بسم الله الرحمن الرحيم
يصادف هذا اليوم ذكرى سنوية الشهيد البطل عامر محمد ناجي القائد في كتائب ثوار الغوطة ، الذي دفع ثمن تحرير مدينة دوما دمه الطاهر ، تاركاً وراءه أسرة تعاني الأسى والحزن على فراق زهرة عائلتها وتاجها ، وريحانتها . لم يكن الشهيد البطل يبحث عن الشهرة والمجد بقدر ما كان حبه لأن يرى سوريا طاهرة من الفسق والإجرام والحقد الطائفي البغيض والظلم وإهدار الكرامة الإنسانية من قبل نظام طائفي بغيض ، يتاجر بالعروبة والأخلاق والممانعة ، وحقيقته-أي النظام- تحليل المحرمات والمحارم ونشر الحقد والظلم في إرجاء سوريا خاصة والمعمورة عامة . لقد ضحى الشهيد بنفسه الطاهرة من أجل المستضعفين في سوريا ، ليكون لهم حياة كريمة ، مقتدياً بأجداده من آل بيت النبوة عليهم السلام ، الذين وقفوا وظلوا يقفون ضد الظلم والعدوان على مر العصور لإعلاء كلمة الحق أمام آلة الحقد النصيرية والمجوسية الحاقدة على الإسلام والأديان والإنسانية ، فلا يحرم هؤلاء شيئاً من رذيلة أو فجور أو كفر ، يأتون بالمرتزقة الذين لا أصول لهم ولا أخلاق عندهم ليطفئوا نور الله بأفواههم وأفعالهم ، ويأبى الله ومن والاه إلا أن يقفوا ضد هؤلاء حتى يكون نور الله مشعاً لكل البشرية جمعاء ، وللتحقق العدالة والإنسانية في كل أرجاء الأرض . لقد استاء الشهيد البطل من الظلم الذي لحق بالغوطة وسائر أرجاء سوريا ، من انتهاك للحرمات وهدم للبيوت وقتل للمدنيين من أطفال وشيوخ ونساء وشباب في عمر الورود ، وهدم لبيوتهم براجمات الصواريخ وصواريخ السكود والطائرات بجميع أنواعها عداك عن الدبابات والمدافع والأربجيهات وغيرها من الأسلحة وخاصة الكيماوية، وتسميم مياه الشرب ، وقطع الكهرباء والإتصالات ، وتجويع الناس من خلال قطع الإمدادات عليهم ، بل وقنص كل من يخرج من بيته لقضاء حاجة عائلته ، كما كان ذلك في البرج الطبي الذي سمي ببرج الموت أو برج ساحة الشهداء في مدينة دوما. لقد رأى الشهيد بأم عينه كيف دمر هؤلاء المجرمون محلات شارع القوتلي في مدينة دوما ، ودمرت مخازن بضاعته ، كما رأى بأم عينه المذبحة التي ارتكبها شبيحة النصيريين الأوغاد بحق عائلة طعمة ، حيث تم ذبح الأطفال والنساء ، وحاول إنقاذهم أو نقلهم من خلال سيارات الفان التي يملكها لكن الشبيحة الأوغاد دمروا له سيارتي فان كانت لديه بقذائف الأربي جي ، وكادت قذائفهم الغادرة تصيبه لولا أنه ابتعد عن المنطقة حيث استمروا بملاحقته . لقد عمل الشهيد البطل الكثير من أجل الثورة ، فأسس إحدى كتائب ثوار الغوطة الشرقية ، وهاجم الحواجز العسكريو والأمنية التي كانت تقتل وتنهب الناس في أنحاء الغوطة ، حتى سمي بسبع الغوطة ، بسبب شجاعته وتضحياته ، وكرمه بالنسبة لأتباعه فكان لا يبخل عليهم بشيئ ويعاملهم بكل احترام وتقدير ، على اعتبار أنهم أخوته في السلاح ، فكان حبه لهم هو حب القائد لأخوته وأهله ، فكان لا يأكل حتى يأكلون ، لكنه بالمقابل كان أول من يضحي ويخترق دفاعات العدو بكل شجاعة وإقدام ، غير مبال بالعدو النصيري الإرهابي المجرم الذي لا أخلاق ولا دين ولا عقيدة ولا إنسانية له ، فكان يذهب للمهمات الصعبة والخطيرة مجازفاً بنفسه على ألا يصاب أحد من جنوده بأي أذى ، لقد جرح مرات ومرات لكنه كان في كل مرة كان يتماثل للشفاء كان يخرج للقتال مرة أخرى غير آبه بالموت ، بل متحدياً للموت ، راغباً أن ينال شرف الشهادة في سبيل الله ، ليجتمع مع أجداده من آل البيت والشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل الحق والعدل والمساواة والإنسانية . لقد رأى قبل أيام من استشهاده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبره بأنه ملاق ربه ، ومصاحباً له في جنة الخلد ، ورأى نفسه في الجنة ، وأخبر أفراد عائلته بأن أجله قريب وأنه سيلتقي بربه قريباً وسيكون بصحبة جده رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وأن قتاله من أجل الحق وأنها ثورة باركها رب العرش العظيم ، لأنها ستعم العالم بأجمعه ، وسيسود السلام كافة أرجاء المعمورة ، وسينتهي شذاذ الأفاق النصيريين وأذنابهم من المجوس وأحزاب الإرهاب والقتل والتدمير مثل حزب الله أو حركة أمل أو عصائب الحق أو جيش المهدي أو جيش القدس أو الحرس الثوري الإيراني أو أبو الفضل العباس ، أو غيرها من حركات الإرهاب والإجرام ، والتي لا تعبر بأي من الأحوال عما تدعيه وترفع شعاره أو تسمي نفسها به ، فهي تتبع فئآت إجرامية حاقدة على الإسلام والأديان والإنسانية . لقد وقف الشهيد البطل عامر موقفاً مشرفاً عندما دعا للجهاد المقدس ضد حثالة البشر من النصيريين الذين يتبعون دين كله إرهاب وحقد على البشرية جمعاء ، من تحليل للمحارم وإطلاق الفساد والرشوة والسرقة والشذوذ الجنسي بكافة أنواعه ، بل والعمل على تجارة المخدرات ونشرها في كافة أرجاء الدول ، وسرقة أموال الشعب السوري ، وإنشاء المشاريع للنصيريين في الخارج ، وأن تبقى كافة موارد الدولة السورية بأيديهم من أموال وفلزات وأراضي ، ومناجم ، وآثار ، ووظائف بالداخل والخارج ، وخاصة في سلك الجيش والشرطة والكليات العسكرية وأجهزة المخابرات ، والسفارات والبعثات الخارجية التعليمية والعسكرية وغيرها ، كلها أصبحت لهم ، وأصبح للشعب السوري الفتات ، فالكلمة الأولى والأخيرة لقادة أجهزة المخابرات والجيش ، أما الباقي فهو الفتات للشعب السوري ، هذه أهم الأسباب التي شجعته على الثورة على نظام الإرهاب والحقد الأسدي . لقد أقام الشهيد البطل شركة الأمير للمواد الغذائية ، وكان له وكلاء في كافة أنحاء سوريا ، وصدر الكثير من بضاعته إلى العراق والسعودية والأردن وتركيا ولبنان وليبيا والجزائر ، كما كان قد حصل على شهادة التحكيم الدولي من جامعة القاهرة ، وشهادة دبلوم عال في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة ، كما حصل عدة شهادات تقديرية في القانون الدولي وحقوق الإنسان ، كما كان طالباً في كلية الحقوق في جامعة دمشق ، وكانت رغبته في أن يدافع عن الناس ضد الظلم والقهر الأسدي . لقد اعتمد على نفسه في الزواج وبناء بيته ، ونفقته في زيارة والديه إلى البيت الحرام ، ومساهمته في تعليم أخوته ، وحنانه على عائلته فكان حنوناً على الجميع وخاصة ولديه غزل ومحمد اللذين رزقه الله بهما ، ليكملا رسالته الإنسانية في الحق والعدل والمساواة ، كما كان جميع من عرفه قد أحبه ، فكان الجميع يثق به وبآرائه ، ويسعى أن يكون مثله ، ولكان هيهات فالله لا يصطفي عنده إلا أخيار البشر ، فهم من يقودون الحق ، ويكونوا شهداء يوم القيامة على الناس ، كونهم مقربون عند رب العرش العظيم ، كما أنهم لا يموتون ، كونهم ينتقلون مباشرة من حياة مؤقتة إلى أخرى خالدة حيث يذهبون إلى موقعهم في الجنة مباشرة ، ليس مثل النصيريين وأتباعهم الذين يؤلهون البشر ويفعلون الموبقات والمحرمات فهؤلاء يخلدون في جهنم إلى أبد الآبدين ، ولا مكان لهم بين المؤمنين . بالرغم من أنه قد فات سنة كاملة على استشهاد القائد عامر إلا أنه لم يفارق عائلته ومن أحبه لحظة واحدة ، وكأنه موجود بينهم ، بل إن روحه الطاهرة ظلت تطوف على أهله في كل لحظة ، فكلهم رآه في منامه ، وكلمه وحاوره ، وهذا إن دل فيدل على أنه مقرب من المولى عزوجل ، وأنه كشهيد لايموت بل هو حي يرزق ، وقد تمنى الكثيرون أن يحصلوا على شهادة مثل شهادته ، لما له من مقربة من الله عزوجل . من هذا المنطلق نعد الشهيد البطل عامر أننا سائرون على دربه لإسئصال شأفة الحقد الأسدي النصيري المجوسي وأتباعه ، وتطهير سوريا والعالم من دنسهم وحقدهم وقذارتهم ، وإننا نعاهد الله على ذلك . الخلود لثورة الحق والعدل والإنسانية المباركة المجد للشهيد عامر وكل شهداء الثورة السورية الخزي والعار للنظام الأسدي وداعميه وأذياله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق