوي. ثم أعطى لإسرائيل خيار تعاطيها وفق مصالحها القومية مع الخطر النووي الإيراني دون التشاور مع واشنطن). مادفع “علي خامنئي” إلى التهديد بسحق “تل أبيب وحيفا” في حال شن إسرائيل أي عدوان على إيران. وهنا يكرر نفس مقولة صدام حسين بحرق إسرائيل التي دفع ثمنها غالياً بسبب عدم معرفه لميزان القوى الدولى ، وبالالي سيكون سيلقى خامنئي ونظامهنفس المصير المحتوم ، بالرغم من علاقه السرية والمعرفة مع إسرائيل والعمل الجاد على تحقيق استراتيجية الدول الغربية في المنطقة والتعاون معها بكل الوسائل المتاحة . • إستقالة نجيب ميقاتي: ليقينه من قرب إنهيار نظام الأسد بفعل ضغط الثوار في الداخل أو عملٍ عسكري خارجي. ولكونه شريكٌ أساسي في شركة إتصالات MTN السورية للهواتف المحمولة مع السارق لأموال الشعب السوري“رامي مخلوف” إبن خال الرئيس السوري، ولديه مصالح واستثمارات قوية في السعودية ففضل الإنسحاب بهدوء دون إثارة حفيظة الجميع. ومايؤكد صحة هذه الاستراتيجية أن وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” سلم رسالة رئيسه أوباما شديدة اللهجة خلال لقاءه “نوري المالكي” تبلغه تحذيره لآخر مرة بإيقاف إمداد النظام السوري بالمال والسلاح والمقاتلين، واستياء أوباما من تصرفاته الوحشية بحق الشبان العراقي والسوري عبر منحه 30 ألف دولار لكل عنصر من 35 مليشيا شيعية عراقية وإيرانية تنقل على متن الطيران العراقي واللبناني والسوري من 5 مطارات عراقية ولـ28 رحلة جوية في الإسبوع لغرض التمويه على عملية النقل وكذلك التسريع بنقل أكبر عدد منهم إلى سوريا عبر مطار بيروت ومن ثم ينقلون براً تحت حماية مستشاري المالكي وحزب الله وحركة أمل وسفارة طهران في بيروت إلى الأراضي السورية وبالتنسيق مع السلطات السورية ودبلوماسيين عراقيين شيعة مبتعثين لدمشق ومحسوبين على المالكي وحزبه الحاكم لغرض إنخراط هؤلاء المليشيات في القتال إلى جانب قوات الأسد ضد الشعب السوري. وهذا مادفع زعيم مليشيا المهدي “مقتدى الصدر” إلى الإنتقال للإقامة مؤخراً في الضاحية الجنوبية لغرض لقاءه أنصاره القادمين من العراق وزيادة معنوياتهم. من هذا المنطلق تعمل طهران على زيادة نفوذها في المنطقة العربية وبالتحديد مصر لإفشال هذه الاستراتيجية ، كون أكبر دولة عربية هي داعمة رئيسية للثورة السورية ولو على مستوى الإعلام ، كما أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر سؤازر الثورة السورية بما تسطيع ، بالرغم من أن ظروفها الاقتصادية وعدم الاستقرار الداخلي الذي تعيشه تجعلها بعيدة عن الدعم المؤمل منها ، حيث عملاء إيران من أتباع نظام حسني مبارك يعملون بالتنسيق معها لإسقاط الحكومة المصرية الشرعية ، أو على الأقل إثارة عدم الاستقرار في مصر لمنع مصر من احتلال موقعها في الخارطة السياسية للشرق الأوسط الجديد ، وأضعافها وانهاكها اقتصادياً ، بل أن إيران مازال تمول الجماعات المسلحة في سيناء وقطاع غزة من حركة حماس ، لإضعاف الجيش المصر والعمل على عدم تدخله في سوريا لنصرة الشعب السوري ، بينما تعمل إيران على إرسال مقاتليها من الحرس الثوري الإيراني وجيش ما يسمى بالقدس لتدمير سوريا ودعم نظام الاجرام الأسدي ، وقد أكد المحلل السياسي الكويتي عبد الله النفيسي : أنه ثمة نشاطا لإيران داخل مصر يفوق نشاطهم حتى في دول الخليج، بهدف كسب مصر وأخذها من العرب ، حيث أن مصر اليوم تعاني ظروفا متشابكة وخطرة. وأن وزير خارجية إيران، قدم عرض في أثناء زيارته لمصر بقيمة 30 مليار دولار نقدا إذا فتحتم سفارة في ظهران ونحن فتحنا سفارة عندكم، بالإضافة إلى أننا نضمن لكم سنويا 5 مليون سائحا إيرانيا، يأتون لمصر سنويا، وسيقدمون خبراء فنيين لإعادة تشغيل المصانع المتوقفة في مصر والتي تزيد على ألفي (2000) مصنع عاطل في مصر ، وفي مقابل ذلك على مصر أن تقوم بما يلي : • تسليم مصر لإيران لكل المساجد التي بناها الفاطميون في مصر خلال العهد الفاطمي الذي حكم مصر لمدة 200 عام (وهي مساجد عظيمة وكبيرة وكثيرة)، لإعادة ترميمها وأن يتحمل الإيرانيون مسؤولية إدارتها. • السماح بإنشاء صحيفتين تنطق باللغة الإيرانية داخل مصر. • سماح مصر سنويا ل 20 ألف طالب للدراسة في قم". ، وبالتالي تجنيدهم ليكونوا عملاء لإيران في مصر بعد اغراءهم بالمال وتزويجهم بإيرانيات مرتبطات بجهاز المخابرات الإيرانية –السافاك- بمعنى أعطاء المال وأخذ الفكر والعقول..فهذه دولة عندها مشروع خطير لا ينبغي أن يغيب عن بال العرب والمسلمين ، قد بدأت الدعاية لعملاء إيران من خلال مايسمون بدعاة التقارب مع إيران الذين أخذوا يرون أنه بمناسبة إقلاع أول طائرة مصرية إلى إيران...تقارب سياسي و اقتصادى فقط !! و أن الإخوان يدركون جيدا خطر الشيعة و لن يتركوهم يشيعوا البلاد !!ولم يدرك هؤلاء أن ايران تقوم بتدريب شباب سعوديين وكويتيين واماراتيين بالتعاون مع الحوثيين في “جزر دهلك” التي استأجرها الحرس الثوري الايراني في البحر الأحمر وحولها الى معسكرات تدريب وتجنيد ، من أجل الاستعداد لـ “يوم الفصل”. أيضاً أكد مصدر عسكري في الجيش السوري اعتقال عدد من المقاتلين الإيرانيين والأكراد من البي بي كيه الأجانب في منطقة رأس العين السورية الحدودية مع تركيا ، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية: إن "كتائب من الجيش الحر المقاتلة في رأس العين قتلت عددًا من الأكراد الأجانب غير السوريين من حزب العمال الكردستاني، ومقاتلين إيرانيين ضمن صفوف قوات نظام بشار الأسد، كما أسرت عددًا من الطرفين بينهم الكثير من الإيرانيين"،. ومما يدل على علاقة النظام الإيراني والسوري بحزب العمال الكردستاني الإرهابي ، حيث أثار تكرار وتزايد الهجمات التي يشنها المقاتلون الأكراد ضد قوات ومصالح تركية في الآونة الأخيرة السؤال عن مغزى وأهداف تلك الهجمات والأسباب وراء تزايد وتيرتها، ومدى صلتها بالتظاهرات والتطورات التي تعيشها سوريا منذ شهور مع المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد. وكان انفجار الوضع في شمال العراق بين حزب العمال الكردستاني وتركيا لم يكن مفاجئا للمراقبين في منطقة تعيش توترا زاده ما يحدث في سوريا المجاورة معتبرين أن مقتل أربعة وعشرين جنديا تركيا ودخول جيش أنقرة شمال العراق وقتل عناصر من حزب العمال والوعد بالمزيد من التصعيد يأتي بعد أيام من تحذير إيراني لتركيا بضرورة تغيير مواقفها تجاه سوريا وإلا فإنها ستواجه مشاكل مع دول مجاروة مثل إيران والعراق وسوريا، وهو التصريح الذي تزامن مع قلق الرئيس الأمريكي باراك اوباما مما وصفه بالدعم المعنوي والمادي من مسؤولين عراقيين موالين لإيران للنظام في دمشق. إن العمليات التي يقوم بها متمردو حزب العمال الكردستاني ليست جديدة ولكن الجديد هو التوقيت، وتواتر تلك العمليات بشكل متسارع موضحا أنها في السابق كانت تتم على فترات بعيدة.إن التوقيت بالغ الأهمية بسبب توتر علاقات أنقرة مع عدة أطراف إقليمية مهمة كانت حتى وقت قريب حليفة قوية لتركيا، وهي إسرائيل بسبب تداعيات الاعتداء على السفينة مرمرة وإيران بسبب موافقة تركيا على نشر رادارات للدرع الصاروخي لحلف الناتو قرب الحدود الإيرانية، ودمشق بسبب موقف أنقرة الداعم للثورة ومطالب التغيير. من جانبه قال علي الأحمد ممثل الحركة السورية للتجديد في المجلس الوطني السوري إن تعريف الصديق عند إيران هو من يتبعها في نهجها فقط، وبهذا المنظور فإن النظام السوري وحزب الله، وعراق المالكي، هم حلفاء وأصدقاء إيران فقط، وإيران ترى النظام السوري الآن في مهب الريح، وهي ستفعل أي شيء للحفاظ على النظام السوري وحزب الله، ومستعدة للتحالف مع الشيطان لتحقيق مصالحها..واستبعد الأحمد أن تؤدي أو تدفع ضغوط حزب العمال الكردستاني وهجماته على تركيا لتغيير مواقفها، فتركيا كما قال دولة قوية عسكريا واقتصاديا، ولديها نظام ديمقراطي مستقر، خلافا لإيران التي تعاني من الخلل والتناقضات الداخلية، وضعيفة عسكريا واقتصاديا، وبالتالي فلن تتأثر تركيا بتلك الضغوط. واتفق عبدالفتاح مع هذا الرأي مشددا على أن تركيا لن تغير مواقفها حيال مايجري في سوريا أو موضوع الدرع الصاورخي، فتركيا تدرك أن نظام الأسد في طريقه للزوال، والمسألة مسألة وقت فقط، وهي تدرس كيفية دراسة وبلورة العلاقات مع سوريا في مرحلة ما بعد الأسد. لم يكن مفاجئاً للمراقبين انفجار الوضع في شمال العراق بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وذلك في منطقة تعيش توترا زاده ما يحدث في سوريا المجاورة معتبرين أن مقتل أربعة وعشرين جنديا تركيا ودخول جيش أنقرة شمال العراق وقتل عناصر من حزب العمال والوعد بالمزيد من التصعيد يأتي بعد أيام من تحذير إيراني لتركيا بضرورة تغيير مواقفها تجاه سوريا وإلا فإنها ستواجه مشاكل مع دول مجاروة مثل إيران والعراق وسوريا، وهو التصريح الذي تزامن مع قلق الرئيس الأمريكي باراك اوباما مما وصفه بالدعم المعنوي والمادي من مسؤولين عراقيين موالين لإيران للنظام في دمشق وحيال سوريا تتوافق المصالح الإيرانية مع المصالح الروسية ذات الطبيعة السياسية الإستراتيجية والعسكرية والاقتصادية في جوهرها ، فأهم المصالح الروسية في سوريا، كما يذهب العديد من المراقبين، هي الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية حيث تعد قاعدة طرطوس البحرية العسكرية آخر موقع بحري لأسطول روسيا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وتُعتبر قاعدة طرطوس مرفقا روسيا إستراتيجيا طويل الأمد. فبموجب اتفاقية بين البلدين عام 1971، يستضيف ميناء طرطوس قاعدة روسية للإمداد والصيانة من الفترة السوفياتية تم تشييدها أثناء فترة الحرب الباردة لدعم الأسطول السوفياتي بالبحر الأبيض المتوسط. وقد مرت ست سنوات فقط منذ أن اضطرت موسكو إلى شطب أكثر من عشرة مليارات دولار من ديونها على دمشق التي كلنت تبلغ 13.4 مليار دولار من الفترة السوفياتية السابقة.وذهبت سوريا خلال السنوات القلية الماضية إلى روسيا للحصول على أسلحة حديثة تشمل الكثير من نظم الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، والتي من شأنها تحسين قدراتها القتالية. أما المصالح الاقتصادية حيث بلغت استثمارات روسيا في سوريا عام 2009 حوالي عشرين مليار دولار. وأهم المجالات الاقتصادية المدنية التي تخدم المصالح الروسية في سوريا مجال التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، حيث نجد شركتي تاتنفت وسويوز، كما تم اكتشاف عشرات حقول النفط والغاز قبالة السواحل السورية واللبنانية وتأمل روسيا في أن تعزز اقتصادها المنهار بالاستيلاء على هذه الحقول من خلال النظام الأسدي الذي هو مستعد أن يتنازل لها عن أي شيئ مقابل استمراره في الحكم ، أو على الأقل تدعيم روسيا لإقامة دولة علوية تشمل الساحل السني السوري حيث لا يوجد علويين نصيريين على ساحل سوريا فمانطق تواجدهم في الجبال التي فتقر إلى أي موارد. وفي مجال الطاقة تنخرط الشركات الروسية في تنفيذ مشروعات أخرى في مجال الطاقة بما في ذلك الخطط التي أعلنتها شركة روساتوم الروسية في 2010 لبناء أول مفاعل لإنتاج الطاقة النووية والخدمة المستمرة من شركة تخنوبرومكسبورت الروسية لمرافق إنتاج الطاقة التي أقامتها في سوريا ، كما أن دمشق تحتل المرتبة السابعة في ترتيب الدول التي تشتري أسلحة من روسيا وفي مجال استقرار الحدود الروسية ، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن مبيعات بلاده من الأسلحة لسوريا تهدف إلى تعزيز الاستقرار والحفاظ على الأمن في المناطق القريبة من الحدود الروسية ، وبالنسبة للولايات المتحدة (النفط، والقمع) متوفرتين بقوة في ظل النظام الأسدي ، لذلك فمن المستبعد جدا أن تقوم أمريكا بالدور الذي قامت به في ليبيا (في ظل الظروف الحالية)، بل ستظل تلعب على كافة الحبال، لتضمن مكاسبها سواء مع الثوار أو مع نظام الأسد ، كما أن أمريكا تريد ضمان ولاء النظام القادم وما يهم امريكا هو حماية المصالح الأمريكية، سيما ضمان الحماية التامة والكاملة لإسرائيل. الخوف الأكبر عند الإدارة الأمريكية هو صعود تيارات الإسلام السياسي، وإحكام قبضتها على سوريا، وهو خوف تشترك فيه أمريكا وإسرائيل وإيران وباقي دول الغرب بصفة عامة، لذلك فالجميع متفق على الحيلولة دون وصول هذه التيارات إلى حكم سوريا، ولو أبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه. وبالنسبة لمصالح إيران تجاه المصالح الروسية والأمريكية فقد سعت إيران، خلال العقود الثلاثة الماضية، إلى تقوية تحالفها مع النظام في سوريا، وإلى بناء شبكة معقدة مع العلاقات في المنطقة العربية، حيث تمكنت مع امتلاك أوراق كثيرة في دول المشرق العربي ، فالنظام الإيراني يستخدم أي وسيلة كانت في سبيل تحقيق مصالح نخبته الحــاكمة ومصالح حلفائه في المنطقة، و يحاول ساسة إيران أن يقللوا من خسائرهم الناجمة عن إرهاصات الربيع العربي، وأن يشعلوا صراعات في بعض الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج،ومصر، وتونس وليبيا ، ودعم نظام البشير في السودان ونظام الجنرالات السبعة في الجزائر ، إضافة إلى لبنان وقطاع غزة ، وإثارة القلاقل في تركيا من خلال عملائها من حزب البي كي كيه ، بغية تحويل أنظار الداخل الإيراني إلى الأماكن التي يستهدفونها ، وبناءاً عليه فقد تدخل القيادة الإيرانية في مساومات مع القوى الدولية الفاعلة، ومع بعض أطراف المعارضة السورية، من منطلق وضع النظام الإيراني مصالحه فوق كل العلاقات مع العالم الخارجي، على رغم أن علاقاته وتحالفاته مع النظام السوري كما يجب ألا يغيب عن بالنا مصالح ايران الطائفية بشكل ظاهري-والمجوسية الامبراطورية القومية الشوفينية حقيقة- في المنطقة والعالم ، وهي تستغل كل الطرق والوسائل المتاحه من اجل خدمة مصالحها وبالنسبة لتركيا ومصالحها في سوريا فالحدود التركية السورية تبلغ تركيا 822كم وهي بذلك من اطول الحدود ، وهذا يعني مسؤوليه اكبر سواء من حيث العمل على حماية هذه الحدود من الاعتداءات ، او استقبال الاعداد الكبيرة للاجئين السوريين الذين يقيمون الخيام الان على الاراضي السورية هربا من حرب القتل الدائرة في سوريا. ويعتبر الرئيس التركي أردوغان من أكثر رؤساء الدول الذين منحوا القيادة السورية غطاءات سياسية مقابل الاستعجال بالإصلاحات السياسية ومنح الأسد وإرشاداته وخطوطه ومفاتيحه، وكانت القيادة السورية تعده بأنها تعمل على تحقيق ما يمكن من الإصلاحات، إن مخرجات القرار الرئاسي في الموضوع الإصلاحي لم تكن كافية ولم تستقرئ ما يجري بحكمة عالية ومستقبلية، ولم تلب الشروط، أو ما تم التفاهم عليه مع أنقرة، ولا الوعود التي قطعت، ولهذا كان غضب أردوغان واضحا؛ لأنه تمكن من تهدئة الموقف الأوروبي والأمريكي. كما أن أردوغان لم يتصرف كموظف عند واشنطن ولا عميل لـ ''سي آي إيه'' كما يصوره كتبة التدخل السريع ومقاولو الفضائيات، فقد تصرف بموجب إملاءات داخلية بعضها تحكمه قيم تركيا السياسية وبعضه قيم وأخلاقيات العدالة والتنمية، لكنها أخلاقيات تؤمن بأن السلطة المطلقة والأحزاب المطلقة ظاهرة انتهت في القاموس السياسي، وأن تزوير إرادة الشعوب ليس دليلا على الشعبية، وأن العمل الحقيقي رأسمال كاف للنجاح ، فاشتداد الأزمة ودورة العنف والكشف عن مقابر جماعية، ومقتل الأطفال السوريين كان عاملا استثنائيا وبلغ عدد النازحين مليون شخص خارج سوريا، وأنقرة رحبت باللاجئين النازحين وتعتبرهم ضيوفا على تركيا، وضيوف تركيا متوقع تضاعف أعدادهم وأنقرة تفكر أن هذا الأمر يستدعي التدخل وعمل ملاذ إنساني داخل الأراضي السورية، ودمشق لا يمكنها إغلاق الحدود مع أنقرة،. كما يهم اسطنبول ان تضمن جار حليف مناسب وقوي تستطيع معه ان تمضى في خطتها الاصلاحية السياسيه الاقتصادية الشامله التي بدأت بها الحكومه في تركيا ، فبقاء الحال هكذا في سوريا يقلق تركيا ويجعلها تسخر جل امكاناتها لانهاء التوتر والحرب الدائرة على حدودها. أما الدول العربية فتنقسم في توجهاتها فدول تريد دعم الجيش الحر ودول تريد دعم المجلس العسكري ودول تريد القيادة المشتركة، ودول تريد دعم الجيش السوري الحر... وكل فريق يهدد بوقف الدعم إذا تغير الولاء إلى جهة أخرى من جهات الجيش الحر بمسماه الشامل ، بل ان هنالك بعض الدول – الانظمة العربية – لازالت تدعم النظام السوري كنظام البشير في السودان ونظام الجنرالات السبعة ذوي الأصول الفرنسية في الجزائر والذين يعتبرون شركاء نظام الأسد في الاسيلاء على السلطة في الجزائر بعد فوز جبهة الانقاذ الإسلامية ، حيث قاموا بعمليات قتل وترويع كبيرة ضد الشعب الجزائري ، ثم قاموا بالسلب والنهب للموارد الجزائرية ، والتحالف مع المافيات العالمية في مجال الاستثمارات الشخصية للنظام وأتباعه ، مما أنشأ نظاماً طبقياً غير أخلاقي تابع للشركات العابرة للقارات ، ونظام الإمارات العربية المتحدة التي تستثمر فيها الكثير من ، الأموال السورية المسروقة من قبل أتباع النظام الأسدي وأتباعه وحلفاءه ، كما أنها المركز الرئيسي في العالم لغسيل الأموال ومافيات التهريب العالمية . ووفقًا لصحيفة الـ "واشنطن بوست" التي نقلت عن مسؤولين أميركيين ومن الشرق الأوسط قولهم إن هدف إيران هو أن يكون لها عناصر موضع ثقة في سوريا في حال انقسمت البلاد إلى مناطق طائفية ، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن ما يحدث هو "عملية كبرى تهدف مباشرة إلى دعم النظام السوري، لكن من المهم بالنسبة لإيران أن تحافظ على قوة في سوريا يمكنها الاعتماد عليها وتكون موضع ثقة" ، والهدف من تشكيل هذه المجموعات العسكرية داخل سوريا هو حماية مصالحها في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. وتخوض هذه الميليشيات حالياً معارك قتالية جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية على أمل الحفاظ على نظام الأسد. أما هدف إيران على المدى البعيد من تواجد هذه الميليشيات في سوريا هو نسج شبكة عملاء موثوق بها لاستخدامها في حال انجرار سوريا إلى أتون معارك طائفية وعرقية ، وأضاف مسؤول بارز في الإدارة الأميركية ان "دعم إيران لما يقرب من 50 ألف مسلح في سوريا ربما يعكس نيتها الحالية في الحفاظ على نظام الأسد، لكنه من الضروري معرفة الهدف الأبعد لطهران من ذلك وهو امتلاك قوة موثوق فيها للاعتماد عليها خلال الفترة القادمة". من جهته، أشار مسؤول عربي كبير إلى أن استراتيجية إيران في سوريا لها مساران "أحدهما دعم الأسد حتى النهاية، والآخر الاستعداد لخسارة كبرى في حال انهيار نظامه" ، كما أشارت الـ"واشنطن بوست" إلى أن طهران تعمل على دعم عدد من المجموعات المسلحة في سوريا، مثل مجموعة الجيش الشعبي التي تدعم الميليشيات التابعة للشيعة، مضيفة أن هذه المجموعة تلقى دعماً واسعاً من إيران وحزب الله سواء في التدريب والتمويل ، ويقول مساعد وزير الخزينة الأميركي لشؤون الإرهاب والتمويل الاستخباراتي ديفيد كوهين إن "الجيش الشعبي هو عبارة عن مشروع مشترك بين إيران وحزب الله"، فيما اعتبرت الصحيفة أن ميليشيا الجيش الشعبي شكلت لتكون رديفاً لميليشيا "الباسيج" الموالية لحكومة طهران في الداخل الإيراني. بحسب السيناريوهات الأكثر ترجيحاً، فإن من يتبقى من حكومة الأسد- سواء مع وجوده أم لا- سيحاولون إقامة منطقة تخضع لنفوذهم في المحافظات المحاذية للبنان وخصوصاً في اللاذقية، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ، وهذه المنطقة ستكون معتمدة بشكل كبير على الإيرانيين من أجل الاستمرارية، وحتى تساعدها على الحفاظ على روابطها مع حزب الله كوسيلة للضغط على إسرائيل. وقال بول سالم مدير مركز الشرق الأوسط لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن "سوريا تعيش حالياً تفككاً أقرب إلى تفكك لبنان في سبعينات القرن الماضي والعراق خلال الفترة الماضية؛ فنحن أصبحنا ننظر الآن إلى ما كان يسمى سوريا ويتكون من قوى عديدة" ، واشار المسؤولون الغربيون إلى أن إصرار إيران على الحفاظ على قاعدة لها في سوريا يفسر الغموض من وراء استمرار الحكومة الإيرانية المتعثرة مالياً في تمويل وتسليح جماعات مثل جماعة "جيش محمد" التي تتكون من طوائف شيعية أو نصيرية علوية. لذلك ترى الولايات المتحدة ان الخيار الافضل هو تسليح الثوار سرا كما يحصل منذ فترة، والمراوحة في انتظار تغيرات يمكن ان تأتي يوما ويمكن لاميركا التعويل عليها ، ويقدم الخبير الأمريكي فيشمان ستة بنود يعتبر انها تمثل المصالح الاميركية، وهي «الحد من الخسائر البشرية»، و«منع تحول سوريا الى مناطق آمنة لتنظيم القاعدة والتنظيمات الاسلامية المتشددة الاخرى»، و«مجابهة النفوذ الايراني»، و«تفادي استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية»، و«تفادي انتشار الاسلحة الكيماوية والبيولوجية»، و«الحد من عدم الاستقرار الاقليمي»، ثم يقدم فيشمان ستة سيناريوات يعتبرها اما «مرغوبة» في سوريا. وافضل السيناريوات بالنسبة إليه ، هو التوصل الى حل سياسي عبر مفاوضات بين الثوار وعناصر من نظام الاسد تفضي الى خروج نظام الأسد من الحكم واستبداله بحكومة انتقالية تقود البلاد الى المرحلة المقبلة. الا ان فيشمان يعتبر ان هذا السيناريو هو الاقل واقعية، ما يجبر الولايات المتحدة على ضرورة البحث عن خطة بديلة تكون اكثر قابلية للتنفيذ. ثاني افضل السيناريوات، يقول فيشمان، هو فرض الامم المتحدة وقف نار على الاطراف المتنازعة داخل سوريا، وهو ما يتطلب فرض «حظر جوي» واقامة «مناطق عازلة» وربما مشاركة قوة حفظ سلام دولية. هذا السيناريو يتطلب «دعم الجامعة العربية، وموافقة من روسيا والصين في الامم المتحدة، ما يجعل حدوثه غير ممكن». ويرى فيشمان، «أن انتصار الثوار يساهم في شكل اساسي في القضاء على النفوذ الايراني تماما في سوريا، وربما يقلص من امكانية انتشار الصراع اقليميا، لكنه يأتي بتكلفة بشرية مرتفعة، ويقدم لـ «القاعدة» مناطق آمنة، ويمكن ان يؤدي اما الى استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية، وإما الى وصولها الى ايدي الثوار، خصوصا المتطرفين منهم. اما التدخل الدولي، مثل تحالف الاطلسي، فمن شأنه ان يقلل من الخسائر البشرية، وان يقلص من نفوذ ايران الى حد كبير»، وان «يعطل امكانية انشاء المتطرفين الاسلاميين لمناطق نفوذ آمنة، لكنه يهدد في شكل كبير استقرار المنطقة عموما، ويدفع الاسد الى استخدام الاسلحة الكيماوية بشكل شبه مؤكد». لكن حسب رأيه فإن افضل سياسة يمكن للولايات المتحدة انتهاجها تقضي باستمرارها بتسليح «محدود وسري» للثوارمن خلال أصدقائها من دول أصدقاء سوريا ، وتأكيد ان المجموعات التي تتسلم الاسلحة هي الاقل تطرفا، وتشديد العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية على الاسد ونظامه، و«مساعدة الثوار على الانتصار»، مع ان السيناريو الارجح في المدى المتوسط هو ما يشبه التعادل وتقاسم النفوذ داخل سوريا بين الثوار وبين قوات الاسد واستمرار «العنف الشديد وعدم الاستقرار في المستقبل المنظور». لكن مخاوف إيران من الثورة السورية تكمن في فقدان حليفها النظام الأسدي في الثورة، التي تدعمها الحكومات الإقليمية السنية-حيث أن كل الشعوب العربية ذات أغلبية سنية بما فيها العراق هذا إذا لم يكونا متعادلي النسبة حسب معظم الدراسات الموضوعية -. ويعبّر دبلوماسيون غربيون وعراقيون عن قلقهم من أن تستخدم إيران وكلاءها في العراق لضرب الأعداء، كما فعلت مع حزب الله في لبنان ، وهذا ما فعله الجيش الطائفي في العراق عندما ضرب المتظاهرين في الحويجة وقتل وجرح المئآت منهم ويقول مسؤولون أميركيون إن طهران لا تزال اللاعب الحيوي في العراق، وتعمل على نزع فتيل التوتر بين المالكي وخصومه. وقد فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إقناع رئيس الوزراء نوري المالكي بمنع الرحلات الجوية الإيرانية من عبور المجال الجوي العراقي إلى سوريا، بحجة أنها تحمل شحنات أسلحة للنظام السوري. فالمالكي قال إن لا وجود لدليل حسي على أن طهران ترسل أي شيء لسوريا باستثناء المساعدات الإنسانية ، ويقول عدد من المسؤولين العراقيين إن واشنطن واصلت سياسة فك ارتباط شبه كامل، فيما حصرت القرارات السياسية إلى حد كبير في السفارة في بغداد. ويشكو بعض زعماء القبائل من أن الأميركيين لم يتصلوا بهم منذ أن غادرت القوات الأميركية البلاد في أواخر العام 2011. وحول علاقة إيران بتدهور الوضع العراقي ، فلقد تدهور الجو السياسي هناك عندما أمر المالكي باعتقال وزير ماليته السابق العيساوي، بينما اشتعلت النزاعات في الشمال بين الحكومة المركزية وقادة المنطقة الكردية ذات الحكم الذاتي ، وقال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك إن الأميركيين ليس لهم أي دور في العراق، ولا أحد يستمع إليهم، لأنهم فقدوا قوتهم في هذا البلد، تعليقًا على اختفاء الدور الأميركي كوسيط لمعظم النزاعات في العراق. أما كريم سجادبور، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فأوضح لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: أنه "في الوقت الراهن، لدى إيران ما يشبه حق النقض في العراق، فالمالكي يحرص على عدم اتخاذ القرارات التي قد تنفر طهران". وأشار سياسي شيعي عراقي، رفض الكشف عن هويته، نظرًا إلى حساسية الموضوع، إلى أن الأهداف الإيرانية تتلخص في الحفاظ على عدم الاستقرار في العراق للسيطرة على البلاد، والحفاظ على الحكومة الشيعية الطائفية التي تتفق مع مصالح إيران الإقليمية، والأهم في ما يتعلق بسوريا ، حيث أن إيران تؤيد وتدعم بقوة الجماعات شبه العسكرية والسياسية الطائفية في العراق، كمنظمة بدر وحزب الله العراقي وعصائب الحق، وشجّعتهم على دعم المالكي ، فقد تم تمويل وتدريب منظمة بدر من قبل الحرس الثوري الإيراني في الثمانينات، من أجل الوقوف في وجه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. كما إن حزب الله العراقي وعصائب الحق معجبة علنًا بخامنئي، وتطمح في التحول إلى حركات سياسية واجتماعية. وما يدل على رعاية طهران للإرهاب أن الإرهابي أبو مهدي المهندس هو أحد اللاعبين الرئيسين في العراق. وهو عراقي، له تاريخ طويل من النشاط المناهض للولايات المتحدة، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع الإيرانيين. وأبو مهدي، أو جمال جعفر محمد البصري، واحد من 17 متهمًا بالتفجيرات، التي حدثت في الكويت، حكم عليهم بالسجن المؤبد، لكنه استطاع الفرار من سجنه مع رفاقه عند غزو صدام للكويت، وانتقل إلى ايران، حيث حصل على الرعاية الكاملة، وانضم إلى منظمة بدر، ويرأس الآن مكتبها السياسي في بغداد ، وتشير المصادر أن المهندس هو مبعوث إيران إلى العراق، وعندما يكون في اجتماع، يعرف الناس أنه يتحدث باسم فيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني" ، والرجل الآخر الذي ينفذ المصالح الإيرانية في العراق هو هادي العامري، وهو من قدامى المحاربين، الذي عيّنه المالكي في منصب وزير النقل. وفي النزاع حول الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية، تجاهل العامري والمالكي طلبات الولايات المتحدة بتفتيش الطائرات الإيرانية ، أما عصائب الحق، فقد اتهمت في مقتل خمسة جنود أميركيين في العام 2007، وفي اختطاف خمسة بريطانيين وقتل أربعة منهم. كما تلام أيضًا على بعض من أسوأ الهجمات ضد السنة خلال الحرب الطائفية في العراق. وقد تمكن الأميركيون من سجن زعيم العصائب، قيس الخزعلي، لكن المالكي نقله إلى العراق، وضمه إلى العملية السياسية بديلًا من التحركات الشيعية المتطرفة ، ومنذ الإفراج عنه، برز الخزعلي كقوة سياسية شيعية أصولية، وقام بتنظيم مكاتب له في كل أنحاء البلاد، لتجنيد الأفراد البارزين والمجتمعات المحلية لمصلحة إيران. ومن منطلق دعم طهران للإرهاب فقد استبعدت اطراف سياسية عراقية امكانية ان تستجيب الحكومة العراقية للضغوط الاميركية المتعلقة بضرورة تضييق الخناق الاقتصادي على ايران او سوريا وتطبيق العقوبات الدولية المفروضة عليهما ، ويأتي ذلك على خلفية زيارة قام بها مؤخرا نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية ديفيد كوهين وناقش خلالها مع مسؤولين عراقيين أهمية العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران في الضغط عليها للتراجع عن تطوير برنامجها النووي. وقال النائب عن ائتلاف العراقية حامد المطلك ان من الاجدر بالحكومة العراقية ان تفكر بمصلحة الشعب العراقي وليس بمصالح سوريا وايران، مضيفاً ان استمرار تجاهل الحكومة للمطالب الاميركية قد يضر بعلاقات بغداد مع واشنطن مستقبلاً. النائب عن ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة الامن والدفاع عدنان المياحي يرى ان الحكومة العراقية غير ملزمة باية ضغوط اميركية، مشيرا الى ان العراق يحاول تحسين علاقته مع دول الجوار كافة ومن ضمنها ايران. أما المحلل السياسي واثق الهاشمي فقد حذر من استمرار مسك العراق للعصا من الوسط، والوقوف على الحياد في التعاطي مع الازمات الدولية كافة، مشدداً على وجوب اتخاذ العراق قراراً حاسماً بشأن سوريا وايران كي يقلل من مخاوف الجانب الاميركي، حسب تعبيره. كما صرح مسؤولون من الولايات المتحدة والشرق الأوسط بأن إيران والجماعة الشيعية اللبنانية «حزب الله» يجريان استعدادات عسكرية لمواجهة الفوضى الطائفية التي يُحتمل أن تبتلع سوريا ما بعد الأسد. ويقول خبير مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت إن «حزب الله» واءم نفسه بشكل وثيق مع "قوة القدس" الإيرانية -- وهي جماعة من النخبة شبه عسكرية مرتبطة مباشرة بالمرشد الإيراني علي خامنئي -- في الوقت الذي يقاتل فيه إلى جانب نظام الأسد. وفي السنوات الأخيرة، توطدت الشراكة بين «حزب الله» وإيران لدرجة أن ولاء الجماعة لخامنئي أصبح واضحاً جلياً. ويقول، "ما نراه الآن هو أن «حزب الله» سوف يقوم بأعمال في هذه الأيام تصب في مصلحة إيران حتى لو كانت هذه الأعمال تتعارض مع مصالح لبنان ومصلحة «حزب الله» نفسه في هذه البلاد"، وقد صح كلامه عندما رأينا أن حزب الله أخذ يشن هجمات كبيرة على مواقع الجيش الحر في القصير في حمص ويستخدم أفتك أنواع الأسلحة وقد احتل بعض القرى الحدودية السورية بحجة حمايته للأقليات الشيعية أو النصيرية هناك ، ويرى ليفيت أن قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية مؤخراً بتفجير موكب شاحنات في سوريا، حيث أفادت التقارير أنه كان يحمل صواريخ مضادة للطائرات متجهة إلى «حزب الله» في لبنان. على اعتبار أنه منذ فترة طويلة و «حزب الله» يخزن الأسلحة في سوريا، كما أن حكومة الأسد وفرت منذ فترة طويلة بعضاً من هذه الأسلحة إلى «حزب الله». وبالإضافة إلى ذلك، دأبت إيران على إمداد «حزب الله» بالأسلحة من خلال سوريا. وبينما تتجه الأحداث في سوريا إلى الأسوأ بالنسبة لنظام بشار الأسد، فسوف يحاول «حزب الله» نقل أكبر قدر من أسلحته إلى أرض أكثر أماناً قدر الإمكان. كما أن بعض مخزون الأسلحة يوجد في لبنان حيث حفرت الجماعة كهوفاً في الجبال. وكلا طرفي هذا الصراع، الجهاديون السنة الأكثر راديكالية المندمجون في صفوف الثوار والمتطرفون الشيعة المتحالفون مع «حزب الله» وإيران، يتولون تكوين ميليشيات ستكون موالية لهم بعد سقوط نظام الأسد. وما نراه هو تخزين الأسلحة لتلك المرحلة الثانية من الصراع. لكن «حزب الله» الآن توصل إلى نتيجة مفادها أن أيام الأسد باتت معدودة وهو يرغب في ترتيب الأمور بحيث يكون في وضع يتيح له مواصلة التأثير في سوريا حتى بعد سقوط الأسد وبقاء أغلبية سنية ، حيث كان «حزب الله» يقدم مساعدات لسوريا في هذه الحرب الطائفية التي يقودها النظام الأسدي ، لا سيما في التدريب. كما أن هناك تقارير عن محاولة قناصة الحفاظ على أجزاء رئيسية من الأراضي، لا سيما على طول الحدود مع لبنان. لقد صنّفت الحكومة الأمريكية «حزب الله» على أنه منظمة إرهابية في عام 1997؛ ووضع على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" وعلى قائمة وزارة الخزانة للكيانات الإرهابية العالمية. وقبل بضعة أشهر أعادت وزارة الخزانة إدراجه ضمن قائمتها السوداء بسبب دعمه لنظام الأسد وزعزعته للأمن والاستقرار في سوريا. ومن بين المعلومات القليلة التي لم يلتفت إليها أحد أن الشخص المسؤول عن الإشراف على أنشطة «حزب الله» في سوريا هو حسن نصر الله نفسه، الذي يتزعم الجماعة منذ فترة طويلة. ولا يزال «حزب الله» أحد الأحزاب السياسية المهيمنة في لبنان، فضلاً عن كونه حركة اجتماعية ودينية، حيث يتولى بصفة أساسية تلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع الشيعي في لبنان. كما أن الجماعة هي أكبر ميليشيات لبنان. فبعد اتفاقات الطائف في عام 1989، التي أنهت الحرب الأهلية، أُعيد تقديم الجماعة على أنها تمثل نوعاً من المقاومة الإسلامية. ويغلب أن يسيء الناس فهم العلاقة بين «حزب الله» وإيران، والتي تغيرت بمرور الوقت لكنها أصبحت قريبة جداً الآن. لقد وصفت الاستخبارات الأمريكية هذه العلاقة علانية بأنها "شراكة استراتيجية". لكن الناس لا يُقدِّرون بشكل كامل التزام «حزب الله» الأيديولوجي بمفهوم "ولاية الفقيه"، التي تجعل من عالم الدين الإسلامي الشيعي قائداً أعلى للحكومة. وبالنسبة لـ «حزب الله» فإن ذلك يعني أن القيادة الإيرانية تعد بمثابة قيادة لهم أيضاً -، ليس لكل جنود المشاة، وإنما لكبار قادة «حزب الله» قطعاً ، وفي النهاية فإن التزام الجماعة تجاه إيران يفوق التزامها نحو هويتها كحركة سياسية لبنانية. وجزء من ذلك يتعلق باغتيال قائد الجناح العسكري لـ «حزب الله»عماد مغنية في عام 2008. حيث كان مغنية يقود «حزب الله» وهناك اعتقاد بأنه كانت تربطه علاقات وثيقة بـ "قوة القدس" الإيرانية. ونظراً لذلك، فإن إيران كانت تثق فيه ثقة كبيرة. فلو أخبرته إيران بأن يفعل شيئاً ما، كان يرجئه قليلاً. لكن خلفاءه، لا سيما مصطفى بدر الدين، لا يقاربون مكانة مغنية على الإطلاق، لذا فإن إيران لا تثق فيه نفس ثقتها بمغنية. ومن ثم فإن الشراكة الاستراتيجية أصبحت أكثر قرباً. وإذا نظرت إلى هجمات «حزب الله» ضد السياح الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، فلا يمكن وصف تلك الهجمات على أنها تصب في مصلحة لبنان على الإطلاق. ولنعاود النظر إلى دعم «حزب الله» للمقاتلين الشيعة في العراق أثناء حرب العراق؛ ولننظر اليوم إلى «حزب الله» وهو يساعد على نقل الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين الحوثيين في اليمن؛ ولننظر مؤخراً إلى الطائرة بدون طيار التي أرسلها «حزب الله» مؤخراً بالقرب من المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة. إن كل هذه الأحداث لا تصب في مصلحة لبنان. وما يدل على تورط حزب الله بأعمال إرهابية فقد توصل البلغاريون مؤخراً إلى نتيجة بأن عملاء «حزب الله» هم الذين قاموا بتفجير حافلة السياح في بورغاس في تموز/يوليو 2012. وقبل أسبوع من تفجير بورغاس، تم اعتقال عميل لـ «حزب الله» يحمل الجنسيتين اللبنانية والسويدية في قبرص بسبب تنفيذه أعمال مراقبة لرحلات وسياح إسرائيليين. وقبلها بستة أشهر؛ كانت هناك مؤامرة أخرى لـ «حزب الله» تستهدف حافلة سياح إسرائيليين في طريقها إلى بلغاريا لحفلة تزلج وقد تم إحباط الهجوم. لذا فإن تحقيق بلغاريا ما هو إلا بداية السيل. وهناك الكثير من الأنشطة التي لا يمكن وصف أي منها على أنه يصب في مصلحة لبنان أو مصلحة الطموح السياسي لـ «حزب الله» في لبنان. كما وصل إرهاب حزب الله إلى لبنان نفسها فبيروت أصبحت بسببه مدينة منقسمة. فهناك مؤشرات على تواجد «حزب الله» في كل مكان، لا سيما في المناطق التي تهيمن عليها الجماعة، مثل جنوب المطار. وهناك الكثير من التوتر لأن «حزب الله» تعرض مؤخراً لاتهامات بأنه يفعل أشياء لا تصب في مصلحة لبنان. وفي الفترة القريبة الماضة، ألقي القبض على أحد أعضاء «حزب الله» لضلوعه في محاولة اغتيال عضو البرلمان بطرس حرب في تموز/يوليو 2012، كما تورطت الجماعة في مقتل وسام الحسن بعد ذلك بعدة أشهر. كما يواجه عملاء «حزب الله»، ومن بينهم مصطفى بدر الدين، اتهامات أمام "محكمة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان في لاهاي" تتعلق باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي كان الزعيم الفعلي للمجتمع السني. لذلك يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً مهماً حيال حزب الله لا سيما وأن لديها شركاء على استعداد للتعاون معها. وهذا يعني الضغط على الأوروبيين للتعامل مع «حزب الله» بمزيد من الجدية. إن تسمية الاتحاد الأوروبي لـ «حزب الله» كجماعة إرهابية ستكون بمثابة رسالة تحذير توضح للجماعة أن عليها الاختيار بين أن تكون سياسية أو عسكرية. كما أن ذلك سيمكّن البلدان الأوروبية من القيام بالمزيد من الإجراءات لمنع سفر عملاء «حزب الله» إلى أوروبا، التي يتعامل معها «حزب الله» على أنها دولاً قريبة منه، ومنع «حزب الله» من جمع كميات كبيرة من الأموال في أوقات وجيزة هناك. وقد أوضح مستشار مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض جون برينان نقطة مهمة أثناء حديثه في أيرلندا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث قال إن من بين أسباب رغبة واشنطن في تسمية الأوروبيين لـ «حزب الله» كجماعة إرهابية أن بعض الدول الأوروبية لا تستطيع ولن تفتح تحقيقات حول مكافحة أعمال الإرهاب التي تمارسها الجماعة حتى تتم تلك التسمية. لكن هذه ليست مساعي أمريكية وأوروبية فقط: فاليمنيون الآن لديهم قلق بالغ بشأن شحنات الأسلحة الأخيرة من إيران التي صادروها والتي كانت متجهة إلى المتمردين الحوثيين. وقد قال اليمنيون إن هناك أدلة على تورط «حزب الله». كما أننا نرى أنشطة «حزب الله» في مناطق أخرى أيضاً. فبعض الجماعات الملسحة الشيعية التي دربها «حزب الله» لقتال قوات التحالف في العراق ظهرت الآن في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب «حزب الله» وتدعم نظام الأسد. ولذا فإن هناك الكثير مما يمكن فعله لـ أ) مكافحة عمليات «حزب الله» الإرهابية الفعلية، و ب) إحباط قدرة الجماعةعلى الأسلحة وجمع الأموال في جميع أنحاء العالم. وما يدل على طائفية كلا نظامي طهران والأسد رغم الادعاء بأن هناك تبايناً بينهما في القيم والمبادئ التي يقوم عليها كل من نظامي الحكم الايراني والسوري. وفيما يسير نظام الحكم الأسدي ظاهرياً على المبادئ البعثية القائلة بالوحدة العربية, وبالاشتراكية وبالعلمانية, ويعتبر الحركات الاصولية تهديدا عليه, فان النظام الايراني يسير على مبادئ الثورة الخمينية التي تدعي الأسلمة ظاهرياً , ويعمل على تصديرها الى كافة الدول الاسلامية, بما فيها الدول العربية, من خلال دعم الحركات والجماعات الاسلامية الاصولية المناهضة لانظمة الحكم فيها. ومع ذلك, فان تشابك المصالح الايرانية والسورية طغى وما زال يطغي على التباين الايديولوجي بين الدولتين, وحمل كل منهما الى اقامة علاقات تعاون بينهما, يتغير نطاقها وطابعها من حين لاخر, طبقا لمدى تشابك وتوافق تلك المصالح ، إضافة للتعاون بينهما على العدو المشترك وهو الأكثرية الإسلامية في سوريا ، والأقلية السنية في إيران. وقد اخذت الدولتان توثق الروابط بينهما بعيد وقوع الثورة الخمينية قبل اكثر من ثلاثة عقود . فخلال السنوات التي تلت الثورة, عانت ايران من عزلة خانقة على الساحة الدولية والاقليمية, فيما عانت سوريا من عزلة على الساحة العربية, وكان نظامها مهددا داخليا من جانب حركة الاخوان المسلمين. كما كان نظام البعث السوري, الذي يهيمن عليه أبناء الاقلية العلوية النصيرية, بأمس الحاجة الى نظام الثورة الايراني, كي يضفي عليه الشرعية الدينية, علما بان المسلمين, لديهم تحفظاتهم ازاء مكانة الطائفة العلوية في الاسلام فهم لم ولا ولن يعترفوا بها كطائفة إسلامية على الاطلاق. وعليه, فان اقدام نظام الثورة الإيراني على الاعلان عن الطائفة العلوية, طائفة اسلامية شيعية, انطوى على اهمية بالغة بالنسبة لنظام الاسد, لا سيما وان الدستور السوري ينص على وجوب انتماء رئيس الجمهورية الى الديانة الاسلامية-وعرفا السنية بالتحديد- كون الأغلبية الطاغية من الشعب السوري سنة. اضافة الى ذلك, ادعت ايران وسوريا في ذلك الحين ذات المواقف المعادية من اسرائيل ومن الولايات المتحدة –ظاهريا- والتعاون معها فعلياً، ومن النظام العراقي بقيادة صدام حسين. على هذه الخلفية دعمت سوريا ايران طوال سنوات حربها مع العراق, وكانت الدولة العربية الوحيدة التي وقفت الى جانب ايران, ما عدا ليبيا-في عهد القذافي- التي دعمتها هي الاخرى خلال معظم سنوات الحرب. وفي نطاق تعاونها مع ايران, أغلقت سوريا عام 1982 انبوب النفط العراقي الذي يمر عبر اراضيها, فتلقت مقابل ذلك كميات من النفط الايراني باسعار منخفضة او مجانا, كما ان سوريا مدت ايران بالاسلحة, وخاصة بصواريخ ارض ارض, وتلقت منها تسهيلات اقتصادية. ومنذ اوائل التسعينات فترت العلاقات بين البلدين بسبب انضمام سوريا الى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة, في حربها ضد النظام العراقي انذاك, وكذلك بسبب انضمام سوريا الى مسيرة السلام مع اسرائيل, التي ادعت ايران عدم رغبتها في ذلك ثم في ضوء تعثر المفاوضات السلمية بين اسرائيل وسوريا خلال اواسط التسعينات, توثقت العلاقات بين البلدين مرة اخرى, الى حد اقدامهما على التوقيع على اتفاق دفاع مشترك في ربيع عام 1997. وقد تضمن هذا الاتفاق تعهدات ايرانية بتقديم معونات مالية ونفطية لسوريا, في مقابل السماح لايران بتعزيز قدرات حزب الله القتالية في لبنان, وبزيادة الدعم الايرني للمنظمات الفلسطينية المعارضة لعملية السلام, وبصورة خاصة للجهاد الاسلامي ولحركة حماس لإحداث الشقاق بين القوى الفلسطينية لتظل قضية فلسطين مسمار جحا وشماعة تعلق بها بهدف استمرارها مع نظام الأسد في الإرهاب والقمع الداخلي والخارجي ، والتحالف مع المافيات العالمية وغسيل الأموال وتجارة المخدرات وغيرها من الأعمال اللاأخلاقية والتي لا تقوم بها الدول المحترمة . الا انه عقب حرب الخليج الثانية عام 2003, تعرض التحالف السوري الايراني لضعف, نظرا لاختلاف مواقفهما من هذه الحرب. وفيما ادعت ايران الوقوف على الحياد فان سوريا عارضت في هذه الحرب بشدة, لانها اعتبرت استيلاء القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة على العراق, خطرا مباشرا عليها. ولم تفلح سوريا في التاثير على الموقف الايراني في هذا المضمار, كما ان الزيارات العديدة التي قام بها المسؤولون السوريون خلال الفترة التي تلت الحرب, بهدف كسب دعم طهران العلني لدمشق في مواجهة الضغوط الامريكية عليها, لم تسفر عن النتيجة المرجوة. وهذه المرة ايضا لم يدم الفتور في العلاقات بين البلدين طويلا, اذ انه بعد مرور عامين اصبحت مصالح ايران وسوريا متطابقة, على خلفية الضغوط الدولية التي تعرضت لها كل من الدولتين نتيجة لنزعاتهما الإرهابية بسبب حكومتيها الطائفيتين الإرهابيتين. ففيما تعرضت ايران لضغوط دولية مشددة على خلفية مشروعها النووي, فان سوريا تعرضت لضغوط دولية بسبب دورها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني المرحوم رفيق الحريري, وفي الاغتيالات السياسية التي تلته. وعاد التوتر يخيم على العلاقات بين البلدين في اواخر العقد الماضي, في اعقاب التقارب السوري التركي, وفي ضوء احتمال استئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل, وما ترتب على ذلك من تحسن العلاقات السورية الامريكية . الا ان تلك العلاقات عادت الى سابق عهدها في أعقاب اندلاع الثورة السورية, على خلفية الضغوط الخارجية التي يتعرض لها البلدان. فايران من جانبها تتعرض لعقوبات اقتصادية دولية شديدة هدفها ارغامها على وقف مشروعها النووي, فيما يتعرض النظام السوري لضغوط ولعقوبات عربية ودولية, بغية ارغامه على وقف حملاته على المدنيين المعارضين له. في ضوء تلك التطورات, وتحسبا لفقدان حليفته الاستراتيجية في المنطقة, يجاهر كبار المسؤولين الايرانيين بدعمهم لنظام الاسد, ويقدمون له مساعدات مالية ولوجيستية وعسكرية, تمكنه من مواصلة عملياته العسكرية لقمع الثورة الشعبية. حيث وتتحدث وسائل الاعلام الغربية والعربية, عن وصول قوات من الحرس الثوري ومن حزب الله للمشاركة في عمليات القوات النظامية السورية ضد الثوار السوريين, فضلا عن اقدام ايران على تزويد الأسد بنفط وبمعدات عسكرية, وتمويل عملية انشاء قاعدة عسكرية سورية داخل مطار اللاذقية. إن الثورة السورية هي دفاعا عن دول المنطقة العربية برمتها ولا تخص الشعب السوري وحده ، لأن القضاء على النظام الإرهابي الأسدي هوقضاء على نظام الإرهابي الخميني للملالي المجوس ، فمنذ قيام الثورة الإيرانية الخمينية 1979م، كان على رأس أولويَّاتها مبدأ "تصدير الثورة الخمينية" إلى جميع الدول المجاورة لها أوَّلاً؛ لأن الخطر الذي يواجِههم من الحُكَّام ذَوِي الأصول السُّنية - على حدِّ تعبيرهم - أكبر بكثيرٍ من الخطر الذي يواجههم من الشرق والغرب؛ يقول الأستاذ صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي: "ومع انتصار ثورة الشعوب الإيرانيَّة ضد نظام الحُكم البهلوي، وقيام ما يسمَّى بالنظام الجمهوري الإسلامي، تبنَّى قادة هذا النظام مشروع تصدير الثورة لإسقاط الأنظمة السُّنية؛ ولهذا فقد تَمَّ إنشاء العديد من الأحزاب والحركات السياسية الشيعيَّة في عددٍ من البلدان الإسلاميَّة؛ بُغية خلخلة وضْعها الأمني، وتهيئة الظروف لإسقاط أنْظِمتها، وتَحقيق حُلم الشعوبيَّة المجوسية الهادف إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية تحت عباءة التشيُّع". وتَمَّ بالفعل وضْع المُخَططات لتحقيق هذا الغرض؛ من أجل زيادة النفوذ الإيراني خارج نطاق الدولة الإيرانيَّة. وقد حدَّدوا ثلاثة أُسس؛ لتثبيت أركان الدولة: الأول: القوة التي تَملكها السلطة الحاكمة. الثاني: العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين. الثالث: الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال. وتحقيق ذلك يتم في اتجاهين متضادين: اتجاه إضعاف هذه الأُسس في هذه الدول، مقابل اتجاه تقويتها في صالحهم. ونجد وسائل تنفيذ ذلك تتنوَّع بين طرق اجتماعيَّة وثقافيَّة، ودينيَّة وسياسيَّة، واقتصادية وإعلاميَّة، وعسكريَّة واستخباراتيَّة وجاسوسيَّة، وعمليَّات سريَّة، وما أشْبَه ذلك، ووسائل إيران لتنفيذ مُخططاتهم متنوعة، حتى قال عنها الخبير بمذهبهم والعارف بحالهم عبد العزيز شاه ولي الله الدهلوي بأنها: "كثيرة جدًّا، لا تدري حتى الأوساط اليهودية بجزء يسير منها". وفي النهاية هو مشروع صفوي إيراني مجوسي، يمتدُّ من إيران فالخليج، فالعراق، فسوريا ولبنان وفلسطين، ولا تبعد الدول المحيطة بهذا الهلال عن المُخطط، طالَما كانت تنتسب إلى الإسلام السُّني من جهة، ومن جهة أخرى، فهي تمثِّل عُمقًا إستراتيجيًّا يَحفظ لهم هذا الهلال. فلا جَرَمَ أن تُصبح لبنان - وهي تقع في الطرف الغربي لهذا الهلال، وفي وقتٍ مُبكر جدًّا حتى قبل قيام الثورة - مرتعًا للوجود الإيراني، بَدءًا من تأسيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان 1969م، ومرورًا بحركة أمل الشيعيَّة 1973م، إلى حزب الله، والذي يشكِّل الذراع الإيراني في لبنان إلى الآن، بل يشكِّل أكثر من ذلك؛ يقول فخر روحاني سفير إيران السابق في لبنان في مقابلة مع صحيفة "إطلاعات" الإيرانيَّة: "لبنان يُشبه الآن إيران عام 1977م، ولو نُراقب ونعمل بدقة وصبْرٍ، فإنه - إن شاء الله - سيجيء إلى أحضاننا، وعندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلاميَّة، فسوف يتَّبعه الباقون"؛. وفي تصريح آخر لصحيفة النهار اللبنانية، قال: لبنان يشكِّل خير أملٍ لتصدير الثورة الإسلامية؛. وأمَّا حزب الله، فيقول إبراهيم أمين أحد قادة الحزب: نحن لا نقول: إننا جزءٌ من إيران، نحن إيران في لبنان؛.كما يؤكد حسن نصر الله أنه يسعى مع حزبه لإقامة دولة تتبع ولاية الفقيه في إيران ومما جاء في البيان التأسيسي لحزب الله، المؤرَّخ بشهر فبراير من عام 1985م أنه: يَلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة، تتجسَّد في ولاية الفقيه، وفي آية الله الخميني، كما أنَّ حسن نصر الله الأمين الحالي لحزب الله يُعَدُّ الوكيل الشرعي لآية الله الخميني في لبنان، كما هو مُبَيَّن في موقع حسن نصر الله على الشبكة العنكبوتيَّة. بل إنَّ جميع تحرُّكات حزب الله محكومة بالمصالح الإيرانية فقط، وفي ذلك يقول حسين شريعة مداري - أحد كبار مساعدي خامنئي: إنَّ حزب الله لا يُقاتل من أجل السُّجناء، أو مزارع شِبْعا، أو حتى القضايا العربية أيًّا كانت، وإنما من أجْل إيران؛ أي المصالح الإيرانية أياً كان نوعها. ومن أجل ذلك فقد عَمَدت إيران - أثناء الوجود السوري في لبنان - إلى جعْل حزب الله اللاعب الرئيسي في منطقة الجنوب، وهو ما صرَّح به الشيخ إبراهيم المصري، نائب أمير الجماعة الإسلامية في لبنان. وأمَّا الهدف من ذلك، فقد كشَفه صبحي الطفيلي، الأمين السابق لحزب الله؛ حيث قال: ما يؤلِمني أنَّ المقاومة تَقِف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيليَّة، ومَن يحاول القيام بأيِّ عمل ضد الإسرائيليين، يُلقون القبض عليه، ويُسام أنواع التعذيب في السجون؛ودعى الشيعة اللبنانيين وغيرهم إلى الوقوف مع الشعب السوري المظلوم ضد الإرهابي بشار الأسد وزبانيته وحلفاءه وعدم الانجرار مع حزب الله أو حركة أمل الماليين لإيران ، والذين أفسدا العلاقة بين أبناء الوطن الواحد ، وأعطيا سمعة سيئة للشيعة في العالم العربي بسبب إشتراكهم مع الظالم ضد المظلوم في سوريا حيث وقفوا نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري والجيش السوري الحر . واعتبر المرجع الشيعي السيّد علي الأمين أن مراجع دين للطائفة الشيعية أصبحت فاقدة لاستقلالية الرأي بسبب الهيمنة عليها من الأحزاب الدينية المرتبطة بسياسة النظام الإيراني ومؤسساته الدينية الرسمية داعيا المسؤولين في الدّولة اللبنانية الى الإعلان عن رفضهم الصّريح لتدخّل إيران في الشؤون اللبنانية ورأى السيّد الأمين في حواره أن النّظام الإيراني الذي أعلن عن تأييده للربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن لم يقف مع الشعب السوري في مطالبه المشروعة ما يعكس التخبط وعدم المصداقية في مواقفه ومعاييره المزدوج ، كما اتهم الأمين حزب الله وحركة أمل بالإساءة إلى الطائفة الشيعية اللبنانية في علاقاتها مع شركائها في الوطن ومحيطها العربي لاعتماد قادتهما سياسة الاستقواء بالسلاح والاصطفاف الطائفي والارتباط بالسياسة الإيرانية في المنطقة ، وقال إن إيران ليس لها ولاية سياسية ولا دينيّة على الشيعة العرب وإن ولاية الفقيه هي مسألة سياسية تخصّ الشعب الإيراني وحده وليست ولاية عابرة للحدود والشعوب والأوطان وحول تفسيره لصمت بقية المراجع سواء في إيران أو العراق أو لبنان لما يحدث من جرائم يرتكبهما نظام بشار الأسد في حق الشعب السوري يرى الأمين أن معظم المعاهد والحوزات الدينية المنتشرة في إيران والعراق ولبنان وغيرها من البلدان التي توجد فيها مؤسسات دينية ومراجع دين للطائفة الشيعية أصبحت فاقدة لاستقلالية الرأي بسبب الهيمنة عليها من الأحزاب الدينية المرتبطة بسياسة النظام الإيراني ومؤسساته الدينية الرسمية ولذلك فإن معظم المنتسبين للسلك الديني فيها بين مؤيد لسياسة إيران في دعم النّظام السوري وبين صامتٍ عمّا يجري في سوريا من قمع للشعب وسفك للدّماء وهم بذلك جميعهم يخالفون الأسس التي ادعتها الثورة الخمينية في إيران في المطالبة بالحرية والعدالة والإصلاح ويخالفون الوظيفة الدينية في الأصل التي تفرض عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف إلى جانب الشعب المظلوم في مطالبه المشروعة. ويرفض الأمين وقوف حزب الله اللبناني إلى جانب نظام الأسد حيث أدخل الحزب نفسه خصما للشعب السوري بوقوفه مع نظام الأسد ومساندته المطلقة للسياسات الإيرانية، مما جعله يهدد السلم الأهلي في لبنان الذي يعاني أصلا من انقسمات مذهبية وطائفية وحتى عرقية فيرى الأمين أن هذه السياسة التي يعتمدها حزب الله ستكون لها انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني وعلى علاقات اللبنانيين بعضهم بالبعض الآخر ولذلك نحن نطالبه بتغيير هذه السياسة التي تضر به وباللبنانيين عموماً في الداخل والخارج خصوصاً وأنه شريك أساسي و الفريق الأكثر تأثيراً في الحكومة اللبنانية التي ترفع شعار النأي بالنفس عن الأحداث السورية. وحول اعتراف إيران صراحة بوجود عناصر من حرسها الثوري في سوريا ولبنان، فيرى الأمين - إنّ المطلوب من المسؤولين في الدّولة اللبنانية أن يعلنوا عن رفضهم الصّريح لتدخّل إيران وغيرها في الشؤون اللبنانية وأن يطلبوا من إيران سحب هذه العناصر لأن ذلك يتنافى مع سيادة لبنان واستقلاله ولا يمكن القبول بدفاع بعضهم عن هذا التدخل الخارجي المخالف لأصول علاقات الدّول مع بعضها تحت شعار المساعدة لبعض الأحزاب في مواجهة إسرائيل لأنّ هذه العلاقات يجب أن تكون من خلال الدّولة اللبنانية وحدها. وحول أن إيران وعبر أعلى هرم السلطة فيها أعلنت دعمها لثورات الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن بل ذهبت وصنّفتها بالإسلامية، ثم سرعان ما تغير الموقف رأسا على عقب عندما انتقلت الشرارة الى الحليف السوري.. قد نفهم رجل السياسة ولغة المصالح لا يوجد في الشريعة لغة مصالح يبرر بها عالم الدين قتل النفس البشرية والوقوف مع الظالم ضد المظلوم ، وعليه يرى الأمين أن الميزان في إسلامية الثورة والنظام لا يكون في الشعار بعيداً عن الممارسة التي تعكس مبادئ الشريعة الإسلامية في الحفاظ على الدّماء والحقوق المشروعة فلا يكفي أن يرفع أي نظام شعار الإسلام وهو لا يقف مع المظلومين ولا يستنكر سفك الدماء ولذلك كان من المستغرب أن يعلن النظام في إيران عن تأييده للربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ولكنّه لم يقف مع الشعب السوري في مطالبه المشروعة مع أنّ شعارات الشّعب السوري المرفوعة لم تختلف عن شعارات الربيع العربي في تلك الدّول وهذا يعكس مدى التخبط الذي وقع فيه النّظام الإيراني وعدم المصداقية في مواقفه المختلفة ومعاييره المزدوجة ويرى الأمين أن الذين أساؤوا بسياستهم إلى الطائفة الشيعية اللبنانية في علاقاتها مع شركائها في الوطن ومحيطها العربي هم (حزب الله وحركة أمل) لأنّ القيادة فيهما اعتمدت سياسة الإستقواء بالسلاح على أهلها وشركائها في الوطن كما حصل في أحداث السّابع من أيار وغيرها من سياسات الإصطفاف الطائفي والإرتباط بالسياسة الإيرانية في المنطقة وقد تحمّل أبناء الطائفة الشيعية في لبنان سيئات هذه الممارسات والسياسات وانعكست عليهم في مصالحهم وتعايشهم مع أبناء وطنهم ومحيطهم وأصبح ينظر إلى الطائفة كلها على أنها تابعة للسياسة الإيرانية. كما يرى الأمين أن إيران ليس لها ولاية سياسية ولا دينيّة على الشيعة العرب.. ولاية الفقيه هي مسألة سياسية تخصّ الشعب الإيراني وحده وليست ولاية عابرة للحدود والشعوب والأوطان وعلاقة الشيعة العرب بإيران يجب أن تكون من خلال دولهم وليس من خلال أحزاب وجمعيات فروابط المذاهب والأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان ويرى الأمين أن لقاء السفراء بالمسؤولين ومختلف وجوه أهل الفكر والرأي في مجتمعهم ووطنهم أمرٌ يحصل في كلّ بلاد العالم وليس في ذلك اتهام لطرف وانتقاص لآخر! ومن المنطق الغريب عن طبيعة العقلاء أن يكون اللقاء مع السفير فيلتمان مباحاً مع الخامنئي في إيران ومع الأستاذ نبيه بري في لبنان وأن يكون محرّماً وموضع اتّهام إذا حصل مع آخرين!. وبعض وسائل الإعلام في لبنان نتيجة لانعدام الضوابط ولارتباط بعضها بأحزابٍ وسياسات خارجية تحاول تشويه الصورة لبعض الأشخاص الذين يختلفون معها في الرأي فتبيح لنفسها التجريح والتشويه واختلاق الأخبار ضدّ خصومها وتكيل الأمور بمكيالين. - ويرى الأمين أن محاولات رمي الآخرين بالخيانة لمجرّد الإختلاف بالرأي تكشف عن مدى الخوف من انتشار الرأي الآخر وتكشف أيضاً عن ضعف أصحابها أمام منطق الإحتجاج حيث يلجأون إلى مثل هذه الأساليب المرفوضة التي تغيب عنها لغة العقل والمنطق وليس لنا من موقف إزاء هذه المحاولات المستنكرة إلا المطالبة بالإقلاع عنها لأنها تزيد في تعميق الشرخ والإنقسام داخل المجتمع والوطن الذي يزعمون المحافظة عليه ، فلا فرق لابن الوطن بين من يتلقى أوامره من واشنطن وبين من يتلقاها من طهران ولا فرق للبناني بين شيعة أمريكا وشيعة إيران فاللقاءات بين أشخاص على تقدير حصولها لا تعني تلقي طرف للأوامر من الطرف الآخر. وفي كلّ الأحوال فإنّ العلاقات واللقاءات مع أي فريق أميركي أو إيراني أو غيرهما يجب أن تكون في الإطار الذي لا يضرّ بالمصلحة الوطنيّة والسيادة والإستقلال ولا يجوز أن تكون علاقة تقوم على تنفيذ السياسة الإيرانية وغيرها من سياسات الدّول في لبنان فكما أننا نرفض تنفيذ السياسة الأميركية في لبنان نرفض التنفيذ والترويج لسياسة غيرها من الدول ويجب أن تكون السياسة اللبنانية مستقلّة يرسمها اللبنانيون من خلال الدّولة اللبنانية ومؤسساتها. فنحن لسنا بين خيارين إمّا أن نكون مع المحور الأميركي أو مع المحور الإيراني بل يجب علينا أن نرفض كل المحاور الخارجيّة وأن نكون مع خيار الوطن الواحد والدّولة الواحدة التي تشكّل مرجعيّة واحدة لكلّ اللبنانيين. كان سبب خروج السيد علي الأمين من لبنان يعود إلى هجوم عناصر مسلحة تابعة لحركة أمل المتحالفة مع حزب الله على مكاتبه ومكان إقامته في دار الإفتاء الجعفري في مدينة صور جنوب لبنان – وقد حصل ذلك مع أحداث السابع من مايو/ أيار 2008 أيام اجتياح بيروت من قبل حزب الله وحلفائه من الأحزاب الأخرى. وقد جرى ذلك بسبب مخالفته لهم الرأي في قضايا وطنيّة عديدة خصوصاً في حرب يوليو/ تموز 2006 وما بعدها – وبسبب نهيِه لهم عن اجتياح بيروت والجبل وعن الإرتباط بالسياسة الإيرانية وإعاقتهم وتعطيلهم لمؤسسات الدولة اللبنانية وهيمنتهم عليها. ويرى الأمين أن العلاقات واللقاءات مع أي فريق أميركي أو إيراني أو غيرهما يجب أن تكون في الإطار الذي لا يضرّ بالمصلحة الوطنيّة والسيادة والإستقلال ولا يجوز أن تكون علاقة تقوم على تنفيذ السياسة الإيرانية وغيرها من سياسات الدّول في لبنان فكما أننا نرفض تنفيذ السياسة الأميركية في لبنان نرفض التنفيذ والترويج لسياسة غيرها من الدول ويجب أن تكون السياسة اللبنانية مستقلّة يرسمها اللبنانيون من خلال الذين يسيطرون على مكاتب السيد علي الأمين حتى اليوم هم عناصر من حركة أمل التي يقودها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري. وقد تقدّم الأمين بشكوى للسلطات القضائية بعد حصول الحادثة ولم يتمكن من أن يسترجع المكتبة والمستندات والأغراض الشخصية حتى الساعة ولم يرجع إلى الجنوب حتى اليوم. - ومنذ الثمانينات وقف الأمين مع مشروع قيام الدولة اللبنانية وصعود الجيش اللبناني إلى الجنوب لبسط سلطة الدولة ورفض النفوذ الإيراني في الجنوب تحت شعار دعم المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي وكان ومايزال يطالب بالحفاظ على العيش المشترك بين كل الطوائف اللبنانية وبعدم وجود سلاح خارج سيطرة الدولة اللبنانية وطالب بقيام أفضل العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب ورفض أن يكون للشيعة اللبنانيين والعرب مشاريع خاصة بهم بل عليهم الإندماج في مشاريع البناء لأوطانهم مع شعوبهم العربية ودولهم وأنّ إيران ليس لها ولاية سياسية ولا دينيّة على الشيعة العرب وأن ولاية الفقيه هي مسألة سياسية تخصّ الشعب الإيراني وحده وليست ولاية عابرة للحدود والشعوب والأوطان وأنّ علاقة الشيعة العرب بإيران يجب أن تكون من خلال دولهم وليس من خلال أحزاب وجمعيات وأن روابط المذاهب والأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان. كانت مهمة الأمين كما يرى هي التوجيه والإرشاد والتنبيه على الأخطاء التي تضرّ بالطائفة الشيعية والوطن القائم على العيش المشترك بين كل طوائفه ومكوّناته والرّأي الواحد يضرّ بالطائفة وغيرها خصوصاً عندما تكون له ارتباطات خارجية كما هو حاصل في الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) وارتباطهما بالسياسة الإيرانية وهذا الأمر مرفوض داخل الطائفة الشيعية وعند الطوائف الأخرى ولذلك كان ينبه على مخاطر هذه الأحادية والإرتباط وما زال يدعو إلى قيام الدولة اللبنانية في الحفاظ على التعددية ورفض الوكالات الحصرية عن الطوائف، ولا شكّ أنّ هذه الرؤية الوطنية الموجودة في الأصل عند الطائفة الشيعية وغيرها قد ازداد عدد أنصارها والمؤمنين بها على رغم ما يقوم به الثنائي (أمل وحزب الله) من حالات الهيمنة والتسلّط يساعده في ذلك حصر كلّ إمكانات الدّولة وخدماتها بهما. فهو ينشط طائفياً، كونه يحارب في داخل سوريا وتحديداً في المناطق الشمالية من لبنان، حيث شاءت خرائط «سايكس بيكو»، وحسابات «لبنان المناسب» في تعداد طوائفه، والجغرافيا في أن تترك قرى بغالبية سنية ضمن سوريا لتعزل لبنان عن جبال العلويين حيث تكمن الخطة «ب» وهي الدولة العلوية التي ينكفئ إليها بشار الأسد وسط أهله وطائفته، وبالتالي يحتاج «حزب الله» إلى ضمان خط إمداد، فيقاتل الآن حول منطقة القصير في ما يشبه عمليات الصرب في البوسنة، إذ من لزوميات تلك الحرب عمليات تطهير عرقي تمتد من شمال لبنان عبر منطقة القصير إلى غرب حمص، لضمان خط التأمين الذي يحتاجه، فلو سقطت سوريا من دون تقسيم وكما هي بيد قوى وطنية، فذلك حبل مشنقة يشد على رقبة الحزب، ويحوله إلى ذكرى في لبنان ، وستكون ثمة عمليات انتقامية كبيرة ضده بسبب جرائمه بحق الشعب اللبناني والسوري وتحالفه مع أعداء الأمة والوطن ضد مصالح الوطن الكبرى . النظام المتهاوي الذي سيلجأ إلى «دولة العلويين» يحتاج هو الآخر إلى حملة تطهير عرقي في الساحل السوري السني في غالبيته، كي يستطيع أن يضمن دويلة قادرة على البقاء. وصف الأمين دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية بالقرار التاريخي، وإن ما تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال الحوار والتقريب بين المسلمين يعتبر أمثولة حسنة في الحرص على وحدتهم والسعي إلى جمع كلمتهم وعلماء الأمة هم السباقون لتأييد هذه المبادرة ودعوة المسلمين إلى الإلتفاف حولها لتعطي الثمار المرجوة منها مناصرة معظم القوى الشيعية المختلفة للثورة السورية واصطفافها خلف نظام بشار الأسد أعاد من جديد استحضار تصريحات بعض القادة سنة 2003 عقب احتلال الأمريكان للعراق وسيطرة الشيعة عليه، وتكرار تمرد الحوثيين في اليمن وتصاعد مشاكل شيعة البحرين، من وجود لوبي شيعي يريد أن يشكل هلالا شيعياً في المنطقة، وتعرض بعض القادة يومها لهذه الظاهرة وصرحوا: أن ولاء الشيعة لإيران وليس لأوطانهم، وقد لاقت هذه الفكرة نقداً من جانب، ومناصرة من جانب آخر، وقام كثير من الشيعة برفض الفكرة وشاركهم بعض أصحاب التوجهات الإسلامية والقومية واليسارية في هذا الرفض للفكرة. كان ظهور حزب الله كان إيذانًا بخروج الشأن اللبناني من الهيمنة السورية المطلقة إلى الهيمنة السورية النسبيَّة بسبب النفوذ الإيراني، وطوال فترة الثمانينيات كانت صورة التحالُف الإيراني - السوري تبدو كالتالي: تحالُف بحكم الأمر الواقع، في حين شرَع كلُّ طرفٍ في تنويع علاقاته الإقليميَّة. كان القاسم الأكبر بين دمشق وطهران متمثلاً في الاتفاق على إبقاء ما يسمى عبثاَ بالمقاومة اللبنانيَّة وسلاحها كورقة ردْعٍ ضد إسرائيل، ولكنَّ أدْوَار كلٍّ من طرَفي التحالف في لبنان بدأَت تتعدَّل لمصلحة إيران التي صارَت شريكًا فعليًّا لدمشق هناك. وفي التسعينيات وبعد حرب الخليج الثانية، ارتفَع الحضور الإقليمي لإيران، وحصَل بعدها نوع اختلاف؛ نتيجة انخراط سوريا في عملية السلام مع إسرائيل، وكانت إيران تُعارِض ذلك، ولَم تُبدِ له أيَّ ترحيب، كما تراجَع الحضور السوري بشدَّة في لبنان في صالح إيران، ولَم تَعُد سوريا اللاعب الوحيد فيه، ولا سيَّما بعد تدخُّل دول أخرى، مثل: السعودية، وأصبَحَت سوريا بالنسبة لوجهة النظر الإيرانية المختلة تمثِّل طرفًا أساسيًّا في الصراع العربي- الإسرائيلي، مع ادعاء دعم إيران المعنوي والسياسي والاقتصادي في مواجهة إسرائيل، وبهذا استمرَّت سوريا كشَريك أساسي لإيران في الشرق الأوسط، برغم التراجُع النسبي لأهميَّتها لدى السياسة الخارجية الإيرانيَّة. وفي الألفيَّة الجديدة، تراجَعت المصالح المشتركة بين سوريا وإيران، وازدادَت الهُوَّة اتساعًا، ابتداءً من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتَعاون طهران مع القوات الأمريكية لوجستيًّا ومعلوماتيًّا؛ ليجعل إيران شريكًا معترفًا به أمريكيًّا؛ لتقرير مستقبل أفغانستان، وهو ما رسَّخ دور إيران الإقليمي، ودون تأثير إيجابي يُذكر لصالح سوريا، ثم جاء احتلال العراق 2003 ليَقلِب التوازنات في المنطقة رأسًا على عقب، وليُبرز تناقضات حتى في التحالف الإيراني - السوري. احتلَّت القوات الأمريكية العراق عسكريًّا، وتحكَّمت إيران عبر الحلفاء في بغداد بمقادير السياسة العراقية لأوَّل مرة في التاريخ الحديث، فبعد سقوط صدام حسين، وسقوط العراق في المستنقع الأمريكي - الإيراني، بدا الأمر وكأن سوريا قد استنفدَت غرَضها من علاقتها مع إيران بانتهاء نظام صدام حسين، وعبَّر عن ذلك عبدالحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد أن قطَع الصِّلة مع النظام القائم، ودعا للانقلاب عليه بقوله: "في الماضي كان هناك تحالف إستراتيجي، وكان لسوريا مصالح ولإيران مصالح، وكانت نقطة الالتقاء الأساسية لهذا التحالف صدام حسين، لكن الأمور تحوَّلت بعد ذلك نتيجة غياب نقطة الالتقاء الأساسية، وضَعْف سوريا التي لَم يَعُد لَدَيها أيُّ إستراتيجية". وهكذا تراجَع الدور السوري الإستراتيجي في المنطقة، وفي المقابل ازْدَاد الدور الإيراني، ففي الوقت الذي تعرَّضت فيه دمشق لضغط أمريكي كبير في مسألة العراق بزعم أنها تفتح حدودَها لعمليات إرهابية في العراق تدعي أنها مقاومة والهدف الأساسي تدمير أي استقرار في العراق حتى لا تقوم له قائمة ولا يصدر أي ديمقراطية إلى سوريا ، لكن كانتْ إيران بمنأًى عن الانتقاد؛ لأن حُكام بغداد الجُدد حَرَصوا على البقاء في مربَّع تقاطُعات المصالح الأمريكية الإيرانية، وبهذا استثمرَت إيران الفرصة السانحة في العراق - بالإضافة إلى أدوات سياستها الخارجية التقليدية، مثل: التحالف مع النظام السياسي في سوريا وحزب الله في لبنان - لفرْض نفوذ إقليمي غير مسبوق يمتدُّ من حدودها الغربية، مرورًا بالعراق وسوريا وجنوب لبنان، ليصل إلى الجليل الأعلى. وهكذا ولأوَّل مرَّة في تاريخ التحالف الإيراني - السوري، يخرج أحد الطرفين بمكسبٍ إستراتيجي صافٍ، في حين يخرج الطرف الآخر بخسارة إستراتيجية صافية، ولَم تتوقَّف الخسائر السورية عند هذا الحد فقط، بل أظْهَرَت الأحداث في لبنان تهديدات مُبْطَنة لدور سوريا الإقليمي؛ بسبب صدور القرار الدولي 1559 الذي يُطالب سوريا بسحْب قوَّاتها من لبنان، وبنزع سلاح الميليشيَّات المسلحة من هناك، وفي حين اقتَرَبت التهديدات من سوريا أكثر، فقد كانت إيران تتعامَل باسترخاء مع القرار الجديد لعدة أسباب: الأول: أنَّ متاخمتها لكلٍّ من أفغانستان والعراق، ودورها الإقليمي فيهما، وضَع أوراقًا ممتازة للضغط بيدها. الثاني: أنَّ حليفها اللبناني حزب الله قد فرَض حضوره الطاغي على الساحة السياسية والعسكرية، ونزْع سلاحه - رغم القرار - بدا أمرًا مستبعدًا. والأمر الثالث: أنَّ التوافق الإيراني - السعودي في لبنان عبر الحلفاء المحليين، لَم يَعُد يرتبط بالضرورة بالدور السوري كَحَكَم بين الفُرقاء. والسبب الرابع: يتعلَّق بحليف إيران الذي يمثِّل الشطر الأعظم لطائفة لبنانية كبرى، في حين لا تَملك سوريا مثل هذا الحليف هناك، وهو الشرط الأساس للاستمرار في اللعبة السياسية. وفي بداية العام 2005 جاء الانفجار اللبناني الكبير، والمتمثِّل في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ليَقلِب الوضع في لبنان وسوريا رأسًا على عقب، وتوالَت الضغوط الدولية والعربية على سوريا؛ من أجْل سحْب قوَّاتها من لبنان، وهو ما حدَث بالفعل، ومثَّل الانسحاب السوري من لبنان أقصى مُنحدر يَبلغه النفوذ السوري هناك منذ عقود، أمَّا إيران فلم يتأثَّر وجودها ونفوذها في لبنان بالانسحاب السوري؛ إذ إن حليفها الأساسي في لبنان حزب الله، كان في موقع الطرف العسكري الأول، ويرتبط عضويًّا ومرجعيًّا بعلاقات تحالُف معها ليستْ محكومة بسقف السياسة، بل بسَقْف أعلى بكثيرٍ هو سقف المرجعيَّة المذهبيَّة مُمثلة في المرشد الأعلى للثورة "علي خامنئي"، وبالعكس مما يبدو في الظاهر، كان الانسحاب السوري مفيدًا لإيران من زاوية أن الجيش السوري الموجود في لبنان كان الطرف الوحيد القادر نظريًّا على نزْع سلاح حزب الله في حال حدوث توافُق إقليمي ودولي حول هذا الموضوع فعلى مدار هذا التاريخ نجد أنَّ اللاعب الأساسي في العلاقات بين البلدين هو إيران، وأن سوريا لا تمثِّل أكثر من حليف إستراتيجي يجب أن يكون بجانبك طوال الوقت؛ حيث لا تستطيع أن تستغني عنه، بل إنَّ الهدف أن يَصبح طوع يديك على غرار حزب الله في لبنان، والآن وبعد الثورات العربيَّة والثورة السورية، وصولاً إلى هذه المرحلة الحَرِجة فيها، من السهل لإيران أن تتخلَّى عن حليفها السوري المتمثِّل في نظامه العَلَوي على أن تضمن جزء من مصالحها في سوريا ولبنان والعراق لكن إيران مازال عندها أمل في استمرار نظام الإرهاب الأسدي وزما يؤكد ذلك أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب اعلن منتصف شباط (فبراير) الماضي، ان زعيم الحرس الثوري الايراني قاسمي سليماني يدير الصراع في سوريا لصالح النظام، فايران ربما تكون اكثر الدول صراحة في الموقف من الازمة السورية ، لكن الاشارة الى سليماني الذي لمع اسمه في الاوساط الاعلامية والاستخبارية العالمية بسبب دوره في العراق طوال العقد الماضي، كانت ترتبط بشكل اساسي باضفاء طابع عسكري واستخباري للدور الايراني في سوريا. اداء سليماني في الازمة السورية يبدو مختلفاً بشكل كبير عن الاداء الذي قدمه خلال السنوات العشر الماضية في العراق، على رغم ان اختياره للقيام بهذا الدور منذ عامين تقريباً ارتبط بفكرتين ايرانيتين اساسيتين هما: اولاً : نجاح سليماني في حفظ المصالح الايرانية في العراق طوال العقد الماضي. ثانياً : تأكيد ارتباط الازمة السورية بالازمة العراقية، مايتطلب ان يشرف على ادارتهما في كلا البلدين طرف ايراني واحد. رئيس فيلق القدس الايراني محمد علي جعفري كان اعترف في (سبتمبر) الماضي ان عناصر من فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان لكن فقط كـ "مستشارين". واصدقاء ايران العراقيين يتحدثون بدورهم عن هذا الدور "الاستشاري" الايراني حتى شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، عندما تسلم سليماني بشكل فعلي قيادة 70 الف مقاتل معظمهم من مقاتلي النخبة السوريين، ويتحدثون ايضاً عن مشاركة 2,5 الف مقاتل من حزب الله اللبناني، و نحو 800 مقاتل عراقي معظمهم من الذين عاشوا في سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي. تلك المعلومات لايعترف بها مقاتلوا الجيش السوري الحر الذين يعتقدون في بياناتهم وتصريحاتهم ان الالاف من المقاتلين الايرانيين موجودين فعلياً على الساحة السورية، بالاضافة الى مقاتلين قدموا من العراق ولبنان. لكن دور سليماني وخبرته الطويلة في مجال العمل الاستخباري في العراق ، لم تنعكس بشكل جوهري على الوضع السوري، بسبب اختلاف ظروف العراق بعد العام 2003 عن ظروف سوريا اليوم. فالمهمة الاولى التي نجح فيها سليماني مع بدايات دخول القوات الاميركية الى العراق كانت فتح قنوات اتصال مع العديد من المجموعات السياسية والقبلية والمسلحة السنية، بالتزامن مع فتح قنوات الاتصال مع الاطراف الكردية والشيعية. المعيار الذي اعتمدته طهران في بناء استراتيجيتها في العراق، يبدو مختلفاً بدوره عن استراتيجيتها اليوم في سوريا: - فاسقاط النظام العراقي عبر تدخل عسكري اميركي مباشر كان مثار ارتياح ومساندة ضمنية من ايران التي تدافع اليوم بضراوة عن النظام السوري وترفض خيار التدخل العسكري الخارجي على غرار السناريو العراقي. - ومشاركة ايران في اعادة صياغة هيكلية الدولة في العراق، بعد تحطم او تحلل المؤسسات السابقة خصوصاً الامنية منها، تختلف عن مشاركتها في دعم هيكلية الدولة في سوريا ومؤسساتها وقواعدها. - استخدام شعار محاربة حزب البعث "الكافر" في العراق، يقابله دفاع عن "البعث العلوي" في سوريا. - الدفاع عن حق الشيعة في حكم العراق باعتبارهم –حسب الاعتقاد الإيراني-غالبية سكانية، يقابله رفض لحكم السنة سوريا للسبب نفسه. - وجود القوات الاميركية في العراق لثمانية سنوات كان سمح بدوره لايران ، بتبني ادعاء خطاب "مقاومة الاحتلال" كمنفذ للولوج الى المجموعات المسلحة العراقية المختلفة. المعادلة مختلفة اذاً بين البلدين ، وعلى ضوئها اختلفت مهمة قاسمي سليماني، الذي ينقل مطلعون انه حاول بطرق مختلفة فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية، للوصول الى تسوية تضمن مصالح ايران في مرحلة مابعد الاسد. احد المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى الذي كان التقى سليماني قبل شهور، علق على تلك المعادلة بالقول ان :"مهمة قاسمي سليماني في سوريا معقدة، فهي لاتقتصر على حماية النظام السوري من الانهيار ،وانما تتجاوزها الى حفظ المصالح الايرانية في سوريا ولبنان في حال انهيار هذا النظام". ويرى أن ايران فهمت التحولات في الساحة السنية العراقية منذ منتصف العام 2011 وتطورها الى المطالبة بتشكيل اقليم سني بانها رسالة موجهة من الاطراف الاقليمية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر ، بالاستعداد لفتح الجبهة العراقية على مصراعيها للتحديات القادمة". ويرى أن طهران التي لوحت للغرب ودول الاقليم بالعراق مقابل جزء من سوريا-على أساس الدويلة العلوية النصيرية المسخ التي يحاولون إأقامتها فيما لو سقط نظام الأسد -، يلوح لها خصومها الاقليميون بسوريا مقابل جزء من العراق". ويرى أيضاً أنه عندما برز الحديث مبكراً عن دولة علوية في سوريا، كان هناك حديث مقابل ومتزامن عن دولة سنية في العراق" ، تلك المناوشات الاقليمية تجد صداها عملياً في سوريا والعراق على حد سواء، وحيث يقاتل سليماني للحفاظ على قدرة بلاده على التفاوض حول مستقبل سوريا بالابقاء على قدرة النظام السوري على مقاومة الانهيار، تقاتل شخصيات سنية عراقية لتحويل الاقليم السني الى امر واقع يغير مجرى الصراع في المنطقة ويقوض العمق الاستراتيجي الايراني من العراق الى سوريا ولبنان وفلسطين. مرحلة التفاوض التي يمهد لها سليماني في سوريا، قد لاتختلف كثيراً عن تلك المفاوضات غير المباشرة التي كشف عنها كتاب "قصة الصراع من اجل العراق: من جورج و. بوش إلى باراك أوباما" من تأليف مايكل ر.غوردن والجنرال المتقاعد بيرنارد ي. ترينور ، حيث يصف الباحث السابق اعتراف الجنرال ديفيد بيترايوس بدور سليماني النافذ والمؤثر وفيما يخص تبادل الرسائل والمعلومات بين الجنرالين، يشير الكاتب أنّ بيترايوس " كان يردّ على رسائل الجنرال سليماني عبر الوسطاء الذين كانوا يحضرون الرسائل". ويقول الكتاب نقلا عن مسؤولين اميركيين ان "الجنرال سليماني كان قريباً من جميع العراقيين السياسيين الكبار، كما وقام بتسليح وتدريب ميليشيات شيعية ." فطهران على رغم انها حاولت جمع بعض اطراف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في مؤتمرات عقدت في ايران تحت شعار "الحوار" الا انها لم تنجح في اقناع القوى المسلحة الرئيسية في سوريا خصوصا الجيش السوري الحر، والقوى السياسية الفاعلة مثل الائتلاف الوطني والمجلس الوطني السوريان في التعامل مع ايران كجزء من حل الازمة. زد على ذلك أن تلك القوى رفضت بديلاً آخر طرحته طهران يتمثل بان يكون العراق وسيطاً في ذلك الحوار، فالقوى السورية المعارضة ومن خلفها القوى الاقليمية والدولية الداعمة لتغيير النظام نظرت كما يبدو بشكل دائم الى العراق كحديقة خلفية للسياسة الايرانية، على رغم انه اعلن مراراً حياده تجاه الازمة وعدم رغبته في الانجرار اليها واطلق مبادرات ووجه دعوات عديدة للمعارضة السورية لزيارة بغداد لم يتم تلبية معظمها. كنتيجة كان نجاح سليماني في العراق مرحلياً ومؤقتاً وميدانياً بدوره، فعدم قدرة بغداد على القيام بدور الوسيط سواء على مستوى الازمة السورية او على مستوى الملف النووي العراقي، لا يقرأ باعتباره نجاحاً للإستراتيجية الايرانية في العراق. وايضاً ان عدم قدرة العراق على انتاج نظام بحكم مستقر وقوي، بعيداً عن تهديدات التقسيم والتأثر بالازمات الخارجية، قد يكون كما نقل كتاب "قصة الصراع من اجل العراق: من جورج و. بوش إلى باراك أوباما" هدفاً انتجته جهود سليماني في هذا البلد بين عامي (2003 – 2008) ، لكنه في واقع الحال لايعد في القياسات الاستراتيجية هدفاً بعيد المدى، فايران يبدو انها تراجعت عن فكرة "العراق الضعيف المتنازع" عندما ضغطت على القوى الشيعية والكردية والسنية العراقية لدعم رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي كحاكم قوي قادر على التأسيس لحكم مستقر يحظى بقبول اقليمي ودولي. لقد كسب سليماني معركة في العراق حتى الآن ، لكن العراق المنقسم على نفسه خسر قدرته على مساعدة ايران بشكل فعلي في صراعاتها الاقليمية والدولية ، إلا أن أوراق سليماني في سوريا مختلفة، فهو لايجد منافذ كالتي توفرت في الازمة العراقية، ولايجد حلفاء يديرون اللعبة ويتبادلون الادوار، وهو ما كان نظام بشار الاسد ينفذه في العراق بشكل ناجح. ومما يدل على أهمية سوريا بالنسبة لبقاء حكومة الملالي الإيرانية أنه في 16 فبراير الماضي صرح أحد رجال الدين البارزين في ايران، مهدي طالب، بالقول "لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران.. ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان الأهواز سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا" ، هذه الرؤية تكشف أهمية المجازفة الايرانية في سوريا وجهود قاسمي سليماني هناك، لكنها بالتأكيد لاتمثل رؤية استراتيجية بدورها، فخسارة ايران لسوريا، ستعني خسارتها للعراق على وجه التحديد، فالعراق الحالي لا يتمكن من اداء الدور السوري بين عامي 2003 – 2011 وبالتالي فانه لايستطيع ان يقدم الكثير للاستراتيجية الايرانية في المنطقة ، كما ستخسر عملائها في لبنان من حركة أمل إلى حزب الله ، كما ستفقد أوراقها في تركيا بنتيجة فقدانها لدعم البكتاش والقزل باش لها للضغط على الحكومة التركية إضافة لدعم البي بي كيه ، حيث سينتقل إليها الأزمة الكوردية حيث تعاني الأقلية الكورية هناك من تمييز وهذا ما سيثير بقية القوميات والإثنيات والطوائف في إيران وسنتدلع فيها حروباً أهلية قل نظيرها هذا عداك عن الخلاف بين حكومة الملالي والتيارات العلمانية والمعتدلة داخل إيران نفسها وهذا ما سيسهل سقوط حكومة الملالي و فتح ملف حقوق الإقليات ، والاثنيات ، وسينتج عنه بالتأكيد التقسيم الفيدرالي ربما لإيران أو حتى ستنشئ مناطق حكم ذاتي ، وبمعنى أصح ستنتقل أزمات العراق وسوريا ولبنان وتركيا إلى داخل إيران . بهذا المعيار.. فإن قياس مدى نجاح سليماني في سوريا، لن يتم من دون قياس نجاحه في الفترة المقبلة في العراق، هل سيدعم عراقاً اكثر تماسكاً وحيادية تجاه الازمات الخارجية؟ هل سيندفع الى دعم تقسيم العراق في مقابل تسوية اقليمية؟ هل سيشرك ايران في حرب اهلية محتملة على الاراضي العراقي تنفتح على المشهد السوري والاقليمي؟ ام سيفضل تسوية سورية لاتشرك العراق في نتائجها؟. لهذه الأسباب تسعى إيران على عدم التخلي عن الورقة السوريا ولو على حساب آخر جندي إيراني أو عراقي أو لبناني أو نصيري علوي يعمل لصالحها ، وما يؤكد ذلك أن صحيفة التايمز البريطانية نقلت عن المسؤول الكبير في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، الميجر جنرال أفيف كوتشافي، قوله ان ايران وحزب الله ينظمون قوات جديدة من أجل حماية مصالحهم في سوريا بعد سقوط نظام الأسد ، ويؤكد المسؤول الاسرائيلي أن الرئيس بشار الأسد اتخذ "خطوات متقدمة" في اتجاه استخدام الأسلحة الكيماوية، الا انه لم يصدر الأوامر باستخدامها فعلاً حتى هذه اللحظة. وتشير الكثير من المعلومات والتقارير الى أن النظام السوري أصبح أقرب الى الانهيار منه الى الصمود نتيجة الانهاك الكبير الذي يعاني منه بعد عامين من الثورة، حيث قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي إن من تبقى من قوات الجيش السوري التي تقاتل الى جانب النظام لا يتجاوز خمسين ألفاً فقط، بعد أن كان تعدادهم يتجاوز 220 ألف مقاتل. وبحسب الجنرال الاسرائيلي، فان "الانهيار الوشيك للنظام السوري سوف يتسبب بأضرار فادحة لمصالح كل من ايران وحزب الله"، مشيراً الى ان "ايران تخسر حليفاً مهماً وفريداً في المنطقة بسقوط نظام الأسد، كما أن حزب الله سيفقد ممراً مهماً للأسلحة التي تأتيه من ايران عبر الأراضي السورية، ولذلك فان كلاً من الطرفين يبذلان قصارى جهدهما لمساعدة نظام الأسد". وكشف المصدر الاسرائيلي أن الميليشيا التي بدأ تنظيمها من قبل ايران وحزب الله في سوريا تم تدريبها بالفعل على أيدي حزب الله، بينما تولى الايرانيون تمويلها، ويبلغ قوامها حالياً 50 الف رجل، الا أن لدى الطرفين خطة لرفع حجمها الى 100 ألف، مشيراً الى أن هذه القوة العسكرية ستبدأ عملها الفعلي في اليوم التالي لسقوط النظام، حيث ستتولى حماية المصالح الايرانية في البلاد والدفاع عنها. لكن "التايمز" تنقل عن مصدر اسرائيلي لم تشر الى اسمه قوله ان "اسرائيل ستقوم بمهاجمة مستودعات ومخازن الأسلحة السورية في حال تمكن مقاتلون تابعون لحزب الله من السيطرة عليها بعد سقوط النظام السوري" ، ويحذر دبلوماسيون غربيون في اسرائيل من أن الحرب بين حزب الله والقوات الاسرائيلية سيكون لا مفر منها في حال تمكن الحزب من السيطرة على مستودعات أسلحة تُقدر موجوداتها بستين ألف صاروخ، وجميعها قادرة على الوصول الى قلب تل أبيب. وما يؤكد عن تورط المالكي مع نظام الملالي المجوسي الحاكم في إيران أنه قد أكدت الأمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ، أن خامنئي قد كلف المالكي وحكومته الطائفية الإرهابية من خلال قاسم سليماني بتوفير أقصى ما يمكن من الامكانات والجهد للمجاميع التابعة لقوة القدس مثل كتائب حزب الله وعصائب الحق لاستهداف مجاهدي خلق في العراق. النظام الايراني وعد في المقابل تقديم أي نوع من المساعدة للمالكي للتغلب على انتفاضة الشعب العراقي. والجدير بالذكر هنا أنه منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، استعملت إيران سوريا كقناة لتوصيل الأسلحة والمال والدعم للميليشيا اللبنانية الشيعية، «حزب الله»، ثم «حماس» و«الجهاد الإسلامي لاحقاً»، وجميعها تشكل خط جبهة ضد إسرائيل ، وكان القصد منها هو توجيه الأنظار عنها وعن جرائمها وعن جرائم حلففائها وقمعها ، وعلاقاتها مع المافيات العالمية والدول الإرهابية كنظام المالكي والنظام النصيري العلوي الحاكم في سوريا ، وفي حال سقوط الأسد، فإن إيران يمكن أن تخسر هذه القناة. وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي بدأت فيه الدول الغربية تتحرك بصورة أكثر جدية من السابق لانهاء المأساة في سوريا، حيث قالت كل من بريطانيا وفرنسا أنهما عازمتين على تسليح المعارضة السورية حتى لو لم يوافق الاتحاد الأوروبي، وذلك في محاولة جديدة لتسريع سقوط النظام وانهاء المأساة الانسانية الناتجة عن استمرار القتال لمدة طويلة. كثير من المسلمين كانوا قد خُدِعوا بالشعارات الإسلامية الخلابة , التي دأبتْ حكومة إيران على رفعها والتكلم باسمها منذ قيام الثورة الخمينية المشؤومة , كما خُدِعَ كثيرٌ من الرِّعاع بالتصريحات النارية التي يطلقها القادة الإيرانيون ضد الغرب وإسرائيل بين الفينة والأخرى , وجراء ذلك ظن البعض من المسلمين قليلي الخبرة بنوايا إيران وأهدافها المجوسية أنّ إيران هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تعادي الغرب وإسرائيل , وتدافع عن المسلمين المستضعفين في العالم وتأخذ بحقوقهم , وأنها الدولة التي تقود المقاومة والممانعة للمشروع الغربي الاستعماري في المنطقة ولكنّ هذا القناع الزائف الذي ظلتْ إيران تتوارى خلفه عقوداً من الزمن وتخدع به المسلمين , سرعان ما بدأ ينحسر شيئاً فشيئاً عن وجهها الإرهابي الطائفي المجوسي , ولا سيما في الأحداث المؤلمة التي توالت على الأمة الإسلامية , ابتداء من غزو أفغانستان ومروراً باحتلال العراق إلى ما يجري اليوم في سوريا , لتظهر إيران على حقيقتها المجوسية المعادية للإسلام والعرب .. فإيران ما هي إلا حليف استرتيجي لقوى الإلحاد والطائفية في محاربة الأديان السماوية كافة ومنها الإسلام , وأما هذه خطابات قادتها وتصريحاتهم فما هي إلا مسرحية اتفقوا على صياغة السيناريو لها من قبلُ لخداع المؤمنين والمستضعفين في الأرض . لكن ترى بعض الأصوات الإيرانية أن على ايران ألا تشجع قيام دول شيعية في المنطقة ومن الأنسب لها بقاء الكتل البشرية الشيعية الموالية لها ضمن المكونات الوطنية الحالية في العراق ولبنان وسوريا بدلا من السعي لاستقلالها. على اعتبار أن هذا يقلل من فرص صدامها مع دول الإقليم والمصالح المهمة للدول الكبرى ، ويرون أيضاً أن الطائفة الشيعية اكثر احساسا بالانتماء لهذه الدول من المكونات الاخرى ولكن لدواعي واسباب اخرى كثيرة منها : • ان الوجود الشيعي في المنطقة ليس متواصلا فالتجمعات ذات الثقل البشري الشيعي محيطة في كل منطقة بتجمع سني يجعل من التواصل الجغرافي بين المناطق الشيعية امرا مستحيلا وبالتالي تعرقل قيام أي دولة شيعية تكون محاصرة بدول سنية تخنقها برا وجوا. • وعلى الرغم من الآراء المنادية للفدرالية لبعض الاحزاب الشيعية في العراق قبل سقوط نظام صدام حسين في العراق الا ان الاملاءات الايرانية بعد ازاحة صدام اتت برفض فكرة الفدرالية في العراق والتوجه بدلا عن ذلك الى تضعيف المكونين السنيين الكردي والعربي سياسيا ليتسنى للقوى السياسية الشيعية السيطرة الكاملة على الحكم والذي نلاحظ تداعياته الان في الازمات الحالية التي يعاني منها العراق. • السياسة الايرانية في المنطقة تعتمد على ان تتحرك المكونات الشيعية لكل دولة ضمن اطار الدولة المعنية نفسها وبذلك توفر مكسبين للمكونات هذه في الدول المعنية... اولها هو امكانية تواصل المكونات الشيعية هذه مع العالم الخارجي الغير شيعي عن طريق دولها، وكذلك التحرك حسب الاجندات الخاصة بها وبإيران تحت خيمة الدولة المعنية بشكل اكثر امانا واقل مراقبة من قبل المجتمع الدولي عما اذا كان هذا المكون الشيعي يعيش مستقلا في دولة ذات حكم شيعي مطلق. وعلى هذا الاساس استطاعت ايران من ان تنمي من قدرات مجاميع شيعية كثيرة في دول المنطقة من غير ان يكون هناك رقيب على تحركاتها الاولية الا بعد تحولها لقوة يحسب لها حساب داخل تلك الدول. وهناك امثلة كثيرة على نجاح هذا التوجه سواء كان من خلال المثال اللبناني والحرب التي خاضه حزب الله مع اسرائيل ام من خلال توجهات الحكومة العراقية الشيعية والتي تسعى وبشكل مستمر لاستغلال اغلبيتها السياسية للتدخل في تطورات المنطقة خارج الحدود العراقية واستطاعت التدخل في كل ملفات المنقطة سواء في سوريا او البحرين بالشكل الي يخدم مصلحة إيران في هذه البلدان مستغلة التستر خلف اسم الحكومة العراقية. • قد تكون بعض الجهات الغير حكومية في ايران متحمسة لقيام دول شيعية في المنطقة الا ان صانع القرار الايراني يعرف تماما بان قيام مثل هكذا دول سيهدد تزعم ايران للتشيع في العالم واستفرادها بالقرار العقائدي الشيعي (وعندما نقول القرار العقائدي الشيعي لا نعني فقط من النواحي الدينية بل السياسية ايضا كون ان اصل قيام المذهب الشيعي هو سياسي وليس ديني). وان كانت علاقات ايران مع المجاميع البشرية الشيعية في العالم هي علاقة فوقية فان نشوء أي دولة شيعية اخرى سوف تهدد الزعامة الشيعية لإيران في العالم وسوف تعامل ايران كند وليس كتابع. - ان كانت السياسة الايرانية تقتضي النقاط التي ذكرناها سابقا فان الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة فيما يتعلق بالثورة السورية تدعو ايران للتمسك اكثر بوجود الاقليات الشيعية ضمن هذه الدول دون انفصال عنها خصوصا في سوريا والعراق ولبنان، فبقاء المكون الشيعي العراقي ضمن الدولة العراقية ككل يعطي لإيران الامكانية في ان تتواصل مع الشأن السوري لمرحلة ما بعد بشار الاسد والذي سيكون مستحيلا فيما لو انفصل الشيعة بدولة عن العراق، وكيفية تواصل ايران مع الشأن السوري المستقبلي لا نعني به التواصل مع الدولة السورية كحكومة ولكن مع المكونات التي تمتلك التوجهات المذهبية نفسها التي تمتلكها ايران، ومن ثم فان مصالح ايران هي التي تقرر هل التواصل هذا يكون بشكل ايجابي يخدم الوضع السوري الجديد مستقبلا ام لانهاك الداخل السوري واعمال الفوضى فيها كما كان السيناريو العراقي قبل سنوات. هذا فيما يتعلق بدور ايران في المرحلة القادمة اما فيما يخص الطائفة السنية والدول العربية المساندة لها فهي تعيش حالة من المخاض السياسي في الثورات العربية الحالية وبالطبع فان الاغلبية التي تتمتع بها هذه الطائفة ستجعلها تتشبث بالخرائط السياسية الحالية من دون تقسيم لها وبالتالي فان الصراع الداخلي في بعض الدول التي تحتوي على الطائفتين هو صراع متوقع حسب المعطيات الحالية، وكما ذكرنا سابقا ان ايران لن تعمل على انفصال التجمعات البشرية الشيعية عن دولها التي تقيم فيها حاليا ومخطئ من يتصور ذلك، ولكنها في نفس الوقت لن تدعها تعيش بهدوء في الدول هذه وستبقيهم خنجرا في خاصرة استقرار دول المنطقة لتنفيذ اجندات ايرانية واضحة بدراية من الشيعة العرب ام بدون دراية ايران المجوسية أهدافهم الحاقدة لسلخ العراق عن محيطه العربي ، وربطه بالجمهورية الإيرانية التي دوما تظهر مالا تبطن في تحالفاتهم الشريرة مع أعداء العقائد الدينية السماوية وخاصة الإسلام ، وما يثبت ذلك أن النظام المجوسي الحاكم في إيران قول نائب وزير الخارجية الإيراني, حسين أمير عبد اللهيان, إن بلاده "لن تسمح" بحصول المعارضة السورية على مقعد سوريا في الأمم المتحدة, مشيراً إلى أن "منح المعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية خطأ استراتيجي من العرب", وحسب رأيه لايمكن إعطاء مقعد يمثله أقليات ولا قيمة لإعطائهم أي شيئ، موضحاً أن حل الأزمة السورية لا يتم إلا بالتعاون بين جميع الأطراف ، وكأن النظام الإرهابي في إيران وصيا على سوريا وشعبها الحر رغم جزمنا أنه من يقود نظام الإرهاب النصيري الحاكم في سوريا ، وأن الأسد ليس سوى موظف عند الإيرانيينَ ، كما شدد عبد اللهيان على أن طهران "تفخر بدعمها للأسد ونظامه على أساس أنه محور مقاومة وأنها ستظل تدعمه, ". ويستمر النفاق الإيراني عندما يقول عبد اللهيان "كل الأطراف الداخلية في سوريا والإقليمية والدولية أن يبذلوا كل الجهد لوقف العنف في سوريا", محذراً من "خطوات بعض الأطراف لتوسيع الأزمة"، مستدركًا "لا يمكن أن يبقى الكيان الصهيوني في موقع آمن إذا انتقلت الأزمة لدول الجوار ، ونحن نتسائل هل من يدعم العنف والإرهاب الأسدي غير إيران وروسيا وبعض الدول الإرهابية الإلحادية، كما أن قوله تأكيد لقول السارق الإرهابي رامي مخلوف من أن "أمن إسرائيل من أمن سوريا إذا كان مرجع المجوس خامنئي هو مزور للحقائق ، وخرب للعقائد الصحيحة فهل من الممكن للشيعة أن تتبعه ؟ ، وما يثبت هذا الأمر أن مصطفى تاج زاده القيادي المعتقل في سجن إيفين في طهران تحدث عن الرئاسية الإيرانية المقبلة، والتي ستجري في شهر يونيو المقبل. حيث قال حول ذلك : "إن المرشد الأعلى علي خامنئي هو المسئول عن أي تزوير في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، وذلك في رسالة أرسلها من سجنه الذي حبس فيه بعد حركة الاحتجاج التي تلت الانتخابات الرئاسية السابقة في يونيو 2009 بتهمة الدعاية ضد النظام والعمل ضد الأمن القومي. وأشار تاج زاده إلى تصريح خامنئي الذي قال فيه إن له صوت واحد في الانتخابات، وقال "إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها كمرشد للبلاد", مؤكداً ضرورة إقامة انتخابات حرة وعادلة لاجتياز القضايا التي يعاني منها البلد. وأضاف: " إذا لم ينفذ كلامه ونشهد إقامة انتخابات مدبرة من قبل فإنه وحده المسؤول عن مثل هذه الانتخابات, وعلى الجميع مخاطبته كالمسؤول عن الوضع الذي يشهده البلد". داعيا جميع الناشطين الإصلاحيين إلى المشاركة في الانتخابات تحت شعار "لا نسمح بتدمير إيران"، . وأضاف تاج زاده أن "المحققين في السجن عبروا عن قلقهم بعد إعلان بعض المجموعات استعدادها المشاركة في الانتخابات, ما أدى إلى إلغاء إجازات السجناء السياسيين". يشار إلى أن تاج زاده كان مساعداً للشؤون السياسية والأمنية في الداخلية الإيرانية في فترة حكم خاتمي وعضواً في اللجنة المركزية لـ"جبهة المشاركة", كبرى الأحزاب الإصلاحية, وكذلك منظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية ، وعليه ماذا ينتظر الشيعة العرب من مجرم كهذا يدعي أنه ممثل للإسلام ولآل البيت النبوي وهم براء منه ومن جنسة ومن أفعاله التي يندى لها الجبين على الثوار السوريين أن يضعوا أيديهم بأيدي المقاومة الإيرانية ضد نظام الملالي الإرهابي لإنهاكه من الداخل ، واستخدام نظرية الضد النوعي ضد هذا النظام كون المعارضة الإيرانية هي الأقدر على فهم طبيعة المجتمع الإيراني والنظام الإرهابي الذي يحكم إيران ، وهي المعول عليها تفكيكه من الداخل واستغلال تناقضاته للقضاء عليه ، فعلى سبيل المثال ، هنأت السيدة مريم رجوي-زوجة المناضل مسعود رجوي- رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية عموم الايرانيين والسجناء السياسيين وعوائل الشهداء وأنصار وأعضاء المقاومة الايرانية خاصة المجاهدين في أشرف وليبرتي بمناسبة حلول ربيع 1392 الايراني معربة عن تمنياتها أن يكون العام الجديد عام سقوط نظام الملالي وعام تحقيق الحرية و الديمقراطية في ايران. وقالت السيدة رجوي ان العام الذي انتهى كان عام الأزمة والمأزق والمحنة والتعاسة للملالي وسيكون العام الجديد عام تفاقم صراع العقارب في زمر النظام الداخلية خاصة حول مهزلة الانتخابات وتخاذل الولي الفقيه للنظام أكثر مما مضى وعام الانتفاضة الكبرى للمحرومين وجيش الجياع والعاطلين عن العمل وعام سقوط الملالي وعام انهيار جبهة ولاية الفقيه في سوريا وعام اخراج الملالي وعملائهم من العراق. وفي كلمة ألقتها أمام المؤتمرالنسائي العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: أهنئكم جمعيكم وجميع اخواتي في إيران وفي السجون الإيرانية وفي كل ارجاء العالم لمناسبة عيد المرأة العالمي وكذلك أهنئ ألف امرأة باسلة في ليبرتي وأشرف. واستنتجت حركة مجاهدي خلق فيما بعد انه اذا كان المطلوب معارضة الاستبداد الديني فعليهم ان يتحركوا ضد النظام الرجولي والرجعي أي ايديولوجية الجنسية. ان الثورة العقائدية تنبع من رؤية مجاهدي خلق من الانسان , وهو ما يتناقض مع رؤية خميني الرجعية للمرأة تماماً. وأضافت السيدة رجوي: خاضت حركتنا معركة شرسة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وقدمت 120 ألف شهيد. وبالرغم خطورة الظروف، كان انجازنا غير مسبوق في خضم هذه المعركة، هو ترسيخ علاقات عصرية على اساس القيم العصرية في العلاقات بين أعضاء الحركة. ان أهم انجازات هذه الثورة هو قبول المسؤولية وزعامة المرأة بشكل موسع وليس نموذجا واحدا فقط. وبات نظام الملالي معرضا للأزمات المستعصية داخل النظام وخارجه، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية وكذلك الاقليمية. ان النظام يعيش في مرحلة السقوط. فلذلك يوجه هجماته ومؤامراته إلى حركة تستطيع ان تقود النقمة الشعبية إلى سقوط نظام الملالي. يجب أن يعي الثوار السوريون أن نظام المجوس الطائفي في إيران هو نظام ضد القيم الإنسانية والأخلاقية بكل أبعادها ، وحقده لا يقف عند حد معاداته للشعوب الحرة بل حتى الإيرانيين الشرفاء ل يسلموا ن شره ، فعلى سبيل المثال : الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاشرفيون في ليبرتي الذين تم نقلهم من مخيم اشرف الى ليبرتي قسرا , هم الان معرضون لخطر كارثة انسانية مرة ثانية. حدث هذا الامر المفجع وسيحدث في ظل تواطؤ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مجزرة 9 فبراير/شباط الماضي الذي دافع عن حكومة المالكي رغم انها مشاركة مع قوات القدس الايرانية الارهابية في تلك المجزره. وبعد تلك الفضيحة بات على الأمين العام للأمم المتحدة استبداله بممثل محايد ليتولى ملف مجاهدي خلق في ليبرتي وأشرف.ورغم المطالبات العديدة من قبل ممثلي اشرف لتأمين الحماية للاشرفيين , فان حكومة المالكي ظلت تصم اذانها عن تلك المطالب , لكي ترتكب مجزرة اخرى. ومن الواضح ان المالكي الذي ينفذ اوامر ملالي ايران لا يأبه لمصير الاشرفيين , كما انه لا يعير اي بال لمطالب الشعب العراقي الذي ثار وانتفض مطالبا بابسط حقوق الانسان والمواطنة التي حفظتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية. وقد ان الاوان ان ترتفع اصوات محبي الحرية والمدافعين عن حقوق الانسان ان يتحركوا مطالبين الأمم المتحدة والادارة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي للقيام بواجباتهم الانسانية. وعلى هذه الجهات تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الايدي الملطخة بدماء الاشرفيين في هجوم 9 فبراير/شباط الماضي على مخيم ليبرتي ، ومن اجل تجنيب الاشرفيين دماء اخرى لابد من المطالبة باعادة مجاهدي خلق إلى مخيم اشرف الذي بنوه بعرقهم واموالهم , وعاشوا فيه اكثر من ربع قرن بأمان , واذا تعذر ذلك فان مسؤولية الادارة الامريكية تقتضي نقل الاشرفيين إلى الولايات المتحدة لحين يتم اعادة توطينهم في بلدان اخرى. لقد انتهك النظام الإيراني المجوسي حقوق الانسان الايراني والمرأة على وجه الخصوص لاكثر من 30سنه. كما انه يشكل تهديداً للسلم العالمي ولجميع الاحرار في جميع ارجاء المعمورة. وان الخلاص من هذا التهديد يكمن في حركة التغيير الداخلي , اي دعم القوى المعارضة لنظام الملالي المتخلف , وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق التي عانى افرادها القمع والقتل اليومي والتشريد داخل البلاد وخارجها , وملاحقتهم وهم في الخارج , كما حدث وسيحدث للاشرفيين عندما كانوا في مخيم اشرف او بعد نقلهم الى مخيم ليبرتي الذي لا يحمل غير الاسم. وما يؤكد تورط المالكي وحكومته الإرهابية الطائفية مع ملالي إيران المجوسية وعود حكومة المالكي بانه اذا تم نقل الاشرفيين الى ليبرتي سيتمتعون بالحماية والحرية. الا ان هذه الوعود لم تنفذ فحسب بل انتهكت بالأيدي الملطخة بدماء الابرياء من النساء والاطفال , فمن العار ان يستمر حجز ثلاثة الاف شخص في سجن قذر , ليس فيه اي ملمج للحياة الحرة الكريمة. واذا كان البعض يراهن على انسانية المالكي فهي مراهنة خاسرة لان الانسان الذي يدير ظهره لمطالب شعبه , بل يتهمهم بالارهابيين , لا يرتجى منه خيرا. انه تربع على كرسي الحكم ويريده مدى الحياة , اي ان يصبح مالكا متوجا مدى الحياة. والامر والادهى انه يحكم شعبه بنقس طائفي مقيت , وبأسلوب بوليسي فاق كل الانظمة المعروفة بالقمع , وقد تفنن في اساليب التعذيب والقتل. كما يجب على المقاومة الإيرانية ضد النظام المجوسي الحاكم في إيران الضغط على الادارة الامريكية التي سبقت ان تعهدت بحماية الاشرفيين ونزعت منهم سلاحهم عقب احتلال العراق 2003 , لكي تنقل الاشرفيين الى الولايات المتحدة دفعة واحدة او الى اي بلد اوروبي , ريثما يتم التغير الثوري في ايران وتتخلص من حكم الملالي المجوس المتخلفين.وحتى ذاك الوقت يجب أن يتم تأمين سريع للحاجات الأمنية لسكان ليبرتي الى حين عودتهم الى مخيم آشرف. مثل اعادة الكتل الكونكريتية ونقل الخوذات والسترات والواقية والأجهزة والمستلزمات الطبية من آشرف الى ليبرتي والسماح بالبناء في ليبرتي وتوسيع مساحته بغية تخفيف نسبة المخاطر الانسانية تجاه الهجمات اللاحقة. هذه متطلبات أولية تتملص الحكومة العراقيه من تأمينها منذ زمن طويل. وما يؤكد أن النظام الإرهابي الطائفي المجوسي الحاكم في إيران لا يراعي حقوق الإنسان في إيران نفسها فكيف يراعيها في الدول الأخرى فقد تبنى مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة يوم 22 مارس/ آذار2013 قراراً حول واقع حقوق الانسان في ايران مدد خلاله توكيل السيد احمد شهيد المقرر الخاص المعني بوضع حقوق الانسان في ايران في ظل حكم الملالي لمدة عام. كما أعرب القرار عن أسفه من عدم تطبيق قرارات مجلس حقوق الانسان وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الانسان في ايران معلناً عن قلقه البالغ ازاء عدم السماح للمقرر الخاص بزيارة ايران. ، وقد رحبت المقاومة الايرانية بقرار مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة وتؤكد أن صدور مثل هذه القرارات رغم أنه عمل قيم الا أنه غير كاف في الوقت الذي يمارس فيه نظام الملالي على قدم وساق تعذيب المواطنين وبتر اطرافهم وفقء عيونهم في السجون والمعتقلات وفي الأزقة والشوارع في مختلف المدن الايرانية. ويعتقل النظام الشباب لمجرد نشر أفكارهم في المدونات ويستشهدون تحت التعذيب وبينما آلاف مؤلفة من طلاب الجامعات والنساء والعمال والمراسلين و المثقفين يعيشون تحت أسوأ الظروف في سجون ومعتقلات النظام أو يخضعون للقمع. وطالبت المقاومة الايرانية باحالة ملف انتهاك حقوق الانسان المستمر بشكل همجي في ايران الى مجلس الأمن الدولي ومحاكمة قادة النظام في محاكم دولية بتهمة الجريمة ضد الانسانية. نظام مجوسي إيراني يفتقر لأبسط الأخلاق والإنسانية ورغم ذلك يدعي الإسلام والإيمان ، والإسلام منه براء كبراءة الذئب من دهم يوسف ، فقد أفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى ضد نظام الملالي الإرهابي عندما قام بمجزرة بحق المعارضة الإيرانية في معسكر أشرف في العراق ، وبتواطؤ نظام المالكي العميل الطائفي الإرهابي وأقر الاتحاد القرارات الاتية : أولاً: أن الإجراءات التعسفية بحق المستضعفين واللاجئين، أمر محظور شرعاً، تحرمها شريعتنا الإسلامية الغراء، وجميع الأديان السماوية، والقوانين الدولية، بل تأباه الفطرة الإنسانية السليمة، التي تدعو إلى رعاية الضعيف، وحمايته من الاعتداء عليه، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى:: فإن الله حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم ثانياً: إن هؤلاء اللاجئين ضيوف على الدولة التي قبلتهم، وعليها شرعاً وقانوناً حمايتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة، ثم الفطرة السليمة، والشهامة الإنسانية، تقتضي أن توفر الدولة العراقية كل وسائل الحماية والرعاية لهم، إلى أن يعودوا إلى بلادهم، أو أي بلد آخر، بكامل حريتهم، ومحض إرادتهم. ثالثا : وبناء على المعلومات المؤكدة من المنظمات الدولية، وشهود العيان، أن الحكومة العراقية لم تقم بواجبها نحو هؤلاء، بل قامت بعض أجهزتها بإجراءات تعسفية، واعتداءات مهينة، لذلك لا يسع الاتحاد إلا أن يدين ذلك، وأن يطالب الحكومة العراقية بتوفير الحماية والرعاية الإنسانية الكافية، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة توجب إغاثة الملهوف، ورعاية الضعيف، وتوفير الحياة الكريمة للمحتاج، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) متفق عليه، وعند مسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه). رابعاً : يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بأن تقوم بواجبها الإسلامي والإنساني تجاه الجميع، ولا سيما أمام اللاجئين الذين يعيشون على أرضها، وأن ترفع عنهم الحيف والظلم، وتعيدهم إلى معسكر أشرف، أو أي مكان مناسب، وأن توفر لهم الحماية لضرورياتهم، وتوفير حاجياتهم، وتحقيق الأمن والسلامة لهم. وما يؤكد مقدرة المعارضة الإيرانية على فهم طبيعة نظام الملالي الإيراني وقدرتها على التصدي له واختراقة أنه في عام 2003, عند سقوط النظام العراقي السابق وفتح كل الأبواب العراقية على مصاريعها أمام "نظام ولاية الفقيه المجوسي", جزمت اكثر الاوساط السياسية والاستخبارية بأن منظمة مجاهدي خلق باتت في مهب الريح وان أمرها قد حسم وستصير في خبر كان ، لكن الصراع المرير الذي كان"ولايزال"قائما بين نظام الملالي وهذه المنظمة قد توج بتوفير فرصة ذهبية فريدة من نوعها حيث وجد النظام الايراني نفسه فجأة أمام 3500 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المتواجدين في معسكر أشرف في وسط أوضاع وأجواء ضبابية ملبدة بالغيوم وغير واضحة بالمرة, وقد كانت الكفة وقتها راجحة وبصورة كاملة لصالح الملالي, والانكى من ذلك أن النظام الايراني قد سرب العشرات من الحافلات الى داخل الاراضي العراقية عبر حدود المنذرية ترافقها مجاميع كبيرة من قوات الحرس الثوري المدعومة من قبل مسلحي"البي بي كيه " على أمل أن يقتاد ال¯"3500" فرد من سكان أشرف كأسرى الى طهران, لكن الذي حصل أن قوات الحرس الثوري تكبدت خسائر فادحة ورجعت خائبة مهزومة مع حافلاتها التي ملئت بالجرحى والقتلى من أفرادهم! لقد صار معسكر أشرف ومن بعده مخيم ليبرتي, موضوعا حيويا وذا أهمية خاصة منذ عام 2003 وإلى الان, وإن أحد الأسباب الجوهرية التي أبقت نوري المالكي في كرسي رئاسة الوزارة هو هذا الموضوع, وأن الوعد الذي قطعه المالكي للنظام الايراني"في مقابل دعمه للبقاء في كرسي الحكم", هو حسم هذا الموضوع, وقطعا أن المواجهات الدامية التي حصلت بين الافراد العزل في معسكر أشرف والقوات العراقية المدججة بمختلف أنواع الاسلحة والتي كان أبرزها وأخطرها مذبحة الثامن من ابريل عام 2011, والتي راح ضحيتها 36 من سكان أشرف فيما جرح قرابة 500 آخرين, الى جانب المجزرة الاخيرة التي تمت عقب القصف الصاروخي الاهوج الذي قامت به عصابة واثق البطاط التابعة للولي الفقيه ضد مخيم ليبرتي, والاغرب من كل ذلك, هناك معلومات مؤكدة من داخل النظام الايراني تؤكد عزم هذا النظام توجيه ضربات أخرى شبيهة بتلك التي وجهتها عصابة البطاط الإرهابي العميل, والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا يصر النظام الايراني على ضرب هؤلاء السكان العزل في الوقت الذي ملأ الاعلام العربي والعالمي بزعم مفاده أن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من تأثير داخل إيران؟ قبل أكثر من عام, وفي أحد الاجتماعات العامة خاطب وزير استخبارات النظام الايراني محمد مصلحي اولياء أمور الطلبة قائلا: أرجو أن تحذروا أولادكم من الانخراط ضمن تشكيلات منظمة مجاهدي خلق لأنهم لايعرفون شيئا كآبائهم عنها, لكن لنتساءل: من الذي يقوم بكسب وجذب هؤلاء الشباب الى صفوف منظمة مجاهدي خلق؟ قطعا أنهم أفراد من أبناء الشعب الايراني المتواجدين في مختلف المدن والمناطق الايرانية, وهذا الاعتراف الخطير يكشف حقيقة أن الشباب الايراني لايزال مأخوذا ومندفعا بأفكار ومبادئ منظمة مجاهدي خلق. وفي عام 2009, وفي ذورة الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد النظام على أثر الضجة التي أثيرت بخصوص إعادة انتخاب أحمدي نجاد والتي انقلبت الى انتفاضة ضد نظام ولاية الفقيه وتم فيها وللمرة الاولى في تاريخ نظام ولاية الفقيه تمزيق صور الولي الفقيه نفسه والدعوة لاسقاطه, يومها انبرى قادة النظام وعلى رأسهم خامنئي نفسه بإلقاء اللائمة على منظمة مجاهدي خلق لأنها"استغلت الانتفاضة وجعلتها لصالحها" والسؤال الذي يطرح نفسه مجددا هو: هل من السهولة أن يتم لمنظمة السيطرة على مثل تلك الانتفاضة الكبيرة جدا لو لم يكن هنالك من ترابط والتقاء وتفاعل بين أفكار ومبادئ وأهداف المنظمة وبين طموحات وهموم الشعب الإيراني المنتفض؟ اواخر العام المنصرم, وعندما نجحت المنظمة في الخروج من قائمة الارهاب الاميركية والتي وقعت في حبائله بسبب ذلك الشرك والفخ الإرهابي الذي نصبه النظام لها عبر خداع وإيهام الاميركيين انطلقت حملة جارفة من التصريحات العنيفة جدا ضد الادارة الاميركية لإقدامها على هكذا خطوة"رغم أن القرار كان أساسه قضائياً حيث انتصرت مجاهدي خلق قضائيا قبل انتصارها سياسيا", ومازالت هذه التصريحات مستمرة حتى يومنا هذا, والسؤال هنا أيضا هو: ماخوفكم من منظمة تخرج من قائمة الارهاب طالما لم يعد لها من وجود وتأثير داخل إيران كما تزعمون؟ ومنذ خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الاميركية بدأت تعمل على ملفين مهمين وبالغي الحساسية وهما: • ملف حقوق الإنسان في إيران والذي تطالب المنظمة باحالته الى مجلس الامن, ولامراء من القول إنها خطت للأمام خطى ملموسة عندما وجدت آذانا دولية صاغية لها, وان الغيث أوله قطرة ثم ينهمر. • ملف الاعتراف بنضال الشعب الايراني ومقاومته الوطنية من أجل الحرية والديمقراطية وسحب الاعتراف بالنظام القمعي في طهران, وهذا الامر أيضا صار محط اهتمام ودراسة الاوساط الدولية لخطورة وجدية الاقتراح. ان الاهتمام غير العادي للنظام بملاحقة سكان أشرف وليبرتي وكذلك متابعة كل مايتعلق بنشاطات منظمة مجاهدي خلق داخليا وإقليميا ودوليا, يدل على أمر واحد وهو أن المنظمة هي البديل الحقيقي والواقعي القائم على أرض الواقع للنظام, وإلقاء نظرة متفحصة على عموم ساحة المعارضة الايرانية نجد في النهاية بأن منظمة مجاهدي خلق هي الوحيدة التي تصدع رأس النظام وتهد من دعائمه وتزلزل ركائزه, وأن نظام الملالي الذي يعلم جيدا بأن القوة الفعالة التي هيأت الارضية لإسقاط نظام الشاه لم تكن سوى منظمة مجاهدي خلق, واليوم يتخوفون من تكرار نفس السيناريو, وقطعا فإن التغيير آت لإيران حتما ولامناص منه. سكان ليبرتي-أشرف سابقاً- من جهة هم محرومون من الحدود الدنيا للمستلزمات الطبية التي كانت لديهم في أشرف كون الحكومة العراقية تمنع نقل الأجهزة الطبية للسكان الى ليبرتي ومن جهة أخرى تفتقر العيادة العراقية في ليبرتي الى أبسط الامكانيات والأجهزة الأساسية لمعالجة الحالات الطارئة كما أن السكان محرومون من الوصول الى الخدمات الطبية في العراق. وقد اشارة مارتن كوبلر المراقب الأممي في معسكر ليبرتي الى شخص باسم مسعود دوراني الافغاني الذي ارتباطاته و مساعيه المنظمة لاقتياد سكان ليبرتي الى فندق تسيطر عليه وزارة مخابرات الملالي في بغداد معروفة لدى جميع السكان. واستفز السكان فيما يتعلق باستشهاد حميد ربيع واعتراضهم بأنه لماذا لم يتم نقل حميد الى ألمانيا حيث قال باستهزاء : لا ضير، انه يدخل الجنة ، والجنرال فيليبس الذي كان مسؤولا عن حماية أشرف قد أكد في كلمته لمناسبة الاعتداء الصاروخي على ليبرتي مخاطباً كوبلر«انك أداة بيد نظام الملالي. انك جهزت الموقف لوقوع القتل. ولكن رغم ذلك فانك لا تقبل حتى تفقد هذا المشهد العدائي. ما الذي لدى نظام الملالي من ورقة ضدك؟ ما هو السيف المسلط على رقبتك لديهم؟ اني أفكر بجد ما الذي فعلته من فعلة سيئة بحيث انك حاضر الآن أن تتحمل القتل المتعمد بحق اولئك التواقين للحرية وأن تكون شريكاً في الجريمة والواقع أن كوبلر أيديه ملطخة بدماء الأبرياء. انه وصمة عار وخجل يجب ازالتها من جبين وسجل الأمم المتحدة. الواقع أن سكان أشرف وليبرتي ليسوا هم فقط ضاقوا ذرعاً من انحياز كوبلر الى المالكي وجرائمه. وانما أبناء الشعب العراقي هم الآخرون ينظرون في انتفاضتهم الواسعة ضد ديكتاتور العراق الجديد الى كوبلر بمثابة أداة للقمع والضغط بيد المالكي ويطالبون بعزله واستبداله بممثل محايد. والمقاومة الايرانية تطالب مجلس الأمن الدولي بتشكيل بعثة محايدة للتحقيق حول كل من منفذي وآمري ومسهلي الجريمة التي وقعت في 9 شباط/ فبراير واحالتهم الى المحكمة الجنائية الدولية وارغام الحكومة العراقية على اعادة سكان ليبرتي الى أشرف لتوفير الحد الأدنى من الأمن لهم وأن يطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين ممثل محايد وصالح لحل قضية ليبرتي وأشرف لذلك لابد من الاستفادة من المعارضة الإيرانية من أجل دعم الثورة السورية فقد نددت المقاومة الايرانية بقوة بمحاولة اغتيال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر حيث استهدفه الحقد الدفين لنظام الأسد الإرهابي المتحالف مع نظام الملالي الاجرامي في عملية ارهابية وتمنت له الشفاء العاجل،و أكدت أن نظام الملالي الذي لا يستطيع اخفاء فرحته بسبب هذه العملية الارهابية يصف بثقافته المعروفة الجيش السوري الحر بـ «الزمرة الارهابية» و أدلى بتصريحات ضد العقيد الأسعد بأدبيات الملالي المقززة، الأمر الذي لا يجلب سوى الفضيحة لقادة هذا النظام والموالين له في سوريا. لا شك أن الجيش السوري الحر وبدعم من الشعب السوري البطل سيسقط حكم الطاغية الإرهابي بشار الأسد الذي يمسك زمام السلطة بدعم شامل من قبل النظام الايراني المجوسي وقوات الحرس الثوري له. ثم يأتى النظام المجوسي في إيران للتدخل في قرارات الجامعة العربية ، وأنه وصيا على العرب ودولهم ، وهذا انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي لا يعترف بها ملالي الحقد المجوسي الإيراني فقد قال وزير الخارجية الإيراني حول قرار الجامعة العربية منح المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية ،أن هذا يشكل «سابقة خطيرة» لن تؤدي إلا إلى «مفاقمة المشاكل»، بل إنها قد «تنهي دور (الجامعة العربية) في المنطقة»، ثم يقول نائبه. الشكاوى الإيرانية تمثل الجانب الدبلوماسي من حرب وكالة على الميدان في سوريا، ولم يعرف هؤلاء أن الجامعة هي عربية والاعضاء هم عرب والدول المنضوي تحت لوائها عربية يعنلون ماذا يريدون ويعزلون الإرهابي بشار ونظامه فلماذا تدافع ايران المجوسية عن الأسد إلا إذا كان ذلك لأسباب طائفية ومذهبية مقيتة كيف لجمهورية اسلامية كما تدعي زوراً وبهتاناً وهي تدافع عن مجرم يبيد شعبه بجميع انواع الاسلحة من سكود حتى الكيماوي وكيف لهذا النظام المجوسي الذي دافع عن ثورة تونس ومصر أن يدافع عن الجزار الإرهابي بشارالأسد وتمنع سقوطه بسرعة رغم أنه فاق عدد الضحايا أكثر مئة الف شهيد ولم يعرف هذا النظام المجوسي أن النظام النصيري الأسدي ساقط لا محالة والمسألة مجرد وقت لا اقل ولا اكثر بالرغم من الدعم الايراني الهائل لهذا للأسد بعشرات المليارات من الدولارات وامداده بجميع انواع الاسلحة عبر العراق ومصر عبر قناة السويس ولبنان وحزب الله ولكن كل هذا الدعم لن يفيد هذا النظام الذي اصبح يعيش الان على المساعدات الايرانية والروسية وبعد سقوط الطاغية ستخرج ايران ذليلة من الشام وكل بلاد العرب وذلك بعد أن يدوس الشعب السوري على غطرستها ومجوسيتها سينتهي اذناب ايران المرتزقة في سوريا وكل المنطقة ، وسيظهر أحفاد سيف الله المسلول الذي اذاق المجوس العلقم خالد ابن الوليد وعمرو بن معد يكرب ، كما أن الشعب السوري لن يسمح بانشاء دويلة علوية نصيرية مسخة تكون ذيلاً لملالي إيران المجوسية والواقع أن إيران، ورغم دعمها العلني القوي للأسد، يبدو أنها أخذت تستعد لعالم ما بعد الأسد ، وفي هذا الإطار، يقول «مهدي خلجي»، المتخصص في إيران بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «إن إيران حتى الآن ناجحة؛ ومن دون المساعدة المالية والاستراتيجية الإيرانية، لكان الأسد قد سقط قبل وقت طويل»، مضيفاً «ولكن على صعيد السياسات، يمتلك الإيرانيون خطة بديلة. وبالتالي، فحتى في حال سقوط الأسد، فإن إيران ستكون قادرة إلى حد ما على حماية مصالحها». والخطة كما يرى الكثيرون تعتمد على ميليشيا موالية للنظام ساعدت إيران على إنشائها وتدعى «الجيش الشعبي». وتستطيع هذه الميليشيا حماية العلويين السوريين – الذين يعتبرون أنفسهم فرعاً من الشيعة وينتمي إليهم الأسد والجزء الرئيسي من نظامه – في حال عزلوا في جزء صغير من البلاد في شمال غرب سوريا، على الساحل إلى الحدود مع لبنان. ويقول خلجي في هذا الصدد: «من حيث البروباجندا، لا أعتقد أن الإيرانيين لن يعترفوا بهذه الإمكانية (سقوط الأسد) في المستقبل القريب». ولكن خطة إيران البديلة مع الميليشيا الموالية للنظام تعني أنه حتى في حال نحي الأسد عن السلطة، فإنه طالما أن ثمة منطقة للعلويين في سوريا، فإن إيران قد تتمكن رغم ذلك من الحفاظ على علاقات مع بعض المجموعات المقاتلة. ويقول خلجي: «من خلال مساعدتها، ستحرص (إيران) على إمكانية استعمال جزء من سوريا كجسر للوصول إلى لبنان والأراضي الفلسطينية». وفي قمة الجامعة العربية في الدوحة، ربما كان التصدي لأي دعم إيراني لنظام الأسد يقف وراء الاستعداد للاعتراف بالائتلاف المعارض للنظام باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وقال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب بعد أن شغل مقعد سوريا خلال اجتماع الجامعة العربية: «إننا نطالب... بكل أشكال الدعم من أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك حقنا الكامل في الدفاع عن النفس» ، وهو ما يحدث منذ بعض الوقت، حسب بعض التقارير. ذلك أن النقل الجوي لمساعدات عسكرية من حكومات عربية وتركيا إلى الثوار السوريين قد «توسع وتطور إلى تدفق أكثر أهمية واضطراداً أواخر العام الماضي»، كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في الرابع والعشرين من مارس. وفي هذا السياق، يقول هيو جريفيث من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للصحيفة: «إن قوة ووتيرة رحلات (الأسلحة) هذه تشير إلى عملية لوجستية عسكرية سرية منسقة ومحكمة التخطيط». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» وما يدل على تورط إيران العلني في دعم نظام الأسد الإرهابي أنه قد كشف مصدر رفيع في "المجلس الإسلامي الأعلى" الشيعي برئاسة عمار الحكيم عن أن عدد الرحلات الإيرانية التي تمر بالأجواء العراقية إلى سوريا تقدَّر بما بين 8 و12 رحلة في اليوم الواحد عبر مطارات ثلاث هي: بغداد، والنجف، والسليمانية داخل إقليم كردستان؛ لإمداد بشار الأسد بالسلاح والمقاتلين. ونقلت صحيفة السياسة قول المصدر: "إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب خفض عدد الرحلات بشكل سريع؛ على اعتبار أن العدد الكبير لهذه الطائرات الإيرانية هو ما أثار الشكوك حول وجود جسر جوي إيراني لنقل المعدات العسكرية والمقاتلين لمساندة الأسد". وأضاف القيادي: "إن الرحلات الإيرانية كانت تتم بسرية تامة, حيث طلب المالكي من المعنيين بمراقبة الأجواء العراقية منع تسرُّب أية معلومات عنها لأسباب وصفت بالأمنية والسياسية, خشية أن تستثمر هذه المعلومات من قبل معارضي رئيس الوزراء لشن حملة سياسية ضده في الداخل وعلى المستوى الدولي". وأوضح القيادي أن "الطائرات الإيرانية تعتمد على بعض الحيل التضليلية بتنسيق مع مسؤولين عراقيين, منها الهبوط في مطارات بغداد والنجف والسليمانية لإنزال ركاب أو شحنات تجارية إذا كانت طائرات نقل, لبلورة انطباع أن الطائرة الإيرانية أفرغت حمولتها داخل العراق أو أن بقية الشحنة هي من نفس البضاعة التي أنزلت في المطارات العراقية مثل مواد غذائية أو كهربائية أو صناعية أو زراعية, بعدها تتابع الطائرات طريقها إلى سوريا". يشار إلى أن إيران والعراق من أكبر الدول الداعمة لنظام الأسد، وقد كشفت تقارير صحفية في وقت سابق عن تورط البلدين في تهريب سلاح إلى عصابات الأسد في الداخل السوري وإرسال مقاتلين شيعة للقتال معه. وحول الموقف الأمريكي من إيران في ظل الثورة السورية فمنذ وصول باراك اوباما الى حكم البيت الأبيض اعتمد مقاربة مختلفة مع إيران، اعتمدت على القطيعة مع مصطلحات المحافظين الجدد وأساليبهم السياسية في كل ما يتعلق بالشأن الإيراني، دون تغير جدي في الأهداف الأمريكية وعلى رأسها إجبار إيران على وقف برنامجها النووي، ودون أي تراجع في سياسة الحصار المفروض امريكيا وغربيا على ايران منذ أربعة عقود تقريبا. وليس هناك شك أن سياسة القطيعة مع أساليب المحافظين الجدد وإدارة الرئيس جورج وليام بوش خلال ثماني سنوات اتت حفاظا على المصالح الأمريكية في منطقة شنت فيها الولايات المتحدة حربين في أفغانستان والعراق المحاذيتين لإيران، وشهدت فيها القوة العسكرية الأمريكية انتكاسات عسكرية وسياسية تحمل الولايات المتحدة ايران دورا كبيرا فيها. وفي وقت كانت فيه الجيوش الأمريكية تستعد لمغادرة العراق وتضع جدولا زمنيا للانسحاب من أفغانستان، اتت احداث الربيع العربي لتعيد رسم خريطة القوى والتحالفات السياسية والاستراتيجية في المنطقة والعالم مع وصول جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم في اكثر من بلد عربي بفعل الغضب الشعبي، وبالتوافق مع الجيش الذي لا يزال حليفا لأمريكا في كل من تونس ومصر. ومن ثم أتى تدخل الغرب في ليبيا الذي أطاح بحكم القذافي مع الإطاحة بالدولة الليبية وتماسكها بينما اخذ الحدث السوري العلاقات الدولية والإقليمية الى مواجهة دبلوماسية أعادت انتاج مفاعيل الحرب الباردة وإن كان بأساليب مغايرة، اما ترجمتها العسكرية فهي حرب في سوريا امتدت على مساحة الوطن وأوجدت اوضاع جيواستراتيجية جاهزة للتغير وللتفتت على اكثر من صعيد ومنطقة وبلد. وتأتي حصيلة هذه الأحداث لا سيما الحدث السوري، لتعيد للولايات المتحدة إمكانية الفعل والمبادرة الذي فقدته بسبب حربي العراق وأفغانستان، واصبحت واشنطن التي كانت تتهم النظام في سوريا بضربها في العراق تضرب في الداخل السوري عبر المعارضة السورية المسلحة وعبر حلفائها الإقليمين من عرب واتراك، وهذا الوضع الإقليمي والسوري تحديدا عقد العلاقات الأمريكية الإيرانية المعقدة اصلا لأن نظام الأسد حليف استراتيجي لإيران، أضعفت أحداثه النفوذ الإيراني الذي يجد نفسه في موقع الدفاع في دمشق بعد ان كان في بغداد وفي كابول في موقع الهجوم. وفي استراتيجيتها في مواجهة ايران وفي غياب البديل العسكري والسياسي تعمل الإدارة الأمريكية على إنهاك إيران اقتصاديا عبر تطبيق الحصار التجاري بكافة أوجهه، خصوصا في المجال المصرفي وتقنية التحويلات التي تتحكم بها أمريكا عالميا عبر شبكة الانترنت العالمية التي تتحكم بها واشنطن بشكل كامل، وعبر النظام المصرفي العالمي الذي يعتمد مصرفين لنظام التحويلات المصرفية أحدهما في دولة اللكسمبورغ والثاني في لندن وكلا المصرفين تحت السيطرة الأمريكية البريطانية بشكل كامل. وقد اعتمدت واشنطن على هذا النظام في استراتيجية حصار إيران وأوقفت شركة "كلير ستريم" نظام التعامل المصرفي مع إيران، ما أوقف نظام الحوالات المصرفية من والى إيران وأثر هذا على تجارة النفط مع الدول التي تستورد النفط الإيراني، مثل الصين واليابان وكوريا والهند وذلك بعد ان أوقفت دول الاتحاد الأوروبي شراء النفط الإيراني . كما تعمل الولايات المتحدة في المجال الصناعي والتقني على منع ايران من الحصول على التقنيات الحديثة في كل المجالات، فضلا عن مقاطعة الجامعات الغربية للطلاب الإيرانيين بكل ما يتعلق بالفيزياء. وتفرض الولايات المتحدة حصارا على ايران في كل ما يتعلق بقطع غيار الطائرات المدينة وتقنية الطائرات وبيع طائرات مدنية، وتتبع سياسة العقوبات على كل الشركات التي تتعاون مع ايران ويشرف على سياسة الحظر المصرفي بنك "غولدمان ساكس" وبنك "ليمان بروزر"، وهذا الأخير مسؤول مباشر عن معاناة اللبنانيين الاقتصادية كونه الشركة المالية التي أوكلها البنك الدولي وضع لائحة الشروط على لبنان أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبناء على تك اللوائح حصلت حكومتي الحريري والسنيورة على جميع القروض الدولية بما فيها باريس 1 و2 .. بعيد فوز باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلى هامش ندوة في معهد العلاقات الدولية في باريس أكد "فرنسيس فوكوياما" صاحب نظرية نهاية التاريخ، ان باراك اوباما أتى ليحافظ على القيادة الأمريكية للعالم، وفي خطاب توليه الرئاسة امام الكونغرس تناول باراك اوباما حرب العشر سنوات التي خاضتها امريكا في أفغانستان والعراق، مشيرا الى تغير جذري في الاستراتيجية الأمريكية التي اعتمدت على الحرب وسيلة وحيدة في العلاقات الدولية خلال عهد جورج بوش الابن. موقف أوباما هذا اعاده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالقول، أن الاستراتيجية الأمريكية ليست محددة فقط في الحرب على "الإرهاب" وفي التدخلات العسكرية، معدد اوجه النفوذ الأمريكي في العالم بالأمن الغذائي ومكافحة التغير المناخي التي جعلها باراك اوباما أولويات لولايته الثانية، وفي كلامه عن الاستراتيجية الأمريكية حيال ايران خصوصا في قضية الملف النووي اكد كيري أن واشنطن سوف تفعل كل شيء حتى لا تحصل ايران يوما على القنبلة النووية. اما باراك اوباما في خطابه الذي دشن به ولايته الثانية، فقد قال أنه يفضل حلا سياسيا ودبلوماسيا مع ايران، مؤكداً على قراره بعدم شن أية حرب حتى يعطي للدبلوماسية كل حظوظ النجاح، وهذا هو أساس الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الموضوع النووي الإيراني. فالولايات المتحدة ليس لديها استراتيجية حرب ضد إيران كما انها لا تملك مسارا سياسيا واضحا، وهي تتعامل مع الموضوع على طريقة المراحل، كما يقول "إيف بونيه" المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا في حديث مع موقع المنار، مضيفا ان الولايات المتحدة تريد حلا سياسيا للأزمة مع استمرار اشارتها للحل العسكري عبر القول ان كل الاحتمالات موضوعة على الطاولة . وعليه فالولايات المتحدة لا تريد حربا مع ايران تخرج عن نطاق السيطرة وقد تمتد سنوات طويلة، لذلك تمنع إدارة اوباما اسرائيل من التحرك عسكريا ضد ايران. و ان إسرائيل لن تخرج عن الإرادة الأمريكية في هذا المجال حتى في ضربة صغيرة ومحدودة، كما حصل في الغارة الجوية التي شنتها بالقرب من العاصمة السورية دمشق، حيث كانت إسرائيل حريصة على التنسق الدائم مع الولايات المتحدة وهي أخذت إذنا من الولايات المتحدة لتنفيذ هذه الغارة المحددة. وأن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا زار واشنطن قبل الغارة حاملا معه كل المعطيات الإسرائيلية، حتى حصلت إسرائيل على إذن واشنطن بشن الغارة الجوية . كما أن الولايات المتحدة تنسق مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا و بقدر أكثر حذرا في سوريا لكنها تبدو غير مرتاحة لرؤية الشرق الأوسط يسقط في يد الإخوان المسلمين بشكل كامل وبطريقة يشعر بها الإخوان على المدى المتوسط بعدم الحاجة لواشنطن، وهذا ما يجعل خيار التوافق مع ايران مطروحا بقوة في امريكا، للإبقاء على توازن قوى في المنطقة يمكن لأمريكا من خلاله ايجاد مساحة وهامش من التحرك لدى ايران وحلفائها، ولدى جماعة الإخوان ومن خلفهم السلفيين، ويمكنها أيضا من استغلال نقاط الخلاف والتناقضات بين الطرفين في عملية تقوية نفوذها، فالحرب على ايران ليست مضمونة النتائج بالنسبة لواشنطن فضلا عن أنها سوف تصب في مصلحة انظمة الخليج وخصوصا العائلة السعودية التي تفقد شيئا فشيئا أهميتها الاستراتيجية بالنسية لواشنطن بسبب الاكتشافات النفطية الصخرية في الغرب أو ما يسمى بنفط "الشيست"، فضلا عن الحمل المعنوي والسياسي التي تتحمله واشنطن جراء دعمها للنظام السعودي ولأنظمة الخليج الأسرية ، في وقت تشهد فيها المنطقة حراكا واسعا. وهذا التفكير الأمريكي بالتحديد والذي بدا يظهر في وسائل الإعلام الغربية تخيف إرهاصاته واتساع رقعة الحديث عنه العائلة السعودية الحاكمة التي تجد نفسها في صراع خفي مع واشنطن "اوباما"، كما هي حال نتنياهو في إسرائيل وهذه الاستراتيجية الأمريكية التي لا تريد صداما عسكريا مع طهران لا تحظى برضى المملكة العربية السعودية التي تريد من امريكا ضرب ايران عسكريا وتبدي استعدادها مع باقي دول الخليج لدفع الفاتورة المالية لأية حرب تشنها امريكا ضد إيران. لكن أحداث الربيع العربي وتحديدا في مصر وما رافقها من عودة روسية الى الساحة الدولية أدت بواشنطن إلى عدم الأخذ برأي السعودية في القرارات الاستراتيجية المتعلقة بشؤون المنطقة ومصيرها، فباراك أوباما ساعد على الإطاحة بحسني مبارك رغم تمسك السعودية به وغضبها من تخلي واشنطن عنه وعن نظامه. ويمكن التمييز بين تيارين داخل واشنطن: الأول، يرى أن الخيار العسكري قائم ويمكن التعويل عليه في حسم الصراع، وخاصة إذا أخذ صورة تسليح المعارضة، وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في 28 فبراير الفائت، أن "واشنطن سوف تعزز دعمها للمعارضة السورية عبر تدريب مقاتلين ينتمون لها"، كما حث السيناتور الجمهوري ماركو روبيو الرئيس باراك أوباما، في 22 فبراير الفائت، على تسليح المعارضة بقوله إن "القيادة السورية الجديدة لا بد أن تتسلح جيدًا حتى تكون قادرة على إدارة البلاد بعد سقوط بشار الأسد". ويعتبر رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال ريموند أوديرنو من مناصري هذا التيار، حيث صرح في 17 فبراير بأن "خطط التدخل في سوريا جاهزة". والثاني، يؤيد الحل السياسي للصراع، والتعاون مع المعارضة غير المسلحة، ويرى أن الحل العسكري ذو تكلفة عالية، ويتبنى هذا التوجه وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل، حيث رفض كيري، في 28 فبراير الفائت، تقديم سلاح للمعارضة السورية، كما أكد خلال لقائه نظيره البريطاني ويليام هيج، في 25 من الشهر نفسه، على أن "الحل السياسي لا يزال من أولويات الولايات المتحدة". في حين أعلن وزير الدفاع هيجل، خلال جلسة الاستماع في لجنة مجلس الشيوخ، في 31 يناير الماضي، أنه "لا يؤيد فكرة توريد السلاح إلى المعارضة السورية"، وشدد على أن الإدارة الأمريكية يجب أن تواصل تقديم المساعدات "غير القاتلة" لـ"المعارضة غير المسلحة". ويلاحظ عدم اقتناع أوباما بفعالية الخيار العسكري لحسم الصراع في سوريا، حتى الآن، وحرصه على تجنب تكرار سنياريو العراق، لا سيما في ظل عدم وضوح التداعيات التي يمكن أن تنجم عن استخدام هذا الخيار، وهو ما عبر عنه أوباما في حواره مع مجلة New Republic الأمريكية في 27 يناير الماضي، بطرحه حزمة من التساؤلات دون إجابة مثل: "هل للتدخل العسكري تأثير؟، وماذا سيحل بعد التدخل على الأرض؟، وهل سيتسبب ذلك في عمليات عنف أكثر سوءًا أو استخدام أسلحة كيميائية؟ وما هو البديل الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد نظام الأسد؟". ومع ذلك، فإن ثمة تغيرًا أمريكيًّا ملحوظًا إزاء عملية تسليح المعارضة، حيث تغاضت واشنطن عن شراء السعودية كمية كبيرة من الأسلحة من كرواتيا عبر الأردن، وإرسالها للمعارضين السوريين، تضمنت، استنادًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في 26 فبراير الفائت، آلاف البنادق ومئات الرشاشات، فضلا عن كميات غير محدودة من الذخيرة، وذلك على عكس ما فعلت من قبل في شهر يوليو من العام الماضي، حين سارعت إلى إيقاف شحنة من 14 صاروخ "ستينجر" عند وصولها إلى منطقة هاتاي وقام ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون مع الجيش التركي بمنع إيصال هذه الصواريخ إلى الثوار. وربما يعود السبب في ذلك إلى أن واشنطن باتت تعرف من يحصل عليها وجهة استعمالها. كما أشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، نشر في 27 فبراير الفائت، إلى أن "واشنطن سوف تغير سياساتها تجاه سوريا، وتبحث إمكانية إرسال سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى مقاتلي المعارضة السورية". وعليه فإن عدم رغبة واشنطن عن استخدام الخيار العسكري في سوريا، يعود إلى اعتبارات عديدة: أولها، الخوف من تكرار سيناريو العراق، وما قد يترتب على ذلك من اضطرارها إلى التورط في حرب بالوكالة تضعها في مواجهة كل من روسيا وإيران، وقد عبر عن هذا الموقف الرئيس أوباما ونائبه جوزيف بايدين ومستشاره لشئون الأمن القومي توماس دونيلون. وثانيها، تصاعد تأثير ونفوذ الجماعات المتطرفة، مثل "جبهة النصرة"، التي تخشى واشنطن من أن تكون "نقطة انطلاق" للقاعدة من الشام مرة أخرى، وهو ما دفعها إلى تصنيف "الجبهة" على أنها جماعة إرهابية في ديسمبر 2012، والسماح بإرسال سلاح نوعي إلى مقاتلين في الجيش السوري الحر في درعا وعدد من مناطق الشمال السوري، لتغليب كفتهم على عناصر متطرفة في الجيش الحر ينتمون إلى "جبهة النصرة". وثالثها، تزايد احتمالات إقدام نظام الأسد على استخدام مخزون الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة. في النهاية، فإنه رغم أهمية الموقف الأمريكي في تحديد مسار الصراع الدائر في سوريا، إلا أن واشنطن لن تكون قادرة وحدها على حسمه، كما أن القوى الأخرى لا سيما تركيا لا تستطيع حسمه بمفردها، وهو ما يعني أن إدارة الرئيس أوباما في حاجة لتبني "دبلوماسية إقليمية"، تضمن بها تأييد القوى المؤثرة في الصراع، وقد أشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في هذا الإطار، إلى أنه إذا عملت واشنطن مع أنقرة فبإمكانهما تحقيق "النتيجة النهائية" في دمشق وعليه ففي ظل هذه التعقيدات ليست امريكا في وضع يسمح لها في الدخول في حرب مع ايران لا تدري متى وكيف تنتهي، كما انها ليست على استعداد لدفع ثمنها البشري بعد الخسائر البشرية في العراق وأفغانستان، فالخيار العسكري غير مطروح مع ايران وليس لديه أرضية عملية تؤكد نجاحه، والخيار السياسي ينتظر نضوج أرضية إقليمية في سوريا وربما الجوار، وما زال امامه وقتا كي يتبلور وتتضح معالمه، ومع كل هذه المفارقات يبقى الانتظار امرا واقعا مفروضا على الجميع على طريقة الأمر الواقع ونشير هنا إلى ملاحظة مهمة جدا وهي أن لحظات الاحتضار الأخيرة للنظام قد تكون هي الأخطر و الانتقام السادي و الاجرامي قد يكون الدافع لهذا التصرف الانتحاري من قبل النظام المتوافق مع الرغبة الدولية التي تتنصل منها بسهولة في هذه الحال ، كما ينبغي على سياسيي المعارضة التركيز و بشدة على تحميل المجتمع الدولي كامل المسؤولية عن أي هجوم كيميائي و أنه لو حصل هذا الأمر فلن يكون الدم السوري إلا وبالا على كل من تواطئ و لو بالصمت لسفكه ، فبقدر ما كان بلدنا مصدر حضارة و إشعاع علمي فإنه سيكون نكالا لمن تسبب بتدميره و إقصاءه و عندها لن تكون لدى الغرب أي حجة في الحديث عن مخاوفهم من الإرهاب لأنهم سيكونون الإرهاب بعينه و لن ينفع أي ترقيع إعلامي مهما بلغ من عبارات الشجب و الاستنكار أو حتى التدخل و المساعدة في الوقت الضائع. إن مصالح أيران الاستراتيجية في العراق والعالم العربي ، هي أكثر من مجرد محاولة منهجية ومنظمة لصياغة دول عربية جديدة ذي مواصفات خاصة وتركيبة معينة تضمن تحقيق هذه المصالح من جانب، وتضمن لها فرض شروطها على الخليج العربي و الولايات المتحدة من جانب آخر، كما أن هذه المصالح لن تتحقق سوى بالاحتلال الإيراني الغير مباشر لهذه الدول بحيث تكون تحت هيمنتها ومن بعده دول الخليج العربي تحت مسمى مجوسي الخليج الفارسي التي تبدأ حدوده من العراق وتستمر الى الخليج الفارسي ومنها الدول العربية لذلك فإن نقطة الارتكاز الطبيعية، بل والواقعية، لفهم حجم الاحتلال الإيراني الغير مباشر لبعض الدول العربية ومنها العراق وسوريا ولبنان هي الإدراك الصحيح لأبعاد وطبيعة المصالح الاستراتيجية الإيرانية الراهنة تجاه هذه الدول ، وهذه المصالح واضحة نسبياً وفي معظمها معترف بها بشكل صريح، كما أن من المهم التعرف على الأدوات والآليات التي تعتمدها طهران لفرض احتلالها غير المباشر وتحقيق هذه المصالح، والوقوف على مدى النجاح الذي حققته هذه الاستراتيجية حتى الآن. من أهم أولويات طهران الراهنة الحيلولة دون ظهور دول عربية قوية كتهديد لها حتى تتمكن من اكمال مشروعها المجوسي لاحتلال المنطقة سواء كان ذلك تهديداً عسكرياً أو سياسياً أو أيديولوجياً أو مذهبياً، وسواء كان من خلال سقوط هذه الدول في حرب أهلية طائفية أو تقسيمها إلى دويلات، أو انهيار وتفاقم حالة انعدام الأمن والاستقرار، وانتشار الفوضى الداخلية فيها، وهذا يتحقق من خلال الاحتلال الإيراني الغير مباشر لهذه الدول حتى تستطيع فرض أجندتها ومشروعها الإقليمي. ومن الواضح بداية أن إيران الخمينية لن تغفر لا للسنة العرب ولا حتى لشيعة العراق موقفهم من حرب الثماني سنوات التي شنها النظام المجوسي الإيراني على العراق ؛ ومساندتهم له؛ بل واشتراكهم في الحرب ضدها، فضلاً عن أنهم من الجنس العربي المعادي للفرس، وأنهم أصحاب مقامات آل البيت النبوي عليهم السلام التي يحج إليها شيعة العالم كل عام في النجف وكربلاء، ويتناسون الحج لمقابر ملالي إيران، فضلاً عن التنافس التقليدي في الزعامة المذهبية للشيعة بين "النجف العربي" و"قم الفارسي"، كل هذا يؤكد على نوايا طهران للانتقام من شيعة العراق، إلا أنها في الوقت نفسه تعمل على دعم الشيعة في العالم العربي لأنه التأكيد الوحيد لزعامتها لشيعة العالم، وهما مصلحتان متناقضتان ومتضاربتان، لذا فإن الاحتلال الإيراني الغير مباشر لبعض الدول العربية المذكورة يحل هذا التناقض، فهي ترى في مساعدتها لشيعة العرب عسكرياً ومادياً ومعنوياً ما يسمح لها بتأكيد زعامتها الشيعية العالمية، في حين أنها بدعمها لاستمرار الحرب الطائفية في هذه الدول تضمن الانتقام منهم. وهذا ما يحصل الان في دولة البحرين العربية صاحبة التاريخ العريق أما الطائفة السُّنية في العراق فإن إيران "الخمينية" لا تنسى أنها من ساند نظام صدام حسين؛ بل وكانت جزءاً أساسياً من نظامه، وشكلت حزب "البعث" المعادي للفرس في العراق عمليا لكن في سوريا صديقا كونه محكوم من قبل الأقلية النصيرية العلوية، وترى إيران أن السُّنة العرب معادون للمذهب الشيعي، ونصبوا المذابح للشيعة على مدار التاريخ كما يدعي مجرمو إيران من خلال تزوريرهم للتاريخ العربي المشرق، وترى أيضاً أن العرب السنة قادوا الجيوش التي حطمت الحكومات الشيعية مرات عديدة بداية من إنهاء الدولة الفاطمية في مصر والشام على أيدي صلاح الدين الإيوبي –كردي – وآخرها هزيمة الكبرياء الإيراني الذي يدعي الولاء لآل البيت عليهم السلام ودفعتهم لتجرع سم الهزيمة والاستسلام لقرار مجلس الأمن بإيقاف الحرب، التي كانت تعتبرها حرباً عقائدية بدأها صدام حسين ودول الخليج للقضاء على الثورة التي تدعي الأسلمة في إيران. لذا فإن لطهران هدفاً استراتيجياً مزدوجاً ضد السنة العرب ، فمن جانب تريد إحداث أكبر خسائر مادية وبشرية فيهم من خلال تصعيد الحرب الطائفية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج واليمن وهذا ما نلاحظه يحصل الان في عدة دول خليجية بداية الشرارة ، ومن جانب آخر تريد القضاء على أي نفوذ أو دور سياسي للسنة في مستقبل العرب والمنطقة، يضاف إلى ذلك هدف استراتيجي مهم هو ترهيب السُّنة في المنطقة من الوقوف ضد إيران وطموحها الإقليمي، وهذه الأهداف المركبة والمتداخلة تتحقق من خلال الاحتلال الإيراني غير المباشر للدول العربية وبدايتها سوريا والعراق ولبنان. إذا انتقلنا للعنصر الثالث من التركيبة الرئيسية لموازييك الشعب العراقي أو اللبناني أو السوري، وهم الأكراد والتركمان والشركس والأرمن وغيرهم من الإثنيات الأخرى في هذه الدول، نجد أن لطهران مصالح استراتيجية عدة تشمل: العمل على حرمان الأكراد من أي حقوق لهم حتى ضمن الحكم الذاتي أو حتى الفيدرالي لأن ذلك يشجع القومية الكردية في إيران على الانفصال، وفي الوقت ذاته لا تريد طهران أن تظهر بشكل مُعادٍ لمطالب الأكراد بحقوقهم الثقافية أو الخصوصية حتى لا تتنكر لتوجهاتها الثورية الثابتة والمعلنة في الدستور بدعم المستضعفين في الكون ضد القوى المستكبرة، وهذه المصالح كلها لن تتحقق سوى باحتلال إيران لهذه الدول بشكل غير مباشر من خلال حكومات عميلة لطهران فيها مثل حكومة الأسد النصيرية العلوية الطائفية أو حكومة المالكي الطائفية أو حكومة لبنان الخاضعة لنفوذ حزب الله الطائفي الموالي لإيران. وكان من أهداف طهران خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق – قبل خروج القوات الأمريكية من العراق أواخر 2011 ، فإنها كانت تتركز في العمل على زيادة التورط العسكري الأميركي في العراق، وتكبده أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية لإشغاله عن إيران "الخمينية" وطموحاتها الراديكالية من ناحية، والتأكيد على أن معضلة الفوضى الأمنية في العراق والسيطرة على الميليشيات الشيعية بيد طهران وحدها، والهدف من ذلك كان الضغط على واشنطن أن تتفاوض مع إيران لحل المسألة العراقية، وهو ما كانت تظن أنه سيسمح لطهران حينها بفرض شروطها والاعتراف بمكانتها الإقليمية من ناحية أخرى، ومنع واشنطن من استخدام ورقة "مجاهدي خلق" في تهديد إيران. ولا يجب أن ننسى النفط العراقي كمصلحة استراتيجية مهمة لطهران، حيث ترى إيران أن مساعدتها للشيعة للسيطرة على نفط الجنوب سيسمح لها بالتحكم فيه، إنتاجاً وسعراً، ولو بصورة غير مباشرة، وكذلك حال الأكراد إذا سيطروا على نفطهم فإن ذلك سيحرم السُّنة العرب من الثروة الوطنية العراقية، وهذا يعتبر، من وجهة نظر طهران، أكبر انتقام منهم. هذه الاستراتيجية تريد أن تتبعها في سوريا فيما لو تم التدخل العسكري الخارجي لدول العالم الحر في سوريا ، فمن أهداف طهران التركيز في العمل على زيادة التورط العسكري للدول التي تنوي التدخل أو التي تضع احتمالات التدخل نصب أعينها في سوريا، وتكبدها أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية لإشغالها عن إيران "الخمينية" وطموحاتها الراديكالية من ناحية، والتأكيد على أن معضلة الفوضى الأمنية في سوريا والسيطرة على الميليشيات الشيعية بيد طهران وحدها مثل الجيش الشعبي وحزب الله ، حيث تم انشاء الجيش الشعبي من المليشيات الشيعية والعلويين في وسوريا وهو تحت القيادة الإيرانية المباشر ويقدر عددهم بخمسين ألف إضافة لثلاثين ألف من حزب الله منخرطين في الحرب في سوريا لصالح النظام الأسدي، والهدف من ذلك الضغط على زعيمة دول العالم الحر واشنطن بحيث تجبر على التفاوض مع إيران لحل المسألة السورية، وهو ما تظن أنه سيسمح لطهران حينها بفرض شروطها والاعتراف بمكانتها الإقليمية من ناحية أخرى، ومصالحها في سوريا مابعد الأسد ومنع واشنطن من استخدام ورقة "مجاهدي خلق" في تهديد إيران. ولا يجب أن ننسى النفط السوري والغاز السوري وخاصة الذي تم اكتشافه في المياه الإقليمية للساحل السوري واللبناني كمصلحة استراتيجية مهمة لطهران، حيث ترى إيران أن مساعدتها للعلويين النصيريين واستمرار تحكم حزب الله بالحكومة اللبنانية للسيطرة على النفط والغاز السوري واللبناني سيسمح لها بالتحكم فيه، إنتاجاً وسعراً، ولو بصورة غير مباشرة، وكذلك حال الأكراد إذا سيطروا على النفط في الشرق السوري فإن ذلك سيحرم السُّنة العرب من الثروة الوطنية السورية، وهذا يعتبر، من وجهة نظر طهران، أكبر انتقام منهم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تحتل إيران سوريا والعراق ولبنان بشكل غير مباشر ؟ تشير المعلومات المؤكدة والمتوافرة حتى الآن إلى أن طهران تعتمد على وسائل وآليات عديدة لتفرض هذا الاحتلال مذهبياً وطائفياً وواقعياً وعسكرياً ومعنوياً، خاصة أن إيران بعد أن خاضت حرباً قاسية وموجعة لمدة ثماني سنوات مع العراق في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت أجهزتها الأمنية والمخابراتية السرية والعلنية على دراية واسعة بالتضاريس السياسية والطائفية داخل العراق ، إضافة لما أتاحه لها النظام النصيري الأسدي من تدخل في الحياة السورية واللبنانية حتى في أدق التفاصيل والأجهزة الحكومية واللبنانية ، حتى أن معظم الأجهزة السورية الدبلوماسية يتحكم فيها شخصيات إيرانية الأصل ومثال على ذلك الإرهابي بشار الجعفري الذي أخذ الجنسية السورية من فترة ليست بالطويلة ، ورغم ذلك تم تعيينة ممثل سوريا في الأمم المتحدة. ومن أهم هذه الوسائل الشبكة الواسعة الانتشار من العملاء والحرس الثوري وفيلق القدس والاحزاب المتنفذة في العراق وسوريا ولبنان ففي العراق حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وقوات بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق ، والدعاية المذهبية، وحملات الرعاية الاجتماعية التي تقوم بها المؤسسات الخيرية الإيرانية مثل مساعدة الفقراء والمتضررين من حالة عدم الاستقرار وافتقاد الأمن في العراق، وإعادة بناء الأماكن الشيعية المقدسة، وإرسال الفرق الطبية، وإرسال رجال الدين الإيرانيين من "المجمع العالمي لأهل البيت"، والدعم العسكري والمالي للمليشيات الشيعية بالسلاح والتدريب، خاصة لجيش الصدر وقوات بدر، فضلاً عن التواجد المباشر لعناصر مقاتلة من الحرس الثوري الإيراني في مناطق الشيعة لتنظيم وإدارة حرب العصابات والتطهير العرقي، بالإضافة إلى سيطرتها السياسية المباشرة على المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة، وتدخلها في الانتخابات ، وفي سوريا النظام الأسدي برمته فمعظم ضباط الصف الأول في الأمن والمخابرات والجيش والسفراء والسلك الدبلوماسي ، وتجار الصف الأول من العلويين النصيريين أو من الشيعة ، إضافة لإنشاءها للجيش الشعبي ، وتدخلات حزب الله وحركة أمل المواليين لها في سوريا وتحت قيادتها ، إضافة لسيطرتها على الكثير من المراكز التجارية والصناعية السورية من خلال عملائها من أتباع النظام الأسدي النصيري نفسه ، أما في لبنان فحركة أمل وحزب الله الذين يتحكمان بالقرار اللبناني ، وبمراكز القوة والحكم في لبنان وينفذان الاستراتيجية الإيرانية علناً . ويبنى الاحتلال الإيراني الغير مباشر للعراق وسوريا ولبنان بعدة استراتيجيات ففي العراق يقوم على استراتيجية معقدة ذات ثلاثة محاور: التشجيع على ديمقراطية الانتخابات كوسيلة لإنتاج الحكم الشيعي، والعمل على خلق درجة من الفوضى الداخلية يمكن السيطرة عليها، والاستثمار في سلسلة واسعة من الفاعلين العراقيين من الشيعة لضمان السيطرة الإيرانية على الوضع ، فالأزمة السورية بدأت «تطفح» خارج سوريا، إذ سقط سبعة عراقيين منذ فترة وجيزة كانوا برفقة جنود سوريين فروا من موقعهم الحدودي، فكان «الأشقاء من جنود النظامين» في قافلة تمضي لاستعادة ذلك الموقع الذي احتله «الجيش الحر»، فوقعوا في كمين داخل الأراضي العراقية نفذه عناصر من «الجيش السوري الحر» و حلفاؤهم من سنّة العراق الذين لم يخفوا تعاطفهم مع الثورة السورية، ورفعوا أعلامها في انتفاضتهم ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. المحصلة النهائية أن العراقيين المنقسمين حول قضاياهم الداخلية، زادوا عليها واحدة هي الانقسام حول الثورة السورية. البعض من شيعة العراق من جهتهم لم يخفوا تضامنهم في الحرب مع النظام الأسدي وإن تعللوا بأن كتيبتهم المسلحة «أبي الفضل العباس» هي في دمشق لحماية ضريح السيدة زينب الذي يحترمه السوريون السنّة، مثلما يحترم المصريون ضريح الحسين في القاهرة، فهي طائفية صريحة عبثية تستدعي صراعاً عمره 1400 عام، وتطل بوجهها القبيح لتغري البسطاء، وتنذر بمعركة شرسة ستكون في دمشق كلما تقدم «الجيش الحر». وفي سوريا تقوم استراتيجية إيران على إثارة الفوضى والقيام بعمليات إبادة للسنة السوريين من خلال شبيحة النظام الأسدي التابعة بشكل مباشر لها ، ومعظمهم من النصيريين والشيعة –من أولاد الرعاية الإجتماعية وزواج المتعة إضافة للمتطوعين ممن تم غسيل أدمغتهم بأنه حرب مقدسة لصالح آل البيت عليهم السلام - ، والعمل على تدمير ما تستطيع من البنية التحتية لسوريا حتى لا تقوم لها قائمة بعد الآن ، فالمؤشرات تؤكد أن أوامر التدمير والقصف في سوريا تأتي من خلال القادة الإيرانيين ، أما الضباط السوريين العلويين النصيريين وأتباعهم فما هم سوى منفذين للأوامر الإيرانية وتابعين مباشرين لهؤلاء المجوس ، كما يسعى نظام الأسد لتنفيذ هذه الاستراتيجية على تصدير الصراع إلى منطقة المشرق؛ بهدف رفع تكلفة أي تدخل عسكري خارجي ضد سوريا. ويستغل النظام -في تنفيذ هذه الاستراتيجية- استعداد هذه المنطقة للتفاعل مع الصراع الدائر في سوريا ، نتيجة ثلاثة متغيرات رئيسية؛ يتمثل أولها في تقارب التشكيل العشائري والطائفي الخاص بسوريا مع ذلك الموجود في لبنان والأردن. ويرتبط ثانيها بالوجود الكبير للاجئين السوريين في دول الجوار، لا سيما تركيا؛ حيث تشير تقارير عديدة إلى اختراق عناصر مخابرات تابعة للنظام لهم؛بهدف جمع معلومات عن المعارضة والجهات الداعمة لها. ويتعلق ثالثها بانقسام مواقف هذه الدول من الصراع في سوريا؛ إذ يفضل الأردن النأي بنفسه عن تقديم دعم مباشر للمعارضة، أو للنظام، فيما تتبنى تركيا موقفًا واضحًا في دعم المعارضة، فيما يسعى لبنان جاهدًا إلى أن يبقى مسافة فاصلة بين ما يحدث في الداخل وتطورات الأزمة في سوريا ، ويعتبر لبنان الحالة الرئيسية لامتداد تأثيرات الصراع في سوريا إليها، سواء كان ذلك متعمدًا، أو نتج بطريقة غير مقصودة Unintended نتيجة تطوُّر المواجهات العسكرية بين النظام والمعارضة، حتى خرج الوضع عن السيطرة، فيما يمثل الأردن الحالة المحتمل تفجُّرها في الفترة المقبلة، في حين تعبِّر تركيا عن حالة لا تزال تحت السيطرة نتيجة امتلاكها قدرة عسكرية وسياسية على احتواء امتداد الصراع إلى أراضيها وقد خول البرلمان التركي الحكومة نشر قوات خارج حدود تركيا، دفاعًا عن الأمن التركي؛ وذلك ردًّا على العمليات التي تنفذها القوات الأسدية على الحدود، وهو ما يتوازى مع تحركات سياسية داعمة للجهود الخاصة بوقف العنف في سوريا، فالأردن لا يزال متحفظًا على تقديم الدعم للمعارضة السورية، تجنبًا للتورُّط المباشر في الصراع الدائر في سوريا. ورغم ذلك فإن احتمالات انتقال تأثيرات الصراع في سوريا إليه لا تزال قائمةً، خصوصًا بعد أن شهد الأردن أحداث شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، استخدمت فيها السلطات الأردنية القنابل المسيلة للدموع والهراوات لفض تجمهر اللاجئين الذين كانوا يحتجون على أوضاع المخيم. وقد أكدت الحكومة الأردنية، خلال هذه الأحداث، أنها ستتعامل بحزم ووفق أحكام القانون مع أي تجاوز واستفزاز وخروج عن الأعراف، وأشارت إلى "أولوية كرامة الإنسان الأردني، وأمن أفراد كافة المؤسسات الأمنية والمدنية بالتوازي مع حرص الأردن على تقديم كافة الخدمات للأشقاء السوريين". فضلاً عن ذلك، امتدت مؤخرًا تأثيرات الصراع في سوريا إلى حدود الأردن الشمالية، التي تتسم بروابط عائلية عابرة للحدود؛ حيث نشبت مناوشات عديدة بين قوات الأسد وحرس الحدود الأردنية في محاولة للسيطرة على المنطقة، خاصة في ظل سعي مقاتلين جهاديين إسلاميين إلى التسلل من الأردن إلى داخل سوريا. وقد كشفت دائرة المخابرات الأردنية، في 21 أكتوبر الحالي، عن أنها تمكنت من إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف مجمعات تجارية وبعثات دبلوماسية، خططت لها مجموعة إرهابية مرتبطة بفكر تنظيم القاعدة وضمت 11 عنصرًا تحت مسمى "عملية 9-11 الثانية"، نسبةً إلى تفجيرات فنادق عمان التي وقعت في 2005، التي نفذتها مجموعات تتبع تنظيم القاعدة، وذكرت أن "أفراد المجموعة أردنيون حصلوا على أسلحة وصواريخ وأحزمة ناسفة من خلال تهريبها عبر الأراضي السورية، مستغلين الظروف الأمنية في الجارة الشمالية"، كما أعلن وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة، في 22 أكتوبر 2012، عن وفاة أول جندي في صفوف الجيش الأردني منذ بدء الأزمة السورية، الذي قُتل في اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين كانوا يحاولون عبور الحدود الشمالية إلى سوريا، فيما أشارت تقارير عديدة إلى أن ثوار أردنيين غادروا الأردن للانضمام إلى الثوار السوريين في سوريا لمحاربة العصابات الأسدية الإرهابية. ، أما في لبنان فتقوم استراتيجية إيران على استمرار نفوذ حزب الله في لبنان بالتعاون مع حركة أمل بحيث يكون القرار اللبناني بإيديهم ، مع استمرار سيطرتهم على المقدرات الاقتصادية والتجارية في لبنان ،فقد شهد لبنان، طوال الفترة الماضية، تطوُّرات عديدة تؤشر على خروج الوضع عن حدود "السيطرة"؛ حيث لم تعد الحكومة اللبنانية قادرة - باتباعها سياسة "النأي بالنفس"- على تحصين لبنان في مواجهة ما يحدث في سوريا. ويمثل اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في 19 أكتوبر 2012، مؤشرًا مهمًّا على ذلك؛ حيث تحولت جنازة الحسن إلى مظاهرة سياسية ضد النظام الأسدي وحلفائه في لبنان،وتؤكد المعطيات أن اغتيال الحسن ليس بعيدًا عما يحدث في سوريا، خصوصًا أنه أعقب اتهام الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بالتخطيط لتنفيذ عمليات عنف طائفي في لبنان بتوجيه من النظام السوري، واندلاع اشتباكات عنيفة في طرابلس بين الأقلية العلوية النصيري التي لا تتجاوز 30 ألف الموالية للنظام السوري النصيري والأغلبية السنية المتفاعلة مع المعارضة السنية السورية الثائرة على هذا النظام فإيران مصممة على القضاء على استقرار الدول العربية وصياغة سياسته بشكل حاسم، وتأسيس حكومات تابعة لها، لذا فإن الاحتلال الإيراني الغير مباشر عبارة عن تسرب سياسي وعسكري وطائفي مدروس يجري من خلال السيطرة غير المباشرة والمباشرة على أكثرية النصيريين العلويين وبعض العرب الشيعة الذين نجحت إيران في استقطابهم لاستغلالهم في فترة مثل هذه، فضلاً عن التواجد المباشر داخل هذه الدول بعناصر خاصة مستعدة لمعاقبة من تسول له نفسه من هؤلاء التمرد على أوامر طهران. إن الحديث عن احتلال أميركي لسوريا في حال تدخلها في سوريا يجانبه كثير من الشك، لأن سوريا بالفعل محتلة بشكل غير مباشر وحقيقي من قبل إيران مثلها مثل العراق حتى خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق حيث كان المحتل الفعلي هو إيران، وهذا الأمر الذي سيسمح للشيعة العراقيين بإقامة دولتهم التابعة لإيران في الجنوب ، و العلويين النصيريين التابعين لها دولتهم في الساحل السوري ، واستمرار تحمكمهم بالجنوب اللبناني وببيروت في الضاحية الجنوبية أي استمرار تحكمهم بالقرار اللبناني... طالما ظل العرب وحكام دول الخليج العربي في موقع المتفرج انتظاراً لنزول الستارة وظهور علامة النهاية على دويلات شيطانية كانت في السابق تجمعها هوية عراقية أو سورية أو لبنانية وعربية!!!