نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

نموذج الحب والحرب

أرحب بكل نقد أو استفسار

عالم السياسة والاقتصاد والقانون

هذه المدونة تعبر عن الكثير من الأبحاث التي قدمتها

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

ماذا بعد المبادرة الروسية لتسليم الأسد الكيماوي لسلاحه وتدميره وانضمامه لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشام


ماذا بعد المبادرة الروسية لتسليم الأسد الكيماوي لسلاحه وتدميره وانضمامه لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل

الثورة السورية دخلت في مسارها مرحلة جديدة بعد الهجوم الكيميائي على الغوطة ذلك أنه على الرغم من اتساع المعارضة الأميركية بين الرأي العام والكونغرس لتنفيذ ضربة عسكرية فإن احتمالها بقي قائما ، وكانت إستراتيجية الولايات المتحدة منذ انطلاق الثورة السورية حتى استخدام الكيميائي يوم 21  أغسطس الماضي في أربع نقاط، وهي: الاكتفاء بالضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وعدم اعتبار الأزمة السورية تهديدا للأمن القومي الأميركي ما دام ممكنا إبقاء الصراع محصورا داخل حدود سوريا، وتوصيف الصراع على أنه "حرب أهلية" طويلة مما يفرض ابتعاد الولايات المتحدة عن الانخراط المباشر لا سيما بوجود "قوى متطرفة"، إضافة لرفض تسليح المعارضة السورية.
الرئيس الأميركي باراك أوباما فضّل التنسيق مع روسيا لإيجاد حل سياسي وفق اتفاق جنيف. ولضمان هذا الخيار حذّر أوباما النظام السوري من أن استخدام السلاح الكيميائي يعد "خطًا أحمر" سيغير موقفهhttp://www.aljazeera.net/App_Themes/SharedImages/top-page.gif ، لكن مجزرة الغوطة أحرجت أوباما ووضعته أمام استحقاق التعامل مع تجاوز الخطوط الحمر، فأعلن قرار توجيه ضربة سريعة وعاجلة ضد النظام، فأهداف الضربة هي معاقبة النظام لتجاوزه "الخطوط الحمر" وإخراج أوباما من الحرج بعد الانتقادات الداخلية المتزايدة التي تصفه بالضعف و تدمير القدرات الكيميائية للنظام السوري لمنعه من استخدامها ضد حلفاء الولايات المتحدة وسعي واشنطن لتحذير "الدول المارقة" مثل إيران وكوريا الشمالية برد عقابي حازم إذا سعت لامتلاك أسلحة الدمار الشامل أو تطويرها ، فأوباما لم يلتفت إلى أهداف الثورة وقضايا الشعب السوري، ولم يتطرق إلى نشر الديمقراطية أو مكافحة الإرهاب والاستبداد، بل قصر خطابه على مصالح بلاده وحلفائها، وأكد أن الضربة ستكون محدودة ولا تهدف إلى إسقاط النظام.
لكن الحراك الدبلوماسي الذي أعقب قرار أوباما، من خلال إعلان روسيا عن "مبادرة" لوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الإشراف الدولي وتدميره لاحقا بعد انضمام النظام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، مما أدى لتراجع حماس أوباما للضربة، وحصر التطورات ضمن ثلاثة احتمالات رئيسية ، أولها تسوية تقتصر على قضية السلاح الكيميائي، بحيث تظهر أوباما قائدا قويا أجبر روسيا والنظام السوري على التراجع، وهكذا يستمر الصراع في انتظار ظروف ملائمة لبلوغ "تسوية فتركيز أوباما على السلاح الكيميائي وتجاهله للمأساة السورية يجعل هذا الخيار "الأكثر رجحانًا" ، لكن قد تكون التسوية الكيميائية مدخلا لإطار شامل للحل، فهناك ضغوط عربية ودولية على أوباما لمعاقبة النظام السوري، مما قد يدفع باتجاه حل سياسي وتشكيل حكومة مؤقتة من النظام والمعارضة، لكن لن يقبل لا النظام الضعيف ولا المعارضة المشرذمة بعملية سياسية ، إلا أن تضارب مصالح القوى الدولية والإقليمية قد يعيد المشهد إلى ما قبل المبادرة الروسية، ويعني توجيه ضربة للأسد الكيماوي مع تصويت الكونغرس عليها والسبب أنه سيعمل النظام الأسدي الكيماوي على إخفاء معظم الأسلحة ويقوم بتسليم بعضها ، لكن أمريكا ستقول له أين الباقي وفجأة سيتم اكتشاف أسلحة كيماوية في مكان ما ، عندها سيتعرض الأسد الكيماوي للضربة العسكرية ، وتنتقده روسيا وإيران والصين وكل الدول الحليفة له على أساس أنه خدعها ، ومن ثم سيجتمع مجلس الأمن ويقرر بالإجماع ضرب النظام الأسدي الكيماوي ، وبالأحرى إنهاءه ، المشكلة الرئيسية أن من سيطعنه الطعنة النهائية هي إيران نفسها لأنها الحاكمة الفعلية لسوريا ، حيث تخبئ أسلحة كيماوية لا يعلم بها قادة النظام نفسه ، وسيتم الكشف عنها بعد فترة وجيزة من إعلان الأسد الكيماوي تسليمه للسلاح الكيماوي ، هنا سيتخلى الجميع عن الأسد الكيماوي ، ومصلحة إيران من ذلك المحافظة على حكم نظام الملالي فيها حيث يعاني من الضعف والبديل موجود من خلال السيدة مريم رجوي رئيسة جمهوية إيران الحقيقية ، وبعد سقوط الأسد الكيماوي سيتم الشروع بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ، فلا أحد يظن أن مشروع الشرق الأوسط الجديد من الممكن أن يوقفه غباء وبلاهة النظام الأسدي الكيماوي الذي حتى وقت قريب لم يكن يعترف بوجود سلاح كيماوي لديه ، لكن في ظل هذه الفترة الانتقالية على الشعب السوري مواصلة الاعتماد على نفسه حاليا والارتقاء بدرجة التضامن الداخلي وبأداء قواه السياسية والمقاتلة.http://www.aljazeera.net/App_Themes/SharedImages/top-page.gif


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق