لا للخلاف بين الفصائل الثورية المقاتلة على أرض
الشام
لقد أكدت الروابط العلمية والهيئات
الإسلامية السورية على القوى الجهادية في سوريا وخاصة جبهة النصرة إنَّ جهادَكم
على أرض الشام إلى جانب بقية الفصائل والكتائب أمرٌ معلوم، وتضحياتكم فيه مشهودةٌ
مشهورة، وما وقوف الشعب إلى جانبكم في جمعة (كلنا جبهة النصرة) إلا شهادة منه
بذلك.
إنَّ إعلان تبعية "جبهة النصرة" للقاعدة تنظيميًا،
وإعلان "البيعة" للظواهري"، فيه ما فيه من المحاذيرِ الشرعية،
والمخاطرِ من جرِّ البلاد والعباد إلى معارك هم في غنى عنها، وإضفاءِ
"الشرعية" على حرب النظام "للجماعات المتطرفة" كما يزعم،
وفتحِ البلاد أمام التدخلات الأجنبية المتربِّصة، وتقديمِ المسوِّغ لها لأي تصرف
تتخذه ضد المجاهدين أو قياداتهم تحت دعوى محاربة "التطرف والإرهاب"،
وغيرِ ذلك مما لا يخفى على عاقل.
فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يشاطرَ يهود
غطفان تمر المدينة؛ ليأمن جانبها، لما رأى العرب يتحالفون ضده في غزوة الخندق ،
أَفَنستعدي علينا الناسَ دون طائل! لذلك
فإننا ندعو إخواننا في "الجبهة" إلى التراجع عن
"البيعة" وما تعنيه من ارتهانٍ مستقبلي بقراراتٍ وأحكامٍ خارجية، وما
تؤدي إليه من ضعف التحام المسلمين وانضمامهم إلى بعضٍ في الداخل، وندعوهم أن
يأخذوا قراراتهم بالتشاور مع إخوانهم العلماء والمجاهدين على الأرض، فهذا هو
الضامن لتجنيب البلاد والعباد مآسيَ ونكباتٍ لا يعلم مداها إلا الله ، كما ندعو
قادة "الجبهة" ولجانها الشرعية أن يبادروا إلى تبيينِ منهجها من قضايا
التكفيرِ والتعاملِ مع المخالفين بكافة تنوعاتهم، ومع الكتائب الأخرى، ومن إقامة
الدولة الإسلامية، وألا تدعَ هذا الأمر للشائعاتِ والتخرُّصات، مع عرض هذه المسائل
للبحث والحوار مع أهل العلم ، ونؤكد أن جبهة النصرة ساهمت بما لايدع مجال للشك في
استمرار الثورة والثأر لشهداءها
كما ننتقض ما
يسمى دولة العراق والشام الإسلامية برئاسة أبو بكر البغدادي حيث أن الثورة المباركة إنَّما قامت في سوريا حمايةً للمستضعفين،
ودفاعًا عن الأرواح والأعراض والأموال، وإسقاطًا لنظام الإجرام والفجور، ولتبني
دولةَ الحق والعدل على هديٍ من ديننا الحنيف، وفق سنن الله تعالى في التغيير، وعلى
ضوء السياسة الشرعية الحكيمة، والمشاورة والمناصحة ، أما أن تعلن هذه الفصائل التي
لا تملك دولةً، ولا تحكم أرضًا، إقامةَ دولةٍ في مكانٍ آخر، وتبعيتها لها، وفرض
البيعة على شعبها، دون استشارةٍ لأحدٍ من أهلها، فضلاً عن إشراك علمائها
ومجاهديها، ودون حسابٍ لمآلات الكلام وعواقبه، فأمرٌ مستنكرُ شرعًا ومرفوضُ عقلاً،
وهو افتئاتٌ على أهل الشام جميعهم، ومصادرةُ لفكرهم ومصيرهم.
فشعبنا السوري يعتزُّ بانتمائه
للإسلام المعتدل، كما ظهر ذلك في ثورته وجهاده، وهو قادر -بعون الله له -على
إقامةِ دولته التي ينشد، بما لديه من كفاءاتٍ وقدراتٍ، وبالكيفية التي تتلاءم مع
مجتمعه وواقعه، ويرفض أن يُحمَّل وزر تنظيماتٍ خارجية، أو يُدخَل في معركةٍ من
معاركها التي تديرها هنا وهناك.
من هذا المنطلق لابد لدولة العراق والشام إذا
أرادت فعلاً مصلحة الشعب السوري أن تنطلق إلى جبهات القتال ضد الأسد وأعوانه ، لا
أن تسيطر على مناطق محررة ، أو على آبار النفط السورية ، والموارد السورية ،
فالجهاد في سبيل الله وليس في سبيل المال والملك والغنائم ، وعدم تكفير الآخرين
لمجرد الشبهات ، فمعركة الأمة تشترك فيها جميع كيانات الدولة وأعرقها وأديانها ضد
عدو طائفي إرهابي مجرم وبغيض فقد أكدت مصادر إعلامية أن سبب الاشتباك بين مجموعة
من لواء عاصفة الشمال ومجموعة من دولة الإسلام في العراق و الشام في مدينة
إعزاز يعود إلى محاولة بعض عناصر الدولة اعتقال طبيب ألماني يعمل في المشفى الأهلي في بلدة
أعزاز، وقد نتج عن هذه الاشتباكات مقتل المسؤول الإعلامي للواء عاصفة الشمال
وإصابة ثلاثة عناصر آخرين منه ، فالتخلص من الطواغيت خطوة
مهمة على طريق الحرية، لكن الأهم أن لا يلجأ الثائرون إلى التناحر فيما بينهم على
غنائم النصر والسلطة، كما حصل في أفغانستان والصومال، والآن في سوريا، فتذهب
ريحهم، لا بل ربما يجعلون الناس تتحسر على الذين سبقوهم وهذا ما شمت النظام
وحلفاءه بثورتنا
فالشعب السوري يدرك،بالرغم من الظروف المأساوية
التي يعيشها، ان اطرافا عديدة تريد أن تستغل الفوضى القانونية والسياسية
والاجتماعية التي تعيشها البلاد، والتشتت الذي تعاني منه الإرادة الوطنية، في ظروف
الانقسام والحرب والكارثة الانسانية غير المسبوقة، لتنتزع لنفسها حقوقا أو
امتيازات، أو توقيعات على عقود تهدر الحقوق الوطنية الاساسية، أي تمس المصالح
العليا، للسوريين جميعا، ولسورية بوصفها وطنا مستقلا لجميع السوريين، بالتساوي.
من هنا كان لا بد من قانون يضمن عدم التصرف بأي أمر يمس سيادة الشعب والدولة قبل ان تنجلي، في انتخابات تشريعية طبيعة، الإرادة الشعبية من حيث هي إرادة سيدة وحرة.
من هنا كان لا بد من قانون يضمن عدم التصرف بأي أمر يمس سيادة الشعب والدولة قبل ان تنجلي، في انتخابات تشريعية طبيعة، الإرادة الشعبية من حيث هي إرادة سيدة وحرة.
كما يجب على الجيش الحر والشعب السوري أن لا ينجر
إلى الشائعات مثل رجل ضرب ابنه بالرقة فقيل داعش –دولة العراق والشام الإسلامية -
،و رجل طلق زوجته بريف حلب فقيل داعش وما إلى ذلك من الترهات ، فقد كان لداعش أي
دولة العراق والشام الإسلامية الكثير من الانجازات التي لابد أت تذكر ، منها تحرير
بعض الكتائب والمناطق والمطارات ، ونسف حاجز وقتل عشرات الشبيحة على أيديهم ،
والكثير منهم يقومون بتأمين الخبز للاهالي والكثير من العمليات الاستشهادية وتدمير
الدبابات التابعة للنظام في أوكار الشبيحة وكل ذلك في سبيل الله .
وعلى هذا الأساس ندعو جميع الفصائل
الجهادية إلى التحام والتنسيق الكامل مع الجيش الحر وقيادته ، وأن لا يقبلوا بأي
فتنة بينهم وبين الجيش الحر فالدم السوري مقدس ، والعدو واحد ، والفتنة أشد من
القتل ، والمستفيد الوحيد من الخلافات بينهم هو النظام الطائفي الأسدي البغيض
عاشت الثورة الثورية المباركة
والمجد للشهداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق