الضربة العسكرية للأسد
الكيماوي
والسقوط المحتوم
بقلم الدكتور عزو محمد ناجي
الرئيس الأمريكي
باراك أوباما وجد نفسه أمام كم هائل من الضغوطات الداخلية والخارجية ,تطالبه
بالتدخل العسكري في سوريا بعد مذبحة الكيميائي التي ارتكبها الأسد الكيماوي ضد الشعب
السوري ,فبعد أن أعلن منذ أكثر من عام إن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي
لقمع الثوار هو بمثابة الخط الأحمر الذي يستدعى تدخل الولايات المتحدة لكن رئيس
هيئة الاركان الامريكية مارتن ديمسى يظهر نفسه متخوفاً من التدخل بعكس السيناتور
الجمهورى جون ماكين ,المتحمس الدائم للتدخل العسكرى ، والذي وصف مسلحي سوريا
بالمعتدلين وبأنهم لا ينتمون للإرهاب فهو أول من أنصفهم من العرب و الغرب أجمعين وتؤكد
الدراسات الأمريكية تؤكد أن 80% من المواطنين الأمريكيين يفضلون حصول أوباما على الضوء الأخضر من الكونجرس، الذى
سيعقد اجتماعا فى 9 من الشهر الجارى، قبل التحرك، بيد أن الدستور الأمريكى لا ينص
على ذلك فتصويت أعضاء الكونغريس لصالح التدخل سيسمح للبيت الأبيض بتقاسم مسؤولية
القرار وفى هذه الحالة سيخرج الرئيس الأمريكى معززا سياسيا وله شرعية كاملة لشن
هجمات ضد سوريا , وهذا سيتوافق مع القواعد الدولية (بما فى ذلك
حظر الأسلحة الكيميائية) لا ينبغى أن تنتهك ، فالقيام بإجراء
جراحي في هذه الظروف هو أسوأ من عدم القيام بشيء فمن شأن ذلك أن يبعث برسالة خاطئة
للأسد مفادها أنه يتمتع بنوع من الحصانة وأنه بإمكانه أن يستمر في القيام بكل ما
يرغب فيه ،ومن غير الممكن أن يتم
التراجع عن قرار التدخل العسكري ضد النظام الأسدي الكيماوي لأن الرئيس الأمريكى
والولايات المتحدة سيفقدون مصداقيتهم ، كما أن تكاليف الضربة من الممكن أن تعوضها
الولايات المتحدة من خلال الحقول من النفط بكميات كبيرة في المنطقة سيما
على المناطق البحرية المقابلة لإسرائيل ولبنان وسوريا وهذه أمور بحسب العقلية المصلحية
تستدعي وصول المدمرات والبوارج وحاملات الطائرات والغواصات لتعج في البحر المتوسط
تدرك الولايات المتحدة ودول العالم الحر أن
إستراتيجيتها في الحرب على النظام الأسدي الكيماوي بضرورة المباغتة ، والخدعة ، والتجييش
، وغزارة النيران ، والأهم من كل ذلك تقدم للجيش الحر والقوى الثورية برا لتنوب عن
القوات الأمريكية والغربية
وعليه ستبدأ الحرب بشكل مباغت فلم يحددها أوباما إنها
فربما تكون غدا أو بعد أسبوع أو شهر كما أوضح أنها ستكون بعد مشاورة الكونغرس أو رأي
مجلس العموم أو الرأي العام الأميركي الأوروبي ، وكلها حركات لا تعدو عن كونها
خدعة وتمويه عن تحديد تاريخ الضربة فالقوات المهاجمة بحاجة لوقت ليس من أجل تغيير
الرأي العام الذي لا وزن له بمعادلة المصالح الإستراتيجية القومية للولايات
المتحدة ولبناء الشرق الأوسط الجديد ، فتطويل المدة من أجل تمركز القوات بشكل صحيح
وعندها تبدأ ساعة الصفر ويبدأ الهجوم الكبير بإطلاق وسقوط المئات من صواريخ بعيدة
المدى على المطارات والقواعد والثكنات والمخازن الإستراتيجية للجيش الأسدي
الكيماوي ومحاولة استهداف شخص الأسد الكيماوي ، كل ذلك تزامنا مع تقدم أربعين ألف
مسلح تدربوا جيدا على يد القوات الأميركية يتقدمون نحو دمشق عبر درعا ، ومثلهم من
تركيا نحو حلب وإدلب وربما اللاذقية وصولا إلى جبال العلويين ، وفي لبنان تم تجهيز
آلاف المقاتلين في عرسال وعين الحلوة وبقية المخيمات ، وإسرائيل ستكرر بزخم تجربة
ال 2006 مع وجود الدعم الغربي وتأييد الشعب السوري ، وعليه ستبدأ الحرب بصاروخ
وتنتهي بما لا يقل عن تغير الشرق الأوسط إن لم نقل النظام العالمي .
وقد هدد وزير الحرب “الإسرائيلي” إيهود باراك بأنه في حال وصول أسلحة
“كاسرة للتوازن” إلى أيدي حزب الله فإن “إسرائيل” ستقوم يعمليات عسكرية لإحباط نقل
هذه الأسلحة وهذا يعني أن “إسرائيل” باتت تتشكك في قدرة نظام الرئيس الأسد الكيماوي
على البقاء، وأن “سيناريو السقوط” بات محتملاً
سيحاول الأسد الكيماوي نقل المعركة من الداخل السوري إلى الخارج مع
“إسرائيل” على أساس أنه ممانع ليكسب بعض
الشعبية الرخيصة في أوساط عربية أو داخلية على أساس أنه يقاتل من أجل حرية سوريا
واستقلال إرادتها وشرفها وكرامتها ولم يدرك أن إسرائيل من أمهر الدول في الحروب الاستباقية
وذلك عندما تشعر بالخطر ولديها جهاز إستخباراتي فعال هذا المجال ومرتبط بأجهزة
استخبارات عالمية ، وعملائها في داخل النظام نفسه وعليه ستكون حربها ضد النظام
الكيماوي سريعة وقوات الاحتياط لديها تم استدعائها بالفعل من أجل أن تدخل المعركة
ستسعى الولايات المتحدة ودول العالم الحر إلى إسقاط أبرز مرتكزات
النظام ودعم صعود تيار معتدل وواقعي من خلال ظهور نظام ليبرالي ديمقراطي له بعض
الصبغة الإسلامية المعتدلة ويكون أقرب إلى
الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً ومن ثم يمكن اعتباره صديقاً محتملاً
لإسرائيل على غرار النموذج التركي الأردوغاني وتقوية علاقة سوريا بتركيا وتفكيك
علاقة سوريا بإيران واستعادة تركيا كحليف وداعم لمشروع الشرق الأوسط الجديد ،
وفيما لو حاولت إيران التدخل سيتم هجوم جوي صاروخي على إيران لألفي هدف في إيران،
مع تدمير المفاعل النووي الإيراني و ضرب
المنشآت النووية الإيرانية وشل القدرات الصاروخية ومنع طهران عن مساندة النظام
الأسدي الكيماوي، كما سيكون هناك هجوم
"اسرائيلي" في البقاع حتى المصنع يهدف إلى فرض شروط سياسية بتوفير فرص لانتخاب رئيس للبنان منتخب بشكل طبيعي
ونزيه والالتزام بالقرارات الدولية لجهة نزع سلاح حزب الله والقضاء
على جناحه العسكري الإرهابي حيث صنف جناحه العسكري أنه إرهابي من قبل الاتحاد
الأوربي بسبب ما قام به من عمليات إرهابية كبيرة في سوريا ولبنان، وإبعاده عن
التحكم في القرار اللبناني .
ثمة بعض السيناريوهات
المحتملة بعد هجوم الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة ، وهجوم الجيش الحر والقوى
الثورية على مواقع النظام الأسدي الكيماوي منها :
فرار الأسد: بعد أن تحرر
دمشق جيوش الثوار، وهؤلاء أقرب من أي وقت
مضى من قصر الرئاسة في حي المزة، حيث يقرر بشار الأسد مغادرة سوريا ،
فيحصل على ملجأ سياسي في جنوب أفريقيا أو في روسيا وينقل الحكم إلى نائبه فاروق الشرع. في هذه الحالة،
تغرق سوريا في جهود طويلة من إعادة البناء، ولعلها تتوقف لفترة زمنية معينة من لعب
دور مركزي في المنطقة وهنا سيحاول العلويون الحكام الفعليون لسوريا إقامة دولة في جبال
الساحل ومحاولة السيطرة على الساحل ذو الأغلبية السنية حيث تشير الدلائل أن هناك
تسلح علوي في القرى العلوية وإعداد لإقامة دولة منفصلة في حالة سقوط النظام
المركزي في دمشق ،فالنظام السوري هو الطائفة العلوية التي تشعر بأن هزيمتها كفيلة
بأن تؤدي إلى قتل كامل ومطلق لجالية كاملة" فهذه الطائفة "تكافح، إلى
جانب قطاعات تتناقص في الجمهور السوري، ضد الإبادة ، وهذا ما يشعرهم به النظام
الأسدي ومشايخ الطائفة العلوية النصيرية وهي تعمل على تلقينهم شعار أبيدوهم
بالكيماوي قبل أن يبيدوكم ، بالرغم من أن الكثير من المعارضة علويين مثل وحيد صقر
ومنذر ماخوس الذين يدعونهم إلى التخلي عن النظام حفاظاً على أرواحهم ، ومعلوم أن
هناك أموالا علوية نقلت إلى حسابات في الخارج، ومعلوم كذلك هروب شباب ومسؤولين
كبار من أبناء الطائفة العلوية، ولو حاولوا ذلك
ستعرضون لمجازر رهيبة لأنهم بذلك سيحاولون حنق الشعب السوري ، ولن تكون لهم قائمة
أو أي مشاركة لهم في المرحلة القادمة لكن من الممكن أن يكون هناك تقسيم لامركزي
للمناطق السورية في صيغة فيدرالية كون سوريا تتشكل من حوالي 30% من أبناء
الأقليات الدينية والعرقية، وفي المواجهة الحالية تنعكس المسألة
الفئوية الطائفية في سوريا ومن المحتمل أن تنشأ تناقضات في الرؤى بين الفصائل
المسلحة حول شكل الدولة ودستورها وعدم التنسيق بين جهات المعارضة، وعلى رأسها
العسكرية مع سيطرة مجموعات مسلحة مختلفة على قرى، بل مناطق كاملة ويؤدي هذا الوضع
إلى تصعيد داخلي في سوريا، وبالأساس إلى تصعيد إقليمي وذلك لأنه ستنشأ مصلحة إقليمية
لإبعادها عن حكم سوريا وبإمكان
الهجوم المحدود أن يكسر معنويات جيش الأسد، الكيماوي وأن يشجع على الفرار
والانشقاقات لكن يخشى بعض الخبراء من أنّ الأسد الكيماوي سيشن هجمات انتقامية
يستخدم فيها أسلحة كيماوية حديثة لأنه سيكون "في موضع صراع وجود قد يدفعه إلى
أكثر السيناريوهات سوءا ليرد بأعنف مما كان يعتقد الجميع ، لكن سيتم تدمير المواقع
الكيماوية وهي معروفة تماماً لدى الإدارية الأمريكية قبل أن يفكر الأسد الكيماوي
في ضربها .
ومن الممكن أن يحاولوا إسقاط
المقاتلات الأمريكية إذا تم استخدامها ولكن احتمال استهداف صواريخ كروز هو الأساس
كما أن كتائب الجيش الأسدي مشغولة بالجيش الحر كما أنه ليست لهم قوة جوية تجعلهم
قادرين على الوصول على أي هدف أمريكي مهم ومن الممكن
للأسد أن يستهدف إسرائيل ولكن ردّ الأخيرة ستكون له تداعيات كارثية على الجيش
السوري.
ولو هاجم "حزب الله" إسرائيل
مثلما قام بذلك عام 2006 ردا على هجوم إسرائيلي على سوريا نفسها، وهو سيدفع
الولايات المتحدة إلى مزيد التدخل، لكن ينبغي أيضا الأخذ بعين الاعتبار قسوة الرد
الإسرائيلي على حزب الله في معاقله نفسها ، ومن المرجح أن يستهدف حزب الله السنة
في لبنان، ومن المرجح أيضا أن تكون سوريا أعدت مجموعات لنشر العنف في الأردن
باستهداف المحلات التجارية والفنادق ومقرات الحكومة و من المرجح
أكثر أن تشنّ هجمات بتحريض ودعم من إيران ضدّ أهداف غربية من الهند إلى تايلاند
والبرازيل ، لكن هذا سيجعلها في موضع الإدانة الدولية والتدخل فيها من خلال
المعارضة الإيرانية لإسقاط حكم الملالي الإيراني .
ومن المحتمل أن تجد الولايات المتحدة
نفسها مضطرة لمزيد من التورط من خلال إنشاء منطقة حظر طيران وتوفير تدريب وتسليح
أكبر للثوار السوريين، وهو ما سيجعل من العملية مكلفة أغلى من عملية حلف شمال
الأطلسي في ليبيا عام 2011، كما أنها ستتضمن مخاطر أكبرغير أن ذلك، وفقا للخبراء،
لا يمكن أن يجعل من التراجع حلا لأنّ "عدم القيام بشيء سيعني أنّ جميع مصالح
الولايات المتحدة باتت في خطر. لكن سيكون هناك جهد إغاثة دولي ومزيد دعم الفصائل
الأكثر اعتدالا في المعارضة السورية وسيفتح الطريق أمام الدعوة لمنطقة حظر طيران
وأيضا استخدام سلاح الجو بما يسمح بحماية الثوار والشعب السوري ومنحهم القدرة على
التحرك إذا أثبتوا فعلا أنّ لديهم قيادة معتدلة يمكنها أن تسيطر على تدفق الأسلحة
والدعم"
وما يؤكد الضربة العسكرية القادمة لنظام
الأسد الكيماوي أن وزير الخارجية السناتور جون ماكين يطالب أن يكون الهدف من الضربة
إسقاط النظام و لو على مراحل ويدحض مقولة إذا فازت المعارضة فإنّ
القاعدة هي التي ستفوز بالسلطة بقوله كلام مبالغ بعيد عن الواقع لأسباب وأن طبيعة القاعدة تتواجد في إمكان الصراع
واستمراريتها مرهون بوجود جهة تدعمها مثال سبب قوتها في العراق النظام السوري نفسه
فهوى مع إيران الذين فتحو له حدود العراق ومده بي السلاح و الدليل شكوى نوري المالكي
للأمم المتحدة واتهامه نظام بشار بدعم القاعدة و مثال آخر من البوسنه قبل معاهدة
دايتن كان للمجاهدين كتائب يعد أفرادها بالآلف لكنهم رحلو ولم يبقى لهم أي تأثير
يذكر وأغلبية السورين و الشارع العربي رافضين
لفكر القاعدة بل أن الشارع في مصر و تونس يطالب جماعاة الإخوان التي تصنف بجماعه
معتدل بي الاعتدال اكثر و الإصلاح في منهجها الفكري و السياسي
وعلى ضوء هذه العملية العسكرية ثمة خطط برية وصاروخية
تستهدف دمشق انطلاقاً من درعا والجولان، وأخرى إسرائيلية تستهدف قطع الاتصال بين
قواعد الجيش الأسدي وحزب الله شمال غرب دمشق ومنطقة البقاع الغربي فعمليات التحضير مستمرة بوتيرة
عالية، وتشمل توزيعاً للمهام بين الإسرائيليين الذين يتولون العمليات البرية، ويتولى
الأميركيون العمليات الصاروخية والجوية ، وتتضمن
خطط التدخل في سوريا، كما كان قد اقترح السيناتور الأميركي جون ماكين، ضربات
صاروخية لمراكز الأركان وسلسلة القيادة السورية، لقطع اتصالاتها بالألوية السورية
التي تقاتل في درعا، وفتح الطريق نحو العاصمة السورية أمام قوات المعارضة ، وسيكون على قوات من "الجيش الحر"
التي جرى تدريبها ، دور رئيسي في الاندفاع نحو دمشق، في منطقة تعمل فيها خمس فرق
سورية مدرعة على تخوم درعا - دمشق، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الألوية ، وسيكون هناك تدخل قوات برية من الجيش الحر
والقوى الثورية وكوماندوس غربي ضد الفرق السورية المدرعة المنتشرة، وضد قواعد لحزب
الله في البقاع الغربي وعلى سفوح الجبال والممرات المؤدية إلى دمشق، لفصله عن
قواعده في الجنوب اللبناني وعن قواعد الفيلق السوري الثاني المتمركز في الزبداني،
والقوات الفلسطينية، فيما يكتفي الأميركيون بتوجيه ضربات صاروخية للتجمعات
السورية، ولمخازن الأسلحة الكيميائية المهددة بالسقوط بيد حزب الله أو المعارضة
السلفية الجهادية، التي تعمل في ريف دمشق، حيث تنتشر هذه المخازن وتتضمن الخطط المرسومة مشاركة الآلاف من قوات دول العالم الحر مع التركيز على إطلاق صواريخ "كروز"
من البحر ومحاولة تدمير الترسانة الكيماوية والمقرات العسكرية المسؤولة عن
البرنامج الكيماوي بواسطة طائرات مقاتلة مع
قيام الجيش السوري بإعادة نشرها وتحريكها في البلاد
لكن من أهم العوامل التي
قد تقلق الولايات المتحدة فى حالة تورطها عسكرياً وفقاً لمارتن ديمسى ,هو صواريخ
"إس _300"الروسية القادرة على اعتراض مسار الطائرات والصواريخ
الباليستية بكفاءة عالية ,ولم يتضح حتى الآن إن كانت روسيا قد سلمت الدفعة الأولى
من الصواريخ أم لا وأوضح ديمسى أن الهجوم "المحدود "وحده
سيحتاج إلى مئات الطيارات والسفن الحربية والغواصات وقد تصل تكلفة ذلك إلى
مليارات الدولارات لكنه أكد أن نجاح العملية العسكرية وتغيير ميزان القوى لمصلحة
الثوار سيعجل من سقوط الأسد الكيماوي بأيدي الثوار,وهذا قد لا يخدم المصالح
الامريكية مستقبلاً حيث ستستمر الصراعات
الداخلية على الحكم بالرغم من تأكيده أن عددا كبيرا من المسؤولين الأمريكيين ,امتلاك
المخابرات الأمريكية لأدلة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك ,استخدام الجيش السوري
للأسلحة الكيميائية عن عمد لقمع المعارضة ,وأن الإدارة الامريكية بهذه
المعلومات وترفض نشرها حتى لا يوحى الكشف عنها في الوقت الحالي باقتراب موعد
العملية العسكرية ,وسيتم الكشف عنها قبل الإقدام على العملية بساعات قليلة
,وهو ما أدركه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي أصدر أوامره بعدم
الحديث في الشأن السوري في هذه الأثناء ,وعلى الرغم من ذلك خرجت تصريحات من بعض
المسؤولين من أبرزهم وزير الأمن الداخلي إسحاق أهارونوفيتش الذي أكد امتلاك
إسرائيل لمعلومات تؤكد استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية لقمع الثوار ، كما تشير
التقديرات الإسرائيلية أن التهديدات الامريكية قد تدخل إلى حيز التنفيذ قريباً
ولكن دون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ,إذ رأى عدد من الخبراء العسكريين في
تل أبيب أن أوباما سيقوم بإصدار أوامره بالقيام بعملية عسكرية محددة ,تدار
من بعيد عن طريق الصواريخ الموجهة التي سيتم إطلاقها من الجو والبحر حتى لا يتم
المغامرة بحياة الطيارين الأمريكيين ,وستشمل العملية قصف عدد من الأهداف العسكرية الأسدية
ومستودعات الأسلحة الكيميائية وقواعد السلاح الجوى وبعض الأبنية التابعة
للسلطة الأسدية الحالية ,وفى جميع الأحوال اتفق الخبراء على عدم قيام القوات الأمريكية
بغزو الأراضي السورية عن طريق عملية برية واسعة النطاق ، لكن على الرغم من
صدور توجيهات للقيادات العسكرية الإسرائيلية بضرورة الاستعداد لجميع السيناريوهات
المطروحة ,إلا أن الخبراء أكدوا ضعف احتمال لجوء بشار الكيماوي للهجوم على
إسرائيل لكسب بعض التأييد العربي فلن يكسر بشار القاعدة ويغامر بالهجوم على
إسرائيل ويعرض نظامه وطائفته للانهيار والإبادة .
الولايات المتحدة الأمريكية
تمتلك عدد كبير من القواعد العسكرية داخل الشرق الأوسط ومن خلالها سيتاح لها استخدام
المقاتلات والطائرات التي تعمل بدون طيار في تنفيذ الهجوم ,كما أنه بإمكان
الولايات المتحدة فرض حظر الطيران على الطائرات السورية بمعنى أن يتم إسقاط أي
طائرة تابعة للأسد الكيماوي على الفور وقت انطلاقها ,كما تمتلك الولايات المتحدة
أعداد كبيرة من السفن والغواصات التي بإمكانها إصابة أهداف مركزة في العُمق السوري
,وبإمكانها أيضاً إطلاق صواريخ "توم هوك" لضرب مخازن الأسلحة الكيميائية
ومراكز السلطة ، فلأمريكيون غير مهتمين بالقيام بعملية برية واسعة النطاق وذلك
بسبب تجاربهم السابقة في هذا الشأن,وإن كانت لديهم خطة سابقة أوصت بإدخال 60
الف جندي إلى الأراضي السورية على شاكلة عمليتي العراق وأفغانستان ,وعلى الرغم من
سهولة السيطرة على الأراضي السورية بشكل سريع في ظل الأوضاع الحالية ,إلا أن
أوباما لن يوافق على توريط شعبه في عملية جديدة من هذا النوع خاصة بعد خروج القوات
الأمريكية من العراق مؤخراً ,بينما يبقى الاحتمال الوحيد للاجتياح البرى على
شاكلة دخول قوات من الكوماندوز لتنفيذ مهام محددة ومركزة
والأهداف التى ستقوم
بضربها القوات الأمريكية والدول الداعمة للشعب السوري مايلي :
·
قصور بشار الكيماوي
· مبنى هيئة الأركان الأسدية وهو ما سيشكل ضربة قاصمة للنظام الأسدي الكيماوي
· سلاح الصواريخ الأسدي والمطارات العسكرية والمدنية العسكرية
· مستودعات الأسلحة الكيميائية
· مقر القوات الجوية
· العديد من القواعد العسكرية
· تركزات الصواريخ المضادة للطائرات
· المقرات الأمنية والمخابراتية
·
مقرات أجهزة
الاتصالات والمقرات اللوجستية الأسدية .
وأشار الخبراء أنه في
جميع الأحوال ستعمل الولايات المتحدة بشتى الطرق تجنيد العالم العربي في هذه
العملية مع استبعاد تام لبدء العملية من داخل إسرائيل حتى لا يتم توريطها في حرب
غير مأمونة العواقب فالمعارضة السورية
تمثل فعليا أكثر من 70% من البلاد، سكانا ومساحة، وبالتالي لن يستطيع النجاة وسط
هذا البحر المعادي لزمن طويل، مهما دام الدعم الخارجي له.
وبالفعل فقد بدأت أميركا وحلفاؤها التمهيد للتدخل من خلال فتح مناوشات لفتح جبهة
القلمون - الزبداني في عملية هدفها إشعال أكثر من جبهة في وجه الجيش السوري وتشتيت
قواته تمهيداً لغزو بري من قبل الجيش الحر بالتزامن مع القصف الصاروخي الأميركي من
البحر والجو حين تدقّ الساعة صفر حيث أن فتح جبهة القلمون - الزبداني سيدفع بحلفاء
دمشق في إشارة ضمنية إلى حزب الله للهجوم من سلسلة الجبال الشرقية في اتجاه تطهير
منطقة الحدود اللبنانية - السورية، بعدما كانت تأجّلت هذه العملية إلى ما بعد الانتهاء
من السيطرة على الفوطة الشرقية ، وسيتم استخدام وتفعيل
نظرية الصدمة والترويع، والإفادة من الأرض من خلال تقدُّم بري تتولاه المجموعات
السورية المدربة والمسلحة بأسلحة نوعية
النظام الأسدي الكيماوي سيتخذ قرارات صعبة في ضوء
هذا السيناريو، منها إستعمال اسلحة تقليدية وغير تقليدية تستهدف، ليس فقط القوات
المهاجمة، بل أمكنة انطلاقها ومعسكرات تدريبها
وبالفعل
فقد هدد الأسد الكيماوي من أن إمكان
مشاركة فرنسا في الضربة العسكرية سيجعل مصالحها ورعاياها او أي دولة تعلن الحرب
على سورية ستكون أهدافاً متنقلة بما فيها قوة «اليونيفيل» الموجودة في جنوب لبنان لكن الولايات المتحدة وحلفاءها تتحضّر له الولايات المتحدة وأعوانها
يقوم على القصف، انطلاقاً من مبدأ الصدمة والترويع والضربة الاستباقية، والإفادة
من الأرض من خلال تقدُّم بري تتولاه المجموعات السورية الدربة من الجيش الحر
والقوى الثورية ، وبالنسبة لإيران فهي متواطئة مع الغرب فسوريا يحكمها إيرانيون
أو تابعيهم وقد تم إعطاء ضوء أخضر غربي لإيران بدعم بشار حتى
يطالب السوريون للإستنجاد بدول العالم الحر للتخلص من نظام إرهابي لا يرحم وبطبيعة الحال لا يوجد فائدة إستراتيجية كبيرة
لإيران في سوريا وحزب الله الذي انتهت صلاحيته
والأسلحة التي سيتم استخدامها
في الضربة العسكرية هي :
·
صواريخ موجّهة مدمّرة:
لدى الولايات المتحدة أربع مدمرات حاملة صواريخ موجهة في البحر الأبيض المتوسط -
يو اس اس شديد، يو اس اس باري، يو اس اس راماج وUSS ماهان. يمكن للسفن تحمل أقصى
من 90-96 صواريخ كروز توماهوك.
·
صواريخ موجّهة مدمّرة
"التوماهوك": من المرجح أن تكون صواريخ توماهوك هي خيار الرئيس الامريكي
أوباما في الهجوم على سوريا لأن مداها يصل إلى نحو 1،000 ميل (1،610 كم) وبالتالي سيتم
تدمير الدفاعات الجوية السورية.
·
الغواصات: الولايات المتحدة لديها 58 غواصة قادرة
على إطلاق صواريخ كروز توماهوك، بما في ذلك أربع غواصات لإطلاق الصواريخ الموجهة
خصيصا قادرة على حمل ما يصل الى 154 صاروخ لكل منهما
·
الطائرات: طائرات يو إس B-1، B-2 والقاذفات B-52 قادرة على حمل صواريخ
كروز التي تطلق من الجو.
·
حاملات الطائرات: حاملة
الطائرات يو اس اس هاري ترومان في شمال بحر العرب حاملة الطائرات USS نيميتز في المحيط الهندي،
لكن من غير المرجح مشاركتهما
·
سفينة هجوم برمائي:
السفينة يو اس اس كيرسارج انتهت عملها على البر ومن الممكن عودتها من الخليج إلى السواحل التركية
أو السورية أو اللبنانية
·
يمكن أن تستخدم الولايات
المتحدة الأمريكية طائراتها الموجودة في بلدان المنطقة لتدمير الدفاعات الجوية
السورية.
·
قاذفة أمريكية هبطت في
قاعدة أنجرليك التركية مما قد يعني أن القصف على سوريا سينطلق غربا من البحر ومن
الشمال عبر الأجواء التركية وبرا وجوا من الجنوب عبر الأردن.
·
ستشارك القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والأسترالية والكندية التي في
العمليات العسكرية ضد الأسد
الكيماوي
وبالنسبة للأسد الكيماوي فهو يمتلك ترسانة صواريخ إيرانية وروسية وصينية ضخمة وغموض حول تسلم
سوريا منظومة سام المتطورة للصواريخ لكن التحالف الغربي سيعتمد على قواته البحرية
والجوية لتسديد ضربات مؤلمة من مسافات بعيدة جداً عن متناول الجيش السوري، لكن من
أبرز الأسلحة التي ستدخل المعركة المنتظرة، الطائرات بلا طيار من طراز "غلوبل
هوك" التي انطلقت من قواعدها القطرية والتركية لمراقبة سوريا على مدار الساعة،
وإذا دقت ساعة الحرب، ستنطلق من قطر القاذفات الشهيرة ب-1، في حين تطير ال F-16 وF-15 من قاعدة أنجرليك التركية، وسودا باي اليونانية ، كما قامت الولايات المتحدة بإيفاد القاذفات
الضخمة
B-52 ،
وكذلك
B-2 المعروفة باسم القاذفة الشبح من
ميسوري من جهة أخرى، وستستعين الولايات المتحدة في الحرب المنتظرة بصواريخها جوّ أرض من فئتي كروز وتوماهوك، وبالنسبة
لبريطانيا ستدخل الحرب من قبرص بفضل طائرات تورنادو المزودة بالصواريخ الجوالة جوّ
أرض وهي نفس الصواريخ التي تتوفر في طائرات ميراج المقاتلة من فرنسا ،وطبيعة
النزاع العسكري ستفرض على التحالف الغربي الاعتماد على القوات البحرية بشكل كبير،
وعليه توجهت إلى المنطقة 4 مدمرات أمريكية من صنف أرلايغ بورك، مصحوبة بغواصة
نووية بريطانية من طراز "ترافلغار"، وجميعها جاهزة متى صدر الأمر لاطلاق
صواريخ توماهوك ، وعند الضرورة
يمكن الاستنجاد بالأسطول الخامس المرابط في المحيط الهندي وطائراته الفعالة F-18.
يمكن لنظام الأسد الكيماوي الذي يمتلك أحد أقوى أجهزة الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، الاعتماد على الرادار " فيلفولي" القوي والصواريخ الروسية ،ومن الممكن أن تلعب القوات الجوية السورية دورأ مؤثراً بفضل الطائرات الحربية، التي لا تزال قادرة على التسبب في أذى كبير للمهاجمين رغم تراجع عددها وصيانتها بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين حيث يمتلك الأسد حوالي 50-150طائرة قادرة على القتال خاصة ميغ 29 وسوخوي، والطائرات القديمة ميغ 23 و 21، التي تعود إلى الحقبة السوفياتية ، لكن سيتم إسقاطها بمجرد إقلاعها من مطارتها
أما الصواريخ الباليستية فتوفر للقوات السورية إمكانية كبيرة للدفاع عن نفسها، وخاصة في ظل الغموض المرافق لتسلم سوريا أنظمة الصواريخ المرعبة من طراز سام الS-.300، لكن مع ذلك تملك سوريا أنواعا قديمة من صواريخ سام من مختلف الأجيال من الأجيال 2 حتى8، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات الروسية من طراز Buk، وربما أيضا الصواريخ المضادة للصواريخ الجوالة من طراز كروز أو توماهوك ، لكن سيتم تدميرها في اللحظة التي تتحرك فيها مع تدمير قواعدها كاملة
أما البحرية الحربية السورية فهي غير قادرة على الإفادة من الصواريخ المضادة للسفن الصينية C-802 وخاصة الصواريخ الفعالية الرّوسية Yakhont 2، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، لأنه سيتم إغراقها في مرافئها في اللحظة التي تحاول إطلاقها منها
لكن للانتقام يمكن للأسد إطلاق عشرات الصواريخ على أهداف في الدول المجاورة، بفضل الاحتياطي الهائل من الصواريخ المتكدّس لديه، وأهمها "سكود" الروسية أو تلك المعدلة في سوريا، وإسكندر الروسية وهوايسونغ الكورية الشمالية، إضافة إلى زلزال وفاتح وشهاب الإيرانية وجميعها صواريخ لا يتجاوز مداها ألف كيلومتر. ، لكن الدول المجاورة سترد عليه بكثافة أكبر بكثير مما يصيبها ومن المؤكد أن ستدمر بصواريخ باتريوت التي تملكها الدول المجاورة ، ومن ثم يأتي الرد قاسياً على نظام الأسد الكيماوي وجيشه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق